5 محاولات درامية يائسة لفهم جيل مواليد الألفية الجديدة
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
جيل فريد من نوعه، ينفرد بسمات وصراعات، وأعباء ومهارات، ومسؤوليات لم يحدث أن حملها جيل سابق في تاريخ البشرية، إذ جاءت نشأته مواكبة لتحولات كبرى في مختلف مجالات الحياة بشكل عام، وفي مجال التكنولوجيا بشكل خاص.
أُطلق عليه جيل "زد" (Z) أو الجيل الذي وُلِد بين عامي 1995 و2012، وقد واكبت طفولة وصبا ذلك الجيل ثورة رقمية وشبكة عنكبوتية، فتحول التليفون إلى محمول، وأصبحت الشبكة العنكبوتية هي الصديق والطبيب بل والمستشار الموثوق.
حاولت السينما في عدد من الأعمال الإبحار في وجدان وعقل هذا الجيل، وشاركته خوض صراعات مع الهوية والصحة النفسية والعلاقات ودور التكنولوجيا المنتشر في حياته، وجسدت الأفلام جيلا يتصارع مع القلق والتغير المناخي والشمولية والرغبة في الأصالة، وغالبا ما تعرض مرونته وإبداعه.
وبدءا من الأعمال الدرامية التي تتناول بلوغ سن الرشد إلى الأفلام الوثائقية المثيرة للتفكير، تسلط هذه الأفلام الضوء على تعقيدات النمو في عصر تتشكل فيه وسائل التواصل الاجتماعي والأزمات العالمية، سواء من خلال قصص شخصية عميقة أو انتقادات مجتمعية أكبر، تلقي هذه الأفلام نظرة على التحديات والتطلعات الفريدة التي يواجهونها.
إعلان 1- "الصف الثامن" 2018 (Eighth Grade)في أول أفلامه الروائية الطويلة، جسّد المخرج الشاب بو بورنهام مشاعر القلق وكراهية الذات والتجديد التي تمر بها فتاة مراهقة على أعتاب المدرسة الثانوية، ويبلغ بورنهام 27 عاما فقط، وقد حقق شهرة كبيرة من خلال فيديو على " اليوتيوب" يشكو فيه من مشاعر عدم الإحساس بالأمان التي كانت تنتابه حين كان في سن المراهقة، وحقق شهرة كبيرة بسببه.
ويعيد بورنهام سرد تلك المشاعر، ولكن عبر فتاة تدعى كايلا تقضي الأيام الأخيرة من عامها الدراسي الثامن، مع تغيير بطل الحكاية من ذكر إلى أنثى. تلجأ كايلا البالغة من العمر 13 عاما إلى يوتيوب للتعبير عن نفسها، حيث تقوم بعمل مدونات نصائح تتظاهر فيها بأنها متماسكة.
لم تكن كايلا في الواقع إلا شخصية متجهمة وصامتة، خاصة في المواقف التي تجمعها مع والدها وأقرانها في المدرسة، وكان سلوكها أكثر لطفا مع كل هؤلاء من خلال إنستغرام وتويتر، وتتحول مقاطع الفيديو الخاصة بها على يوتيوب إلى أداة رصد لآمالها وأحلامها، وهي أشبه بمذكرات ملهمة على الإنترنت.
ويُعد الصدق الفني، الذي كان ميثاق الفيلم في كل مراحله، هو السبب المباشر لإقبال كل الأجيال عليه، وليس "جيل زد" وحده، فقد اختار نموذجا لفتاة تعيش في الواقع الاجتماعي، وقام بتحليل تفاصيل أدائها في الحياة اليومية وصولا إلى همومها وأحلامها وأحزانها، وموقفها من العالم ومن نفسها في ظل آليات لم تتوفر لباقي الأجيال، ورصد القلق، وتحولات الصورة الذاتية، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي، والشوق إلى التواصل الحقيقي في شخصيتها.
أنتج "الصف الثامن" عام 2017 وهو من تأليف وإخراج بو برونهام وبطولة إلسي فيشر، وجون هاميلتون، وايميلي روبنسون، وبلغ التقييم النقدي للفيلم 99% من خلال 322 مراجعة، أما الجمهور، فقد منحه 5000 مشاهد نسبة جودة 82% على موقع "روتين توميتوز".
إعلان 2- "المعضلة الاجتماعية" 2020 (The Social Dilemma)ويقدم المخرج الأميركي جيف أورلوفسكي فيلما وثائقيا دراميا، يستكشف التأثير الخطير لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية واتخاذ القرار والمجتمع، ويسلط الضوء على كيفية تلاعب الخوارزميات بالمستخدمين، خاصة الشباب، وحصل أورلوفسكي على جائزة إيمي عن وثائقي "مطاردة الشعاب المرجانية"، ويعكس "المعضلة الاجتماعية" حالة الجيل Z، ويتناول العبء النفسي لوسائل التواصل الاجتماعي ونضالهم من أجل الأصالة في عالم الإنترنت المصطنع.
تدور أحداث فيلم "المعضلة الاجتماعية" في العالم المظلم لوادي السيليكون، وتكشف شهادات الخبراء من المبلغين عن المخالفات التقنية أن الخدمات التي تقدمها شركات التكنولوجيا الكبرى المتخصصة في محركات البحث، والشبكات، والمعلومات الفورية، هي فخاخ لصيد الجماهير التي تتحول إلى السلعة الحقيقية التي تبيعها الشركات.
شارك في كتابة "المعضلة الاجتماعية" كل من فيكي كورتيس وديفيس كومب وجيف أورلوفسكي-يانغ، والبطولة لكل من تريستان هاريس وجيف ريتشاردسون.
3- "بوكسمارت" 2019 (Booksmart)وتطرح المخرجة والممثلة والناشطة أوليفيا وايلد في فيلم "بوكسمارت" قضايا "جيل زد" من خلال قصة الصديقتين "إيمي" و"مولي" اللتين تدركان في ليلة تخرجهما من المدرسة الثانوية أن الجانب الممتع من سنوات المراهقة قد فاتهما، وتحاولان تعويض ذلك. ويتناول الفيلم فكرة التوازن بين الطموح والمتعة لدى الجيل زد.
قدمت أوليفيا وايلد في هذا العمل واحدا من أفضل أفلام عام 2019، كما أضافت إلى أدبيات دراسة مرحلة المراهقة لدى الآباء والمهتمين بالتربية وعلم النفس على حد سواء، وقد ساهم الأداء المدهش لبطلات العمل في ذلك النجاح الكبير. وشارك في كتابة "بوكسمارت" كل من إيميلي هالبيرن وسارة هاسكينز وسوزانا فوغل، والبطولة لكل من كاثلين ديفر وبيني فلدشتين وجيسيكا ويليامز.
حصل الفيلم النسائي بامتياز على نسبة 96% في تقييم النقاد، لكن الجمهور اكتفى بمنحه نسبة 77% على موقع "روتين توميتوز" السينمائي.
إعلان 4 – "ليدي بيرد" 2017 Lady Birdقدمت غريتا غروينغ، مخرجة "باربي"، في عام 2017 فيلم "ليدي بيرد" الذي يدو رحول كريستين ماك فيرسون، طالبة في المدرسة الثانوية، تعاني من التوتر في علاقتها مع والدتها، وتحلم بالهروب من بلدتها الصغيرة، وتكافح من أجل العثور على هويتها، وفي سبيل ذلك تحاول أن تشق طريقها الخاص، وتعاملت غريتا (الكاتبة والممثلة أيضا) في الفيلم مع أكثر من أزمة تواجه المراهق أو المراهقة، خاصة في علاقته بالمكان الذي نشأ فيه، فلم تكن أزمة العلاقة المتوترة بالأم والأب العاطل وحدها هي السبب، وإنما عدم الرضا بالإقامة في ساكرامنتو، ورؤية الفتاة لها باعتبارها مكانا يضيق بأحلامها.
حظي "ليدي بيرد" بشعبية كبيرة بين أبناء هذا الجيل، لشدة صدقه ومواكبته للقضية الأهم لدى كل مراهق، وهي أن يكون هو نفسه ولا يكون انعكاسا لآخر حتى لو كان ذلك الآخر هو الأب أو الأم.
حقق الفيلم أول نجاح كبير لغريتا غروينغ كمخرجة التي كتبت السيناريو أيضا، والبطولة لكل من ساويرس رونان ولوري ميتكال وتريسي ليتس.
وقد حظي الفيلم بتقييم نقدي وصل إلى 99%، في حين منحه الجمهور 79% فقط، على موقع "روتين توميتوز".
5 – "نحن من نحن" 2020 We Are Who We Areيقدم المخرج الأميركي ذو الأصل الإيطالي لوكا غوادانينو، في مسلسل من موسم واحد "نحن من نحن"، محاولة للكشف عن جوانب مبهجة في مراهقة جيل Z، وتدور أحداثه في قاعدة عسكرية أميركية بإيطاليا، ويتابع المشاهد مراهقان، "فريزر" و"كاثلين"، وهما يستكشفان هويتهما وعلاقاتهما. ويلتقط المسلسل نهج الجيل زد الغريب تجاه الهوية، وصراعاتهم مع الانتماء، ودافعهم لتعريف أنفسهم خارج الفئات التقليدية.
جاء تقديم غواديينيو للقصة في شكل مسلسل وليس فيلم، لصالح العمل، الذي امتلك الوقت لعرض التفاصيل الصغيرة ذات الدلالة، والتي قد يؤدي الاختزال في الفيلم السينمائي إلى تجاهلها، وهو ما أدى إلى المزيد من الإشباع الدرامي، والشاعرية في السرد التي اشتهر بها لو غواديينيو، وإن فقد جمهور الإيقاع السريع وأفلام الحركة.
إعلانقدم أدوار البطولة في "نحن من نحن" كل من جاك ديلان غرايزر وجوردان كريستين سيمون. وتدور أحداث القصة حول فريزر، وهو مراهق أمريكي هادئ ومتهور في الوقت نفسه أثناء انتقاله إلى إيطاليا، حيث تستقر والدته سارة (الممثلة كلوي سيفيني) مع زوجته ماغي (الممثلة أليس براغا). وفي الحلقات القليلة الأولى، نرى فريزر يكافح من أجل الاندماج في هذه الحياة الجديدة قبل أن يلتقي بكاثلين، وسرعان ما يشرعان في رحلة لاكتشاف الذات والاستكشاف في محاولة لمعرفة من هما ومن يمكن أن يكونا، وصولا إلى تشكيل ثقافة ثالثة يعبر عنها طفلان أميركيان نشآ في إيطاليا.
جاء التقدير النقدي لمسلسل "نحن من نحن" قريبا من 90%، وبلغ تقييم الجمهور 75% على موقع روتين توميتوز.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات التواصل الاجتماعی نحن من نحن على موقع من خلال جیل زد
إقرأ أيضاً:
«دبي للصحافة» يفتح باب المشاركة في جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب
دبي - «وام»
أعلن «نادي دبي للصحافة» فتح باب تلقّي طلبات المشاركة في جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب في دورتها الخامسة ولمدة شهر كامل اعتباراً من يوم غدٍ وحتى الخامس عشر من شهر مايو 2025، لإتاحة الفرصة الكافية للمشاركة من جميع أنحاء العالم العربي.
وكشف النادي عن إضافة فئات جديدة للجائزة لتصل إلى 12 فئة وذلك في إطار عملية التطوير المستمر التي تخضع لها مبادراته ومشاريعه كافة، حيث تم إضافة فئات، الاقتصاد، والبودكاست، «أفضل منصة إخبارية» وفئة «أفضل منصة للطفل»، إضافة إلى فئات الجائزة التي شملتها الدورات السابقة وهي «شخصية العام المؤثرة»، ريادة الأعمال، خدمة المجتمع والصحة، الرياضة، الثقافة، السياحة، الفنون والترفيه.
وأكدت مريم الملا، مديرة نادي دبي للصحافة بالإنابة، أن الجائزة تستلهم رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لمستقبل الإعلام الرقمي وتأكيد دوره الإيجابي في بناء المستقبل ونشر القيم والمفاهيم الإيجابية، كما تترجم توجيهات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، في توثيق التعاون مع رواد التواصل لتأكيد توظيف شعبيتهم الكبيرة فيما يخدم الناس ويقدم الأفكار النافعة لهم.
تحفيز الأدوار الإيجابيةوأضافت أن الجائزة تمضي في تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها في تحفيز الأدوار الإيجابية لرواد التواصل الاجتماعي وتشجيع التميز في تقديم محتوى رفيع المستوى وأفكار تخدم المجتمعات العربية وتمكنها من اكتشاف طاقاتها الكامنة وتسهم في تعزيز طموحات مجتمعاتها نحو مستقبل أفضل وروعي في فئات الجائزة التنوع والشمولية لتغطي مختلف أوجه الحياة وقطاعاتها الحيوية.
من جانبه أكد جاسم الشمسي، مدير جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب اعتزاز نادي دبي للصحافة بتكامل الجائزة مع المبادرات والمشاريع الاستراتيجية التي عمل عليها النادي منذ انطلاقه قبل أكثر من ربع قرن، لتصبح اليوم من أبرز الفعاليات الداعمة للعمل الإعلامي على الصعيد العربي الأشمل وفي مقدمتها «قمة الإعلام العربي» الذي حافظ على مكانته حتى اليوم كالتجمع المهني الأهم للعاملين في المجال الإعلامي على مستوى العالم العربي، و«جائزة الإعلام العربي»، المنصة الأبرز للاحتفاء بالتميز في عالم الصحافة التقليدية والرقمية عربياً.
وأوضح الشمسي أن تكريم الفائزين سيتم خلال شهر مايو المقبل ضمن أعمال «قمة الإعلام العربي» 2025 وأمام جمع يضم أبرز وأهم قيادات العمل الإعلامي في المنطقة، مؤكداً أن اختيار الفائزين يتم عبر سلسلة من التقييمات وفق معايير مهنية يشارك في وضعها مجموعة من أبرز الخبراء في مجال الإعلام الرقمي وفي إطار كامل من الأمانة المهنية والموضوعية والحياد، لضمان اختيار أفضل من يستحق على مستوى العالم العربي الوصول إلى منصة التتويج.
وعن أسلوب الترشح للجائزة، أعربت سلمى المنصوري، عضو اللجنة التنظيمية لجائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب، عن ترحيب النادي بجميع المشاركات من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، إما بقيام المرشح نفسه بالتسجيل في الجائزة، أو من خلال ترشيح آخرين له، إذا ما وجدوا فيه السمات والإنجازات التي تؤهله للمنافسة على الفوز بإحدى فئات الجائزة وبما يتوافق مع متطلبات واشتراطات ومعايير الجائزة وذلك عبر المنصة الرقمية https://dpc.org.ae/ar/asmis والتي يمكن من خلالها أيضاً الاطلاع على تفاصيل فئات الجائزة ومعاييرها.
تأتي النسخة الخامسة من جائزة «رواد التواصل الاجتماعي العرب» في وقت تتسارع فيه تطورات التكنولوجيا الرقمية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وأدوات التحليل الرقمي وصناعة المحتوى حيث تواصل الجائزة تحفيز المؤثرين على المبادرة إلى تطوير مهاراتهم والابتعاد عن المحتوى السطحي أو المثير للجدل أو أي محتوى لا يكون له قيمة حقيقية ومردود ذو تأثير إيجابي، والتركيز على تقديم الأفكار التي تخدم المجتمعات وتقدم له قيمة مضافة حقيقية في مختلف المجالات.