بوابة الوفد:
2025-02-11@08:17:35 GMT

سوريا.. النكسة الثانية

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

سقط بشار الأسد ودفعت سوريا الثمن، فرح السوريون وضربوا النار فى الهواء، وضاعت الدولة، واستباحت إسرائيل سماء سوريا، بدءا من جبل الشيخ حتى حمص وحماة وحلب واللاذقية ودمشق، بعد أن دمرت جميع منظومة الجيش، برا وبحرا وجوا.

نجحت تركيا فى إسقاط الأسد بالخيانة والتنسيق مع إسرائيل وأمريكا، ولكنها فشلت فى الحفاظ على سوريا الدولة، وسلمتها تسليم أهالى للفصائل والسفاحين فى تل أبيب، الذين شرعوا في اغتيال كبار علماء الذرة والمتخصصين فى الأبحاث النووية، قبل أن يدمروا جميع المطارات العسكرية والمدنية ومراكز الأبحاث ومخازن الذخيرة والرادارات وكل أنظمة الدفاع الجوى بـ 350 غارة جوية هى الأكبر فى تاريخ الاحتلال.

مزيج غريب من الميليشيات والجماعات المتطرفة، يجوبون الشوارع، يقطعون الرؤوس ويعلقون مشانق الانتقام، ويكشفون عن نيتهم الحقيقية فى إقامة دولة الخلافة المزعومة، التى هيأتها لهم أمريكا وإسرائيل؛ لتدمر خلف راية الإرهاب السياسى مقدرات الشعوب العربية، وهو ما يحدث فى سوريا ثانى أكبر قوة عربية عسكرية بعد مصر.

نكسة ثانية للعرب، بعد نكسة 1967، والمستفيد الأول إسرائيل.. ضاعت سوريا ومحمد الجولانى (أحمد الشرع) وشلته، لا يحركون ساكنا، تركوا البلاد عارية أمام نتنياهو، تمزقها أنياب الصهاينة، وأصابع الموساد، وأيادى الميليشيات والدواعش وغيرهم يقودون سوريا إلى حرب أهلية ستحول البلاد إلى أفغانستان جديدة برعاية أمريكا (صانعة الإرهاب).

ورغم تواطؤ «الجولانى» وتنسيقه المسبق مع «نتنياهو»، إلا أن الأخير جاهز دائما لنقض أى اتفاق أو تنسيق من أجل مصلحة إسرائيل، ولذا لم يكن غريبا أن يعلنها صريحة بعد تدميره للقوى العسكرية السورية ويقول «إذا ما هاجمنا نظام الفصائل فسوف نرد بقوة، وسندفّعه ثمنا باهظا، فما حل بالنظام السابق سيحل بهذا النظام».

ولم يكتفِ نتنياهو بما فعله من إبادة عسكرية جديدة فى سوريا، بل ذهب إلى تهديده القادة الجدد فى دمشق أن مصيرهم سيكون نفس مصير الأسد إذا ما ساروا على نفس خطاه وسمحوا لإيران وحزب الله بإعادة ترسيخ وجودهم فى البلاد.

ما كانت تريده إسرائيل حققته عبر كوبرى «هيئة تحرير الشام» وهو القضاء على الجيش القوى الذى كان يديره حزب الله نيابة عن إيران، ولأنها تدرك أن القادة الجدد من أعدائها ولا يقلون خطورة عن حزب الله، تتوغل إسرائيل الآن بجرأة فى الأراضى السورية، وتضع ساقا فوق أخرى، وتهدد الفصائل إذا ما اقتربت من الحدود الإسرائيلية مع سوريا، ولمَ لا وهى العدو الذى لم تطلق عليه تلك الفصائل المتناحرة رصاصة واحدة؟!

لست مع بشار الأسد، وأرفض تماما ما كان يرتكبه نظامه من مذابح ضد الأبرياء، ولكننى كمصرى عربى مسلم أرفض مثل كل الملايين تدوير تل أبيب للأزمة السورية واستغلالها لتحقيق مآربها فى إعادة تشكيل شرق أوسط جديد تكون الكلمة الأولى فيه لـ«الصهيوأمريكية».

إن سوريا الآن تحتاج إلى دعم كل الأنظمة العربية والاسلامية، لحماية شعبها مما يحاك له من سنين، فالمشهد مرعب، وينذر بخطر جسيم، إذا لم يستفق الشعب السورى، ويتحد لمواجهة هذا الطوفان.

وعلينا فى مصر أن نستلهم الدرس مما يحدث حولنا، ونحافظ على دولتنا، بمزيد من الوعى لما يدبر من خطط تستهدف العمود الفقرى للمنطقة، فبعد انهيار الجيش العراقى والقضاء على الجيش السورى، لم يعد أمامهم سوى الجيش المصرى القادر على ردع إسرائيل وتقويض شوكة حلفائها، خذوا من سوريا وقبلها العراق واليمن وليبيا وصولا إلى غزة ولبنان العبرة والعظة.. فنحن لا نتحمل أبدا أوزار نكسة ثالثة.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سقط بشار الأسد منظومة الجيش

إقرأ أيضاً:

إلغاء مسيرة قافلة عسكرية روسية في سوريا بعد تدخل وزارة الدفاع

منعت قوات وزارة الدفاع السورية قافلة عسكرية روسية خرجت من قاعدة "حميميم" الجوية بمحافظة اللاذقية (غرب) من الدخول إلى قاعدة روسية أخرى في محافظة طرطوس جنوب غرب البلاد، حيث تتواجد القاعدتين على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

وكانت القافلة الروسية كانت تضم 30 مركبة وآلية محملة بالصواريخ، حيث تحركت صباحا من قاعدة "حميميم" باتجاه طرطوس، بحسب ما ذكرت وكالة "الأناضول".

وأوقفت نقطة تفتيش عسكرية تابعة للوزارة القافلة الروسية، حيث انتظرت القافلة لمدة 8 ساعات قبل أن تعود أدراجها إلى قاعدة "حميميم" حوالي الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي (3+ توقيت غرينتش).

ويذكر أن روسيا أعادت تموضع قواتها العسكرية في سوريا خلال كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عقب العملية العسكرية التي أطلقتها الفصائل السورية لإسقاط رئيس النظام المخلوع بشار الأسد.


وسحب الجيش الروسي قواته من عدة محافظات سورية إلى قاعدة "حميميم" التي بدأ باستخدامها بموجب اتفاق مع نظام بشار الأسد المخلوع في آب/ أغسطس 2015، قبل أن يوسع وجوده فيها بعد عام واحد فقط من ذلك.

وفي 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق، لينتهي بذلك 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، والذي أصبح رئيسا للبلاد لاحقا، تكليف محمد البشير بتشكيل حكومة لإدارة المرحلة الانتقالية.


ونهاية الشهر الماضي، أكدت الرئاسة الروسية "الكرملين" أن موسكو تؤيد إقامة حوار مستمر مع الإدارة السورية الجديدة.

ووصف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أول زيارة لوفد روسي إلى دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد بأنه "اتصال مهم.. لأنه من الضروري إقامة حوار دائم مع الإدارة السورية والحفاظ عليه. نحن مهتمون بذلك وسنظل كذلك".

مقالات مشابهة

  • الخارجية الروسية: مستمرون في دعم سوريا ونتوقع تطور العلاقات في المستقبل
  • سيطرة “إسرائيل” على سوريا.. مقدّمة لحرب ضدّ إيران
  • إلغاء مسيرة قافلة عسكرية روسية في سوريا بعد تدخل وزارة الدفاع
  • من ضمنها لبنان.. إليكم عدد النازحين العائدين إلى سوريا بعد سقوط الأسد
  • هل يستعيد قطاع النقل في سوريا عافيته بعدما أهمله الأسد؟
  • على الغرب أن يرفع عقوبات سوريا الآن
  • مدبّر مجزرة التضامن.. "صقر" نظام الأسد يثير الغضب في سوريا
  • كيف تبدو أسعار العقارات في سوريا بعد سقوط نظام الأسد؟
  • لبنان.. الجيش يرد على مصادر نيران من سوريا
  • منظمة "الأسلحة الكيميائية" تدعو إلى "انطلاقة جديدة" في سوريا