جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-02@16:45:26 GMT

على لسان موظفي "ساهم"

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

على لسان موظفي 'ساهم'

 

علي بن حمد المسلمي

aha.1970@hotmail.com

استبشرنا خيرًا بعد سنوات مليئة بالتحديات، مرت على الوطن والمواطن نتيجة الصعوبات المالية وأزمة كورونا التي عصفت بالعالم أجمع، ولسان حالنا يقول "إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا"، ونحن نبحث عن وظيفة تقينا حر الصيف، ولفح البرد، وترفع عنا ذُل الحاجة، وترسم البسمة على محيّانا، وتطوي عنا عمر السنين التي كافحنا فيها من أجل شهادة تجعلنا نعبر بها مسلك الحياة، من أجل حياة كريمة لنا وأسرنا.

وظَّفتنا الحكومة مشكورةً ممثلة في وزارة العمل، بعد الأوامر السامية من لدن عاهل البلاد المفدى جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- والذي حث في خطابه السامي على إعطاء أولوية قصوى لملف الباحثين عن عمل. وقد انطلقت مبادرة "ساهم" في عام 2022 كأحد الحلول المؤقتة لحل مشكلة الباحثين عن عمل بعقود مؤقتة براتب وقدره 460 ريالًا عُمانيًا، والتي اعتمد فيها للتوظيف على معيار الكفاءة في الاختبارات والمقابلات الشخصية. وقد اجتزناها والحمد لله بعزيمة وإصرار ويبلغ عددنا ما يقارب 5 آلاف شخص، موزعين على المؤسسات والهيئات الحكومية المختلفة، وأطلقوا علينا مسمى "موظفي ساهم"؛ لنساهم في بناء هذا الوطن العزيز، ولبينا النداء؛ لنكون مع أبناء هذا الوطن لبناءه لبنة لبنة كالبنيان المرصوص تحت ظل القيادة الحكيمة لكي ننعم بخيرات هذا الوطن ونستظل بظله الوارف لننعم بالسكينه والهدوء والطمأنينة. إلّا أنَّ ما يقُض مضجعنا ويُنغِّص عيشَنا، ويُكدِّر علينا صفو الحياة نعيش على الأمل خوفًا من العودة إلى مربع الصفر، باحثين عن عمل أو مُسرَّحين منه؛ لنجد أنفسنا بدون راتب يقينا العوز وبراثن الفقر، ويحرمنا من أبسط مقومات الحياة مما يؤثر علينا نفسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا.

نحن على أبواب أفول سنتين ونحن نرزح تحت وطأة الخوف ينتابنا شعور باليأس بعد مطالبتنا بالتثبيت في وظائفنا من خلال قنوات التواصل الاجتماعي والإعلامي المسموعة والمقروءة والمرئية، ولكن لا مجيب لنا رغم نداءاتنا المتكررة لأصحاب الاختصاص عبر تلك الوسائل الآنفة، فنحن نكابد العيش لاسيما أننا شباب في مقتبل العمر، ومنا من تخطى الثلاثين من العمر لدينا التزامات أسرية، ومنا من يبعد مكان سكنه عن العمل مئات الكيلومترات، راتبنا أقل من قرنائنا في نفس الوظيفة الدائمة، وتطبق علينا نفس القوانين والأنظمة والالتزامات المعمول بها لدى الموظف الدائم من استحقاقات واستقطاعات واجازات وغيرها، لا نستطيع الزواج وأخذ القروض، يتم استقطاع 8% من راتبنا للتأمينات الاجتماعية، دون علاوة سنوية وبدون تأمين اجتماعي ومسجلين كباحثين عن عمل في سجل القوى العاملة وليس كموظفين.

وفي حالة التسريح لا يحق لنا اللجوء إلى صندوق الأمان الوظيفي، فإلى متى سنبقى في هذا الوضع؟! لا سيما وأن الجهات التي نعمل بها تطالب بتثبيتنا، وقد عملت بعض الجهات مشكورة مثل: بلدية مسقط بتثبيت موظفيها، وأيضا هناك مؤسسات قامت بالتجديد لموظفيها لمدة سنتين وبعضها لمدة 4 أشهر وكذلك تم إخضاعنا لمنظومة "إجادة" في التقييم، وقد أثبتنا جدارتنا كل في مجال عمله واختصاصه.

إننا يحدونا الأمل من جهات الاختصاص أن تأخذ بأيدينا فنحن ترعرعنا في ثرى هذا الوطن، وتدثرنا بظلاله الوارفة، ونحن أحق وأولى بخيراته، لا سيما أن الحكومة صرفت علينا الكثير منذ التعليم المدرسي مرورًا بالتعليم الجامعي، واكتسبنا الكثير من المهارات والقدرات في عملنا المؤقت، ولا ننكر جهود حكومتنا الرشيدة وقائدنا المفدى سعيهم الحثيث في وضع الخطط لمعالجة ملف الباحثين عن عمل وفق خطط مدروسة، وكلنا أمل أن يتم تسكيننا في وظائفنا حتى ننعم وأسرنا بالاستقرار والطمأنينة.

حفظ الله عُمان وقائدها وشعبها المعطاء.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ترانزيت الحياة

 

 

فايزة بنت سويلم الكلبانية

faizaalkalbani1@gmail.com

 

 

الحياة ليست سوى سلسلة من المحطات المتلاحقة، تشبه رحلات الطيران التي لا تنتهي؛ لكل منها إقلاعها وهبوطها، وكل وجهة تحمل في طياتها حكاية تختلف عن سابقتها. أمضي في رحلتي الخاصة حاملةً بين جنباتي شغفًا يلهب قلبي، وسفرًا يوسع آفاقي، وعلمًا يروي ظمأ روحي، وعملًا يضع على كتفي أعباءً تصقل شخصيتي.

كان الشغف المحطة الأولى في رحلتي، ذلك الشرر الذي أشعل في داخلي نار الفضول والاكتشاف، وجدت نفسي منجذبةً إلى عالم الكلمة المكتوبة، حيث تحولت الصحافة والكتابة إلى مرآة تعكس ذاتي، هذا الشغف جعلني أرى العالم بعينين لا تملان البحث، ولا تكلان من التطلع إلى ما هو أبعد، ومن بين ثمار هذا الشغف وُلد كتابي "ترانزيت" الذي يمزج بين حبي للكتابة وتجربتي في استكشاف عوالم الاقتصاد والحياة، ليس مجرد صفحات مطبوعة بل جسر بين الأرقام والقلوب، بين النظرية والتجربة الإنسانية، والذي تجدونه في أروقة معرض مسقط الدولي للكتاب بركن مُؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر .

لم يكن السفر مجرد تنقل بين البلدان، بل كان رحلة إلى أعماق الذات، في كل مدينة زارها قلبي قبل أن تزرها قدمي، التقيت وجوهًا تحمل قصصًا مختلفة، كصفحات من كتاب الحياة المفتوح، بعضها يحمل ابتسامة صادقة تُشرق كالشمس، وبعضها يخفي خلفها تعبًا طويلًا أو حكاية مُؤلمة، في زحمة المطارات وضجيج الرحلات، كنت أجد لحظات صفاء أتأمل فيها تناقضات الحياة، وكأن الكون يهمس في أذني بأننا جميعًا مسافرون في رحلة واحدة وإن اختلفت وجهاتنا.

أما العلم فكان المحطة التي أعادت تشكيل وعيي وفتحت أمامي أبوابًا لم أكن أعرف وجودها. اليوم وأنا أخطو أولى خطواتي نحو درجة الدكتوراه في فلسفة الاتِّصال، أجد نفسي بين كتب تهمس بحكمة العصور، وأفكار تتحدى توقعاتي، العلم علمني أنَّ المعرفة ليست وسيلة للنجاح المادي فقط، بل طريق لفهم أعمق للإنسان والوجود.

ووسط هذه الرحلة، كان العمل هو الجسر الذي يربط بين المحطات جميعها. علمني أن الحياة لا تسير كما نخطط دائمًا، بل تأخذنا إلى حيث لا نتوقع. في كل تحد واجهته، اخترت المضي قدمًا لأني أؤمن بأنَّ وراء كل صعوبة وجهًا جديدًا للحياة يستحق الاكتشاف.

اليوم وأنا أقف عند محطة جديدة من محطات الترانزيت، أدركت أن الحياة لوحة مرسومة بألوان مُتغيرة، بين الشغف الذي يلهب القلب، والسفر الذي يُوسع الأفق، والعلم الذي يُنير العقل، والعمل الذي يبني الشخصية، تعلمت أنَّ الرحلة لا تنتهي إلا عندما نُقرر أن نتوقف عن السير.

فالحياة في النهاية محطات عابرة، لكن الأثر الذي نتركه في كل محطة هو ما يجعل رحلتنا تستحق أن تُحكى.

همسة لرفقاء الرحلة..

لكل من شاركني رحلة الشغف والسفر والعلم، أقول: لنكن كالنجوم التي تضيء لبعضها في ظلمة الطريق، نتبادل الحكمة والدفء، ونصنع من رحلتنا سيمفونية إنسانية تبقى بعد أن نُغادر المحطات؛ ففي النهاية، نحن مجرد مسافرين نتبادل الحكايات والأحلام، نترك وراءنا أثرًا جميلًا، ونحمل في قلوبنا ذكرى كل وجه التقيناه وكل فكرة شاركناها.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • مدرب مانشستر يونايتد: علينا الاستعداد للمجازفة أمام برينتفورد
  • الحياة تعود إلى طبيعتها تدريجيا بمدينة أشرفية صحنايا بريف دمشق
  • لسان الأمة أم فخّ القومية.. معركة اللغة العربية في دول المغرب الكبير
  • ترانزيت الحياة
  • رئيس الوزراء: توافر السلع في الأسواق ساهم في تحقيق توازن الأسعار
  • "في ظِلال الحياة"
  • هيئة الإمداد: العبء الأكبر علينا لاستعواض هذه الخسائر وتوفير الدعم اللوجستي ومعينات العمل
  • يسرا اللوزي: لام شمسية ساهم في كسر حاجز الصمت حول التحرش
  • باكستان: الهند تنوي شن ضربة عسكرية علينا خلال الساعات المقبلة
  • على مسار الأتمتة .. مدير عام المنتجات النفطية يطلق تطبيقاً إلكترونياً يخدم موظفي الشركة