لجريدة عمان:
2025-01-11@11:41:40 GMT

الزلزال السياسي في سوريا .. آمال ومخاوف !

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

ربما لم يكن ما افترضناه من قراءة سابقة في مقالنا الأخير على ذلك النحو الذي توقعنا معه شتاء ساخنًا في سوريا، نسبةً لكثير من معطيات ملفات الحروب التي تحيط بمنطقة الشرق الأوسط وتشابكاتها، وإن كنا قد ألمحنا إلى متغيرات إقليمية ودولية أثرت على نحو بالغ في ارتخاء وضعف قوة حاضنتي النظام السوري (روسيا وإيران).

إن ما جرى خلال يوم 7 ديسمبر والسقوط الدراماتيكي للنظام بسقوط دمشق في أيدي قوات المعارضة السورية، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع، كان زلزالًا سياسيًا مفاجئًا للجميع، وهو بصورة أو بأخرى، تغيير لا يزال أمامه الكثير من عقبات المأساة السورية.

مع ذلك لا يغيب على المراقب طبيعة المعادلات الدولية والإقليمية التي ذكرنا طرفًا منها في المقال السابق. فقد كان للدورين الخارجيين، التركي والأمريكي، أثر حاسم في تفاعل مجريات الأحداث على ذلك النحو المتسارع كنتيجة من نتائج الأوضاع التي خلفها ضرب النفوذ الإيراني في دمشق عبر إسرائيل على خلفية عملية طوفان الأقصى، وكذلك على خلفية الضغط الأوروبي الأمريكي منذ عامين على روسيا في ملف حرب أوكرانيا.

ما زال المستقبل غامضًا في سوريا، وعلى السوريين الاستفادة من تجارب الآثار السلبية لحراك الربيع العربي في المنطقة (وهو أمر لا يبدو واضحًا حتى الآن في قرارات المعارضة) ذلك أن ما رشح في اختيارات قائد هيئة تحرير الشام؛ من تكليفه لرئيس حكومة الإنقاذ السابقة في إدلب، محمد البشير، بتولي رئاسة حكومة انتقالية جديدة في دمشق لا يعكس وعيًا حقيقيًا بطبيعة التحديات الكبرى التي ينبغي أن تواجهها حكومة انتقالية سورية يتعين عليها إدارة ملفات بالغة التعقيد في تحدياتها السياسية والأمنية والاقليمية ولا يمكن بطبيعة الحال لرئيس سابق لحكومة صغيرة في مدينة إدلب أن يضطلع بمهام الاستجابة لتلك الملفات.

كل الخشية؛ ألّا يكون هناك استدراك سريع لتلافي هذا الخيار الذي عكس، من ناحية ثانية، توجهًا إيدلوجيًا لشخصية الرئيس المعيَّن قد لا يتناسب مع ما تحتاجه سوريا اليوم لمواجهة التحديات التي تحيط بها.

حتى الآن، مازال الوقت مبكرًا للتكهن بمآلات الأمور. وبالرغم من التحولات المعلنة في حديث لقائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، إلا إن الكثير من الاستحقاقات رهينة بالعمل على نحو يطابق الأقوال بالأفعال ويطمئن الجميع في سوريا.

فكل من الولايات المتحدة والغرب، وإن أبديا نوايا حسنة في احتمال رفع اسم هيئة تحرير الشام من لوائح المنظمات الإرهابية، إلا أن الوقت ربما كان مبكرًا لاتخاذ قرار أمريكي غربي كهذا.

تأتي التجربة السورية في إنهاء حقبة الأسد بعد عقد ونصف من الصراع، وبعد أن دفع الشعب السوري ثمنًا باهظًا بلغ نحو مليون شخص قتلوا في ذلك الصراع، وتهجير داخلي وخارجي طاول نصف الشعب السوري. لكنها مع ذلك هي تجربة لا تزال مفتوحةً على كل الاحتمالات والتحولات لنسق نتائج تجارب الربيع العربي في المنطقة.

ومع اختلاف التجارب في كل بلد عربي على حدة، خلال ذلك الربيع العاصف، تبدو التجربة السورية اليوم أكثر حساسيةً وغموضًا لناحية موقعها الجيوسياسي وطبيعة التأثير الكبير الذي يمكن أن تحدثه تجربة سياسية سورية منفتحة على جميع الاحتمالات، إيجابًا و سلبًا.

في تقديرنا، سيظل هذا جزءًا مهمًا من القدرة على قراءة التحولات والتعاطي معها إيجابيًا رهينًا بالسلوك السياسي لتحالف المعارضة السورية التي تولت السلطة في دمشق. وإذا كانت الضربات الجوية الإسرائيلية لغالبية قواعد الجيش السوري تعكس استباقًا للاحتمالات الغامضة في طبيعة تصرف القادة الجدد لسوريا، فلا أحد يعلم طبيعة السياسة القادمة لترامب مع الوضع السياسي الجديد في سوريا، إلا أن هناك الكثير من الدوافع التي قد تجبر ترامب على الانخراط في الملف السوري، لاسيما وأن الرئيس دونالد ترامب هو الذي تمكن من القضاء على تنظيم داعش في المنطقة خلال ولايته الرئاسية السابقة.

ثمة الكثير من التحديات أمام المعارضة السورية المسلحة، ولعل جولات قادمة من صراع محتمل بين داعش وهيئة تحرير الشام قد تفسر الكثير وترسل أكثر من رسالة لأكثر من جهة في المنطقة والعالم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هیئة تحریر الشام فی المنطقة الکثیر من فی سوریا

إقرأ أيضاً:

بايدن يبقي تصنيف "تحرير الشام" إرهابية.. ويترك القرار لترامب

قررت حكومة الرئيس الأميركي جو بايدن، الإبقاء على هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية طوال الفترة المتبقية من ولايته وهي أسبوعين، تاركا "القرار الحاسم" بشأن الهيئة وقائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، للإدارة القادمة بقيادة دونالد ترامب، وفقا لثلاثة مسؤولين أميركيين مطلعين على الأمر.

ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست"، يعد تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية عقبة رئيسية أمام الجدوى الاقتصادية لسوريا على المدى الطويل، لكن مسؤولين أميركيين قالوا إن على الحكومة الجديدة أن تثبت عدم ارتباطهم مع منظمات إرهابية، وخاصة تنظيم القاعدة، قبل أن يتم رفع هذا التصنيف.

وقال أحد كبار المسؤولين الأميركيين: "الأفعال ستكون أعلى صوتا من الكلمات"، مشيرا إلى مخاوف واشنطن المستمرة بشأن "إدراج المقاتلين الأجانب في مناصب داخل وزارة الدفاع السورية".

وعين الرئيس المنتخب دونالد ترامب منتقدين متشددين للتطرف في مناصب عليا في البيت الأبيض، بما في ذلك سيباستيان غوركا لمنصب مدير أول لمكافحة الإرهاب ومايكل فالتز لمستشار الأمن القومي.

ومن المتوقع أن يؤدي ترك قرار "التصنيف الإرهابي" لترامب، إلى تمديد مدة العقوبات الأميركية الكبرى المفروضة على سوريا.

بالرغم من إبقاء إدارة بايدن على تصنيف الإرهاب، خففت الحكومة الأميركية، الاثنين، العديد من القيود المفروضة على سوريا بهدف تحفيز انتعاش البلاد وبناء حسن النية مع الحكومة السورية المؤقتة.

وهيئة تحرير الشام التي قادت هجوم فصائل المعارضة المسلحة لإسقاط نظام بشار الأسد والتي فكّت ارتباطها مع تنظيم القاعدة عام 2016، ما زالت مدرجة في قائمة المنظمات "الإرهابية" لعواصم غربية عدة، لا سيما واشنطن.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو ومخاوف الاعتقال.. بولندا تطلب ضمانات لاستضافته في ذكرى تحرير معتقل أوشفيتز
  • آلاف العلويين يشيعون مدنيين قتلهم مسلحو تحرير الشام
  • تفجيرات طائفية في سوريا.. قتلى من الطائفة العلوية ومخاوف من الفتنة
  • واشنطن: هيئة تحرير الشام ما زالت على قوائم الإرهاب
  • واشنطن: هيئة تحرير الشام لا زالت على قوائم الإرهاب
  • إطلاق نار كثيف محيط الكلية البحرية بين فصيلين من تحرير الشام
  • استراتيجية البقاء بعد الزلزال السوري: واشنطن تبرر وجودها في العراق
  • بايدن يبقي تصنيف "تحرير الشام" إرهابية.. ويترك القرار لترامب
  • بايدن يبقي تصنيف "تحرير الشام" إرهابية.. ويترك القرار لترامب
  • رئيس وزراء اليونان: لدينا الكثير من الشركات التي ترغب في التعاون مع مصر في مجال الطاقة