لجريدة عمان:
2025-02-12@04:19:42 GMT

سقط النظام الحاكم في سوريا .. فعلى من الدور الآن؟

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

سقط فجر الأحد الماضي ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م نظام الحكم في سوريا، بعد ٦١ عامًا من حكم نظام البعث و٥٣ عامًا من حكم عائلة الأسد. وليست الغرابة هنا في سقوط النظام، بل في سرعة سقوطه، والذي لم يتجاوز ١٠ أيام منذ قيام جبهة تحرير الشام بقيادة أبي محمد الجولاني أو أحمد الشرع، التي نجحت في التقدم من الشمال الشرقي والوسط إلى الجنوب السوري، لتستولي على كل من حلب وبعدها حماة، ثم حمص وصولًا إلى العاصمة دمشق، في مشهد مفاجئ للانهيار السريع للجيش السوري.

فسقوط النظام الحاكم في سوريا كان متوقعا، لأسباب داخلية وخارجية. وتتجلى أهم الأسباب الداخلية، في قيام طائفة معينة بحكم سوريا على مدى ٥٣ عاما بالحديد والنار، وتهميش صريح لبقية الطوائف في مواقع صنع القرار السياسي والأمني والعسكري، ما تسبب في اندلاع الثورة السورية أو ما يسمى بالحرب الأهلية في ١٥ مارس ٢٠١١م، بخروج مظاهرات في مدن سورية عدة، للمطالبة بإطلاق الحريات وإخراج المعتقلين السياسيين من السجون ورفع حالة الطوارئ، والذي ارتفع تدريجيًا سقفها حتى وصلت إلى المطالبة بإسقاط النظام بالكامل، والذي بدوره تعامل معها النظام الحاكم بقوة وعنف مبالغ فيه، تسبب في مقتل مئات الآلاف و تهجير -حسب المصادر- ما يقارب ٦ ملايين لاجئ إلى الدول المحيطة و٦ ملايين لاجئ في الداخل السوري، في بلدٍ يبلغ تعداد سكانه آنذاك ٢٣ مليون نسمة.

وبالطبع كانت سوريا خلال هذه الحرب هدفًا لقوى إقليمية ودولية من ضمنها الكيان الصهيوني، من خلال الدفع بعشرات الحركات والجماعات ذات الميول والانتماءات المختلفة، للمشاركة في هذه الحرب ضد النظام السوري الحاكم، مستغلة حالة الاحتقان الشعبي بسبب الظروف الاقتصادية التي يعاني منها الشعب السوري وكذلك القبضة الأمنية القمعية المتشددة. وخلال هذه الفترة تأثرت بشكل كبير سيادة الدولة على الأرض السورية، بسبب هذه العوامل الداخلية والخارجية -التي هي معروفة للجميع-، خاصة أن سوريا، تعد أحد أهم عناصر محور المقاومة والممانعة، وهو تحالف عسكري سياسي مناهض للكيان الصهيوني، ويتكون بالإضافة إلى سوريا، من إيران وحركتي المقاومة في فلسطين، حماس والجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى حزب الله اللبناني، فبالتالي، لا بد للكيان الصهيوني وداعميه كالولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الغربية -الداعمة لهذا الكيان- من القضاء على هذا المحور، وبشكل نهائي، أو أقله إضعافه. وبالطبع لا يمكن أن يسقط النظام الحاكم بهذه السهولة، بدون أن يكون هناك تخطيط وعمل استخباراتي عالي المستوى إقليميًا ودوليًا. وفور سقوط النظام الحاكم وانشغال الشعب السوري بفرحة هذا السقوط والترحيب بالمجاهدين أو المحررين، قام الكيان الصهيوني في يوم انهيار النظام الحاكم ٨ ديسمبر ، بإلغاء اتفاقية فض الاشتباك التي وُقعت في ٣١ مايو من عام ١٩٧٤م بين سوريا وإسرائيل عقب انتهاء حرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣م، والتي تهدف إلى الفصل بين القوات المتحاربة في الجانبين، وفك الاشتباك بينهما، وحددت خطين رئيسيين، عُرفا بـ«ألفا» و«برافو» يفصلان بين المواقع العسكرية السورية والإسرائيلية، وأنشأت منطقة عازلة بين الخطين، وتخضع لإشراف قوة من الأمم المتحدة تُعرف بـ«الأندوف»، وقد برر رئيس وزراء الكيان الصهيوني المجرم بنيامين نتنياهو هذا الإجراء بسبب انهيار النظام الحاكم في سوريا، مخترعًا نظرية جديدة في القانون الدولي، تلغي مفهوم التوارث أو الاستخلاف، الذي يلزم الحكومات الجديدة -بغض النظر عن طريقة وصولها للحكم- باحترام الالتزامات القانونية الدولية السابقة على هذه الدولة، كالمعاهدات والاتفاقيات وغيرها. كذلك توغلت قوات الكيان الصهيوني في الداخل السوري مسافة ١٤كلم، وقام هذا الكيان المجرم خلال يومين بشن أكثر من ٣٢٠ غارة جوية، في أكبر عملية جوية في تاريخه، دمر خلالها كل القواعد والقدرات العسكرية السورية بما فيها من طائرات ومعدات وسفن حربية ومستودعات ومراكز أبحاث ومواقع تسليح، أي بمعنى آخر، تدمير القوة العسكرية السورية كليًا. وذلك لعدم وجود جيش، بسبب انهيار النظام الحاكم في سوريا. لم يكن الكيان الصهيوني و-الدول الداعمة له- ليتجرأ على القيام بمثل هذا الفعل الفاضح والخارق للقانون الدولي في هذه الظروف التي تمر بها سوريا، لولا أنهم قرأوا بوضوح الضعف المهين للنظام الرسمي العربي، من خلال ما حدث ويحدث بشكل يومي من مجازر وإبادة جماعية في غزة، فنظام -بكل قدراته العسكرية والاقتصادية والبشرية- لا يستطيع أن يدخل عبوة ماء أو كيسًا من الطحين لفلسطينيين عزل يموتون من الجوع، لن يكون هناك ما يمنع من استهداف دول عربية أخرى، فالسؤال الذي يطرح نفسه الآن، ما الدولة العربية القادمة في المشروع الصهيوني-الأمريكي الغربي؟ والذي أعتقد أنها مسألة وقت فقط.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی

إقرأ أيضاً:

الرئيس الشرع: سوريا الجديدة ستلعب دوراً رئيسياً في استقرار المنطقة

دمشق-سانا

أكد رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع أن النظام البائد دمر خلال الـ 14 عاماً الماضية المجتمع السوري بشكل ممنهج، وهجّر الناس وقتلهم بالأسلحة الكيميائية وعذبهم في السجون، ولم يستجب لأي حل سياسي، مشدداً على أن ثقته كانت مطلقة بأنه سيدخل دمشق يوماً ما، وتخليص الشعب السوري من هذا النظام المجرم لتستعيد سوريا دورها المحوري في المنطقة.

وقال الرئيس الشرع في مقابلة مع قناة “ذا ريست إز بولتيكس” البريطانية: السوريون تحملوا ظلماً وقهراً كبيراً لمدة 60 عاماً، وخلال الـ 14 عاماً الماضية، تم تدمير المجتمع بشكل ممنهج، وتهجير الناس وقتلهم بالأسلحة الكيميائية، وتعذيبهم في سجون النظام، ولم يستجب النظام لأي حل سياسي، ورفض أن يستجيب لمطالب الشعب، واستمر في تدمير المجتمع السوري.

وأضاف الرئيس الشرع: كنت متأكداً من أنه سيأتي يوم نكون فيه في دمشق، لمدة سنتين أو قبل ثلاث سنوات كنت أقول إننا سندخل دمشق، وهذا لم يكن مجرد رفع الروح المعنوية، بل كنت أتحدث بناءً على بيانات اعتمدت عليها لتحليل قوتنا والتماسك الاجتماعي الذي كان لدينا في إدلب وقارناها بحالة النظام وانهياره اقتصادياً واجتماعياً، وانهيار جيشه.

وأوضح الرئيس الشرع أنه كان هناك ظلم وبطش في سوريا والمنطقة، وأنه بدأ يشعر بحاجة لأن يتعلم ويقرأ الكثير عن دمشق وسوريا وعمقها التاريخي، وفي الوقت ذاته كان يراقب كيف كانت السلطة تدير البلاد، ويشعر بالألم لما تعانيه دمشق، وكيف كان النظام يظلم ويسيء للسوريين، ولهذا آمن بأن هذا النظام يجب أن يسقط.

وأكد الرئيس الشرع أنه كان حريصاً جداً خلال عملية ردع العدوان ودخول المدن على ضمان عدم تعرض أي مدني للأذى، على الرغم من الدعوات الشعبية الواسعة النطاق لاستهداف المدن والقرى التي يسيطر عليها النظام، مثلما قصف هو بلا هوادة المدن والبلدات خارج سيطرته، لكننا رفضنا أن نفعل الشيء ذاته لمدة 14 عاماً تقريباً، حيث تم التركيز في القتال على استهداف نقاط القوة الأساسية للنظام مثل الجيش وقوات الأمن والمجموعات الأخرى التي اعتمد عليها في محاربة الناس، وتم تجنب أي معارك جانبية تماماً.

وأشار الرئيس الشرع إلى أننا تعبنا من الحرب وخاصة في سوريا، ولا يمكن للإنسانية أن تعيش من دون السلام والأمن، فهذا ما يبحث عنه الناس وليس الحرب، لذا هناك العديد من الأشياء التي يمكن أن تجلب لهم السعادة، وتؤدي إلى حلول سلمية دون اللجوء إلى القتال، موضحاً أنه بعد إسقاط النظام كانت الأولوية استقرار الحكومة لمنع انهيار مؤسسات الدولة، حيث تم تحديد مدة 3 أشهر لتولي حكومة إدلب الأمور بمجرد دخول دمشق، وبعدها الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تتضمن إعلاناً دستورياً ومؤتمراً للحوار الوطني، واختيار الرئيس حيث قمنا بتعيين الرئيس وفق الأعراف الدولية بعد التشاور مع خبراء دستوريين.

وقال الرئيس الشرع: ورثنا بلداً منهكاً فالنظام دمر كل شيء، لكن هذا هو التحدي الذي يجب علينا نحن السوريين مواجهته، ويجب علينا أن نعيد بناء بلدنا، فلا شيء مستحيلاً على الرغم من الصعوبات، ومع إرادة الله نحن قادرون على النهوض وإعادة بناء بلدنا وجعله قصة نجاح إقليمية وعالمية في المستقبل.

وبشأن العقوبات أنه تم فرضها على سوريا بسبب جرائم النظام المخلوع الممنهجة بما في ذلك عمليات القتل الجماعي، والآن بعد سقوطه يجب رفعها حيث لم يعد هناك مبرر لها، مؤكدا أن هناك إجماعاً دولياً قوياً على ذلك، وكل من زار دمشق مؤخراً متفق على ضرورة رفع العقوبات، فسوريا تواجه حالياً تحديات كبرى وأحد الحلول المباشرة هو من خلال الحلول الاقتصادية والتنمية، فمن دون النمو الاقتصادي لا يمكن أن يحدث أي شيء.

وشدد الرئيس الشرع على أن العقلية الثورية لا يمكن أن تبني دولة، بل تحتاج إلى عقلية مختلفة عندما يتعلق الأمر ببناء دولة وإدارة المجتمع، فالثورة بمعناها انتهت بعد أن تم إسقاط النظام، والآن انتقلنا إلى مرحلة جديدة تتضمن إعادة بناء البلاد، والسعي لتحقيق التنمية والاستقرار والأمن وطمأنة الدول المجاورة وإقامة علاقات استراتيجية بين سوريا والدول الغربية والإقليمية.

وأكد الرئيس الشرع أن سوريا بلد بالغ الأهمية بموقع استراتيجي له تأثير عالمي، وسبق للنظام أن هجر الناس عمداً إلى أوروبا وتم الإتجار بالكبتاغون في المنطقة وفي أوروبا، وأيضاً استخدم دمشق كقاعدة لعدم الاستقرار في المنطقة، بسبب الدور السلبي للغاية الذي كانت بعض القوى الأخرى تلعبه داخل سوريا.

وأشار الرئيس الشرع إلى أن دور سوريا في المنطقة تغير اليوم، فأصبحت دولة جديدة ذات مستقبل واعد بشكل كبير، وستلعب دوراً رئيسياً في استقرار المنطقة من خلال التنمية الاقتصادية، وستكون أيضاً مركزاً رئيسياً في قطاعات مثل الزراعة والصناعة والتجارة، وستزدهر تجارة طريق الحرير بين الشرق والغرب مرة أخرى، ويجب على الغرب إعادة النظر في وجهة نظره تجاه سوريا.

ولفت الرئيس الشرع إلى أن المملكة العربية السعودية بلد مؤثر، وأنه أراد أن تكون زيارته الأولى إلى بلد عربي رئيسي، وعندما تلقى دعوة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عزم على الذهاب فوراً نظرا للمكانة الخاصة التي تتمتع بها المملكة وتأثيرها الكبير في منطقتنا.

واعتبر الرئيس الشرع أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهتم خلال ولايته الحالية ببناء السلام في الشرق الأوسط، بما أن دولته تسببت بقدر كبير من عدم الاستقرار على مدى العقدين الماضيين، وهذا بمثابة أمل واعد، معرباً عن تفاؤله بأنه إذا طبق ترامب الأفكار التي طرحها خلال حملته الانتخابية، فإنه سيلعب دوراً كبيراً في تحقيق السلام العالمي، وخاصة وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وبشأن تصريحات ترامب حول الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، أكد الرئيس الشرع أنه لا قوة قادرة على دفع الناس إلى ترك أراضيهم، إذ حاولت العديد من البلدان فعل ذلك وفشلت جميعها، وخاصة خلال الحرب الأخيرة في غزة، فعلى مدى العام ونصف العام الماضية، عانى الناس الألم والتدمير، ومع ذلك رفضوا مغادرة أرضهم، وعلى مدى أكثر من 80 عاماً فشلت جميع المحاولات لتهجيرهم.

مقالات مشابهة

  • سوريا تعلن عودة 100 ألف من تركيا منذ سقوط النظام
  • سوريا ترفض طلب الجزائر للإفراج عن معتقلين من الجيش الجزائري والبوليساريو
  • الرئيس الشرع: سوريا الجديدة ستلعب دوراً رئيسياً في استقرار المنطقة
  • «الآن».. حريق في شقة بالخليفة المأمون.. و«السكان» تقفز من الدور الثالث
  • الشرع: الآلاف من أبناء الوطن ينضمون للجيش السوري الجديد
  • الخارجية النيابية: التعامل مع الحكومة السورية ما زال بحذر
  • النيجر تُلزم المنظمات غير الحكومية باتباع توجيهات النظام الحاكم
  • الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على عدة مدن فلسطينية مساء اليوم
  • وكيل الأمين العام للأمم المتحدة: الشعب السوري تحمل معاناة طويلة بسنوات الصراع
  • اليوم الـ22 من وقف إطلاق النار: الكيان الصهيوني يعلن الانسحاب من نتساريم دون تغيير آلية التنقل