طريقك إلى ريادة الأعمال (5)
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
فتحية الحكمانية
استكمالًا لما سبق الحديث عنه في المقالات الماضية، نود الإشارة إلى أنه بجانب أدوات التمويل التي تم التطرق إليها، يبرز الاستثمار كمحرك رئيسي لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، حيث يسهم في ضخ رؤوس الأموال وتوفير الدعم الاستراتيجي والتقني للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة؛ مما يعزز قدرتها على النمو والمنافسة في السوق المحلي والعالمي.
وفي هذا المقال، سنتناول أبرز أدوات الاستثمار المُتاحة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، وسنتطرق إلى دور الاستثمار كعنصر حيوي في دعم وتحفيز هذا القطاع الواعد.
ويمكن للمستثمرين توفير التمويل اللازم للشركات الناشئة من خلال رأس المال الاستثماري، ويختلف رأس المال الاستثماري عن التمويل التقليدي في عدة جوانب مهمة. ومن أبرز هذه الاختلافات، ما يلي:
• يركز على المشاريع ذات النمو السريع
• يستثمر رأس المال في مقابل حقوق المساهمين (ليس قرض)
• يأخذ مخاطر أكبر في المقابل عوائد أعلى
• ذو مدى طويل الأجل مقارنة بالتمويل التقليدي
• وكل مساهم في رأس المال يخصص له مقعد في مجلس إدارة الشركة.
وهناك وسائل تمويل استثمارية متاحة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، ومنه:
رأس المال الجريء (ويسمى أيضا برأس المال المغامر أو المبادر)، وهو نوع من التمويل الذي يُقدّم للمؤسسات المتوسطة والشركات الناشئة ذات النمو السريع والمستوى العالي من المخاطر، حيث يهدف إلى تحقيق عوائد كبيرة. ويتمثل الهدف الأساسي لرأس المال الجريء في دعم الشركات التي تملك إمكانيات واعدة، لكنها قد تواجه صعوبة في الحصول على تمويل من البنوك أو القنوات التقليدية نظرًا للمخاطر المرتبطة بنشاطها أو كونها في مرحلة التطوير.وغالبًا ما يكون هذا النوع من التمويل مصدره شركات استثمارية متخصصة، أو صناديق رأس مال جريء، أو حتى مستثمرين أفراد يعرفون بالمستثمرين الملائكيين. ويمتاز رأس المال الجريء بأنه لا يعتمد فقط على تقديم المال، بل يشمل أيضًا دعمًا استراتيجيًا وإرشاديًا للشركات، ويساعدها في تحسين أدائها وزيادة فرص نجاحها.
ويقوم المستثمرون في رأس المال الجريء بشراء حصص في الشركة والحصول على ملكية جزئية، مما يعني أنهم قد يشاركون في القرارات الكبرى للشركة ويستفيدون من نجاحها لاحقًا عند بيع حصصهم أو طرح الشركة للاكتتاب العام).
أمثلة على صناديق استثمار رأس مال جريء محلية (جزء من النسبة المخصصة لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من صندوق عُمان المستقبل وتدار من صناديق رأس المال الجريء مثل المجموعة العُمانية للاتصالات وتقنية المعلومات (إذكاء)، صندوق سايفر، صندوق عُمانتل، وأيضًا توجد بعض الصناديق الأخرى مثل ذا فيز فينشر، والجبر، وغيرها من الصنايق الخاصة في طور التأسيس). كما إن بعض مسرعات الأعمال وأستوديوهات رأس المال الجريء لديها صناديق رأس مال جريء.
التمويل الجماعي: هو آلية تمويل تعتمد على جمع مبالغ مالية صغيرة من عدد كبير من الأفراد، عادةً عبر منصات إلكترونية، لتمويل مشروع أو فكرة أو منتج جديد. يتيح هذا النوع من التمويل للأفراد المساهمة في دعم مشاريع يرون فيها قيمة أو إمكانات مستقبلية، سواء أكانت شركات ناشئة، مؤسسات صغيرة ومتوسطة، ومشاريع إبداعية، أو حتى حملات مجتمعية.وتوجد عدة أنواع من التمويل الجماعي، وهي على النحو التالي :
التمويل الجماعي القائم على التبرع: يقوم على مساهمة الناس بمبالغ مالية دون توقع أي عائد مادي، ويستخدم غالبًا في المشاريع الخيرية أو الاجتماعية. التمويل الجماعي القائم على المكافآت: يحصل المساهمون على مكافآت أو منتجات مستقبلية من المشروع مقابل دعمهم، وهو شائع لدى حملات التمويل الإبداعية. التمويل الجماعي بالدين: يتمثل في تقديم قروض مالية للمشروع مقابل فائدة، ويعيد صاحب المشروع الأموال إلى المساهمين بعد فترة. التمويل الجماعي القائم على الأسهم: يحصل المساهمون فيه على حصص أو أسهم في المشروع، مما يمنحهم نصيبًا من الأرباح مستقبلًا.وتعد هذه الطريقة من التمويل وسيلة فعّالة لرواد الأعمال والشركات الناشئة لجمع رأس المال اللازم لتطوير مشاريعهم دون الاعتماد على المصادر التقليدية مثل البنوك، كما أنها تساهم في بناء قاعدة جماهيرية وتحقق دعمًا واسعًا من مختلف الفئات.
ومن أمثلة منصات التمويل الجماعي الفاعلة في سلطنة عُمان: منصة مأمون، ومنصة بيهايف، ومنصة وديعة، ومنصة روافد، ومنصة إثبار، وغيرها من المنصات في طور التأسيس.
يُتبع...
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
السبت المقبل..برنامج رواد الدقم يناقش التحديات التي تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
بدأت اليوم في مسقط فعاليات الورشة التحضيرية لبرنامج "رواد الدقم"، الذي تنظمه مؤسسة تواصل الدقم بمشاركة واسعة من الجهات الحكومية، والشركات الكبرى، ورواد الأعمال، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وتأتي الورشة التحضيرية قبل انطلاق البرنامج في 14-15 ديسمبر 2024، وتهدف إلى تعزيز التعاون بين مختلف الأطراف لخلق بيئة عمل مبتكرة تدعم النمو الاقتصادي المستدام.
تركز الورشة التحضيرية على مناقشة التحديات التي تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مثل محدودية الوصول إلى الفرص الاستثمارية وقلة التنسيق بين الجهات المعنية، وتطرح حلولاً عملية لتحسين البيئة التنظيمية وتسهيل عملية التعاقد مع الشركات الكبرى. كما تشمل الورش جلسات تدريبية متخصصة لرفع كفاءة أصحاب المؤسسات الصغيرة وتطوير مهاراتهم لتلبية متطلبات السوق.
وتتضمن الورش مناقشات موسعة حول تعزيز القيمة المحلية المضافة، حيث تسعى الشركات الكبرى لتخصيص نسبة من مشاريعها ومناقصاتها لدعم المؤسسات الصغيرة.
وقد أشار القائمون على البرنامج إلى أهمية هذه الخطوة في تعزيز الاقتصاد المحلي، وتحقيق رؤية عُمان 2040 التي تركز على التنمية المستدامة وتطوير الكفاءات الوطنية.
كما يشمل البرنامج جلسات تعريفية بآليات تحسين التواصل بين المؤسسات الصغيرة والكبيرة، بالإضافة إلى استعراض قصص نجاح من رواد الأعمال، بهدف تبادل الخبرات وتعزيز الشراكات التجارية.
وأكد منظمو البرنامج أن هذه الورشة التحضيرية تمثل مرحلة محورية لضمان نجاح "رواد الدقم"، الذي يُعد منصة استراتيجية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتمكينها من الوصول إلى أسواق أوسع، وتحقيق النمو المستدام.
وتعد تواصل" مؤسسة تنموية تأسست بالشراكة بين الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة وعدد من المؤسسات الفاعلة في مجال الخدمة المجتمعية وتهدف المؤسسة إلى تنفيذ مشاريع مجتمعية مستدامة تهدف إلى خدمة المجتمعات المحلية في الدقم بشكل خاص ومحافظة الوسطى بشكل عام.