جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-29@05:37:31 GMT

مُمتنون للنعم

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

مُمتنون للنعم

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

شوشرة عالية وأصوات الحافرات من أعلى تصل إلى مسامعنا، لكن لا حول لنا ولا قوة مكبلين بالأصفاد لا نملك غير الدعاء؛ فالبدعاء نصل.. هناك أمر مخيف يحدث وهل يا ترى قامت القيامة!

ما الذي يحدث في الأعلى؟ تساؤلات كثيرة ونحن المغيبين من سنوات طويلة لم يُغيبنا الموت ولا الجن ولا سحرة الإنس، وإنما أحداث البلد، ومن هو قائم عليها والجنود الذين كانوا عبدًا للمأمور؛ هكذا حال أغلب المساجين في سجن صيدنايا السوري سيئ السمعة، عالقون بين الحياة والموت يتنفسون ولكن بقدر بسيط، يأكلون بقدر بسيط، ينامون بقدر بسيط، يحلمون بقدر بسيط، ولكن مصيرهم آلة التذويب ومشنقة الإعدام، وهم يعيشون بين أسوار بلدهم العظيم، بلدهم الذي تغنى به الشعراء، وكان مقصدًا سياحيًا يتباهى به الجميع، وكان قبلة الناس ومزارات التاريخ؛ حيث الجامع الأموي الكبير ومقام السيدة زينب وحارات دمشق القديمة والشام ودرعا وإدلب وحمص والجولان وحلب وغيرها.

. هنا كان هناك الكثير من الحكايات ومن هنا انطلق الكثير من العلوم والمعارف وكانت هنا حياة جميلة جدًا.

لا زلنا ننتظر ماذا سيحدث أو ما الذي يدور في الأعلى؛ حيث إننا لا نملك إلّا الانتظار فالوقت كالسيف إن لم تقتله قتلك والغريب أننا ننتظر موت الذي يجلس بقربنا كي نأخذ حصته من الأكل أو كي يخلو مكانه، لكي نستطيع أن نتحرك قليلًا. ويساورني الشك هل نحن في الدنيا أم هذه جهنم؟

أن تقبع في السجون أكثر من 30 عاماً هذا عمر، أو أكثر من ذلك وربما أقل، لكن سنوات عمرك تمر وأيامك تمر بلا صلاة ولا عبادة ولا مكان جيدًا، وإنما ما أنت عليه أصبحت تتمنى أن تموت على أن تعيش تلك الأيام بانتظار ساعة الفرج أو ساعة الإعدام؛ فالإعدام في صيدنايا يحدث في الأسبوع مرتين وربما تكون العدد القادم ولكن ما يختلف هنا أنَّه ليس لديك أي تهمة سوى أنك مواطن حُر.

كنت أعتقد أنَّ العالم يعيش بسلام مثلما نحن في بلدنا نعيش بسلام نحن ننام ملء العين نؤدي عباداتنا التي خلقنا الله لتأديتها بكل حب نحن هنا نسافر ونستمتع ونقضي أوقاتاً جميلة مع بعضنا البعض. وفي بلادنا نحن هنا أقصى مطالبنا وظيفة، ولكن بعد ما رأيت حال الناس صرت أقول في نفسي.. وظيفة وحزينة.. النَّاس لا يستطيعون التنفس ولا النوم..

نحن ممتنون للنعم يا الله.. ممتنون للخالق سبحانه وتعالى، الذي جعلنا من أسعد البشر الذين لا يضطرون أن يناموا على ألم وفقدٍ وأسى.. ممتنون للساعات والأيام ونحن غارقون في النعم في بلادنا الحبيبة عُمان.

إن لم يكتب لي الله أن أتوظف فلربما هو خيرـ وأنا رضيت يا ربي بخيرك، ولكنني أصبحت ممتنة أكثر وأكثر؛ فالوطن غالٍ، والأمان الذي نعيشه يحسدنا عليه الكثير، فلك الحمد والشكر والثناء يا الله على ما أنعمته علينا جميعاً.

عُمان وبلاد الخليج عمومًا هي نعمة كبيرة ويجب المحافظة على تلك النعمة فنحن جميعًا في خير وسلامة، وعلينا أن نكون ممتنين؛ كوننا نعيش بسلام وراحة.

أدام الله على حكوماتنا وشعوبنا الخير واليمن والبركات، وسهّل الله لنا أمورنا كافة ومن على إخوتنا في بلاد المسلمين بالنصر التام والعزة والكرامة والسلام، فنحن جميعًا أمة الإسلام نحزن لما أصابهم، ونفرح لفرحهم، ونتمنى لهم السلام الدائم، وأن تكون حقبة قد انتهت بخيرها وشرها وحقبة جديدة قادمة بنصر قريب بأمر الله.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

شاهد بالفيديو.. خلال مخاطبته مبادرة دعم أسر الشهداء والنازحين.. البرهان يمازح الحاضرين: (نرجو أن يتسع صدر أهلنا وما يبقوا زي حماد عبد الله الذي ضاق صدره وتكلم بما في خاطره)

دشن السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان اليوم مبادرة دعم أسر الشهداء والنازحين والمتضررين من الحرب.

مشيداً بالقائمين على أمر هذه المبادرة التي تعبر عن تعاضد وتكاتف وتراحم أهل السودان مشيرا إلى الإرث الأخلاقي الذي يتكئ عليه الشعب السوداني مبيناً أن هذه المبادرة ستكون عوناً وسنداً لأسر الشهداء والنازحين واللاجئين.

وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد مازح رئيس مجلس السيادة, الحاضرين مطالباً الجميع بالصبر وسعة الصدر وقال ضاحكاً: (نرجو أن يتسع صدر أهلنا وما يبقوا زي حماد عبد الله الذي ضاق صدره وتكلم بما في خاطره).

محمد عثمان _ الخرطوم

النيلين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • كوب ماء على الريق.. سلوك بسيط يحميك من أخطر المشكلات الصحية
  • كيف يمكن للمليشيا ومن يدعمها بعد كل تلك الفظائع التى إرتكبتها بحق أهل السودان أن يعيشوا معهم بسلام
  • أمير مكة: الدعم السخي الذي يلقاه القطاع غير الربحي من القيادة يؤكد حرصها على تلمّس حاجات المواطن وتوفير متطلباته
  • دعاء الذي يقال عند بلوغ سن الاربعين
  • سعر الذهب في نهاية تعاملات اليوم الأحد 27 أبريل.. «تراجع بسيط»
  • الصرخةُ.. سلاحُ الوعيِ الذي أرعبَ الأساطيلَ
  • شاهد بالفيديو.. خلال مخاطبته مبادرة دعم أسر الشهداء والنازحين.. البرهان يمازح الحاضرين: (نرجو أن يتسع صدر أهلنا وما يبقوا زي حماد عبد الله الذي ضاق صدره وتكلم بما في خاطره)
  • مع كيكل في ثورته ولكن جبريل مع مشروع الجزيرة (١)
  • علماء يكتشفون طريقة لإعادة الشباب للخلايا بمكون منزلي بسيط!
  • عاجل | رئيس الحكومة الباكستانية: السلام مقصدنا ولكن يجب ألا يعتبر هذا ضعفا