خالد الصايدي

وصف سياسيون، ما حدث في سوريا بعد رحيل الأسد واستيلاء المعارضة السورية على الحكم بـ”الزلزال المدمر” ستمتد تداعياته إلى دول الجوار والمنطقة العربية ككل.

ويرون أن المشهد السوري الحالي معقد ومليء بالألغام السياسية والأمنية، مع تزايد أعداد الفصائل المسلحة ذات الأجندات المتباينة، ما يعقد عملية إعادة الاستقرار.

وأشاروا إلى أن التطورات الأخيرة في سوريا ترافقت مع غياب واضح لأي موقف من الحكام الجدد، الأمر الذي يثير المخاوف بشأن مستقبل سوريا في ظل احتلال صهيوني يتوسع بلا مقاومة تذكر، داعين المعارضة السورية إلى فتح جبهة الجولان ضد الاحتلال الإسرائيلي، وطرد جميع القوات الأجنبية من الأراضي السورية، وخاصة الأمريكية والإسرائيلية.

تحديات معقدة

قال محمد مفتاح، نائب رئيس حكومة التغيير والبناء، أن الكيان الصهيوني بدأ باستهداف الوضع الجديد في سوريا عبر قصف أهداف نوعية واحتلال أجزاء جديدة، مع فرض حظر تجول على خمس بلدات كبيرة، دون أن يظهر الحكام الجدد أي موقف واضح مما ينبئ بخطورة الوضع، ويرى مفتاح، أن السلطة الجديدة في سوريا تواجه تحديات معقدة على كافة المستويات، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستكون مليئة بالملفات الشائكة، وعلى رأسها إعادة الأمن والاستقرار.

وأوضح مفتاح أن من أبرز التحديات إعادة السيطرة على الأمن، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، في ظل الانفلات الأمني الناجم عن تعدد الأطراف المتصارعة، إضافة إلى الحاجة الماسة لرأب الصدع المجتمعي في بلد متنوع طائفيًا ودينيًا.

مفتاح: الحكام الجدد منشغلون بالانتصار الوهمي بينما العدو الصهيوني يقصف ويحتل

مؤكدا أن وجود ثلاث احتلالات أجنبية على الأراضي السورية (أمريكي، تركي، وصهيوني) يجعل مهمة السلطة الجديدة أكثر صعوبة، محذرًا من أطماع الكيان الصهيوني في الجنوب السوري في ظل خضوع بعض الأنظمة العربية للهيمنة الصهيونية، وأكد أن كل من ساهم في تنفيذ مشروع تفتيت سوريا سيكون هدفًا للجهات التي استخدمته، بما في ذلك الصهاينة والأمريكان.

ويضيف مفتاح: “الأنظمة المصرية والأردنية والتركية لن تنجو من تداعيات ذلك، وستدفع ثمن هذا التواطؤ، وقد تنتقل الفوضى إلى أنظمة أخرى مثل السعودية والإمارات، والتي تعتقد خطأً أنها محصنة من هذه التداعيات.”

لن يكون سهلاً

من جهته، يشير حسين العزي، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، إلى الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا منذ اللحظات الأولى لرحيل الأسد خطوة مستفزة وصادمة، تستدعي رد فعل حازم من المعارضة السورية الجديدة.

ويؤكد العزي، أن المشهد السوري الحالي معقد ومليء بالألغام السياسية والأمنية، مع تزايد اعداد الفصائل المسلحة ذات الأجندات المتباينة، ما يعقد عملية إعادة الاستقرار.

منبهاً إلى خطر تعرض المواطنين السوريين للخطر في ظل وجود فصائل “موتورة وثأرية”، معربًا عن أمله في أن يحفظ الله الشعب السوري من هذه التداعيات، مشددًا على أن الطريق إلى الاستقرار لن يكون سهلًا.

             العزي: أين ثوار الإخوان من صد العدوان الاسرائيلي على غزة؟

وقال: “نشعر بوجع أمتنا لإننا الأسبق في استشعار المسؤولية، كنا قد حذرنا من أن ما يجري في سوريا يخدم الكيان الصهيوني مباشرة، واقترحنا دورًا وسيطا لصنعاء، لكن البعض ظن خطأً أننا قلقون على بشار الأسد، مع أن المسألة تتعلق بمصير الأمة.”

وتابع العزي: “اليوم يثبت الإخوان المسلمون أنهم ليسوا أغبياء فقط، بل مطايا في يد العدو، فهم يشغلون الحكام الجدد بخزعبلاتهم حتى يجدوا أنفسهم أمام أوامر صهيونية صارمة بفرض حظر التجول.”

الخطر ما يزال قائمًا

عبد الملك العجري، عضو الوفد الوطني المفاوض، تناول المشهد السوري من زاوية مختلفة، حيث ركز على خطر تنظيم الإخوان المسلمين، معتبرًا أن الإخوان المسلمين يمثلون بيئة خصبة للتطرف، ومن الضروري احتواء خطرهم بدلًا من ملاحقتهم فقط، لأن الحظر والملاحقة يؤديان إلى ظهور تنظيمات أشد تطرفًا.

العجري: خطر الإخوان لا يهدد سوريا بل يُعيد تفريخ الإرهاب في المنطقة

وأشار العجري إلى أن التعامل مع الإخوان يحتاج إلى إعادة تأهيل سياسي وفكري، محذرًا من أن أي حديث عن التنمية أو الدولة المدنية في المنطقة لن يكون ذا معنى إذا لم تتم معالجة خطر الإخوان بشكل جذري.

وأكد العجري أن “الإخوان تنظيم كبير سيظل يؤرق المنطقة، وإذا لم يتم احتواء مخاطره، فسيصبح لغمًا عملاقًا يهدد مستقبل المنطقة برمتها.”

احتلال جـــــديد

فيما تساءل الدكتور عبد العزيز البكير، الأمين العام للحزب القومي الاجتماعي بصنعاء “إذا أردتم معرفة من الرابح ومن الخاسر مما حدث في سوريا، ستجدونه بوضوح من خلال الفرحة التي أبداها نتنياهو وحكومته وتحركاتهم العسكرية بعد رحيل الأسد، وكذلك من خلال التصريحات الأمريكية والبريطانية، ومن معهم من القوى والدول الإقليمية والعالمية”.

البكير: ما حدث في سوريا يخدم مصلحة إسرائيل والدول الكبرى

مؤكدا أن إسرائيل استغلت عقب الأوضاع الراهنة في سوريا بساعات، شن عدوان خبيث لاحتلال أراضي سورية جديدة تحت مسميات واهية، وإعلانه انتهاء اتفاق 1974م الخاص بفض الاشتباك، داعيا هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدوليين إلى القيام بدورهم في حفظ الأمن والسلم في سوريا.

انتصار غير مكتمل

في السياق ذاته اعتبر الدكتور أحمد مطهر الشامي، أن الانتصار في سوريا لن يكتمل ما لم يتم تحرير فلسطين، لأن فلسطين هي أقدس ما في الشام، ودعا المعارضة السورية إلى فتح جبهة الجولان ضد الاحتلال الإسرائيلي، وطرد جميع القوات الأجنبية من الأراضي السورية، وخاصة الأمريكية والإسرائيلية.

 الشامي: الانتصار في سوريا لن يكتمل دون تحرير فلسطين وفتح جبهة الجولان

وقال الشامي: “من يقاتل لتحرير الشام عليه أن يدرك أن فلسطين هي أقدس ما في الشام، وإن لم تُفتح جبهة الجولان، فسيظل الانتصار ناقصًا.”

 

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي المعارضة السوریة الحکام الجدد فی سوریا إلى أن

إقرأ أيضاً:

رحيل رجال أعمال النظام السوري.. هل ينهار الاقتصاد أم يبدأ التعافي؟

مع سقوط نظام بشار الأسد، شهد الاقتصاد السوري تحولات جذرية تمثلت في هروب عدد كبير من رجال الأعمال الذين شكلوا لعقود العمود الفقري للمنظومة الاقتصادية في البلاد.

شكل هؤلاء الأثرياء شبكة اقتصادية متشابكة مع النظام، استفادوا من قربهم من السلطة لتحقيق مكاسب ضخمة، ما جعل انهيار الحماية السياسية التي تمتّعوا بها بداية لانهيار إمبراطورياتهم المالية.

ورحيل هؤلاء ترك فراغًا اقتصاديًا كبيرًا، خاصة أن شركاتهم كانت تسيطر على قطاعات حيوية مثل الاتصالات، الشحن، التجارة والخدمات، وكانت تعمل وفق منظومة احتكارية قائمة على الامتيازات السياسية، ومع انهيار النظام، وجدت هذه الشركات نفسها أمام واقع جديد، حيث أصبح استمرارها صعبًا دون الغطاء السياسي الذي كان يضمن لها النفوذ المطلق.


من بين أبرز الشخصيات التي غادرت، رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، الذي كان يملك إمبراطورية اقتصادية ضخمة تشمل شركة الاتصالات "سيريتل" ومشاريع عقارية وخدمية كبرى، لكنه دخل في صدام مباشر مع النظام عام 2020، ما أدى إلى فرض قيود على أمواله، ودفعه إلى الاختفاء عن المشهد.

وغادر الذراع المالي لماهر الأسد، محمد حمشو، بعد أن خسر نفوذه في قطاعات البناء والتكنولوجيا، وسط حديث عن تسوية مالية كبيرة بمليار دولار عرضها للإدارة الجديدة لضمان عدم ملاحقته قانونيًا. أما خضر طاهر، المعروف بـ"أبو علي خضر"، فقد كان يسيطر على قطاع الشحن والنقل وعدة شركات في المقاولات والسياحة، لكنه اضطر للخروج من سوريا بعد انهيار النظام.

ووجد سامر فوز، الذي صعد نجمه في السنوات الأخيرة من حكم الأسد، نفسه محاصرًا بعقوبات أمريكية جمدت معظم أنشطته، فيما تشير التقارير إلى أنه يعيش حاليًا في الخارج. كذلك، غادر حسام قاطرجي، الذي كان يلقب بـ"حوت النفط"، متجهًا إلى روسيا بعد أن فقد نفوذه في تجارة النفط والغاز داخل سوريا. ولم يكن رياض شاليش، ابن عمة الأسد، بعيدًا عن هذا المصير، إذ استفاد لعقود من نفوذه في الدولة لتحقيق ثروات هائلة، لكنه فرّ إلى الإمارات فور سقوط النظام.


وبينما تطرح التساؤلات حول تأثير رحيل هؤلاء على الاقتصاد السوري، يرى الخبراء أن سوريا تمر بمرحلة انتقالية حاسمة، حيث تتحول من اقتصاد قائم على المحسوبيات والاحتكار إلى نموذج أكثر استقرارًا يعتمد على الشفافية والاستثمارات القانونية. ويؤكد الخبير الاقتصادي أدهم قضيماتي أن خروج رجال الأعمال المرتبطين بالنظام لن يكون له تأثير سلبي كبير، بل قد يساعد في إعادة هيكلة الاقتصاد على أسس أكثر عدالة، بعيدًا عن سيطرة الدائرة الضيقة من المقربين للنظام.
 
أما بالنسبة لمصير الشركات والممتلكات التي تركها هؤلاء خلفهم، فتشير التوقعات إلى إمكانية إدارتها عبر لجان رقابية مؤقتة، أو طرحها في مزادات عامة، أو حتى دمجها في شراكات بين الدولة والقطاع الخاص لضمان استمرار نشاطها الاقتصادي دون عودة النفوذ السابق إليها.

مقالات مشابهة

  • رحيل رجال أعمال النظام السوري.. هل ينهار الاقتصاد أم يبدأ التعافي؟
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تواصل التوغّل والبناء في المنطقة العازلة مع سوريا
  • الشرع يمنع بضائع روسيا وإيران و إسرائيل من دخول سوريا
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تواصل البناء في المنطقة العازلة على الحدود مع سوريا
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تواصل انتهاك المنطقة العازلة مع سوريا
  • أمريكا: إعادة توحيد المؤسسات الليبية يُشكل مفتاحًا لإعادة تأكيد السيادة
  • خطايا الإخوان.. تمويل مشبوه وتنفيذ أجندات خارجية لهدم الاستقرار
  • الجولاني يستلم قصر الرئاسة السوري بعد ضرب الأسد (بوري)
  • الإدارة السورية الجديدة تصعد خطابها ضد انتهاكات إسرائيل
  • الشرع: ذرائع تقدم إسرائيل في سوريا لم تعد قائمة.. ونحترم اتفاقية 1974