جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-12@01:57:05 GMT

قراءة في المشهد السوري الجديد

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

قراءة في المشهد السوري الجديد

 

محمد بن رامس الرواس

 

 

أبدأ مقالتي بالمقولة المشهورة للإمام ابن القيم- رحمه الله- "الشدة بتراء لا دوام لها وإن طالت"؛ أي مقطوعة وإن طال بها الوقت، وهذا ما حدث ورأيناه في المشهد السوري، وانتصار الثورة السورية، وسقوط نظام أجمع العالم كله على أنَّه نظام ديكتاتوري طاغٍ، وهذا السقوط بلا شك سيكون له انعكاسات على الواقع، وعلى التوازنات في المنطقة بلا ريب من خلال حضور المشهد السوري الجديد.

لقد خرج مئات الآف من المواطنين بكافة المحافظات السورية للساحات والشوارع، بدءًا من حلب وحماة وحمص ودرعا والسويداء وصولًا إلى دمشق بساحة الأُموِّيين آخر معاقل النظام البائد، بعد حكم دام 54 عاماً من الظلم الديكاتوري محتفلة فرحًا وابتهاجًا بسقوط نظام الاستبداد، ولقد صاحب هذا الفرح خروج الأسرى من السجون والمعتقلات، مما أفرح الجميع لأن ذلك نشر الومضة الأولى من الحرية، ولقد انتشرت مظاهر البهجة في كل مكان في سوريا من خلال إطلاق الأعيرة والألعاب النارية والهتافات، لكن كل ذلك لم يصرفهم عن حفظ مقدرات الدولة ومؤسساتها من قبل رجال الثورة وعلى رأسها المصرف المركزي.

وظهور الحكومة السورية الانتقالية وإعلانها عن سياستها يمكن أن يطمئن السوريين لقيام دولة متوازنة تحقق مصالح الثورة وتعيد توازنات المجتمع السوري وتصحح وضع سوريا وتعبر عن مصالحهم وطموحهم من أجل أن يعيشوا أحراراً في المجتمع الدولي، حينها ستكون سوريا لاعباً جديداً ومهماً في المنطقة ينعكس بشكل مباشر على القضية الفلسطينية، وعلى أحداث غزة خاصة.

إنَّ المشهد السوري الحالي بالنسبة للكيان الإسرائيلي ينبئ عن قدوم عدو جديد لا تعرفه ولا تعلم كيف ستتعامل معه؛ فالحارس الأمين لها وحليفها الاستراتيجي قد رحل وترك الحدود السورية الإسرائيلية؛ حيث كان يقوم بحمايتها لصالح إسرائيل؛ لأن إسرائيل دائمًا تحمل همَّ الأمن وتخوفها ممن حولها، وهي تعمل بكل قوتها من أجل أن يكون جيرانها لا يشكلون تهديداً لها. لقد رحل النظام السوري المستبد وخلف من بعده قوم سيكونون لاعبين جدداً في سياسة منطقة الشام وفلسطين، مع ظهور حلفاء جدد لهم يجعل من إسرائيل تعيد حساباتها وتصبح قلقة جدًا ومتوترة لأبعد الحدود. ويمكننا أن نستشف ذلك من خلال قيام الكيان الإسرائيلي باحتلال المنطقة العازلة؛ بل والوصول إلى جبل الشيخ الذي يطل على دمشق تحت بند أنه سيطرة مؤقتة درءًا لتهديدات محتملة. لقد قام الطيران الإسرائيلي باستهداف مقار بها وثائق وشواهد وبراهين على طبيعة العلاقات السورية الإسرائيلية قبل الثورة هذا بجانب قصف مطارات وسفن البحرية السورية.

وبمجرد إعلان الحكومة السورية الانتقالية الجديدة عن تشكيل أعضائها بطريقة ديمقراطية يمكننا أن نكون أكثر قربًا من المشهد السوري الجديد، ويمكننا أن نتنبأ بالقادم؛ حيث يمكن حينها أن تركز الحكومة الانتقالية على ما يجري على حدودها، فبعد تنظيم الشأن والوضع الداخلي والدولي السوري ستلتفت الحكومة الجديدة إلى حقوقها وحدودها وتبدأ صفحة جديدة مع الكيان الإسرائيلي.  

ختامًا.. إنَّ كلمة أحمد الشرع قائد فصائل الثورة من داخل الجامع الأموي تُعد بمثابة رسالة قوية تُعلن عنها فصائل الثورة السورية للكيان الإسرائيلي لطبيعة العلاقات القادمة بينهما؛ فالجامع رمز تخاف منه إسرائيل، ومتى ما وفق الله سوريا لانتقال سلس وسلمي للسلطة لإقامة سوريا مستقرة ذات هوية وطنية ودولة موحدة تأسيس كيان صلب ضد التحديات المتوقعة بعيداً عن الفوضى، حينها يمكن أن نقرأ المشهد السوري بشكل دقيق وأكثر وضوحاً، وهذا الأمر بلا شك ستعمل إسرائيل على إفشاله.. وللحديث بقية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

من هو محمد البشير رئيس الحكومة الجديد في سوريا؟

كشفت وسائل إعلام سورية عن تكليف محمد البشير بتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة المرحله الانتقالية.

جاء ذلك بعد اجتماع بين قائد عمليات المعارضة السورية المسلحة أحمد الشرع ورئيس الوزراء بحكومة الاسد محمد الجلالي ورئيس حكومة الإنقاذ محمد البشير بهدف تحديد ترتيبات نقل السلطة وتجنب دخول سوريا في حالة فوضى.

من هو محمد البشير؟

البشير حاصل على إجازة في الهندسة الكهربائية والإلكترونية قسم الاتصالات من جامعة “حلب” عام 2007، وعمل رئيسًا لقسم الأجهزة الدقيقة في معمل الغاز التابع للشركة السورية للغاز عام 2011. وكان مديرًا للتعليم الشرعي في وزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد لمدة عامين ونصف.

ووفق ملفه التعريفي في حكومة “الإنقاذ” فهو حاصل على إجازة في الشريعة والحقوق بمرتبة شرف من جامعة “إدلب” عام 2021، وشهادة في مبادئ التخطيط والتنظيم الإداري.

وكان محمد البشير يشغل منصب وزير التنمية والشؤون الإنسانية في حكومة الإنقاذ عامي 2022 و2023، وهو من مواليد عام 1983 في جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب.

وشُكّلت حكومة الإنقاذ بدفع من "هيئة تحرير الشام" في 2 تشرين الثاني 2017، من 11 حقيبة وزارية برئاسة محمد الشيخ حينها. حيث كانت تسيطر "الإنقاذ" على مفاصل الحياة في محافظة إدلب وريف حماة الشمالي الخاضع حينها لسيطرة المعارضة، وجزء من ريف حلب الغربي، خدميًا وإداريًا.

مقالات مشابهة

  • من دمشق للقاهرة: قراءة بانعكاسات المشهد السوري على مستقبل حقوق الإنسان بمصر
  • سمير فرج: إسرائيل دمرت كل الدفاعات الجوية السورية والدبابات (فيديو)
  • دروس الثورة المصرية للثورة السورية: قراءة في المسارات والآفاق
  • برلماني يُدين التوغل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية: يخالف قرارات الأمم المتحدة
  • من هو محمد البشير رئيس الحكومة الجديد في سوريا؟
  • رفع العلم السوري الجديد على السفارة السورية بموسكو (فيديو)
  • رفع العلم السوري الجديد في السفارة السورية بموسكو.. ماذا يعني وماهي دلالاته؟
  • رفع العلم السوري الجديد فوق مبنى السفارة السورية في موسكو (فيديو)
  • العرموطي يطالب الحكومة الاعتراف بـ (الثورة السورية)