جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-14@11:58:05 GMT

قراءة في المشهد السوري الجديد

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

قراءة في المشهد السوري الجديد

 

محمد بن رامس الرواس

 

 

أبدأ مقالتي بالمقولة المشهورة للإمام ابن القيم- رحمه الله- "الشدة بتراء لا دوام لها وإن طالت"؛ أي مقطوعة وإن طال بها الوقت، وهذا ما حدث ورأيناه في المشهد السوري، وانتصار الثورة السورية، وسقوط نظام أجمع العالم كله على أنَّه نظام ديكتاتوري طاغٍ، وهذا السقوط بلا شك سيكون له انعكاسات على الواقع، وعلى التوازنات في المنطقة بلا ريب من خلال حضور المشهد السوري الجديد.

لقد خرج مئات الآف من المواطنين بكافة المحافظات السورية للساحات والشوارع، بدءًا من حلب وحماة وحمص ودرعا والسويداء وصولًا إلى دمشق بساحة الأُموِّيين آخر معاقل النظام البائد، بعد حكم دام 54 عاماً من الظلم الديكاتوري محتفلة فرحًا وابتهاجًا بسقوط نظام الاستبداد، ولقد صاحب هذا الفرح خروج الأسرى من السجون والمعتقلات، مما أفرح الجميع لأن ذلك نشر الومضة الأولى من الحرية، ولقد انتشرت مظاهر البهجة في كل مكان في سوريا من خلال إطلاق الأعيرة والألعاب النارية والهتافات، لكن كل ذلك لم يصرفهم عن حفظ مقدرات الدولة ومؤسساتها من قبل رجال الثورة وعلى رأسها المصرف المركزي.

وظهور الحكومة السورية الانتقالية وإعلانها عن سياستها يمكن أن يطمئن السوريين لقيام دولة متوازنة تحقق مصالح الثورة وتعيد توازنات المجتمع السوري وتصحح وضع سوريا وتعبر عن مصالحهم وطموحهم من أجل أن يعيشوا أحراراً في المجتمع الدولي، حينها ستكون سوريا لاعباً جديداً ومهماً في المنطقة ينعكس بشكل مباشر على القضية الفلسطينية، وعلى أحداث غزة خاصة.

إنَّ المشهد السوري الحالي بالنسبة للكيان الإسرائيلي ينبئ عن قدوم عدو جديد لا تعرفه ولا تعلم كيف ستتعامل معه؛ فالحارس الأمين لها وحليفها الاستراتيجي قد رحل وترك الحدود السورية الإسرائيلية؛ حيث كان يقوم بحمايتها لصالح إسرائيل؛ لأن إسرائيل دائمًا تحمل همَّ الأمن وتخوفها ممن حولها، وهي تعمل بكل قوتها من أجل أن يكون جيرانها لا يشكلون تهديداً لها. لقد رحل النظام السوري المستبد وخلف من بعده قوم سيكونون لاعبين جدداً في سياسة منطقة الشام وفلسطين، مع ظهور حلفاء جدد لهم يجعل من إسرائيل تعيد حساباتها وتصبح قلقة جدًا ومتوترة لأبعد الحدود. ويمكننا أن نستشف ذلك من خلال قيام الكيان الإسرائيلي باحتلال المنطقة العازلة؛ بل والوصول إلى جبل الشيخ الذي يطل على دمشق تحت بند أنه سيطرة مؤقتة درءًا لتهديدات محتملة. لقد قام الطيران الإسرائيلي باستهداف مقار بها وثائق وشواهد وبراهين على طبيعة العلاقات السورية الإسرائيلية قبل الثورة هذا بجانب قصف مطارات وسفن البحرية السورية.

وبمجرد إعلان الحكومة السورية الانتقالية الجديدة عن تشكيل أعضائها بطريقة ديمقراطية يمكننا أن نكون أكثر قربًا من المشهد السوري الجديد، ويمكننا أن نتنبأ بالقادم؛ حيث يمكن حينها أن تركز الحكومة الانتقالية على ما يجري على حدودها، فبعد تنظيم الشأن والوضع الداخلي والدولي السوري ستلتفت الحكومة الجديدة إلى حقوقها وحدودها وتبدأ صفحة جديدة مع الكيان الإسرائيلي.  

ختامًا.. إنَّ كلمة أحمد الشرع قائد فصائل الثورة من داخل الجامع الأموي تُعد بمثابة رسالة قوية تُعلن عنها فصائل الثورة السورية للكيان الإسرائيلي لطبيعة العلاقات القادمة بينهما؛ فالجامع رمز تخاف منه إسرائيل، ومتى ما وفق الله سوريا لانتقال سلس وسلمي للسلطة لإقامة سوريا مستقرة ذات هوية وطنية ودولة موحدة تأسيس كيان صلب ضد التحديات المتوقعة بعيداً عن الفوضى، حينها يمكن أن نقرأ المشهد السوري بشكل دقيق وأكثر وضوحاً، وهذا الأمر بلا شك ستعمل إسرائيل على إفشاله.. وللحديث بقية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هكذا قرأ مقربون اغتيال الدبلوماسي السوري المنشق نور الدين اللباد

درعا- اغتال مسلحون مجهولون في مدينة الصنمين بريف درعا، مساء الثلاثاء، دبلوماسيا سوريّا سبق وأعلن انشقاقه عن نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، في بداية الثورة السورية.

واستهدفت العملية نور الدين إبراهيم اللباد، حيث اقتحم المسلحون منزله في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي وأطلقوا الرصاص عليه بشكل مباشر، مما أدى إلى مقتله على الفور، وكذلك مقتل شقيقه عماد اللباد.

وقال أحد أصدقاء الدبلوماسي السابق، دون الكشف عن اسمه للجزيرة نت، إن هدف اغتياله في هذه المرحلة، وبعد أسبوعين من عودة اللباد إلى سوريا بعد غياب دام 12 عاما، هو "الإبقاء على الأوضاع في مدينة الصنمين متوترة، وذلك بعد الحملة الأمنية التي شهدتها المدينة ضد فلول النظام وتنظيم الدولة قبل أيام".

ووضح أن اللباد من الشخصيات المتوافق عليها في الصنمين، "نظرا لسمعته الطيبة بين الأهالي وما قدمه للمدينة في بداية الثورة في مارس/آذار 2011″، وأن "بقاءه على قيد الحياة قد يشكل حالة من التفاهم وتقارب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة في المدينة، وهو ما لا يريده من أقدموا على اغتياله".

وحمّل مسؤولية قتل اللباد داخل منزله لقوى الأمن العام، "لأنها تركت مدينة الصنمين بدون حماية مشددة بعد أيام من انتهاء الحملة الأمنية التي لم تتمكن خلالها من إلقاء القبض على المطلوبين بعد هروبهم إلى خارج المدينة ليلا".

إعلان من هو؟

حصل اللّباد على درجة دكتوراه في الأدب الفرنسي وماجستير في العلاقات الدولية من جامعة السوربون بباريس، وشغل منصب وزير مفوض في وزارة الخارجية السورية.

وعمل اللباد في عدة سفارات، منها بغداد وباريس وطرابلس وصنعاء وبنغازي، كما عمل في الإدارة المركزية لوزارة الخارجية ضمن إدارة المراسم والبروتوكول والترجمة.

وانشق اللباد عن النظام السوري السابق في أبريل/نيسان 2013 رافضا استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين، وعلى إثر ذلك، تم تعيينه ممثلا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في فرنسا.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر 4 مسلحين يستقلون دراجتين ناريتين توقفت أمام منزل اللباد، ودخل اثنان منهم ونفذا عملية الاغتيال، ومن ثم عادا واستقلا الدراجتين، وغادروا المنطقة على الفور.

مقالات مشابهة

  • الرؤية الروسية للفكر الاجتماعي والاشتراكية في أدب دوستويفسكي.. قراءة في كتاب
  • قراءة في تحذير قائد الثورة.. رسالة تهز الاحتلال الإسرائيلي
  • الكشف عن الدور الأمريكي حول ابرام أكراد سوريا اتفاق مع الحكومة السورية
  • ترقبوا تعليقا مهما لقائد الثورة بشأن قرار حظر ملاحة سفن العدو الإسرائيلي
  • قسد تعود إلى حضن الدولة السورية: قراءة في الأسباب والنتائج المنتظرة
  • هكذا قرأ مقربون اغتيال الدبلوماسي السوري المنشق نور الدين اللباد
  • اتفاق هش ومجزرة دامية.. هل يعاد رسم المشهد السوري؟
  • الطائفية تطغى على المشهد.. كيف تستغل أطراف عراقية الأزمة السورية؟
  • سانا تستطلع الآراء في دمشق حول الإتفاق بين الحكومة وقوات سوريا الديمقراطية: أمل جديد بوحدة الأراضي السورية
  • النفوذ التركي وتطورات المشهد في سوريا تثير مخاوف إسرائيل