مُزنة المسافر
ماذا نعرف حين نكون فوق أي تل.
هل يدركنا من هنا ذاك الوحل؟
وهل كل ساعة رملية.
قادرة على أن تعد الأيام.
المفرغة من الصعاب.
وهل تسلك معي كل عنزة.
كل الهضاب.
أم يتركنني بين فينة وأخرى.
في بحث عن المهجة.
التي تحرك الشعور.
وتأتي بالظهور.
أمام الماء.
والمرعى.
وهل نحن هنا نتوارى؟
نختفي، وننجلي.
خلف حروف عديدة.
مكتوبة جديدة.
عليها اسم العناوين.
والطرق، والسبل.
التي لم نراها من قبل.
اقفزي أيتها العنزة.
قفزة جلية وسط الهواء الثقيل.
بين الضباب والسراب.
وانظري نحو كل سحاب.
إن كنت تستطين الوصول.
لكل نجم يأبى بالطبع الأفول.
وانطقي صرخات الهول.
لأنه المعبر الأخير.
وأن العبور الذي لم يكن إلا جسرًا.
خافيًا عن الظهور.
يظهر الآن بشكل كبير.
وانظري نحو الطريق.
يا ترى هل من صديق؟
يجد ثغراتٍ بهيجة.
وسط الوحل.
والأماكن العتيقة.
المتهالكة.
الحالكة.
والتي كانت مزهرة.
ومعبرة عن الشباب والصبا.
انظري في مشيك الجميل هذا.
نحو أجمل بكرة.
ونحو الرعاة الناطقين بالغياب.
عن كل شجرة كانت تأتي باللباب.
وماذا ترين أيضًا؟
يا ترى هل هي نفس السماء؟
التي كانت تحكي قصة غريبة لا تشبه الصفاء.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إسرائيل غيّرت معالم الخيام.. والأهالي: سنعيدها أفضل ممّا كانت
كتب روجيه نهرا في "نداء الوطن": من كان يعيش في مدينة الخيام ويعرف شوارعها واحياءها قبل العدوان الاسرائيلي، لا يمكن أن يصدق ما حصل فيها، بعد زوال الاحتلال وتوقف الحرب، فالدمار الهائل الذي حلّ في العاصمة الثانية للمقاومة بعد مدينة بنت جبيل، لا يمكن تصديقه ووصفه، فهو شبيه بزلزال كبير حلّ فيها وغيّر معالمها، كل شيئ تبدل وتغير. أكثر من 50 بالمئة من مبانيها سوّيت بالأرض ولا سيما الأبنية والمنازل والمحال التجارية والمؤسسات العامة الصحية والتربوية والاجتماعية التي كانت قائمة على جوانب طرقاتها التي تؤدي الى ساحتها العامة فهي دمّرت بشكل شبه كامل.وبعد عودة أهالي مدينة الخيام، أكبر بلدة في قضاء مرجعيون، بعد الحرب الطاحنة التي دامت حوالي السنة ونيف، تفاجأوا بحجم الدمار الكارثي الذي حلّ بهم، فهم يعيشون صعوبات كثيرة بعد العودة الى منازلهم بعضها مدمّر كلّياً والباقي غير صالح للسكن.
مقوّمات الحياة فيها غير موجودة ولا شيئ يشجع على البقاء، فلا مياه ولا كهرباء ولا اتصالات ولا مدارس ومؤسسات رسمية وبلدية ولا طرقات ولا شبكات للصرف الصحي، المعاناة كثيرة والتحديات كبيرة والتكلفة باهضة، ومن الصعب على الأهالي إعادة ترميم وإصلاح ما هدمه العدو، ومن هذا الواقع اصبحت الحاجة ملحة جداً الى وقف اطلاق نار نهائي وانسحاب كامل للعدو من التلال المحيطة بالبلدة وبخاصة تلة الحمامص من اجل عودة الاستقرار للمنطقة. ولذلك فإن اعادة إعمار مدينة الخيام يتطلب تعاوناً وتظافر جهود كل مؤسسات الدولة والمنظمات الدولية والمجتمعات المحلية. وقال رئيس بلديتها المهندس عدنان عليان : "نسبة الدمار وصلت الى ٥٠ بالمئة من كافة الوحدات السكنية والمباني، وللأسف تم تدمير البنى التحتية من شبكات المياه وتمديدات الكهرباء واقتلاع الأعمدة، وضرب مشروع المولدات الكهربائية، والمؤسسات الصحية والتعليمية والثقافية والدينية، والدفاع المدني وكل المحلات التجارية، مع تجريف وتخريب الشوارع، وقصف محطات الإرسال والاتصالات". واشار عدنان إلى انه "مع إعلان وقف إطلاق النار، كانت خطة النهوض والتعافي جاهزة. وتم تشكيل لجان لمتابعة كافة الأعمال الأساسية، من فتح الشوارع، والكشف على شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات، ورفع الألغام والمتفجرات والقنابل غير المنفجرة. وكذلك متابعة وضع التربة وفحص المياه للتأكد من سلامتها. والتواصل مع الجمعيات المختصة لدعم العودة بتأمين المساعدات الاجتماعية والصحية والغذائية، وكل اللوازم والحاجيات الضرورية للبدء بالتعافي تدريجياً". وناشد الدولة التعويض على كل الناس المتضررة والإسراع بإعادة الإعمار، وكذلك التعويض على أهالي الشهداء والجرحى.