ساركوزي مُهندس دمار ليبيا وسورية واليمن واغتِيال القذافي يُريد تحسين صُورته
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
بقلم/ عبدالباري عطوان
ساركوزي مُهندس دمار ليبيا وسورية واليمن واغتِيال القذافي يُريد تحسين صُورته بانتِقاد أمريكا في حرب أوكرانيا.. فهل ينجح؟ ولماذا يخرج إلى السّطح الآن وفي تزامنٍ مع احتِمالات الحرب في النيجر ومجزرة طرابلس الليبيّة؟
يعود نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا الأسبق المحكوم عليه بالسّجن ثلاث سنوات بتُهم الفساد والرّشوة، يتصدّر العناوين الرئيسيّة في أجهزة الإعلام المرئي والمكتوب والرّقمي، بسبب إدلائه بتصريحاتٍ إلى صحيفة “لوفيغارو” الفرنسيّة بمُناسبة صُدور كتابه الجديد “زمن المعارك” أكّد فيها شرعيّة القرار الروسي باستِعادة شِبه جزيرة القِرم، ويتّهم أمريكا بإطالة الحرب الأوكرانيّة، ويُعارض انضِمام أوكرانيا لحِلف “الناتو”، ومُطالبته الرئيس إيمانويل ماكرون بعدم إقامة “صداقة مُصطَنعة” مع الجزائر.
اللّافت أن هذا الظّهور الإعلامي المُكثّف لرئيس فرنسا الأسبق، يتزامن مع اندلاعِ اشتباكاتٍ دمويّةٍ في العاصمة الليبيّة طرابلس بين الميليشيات المُتصارعة التي يتباهى بتحريرها، وإسقاط نظام العقيد معمر القذافي، أدّت إلى مقتل 55 مُواطنًا بريئًا واصابة 146 جريحًا، بعد أكثر من 12 عامًا من إسقاط النّظام، وتطبيق الوعود الكاذبة بنشر الديمقراطيّة، ونقل ليبيا إلى عصر الرّخاء والأمن والاستِقرار والخدمات العامّة النموذجيّة، وحُقوق الإنسان، والحِفاظ على المالِ العام، ومن المُؤلِم أن ما حدث هو العكس تمامًا، الأمر الذي حذّرنا منه مُنذ اليوم الأوّل.
ساركوزي الذي يتحرّك هذه الأيّام وبعد إدانته بالسّجن، وفي ساقه إسوارة إلكترونيّة تُحَدّد لدى الشّرطة مكانه، كان مُهندس خراب ليبيا وسورية واليمن لأنّه يميني عُنصري فاشِي لا يكنّ أيّ احترامٍ وتقديرٍ للعرب والمُسلمين، ويسعى لبَذْر بُذور الفِتنة بينهم، وارتكب جرائم دمويّة ضدّ المُهاجرين في أحياء حِزام الفقر المُحيط بالعاصمة الفرنسيّة، وهو الذي وقف بقُوّةٍ خلف تدخّل طائرات حلف “النّاتو”، وقصفها المُدن الليبيّة وإسقاط النّظام، وقتل رئيسه بطريقةٍ بشعةٍ ومُخجلةٍ، انتصارًا لدولة الاحتِلال الإسرائيلي، وإخفاء فساده حيث أكّد مُستشاره وصديقه الصهيوني برنارد هنري ليفي هذه الحقيقة في كِتابه الذي أصدره حول دوره في تحقيق هذه الأهداف انطِلاقًا من عقيدته الصهيونيّة.
وثائق البريد الإلكترونيّة لهيلاري كلينتون وزيرة الخارجيّة الأمريكيّة التي أعطت الضّوء الأخضر لمقتل الزعيم القذافي، والتّمثيل بجُثمانه بطريقةٍ لا أخلاقيّة، وتتناقض كُلِّيًّا مع قيم الديمقراطيّة وحُقوق الإنسان التي تدخّل حِلف “النّاتو” في ليبيا تحت راياتها، كشفت إحداها مُؤرّخة في 2 نيسان (إبريل) عام 2011 أن التدخّل العسكريّ للحِلف في ليبيا كان بتحريضٍ من ساركوزي، ومُشاركة طائرات جيشه بالدّور الأكبر فيه، جاء خوفًا من تسريبِ أنباءِ ووثائق الرّشوة التي تلقّاها، أيّ ساركوزي، من الزّعيم الليبي بقيمة 50 مِليون يورو لتمويل حملته الانتخابيّة، التي أوصلته لقصر الإليزيه، بالإضافة إلى القلق من مشروع إصدار القذافي الدّينار الإفريقي، واستِخدام 143 كيلوغرامًا من الذّهب، وأضعاف هذا الرّقم من الفضّة، لتوفير الغِطاء الماليّ لدعمه، وبِما يُؤدّي إلى إطاحة الدولار والعُملات الأوروبيّة الأُخرى من عرش هيمنتها على القارّة الإفريقيّة واقتِصادها، وإنهاء النّفوذ الفرنسيّ تحديدًا في مُعظم دُولها.
من محاسن الصّدف أن فتح ملفّات ساركوزي السّوداء هذه يتصادف مع التّحريض الفرنسيّ، ومن قِبَل ماكرون هذه المرّة، على تدخّل منظومة غرب إفريقيا الاقتصاديّة (إيكواس) عسكريًّا لإسقاط المجلس العسكري في النيجر الذي قاد الانقلاب للإطاحة بحُكم الرئيس الفاسِد محمد بازوم المُوالي لفرنسا، وهو التدخّل الذي يُواجَه بمُعارضةٍ شَرِسَةٍ من الاتّحاد الإفريقي لمخاطره على وحدة القارة الإفريقيّة وأمنِها واستِقرارها.
حديث ساركوزي عن “رُوسيّة” إقليم القرم ومُعارضته لانضِمام أوكرانيا لحِلف “الناتو” أو الاتّحاد الأوروبي، لن تنجح في تحسينِ تاريخهِ الدمويّ البَشِع، أو ينفي دعمه المُطلَق للاحتِلال في فِلسطين وسِياساته الفاشيّة العُنصريّة ومجازره في حقّ الشّعب الفِلسطيني.
عندما يقول وزير الخارجيّة الإيطالي أنطونيو تاجاني اليوم الخميس “إن الغرب ارتكب خطأً فادحًا بالبقاء مُتفرّجًا على مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي” وإنّه “لم يكن القذافي من أفضل نماذج الديمقراطيّة، ولكن بعد مقتله بدأت حالة عدم الاستِقرار في ليبيا وإفريقيا”.. فعلى ساركوزي، وكُل مُؤيّدي تدخّل فرنسا وحِلف “النّاتو” في ليبيا، وتدميرها وسرقة ثرواتها وتجويع شعبها، وربّما قريبًا في النيجر أن يعتذروا وأن يتواروا خجلًا.
نقلاً عن رأي اليوم
المصدر: سام برس
كلمات دلالية: فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
السيسى وبن زايد يؤكدان أهمية استعادة استقرار السودان وليبيا واليمن
استقبل الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم، الخميس، الرئيس عبدالفتاح السيسي في مطار أبوظبي الدولي، وبعد مراسم الاستقبال، عقد الرئيسان اجتماعًا تناول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها بما يحقق مصالح الدولتين وتطلعات شعبيهما الشقيقين، وبشكل خاص في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية،، أن اللقاء تناول أيضًا الأوضاع الإقليمية وسبل استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، حيث رحب الزعيمان بالإعلان عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين، مؤكدين حرصهما على تنفيذ الاتفاق بشكل يحقن دماء الشعب الفلسطيني.
ومن جانبه، أشاد الشيخ محمد بن زايد بالجهود المصرية الدؤوبة على مدار العام الماضي لحماية أهالي قطاع غزة، وفي إطار الوساطة للتوصل إلى الاتفاق.
كما شدد الرئيسان على ضرورة ادخال المساعدات الإنسانية بالكميات الكافية ودون عراقيل لأهالي القطاع لإنقاذهم من المأساة الإنسانية التي يواجهونها، مؤكدين على ضرورة مواصلة المساعي الحثيثة لتطبيق حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد الذي يضمن التوصل الى السلام المستدام والاستقرار في الشرق الأوسط.
كما تناول اللقاء الأوضاع في لبنان، حيث رحب الجانبان بانتخاب الرئيس "جوزاف عون"، آملين أن يسهم ذلك في استعادة الاستقرار في لبنان الشقيق، وأكدا على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في لبنان لحماية شعبه وتحقيق تطلعاته.
وناقش الزعيمان أيضًا الأوضاع في سوريا، مؤكدين حرصهما على وحدة سوريا واستقرارها وسلامة أراضيها، ومشددين على أهمية بدء عملية سياسية شاملة تتضمن جميع مكونات الشعب السوري وبملكية سورية.
وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول كذلك سبل استعادة الاستقرار في السودان وليبيا واليمن والصومال، حيث أكد الزعيمان على أهمية حماية أمن وسيادة تلك الدول الشقيقة بما يحقق مصالح وتطلعات شعوبها نحو الاستقرار والرخاء.
اليوم السابع