يمانيون:
2024-12-12@01:43:04 GMT

سوريا خارج معادلات الصراع العربي الصهيوني

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

سوريا خارج معادلات الصراع العربي الصهيوني

يمانيون/ تحليل/ عبدالله علي صبري

ونحن نتابع المشهد السوري وما أفضى إليه من تغيير دراماتيكي ومستحق لهذا الشعب العربي، الذي انتظر طويلا ودفع ثمنا كبيرا من أجل هذه اللحظة التاريخية، يتعين أن لا نستعجل كثيرا في تقييم ما حدث واستكناه المستقبل المنظور، لولا أن ثمة مقدمات في مكان ما لا يمكن أن تفضي إلى نتائج معاكسة لما نرجوه ونتمناه.

فبالنسبة لمتابع مهتم بالقضية الفلسطينية، ويعتقد أن المقاومة هي السبيل الأوحد لتحرير فلسطين، فإنه لا يمكنه إغفال حقيقة أن سوريا كانت القلعة الحصينة للمقاومة في فلسطين ولبنان، سواء لناحية الموقف الرسمي السوري، أو لجهة الموقع الجغرافي الجيوستراتيجي.

ومهما حاول المرء أن يحسن الظن، فلا يمكن له أن يقفز على حقيقة أن تحرك الجماعات المسلحة من أدلب إلى حلب، جاء في اليوم الذي دخل فيه اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، بل وربما في الساعة الأولى، وبعد أقل من 20 ساعة على التهديد الذي أطلقه المجرم نتنياهو تجاه الرئيس السابق بشار الأسد، وتحذيره من “اللعب بالنار”.

وبالمثل لا يمكن إغفال أن الكيان الصهيوني استغل الظروف والمستجدات في سوريا، وأقدم -في اليوم التالي للإطاحة بالأسد- على خرق هدنة 1974، واحتلال مناطق جديدة في الجولان وجبل الشيخ والقنيطرة، وكثف من غاراته العدوانية على وسط دمشق وريف دمشق، ورعا وطرطوس ومختلف مواقع الجيش السوري ومقدراته،  فيما لزمت قوات المعارضة المسلحة وإدارة عملياتها العسكرية والسياسية الصمت على هذا الاعتداء الصارخ والمتغير الخطير.

حتى لو تجاوزنا ما سبق، فإن العوامل والقوى الخارجية التي ساعدت على وصول قوات المعارضة إلى دمشق -وبالذات تركيا- كانت ولا تزال على علاقة جيدة بالكيان الصهيوني، ولم يصدر من أنقره والرئيس أردوغان موقف حقيقي ينتصر لدماء غزة ومظلومية شعبها، طوال يوميات طوفان الأقصى.

سيكتب التاريخ أنه بينما كانت غزة تذبح من الوريد إلى الوريد كانت تركيا تتأبط شراً بسوريا، وكان رئيسها “الإسلامي” مشغولاً بتصفية حسابات شخصية مع رئيس عربي كانت قضية فلسطين على رأس ثوابت سياسته الخارجية. وربما لو كان توقيت هذا التحرك مختلفا لكان لنا رأي آخر.

من جهة ثانية، فقد أدى هذا التحرك إلى إغلاق معبر البوكمال، لكن بتعاون القوات الكردية المدعومة أمريكيا، وهذا التخادم الأمريكي التركي ليس هدفه “تحرير الأرض السورية”، بل فصل سوريا عن حزب الله وإيران والمقاومة، في خدمة مكشوفة للمشروع الصهيوني.

لقد احتفل المجرم نتنياهو بسقوط الأسد، وتفاخر بأنه لولا الضربات الإسرائيلية الموجعة لحزب الله في سوريا ولبنان، لما أمكن للمعارضة السورية تحقيق هذا الإنجاز الكبير.

هذه المقدمات وغيرها تجعلنا نقول: إن سوريا قد خرجت من معادلات الصراع العربي الصهيوني، كما خرجت مصر السادات منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، وهو ما يعني أن المقاومة كانت خسارتها فادحة جدا، حتى يثبت العكس.

قد تكون سوريا تخلصت من النفوذ الإيراني والهيمنة الروسية، لكنها على طريق اللحاق بالمحور التركي الأمريكي. وقد تكون في طريق العودة لـ”الحضن العربي”، الحضن الذي خذل غزة وفلسطين في موقف هو الأكثر انحطاطا ومهانة للأسف الشديد.

ومع ذلك نرجو لسوريا وشعبها الأمن والاستقرار والازدهار، وأن تخيب توقعاتنا بشأن “الشرق الأوسط” الجديد الذي يتشكل برسم أمريكي، ولا مكان فيه لمن يرفع سبابته في وجه اليهود والصهاينة.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

بعد 13 عاما من الصراع.. كيف تغيرت التركيبة السكانية في سوريا؟

ألقت الأوضاع التي مرت بها سوريا خلال السنوات الماضية بظلالها على التركيبة السكانية في البلاد، في ظل التنوع العرقي والطائفي وسط الكثير من التفاعلات بين مختلف الجماعات والطوائف، إذ شهد المجتمع السوري خلال العقود الماضية تطورات ديموجرافية مهمة.

كم يبلغ عدد سكان سوريا؟

ويقدر عدد السكان في منتصف عام 2010 بنحو 20.6 مليون نسمة، وكان من المتوقع أن يصل عدد السكان لولا أحداث عام 2011، لنحو 26.3 مليون نسمة في منتصف عام 2020، بحسب تقرير أصدره المكتب المركزي للإحصاء الحكومي في سوريا بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في عام 2023، إلا أن الاحصائيات الدقيقة للسكان في الوقت الحالي، قد تكون صعبة، بسبب الأوضاع المعقدة في سوريا، إلا أن التقديرات الحديثة لعدد السكان في سوريا، وفق المكتب المركزي للإحصاء تجاوز حاجز 29 مليون نسمة.

الأغلبية السنية في سوريا

تشير التقديرات الأمريكية، وإحصائيات المجموعة الدولية لحقوق الأقليات، إلى أن ما بين 74-75% من سكان سوريا هم من المسلمين السنة، ويتوزعون عرقيا بين الأكراد والشركس والشيشان وبعض التركمان والعرب الذي تبلغ نسبتهم قرابة 50%.

وتتركز الأغلبية السنية في المحافظات السورية الرئيسية مثل دمشق، حمص، حماة، حلب، الرقة، ودرعا.

مجموعات مسلمة أخرى في سوريا

تشكل المجموعات المسلمة الأخرى في سوريا، قرابة 13% من السكان ومنهم العلويون والإسماعيليون والشيعة، ولكن المجموعة الدولية لحقوق الأقليات، تشير إلى أن نسبة العلويين الذي ينتمي لهم الرئيس السابق بشار الأسد، من سكان سوريا بلغ 12%، فيما شكل الإسماعيليون والشيعة قرابة 2%، وغالبيتهم يقطنون دمشق وحلب والرقة.

التركمان

يعد التركمان المكون القومي الثاني في سوريا بعد العرب، حيث تقدر أعدادهم بين 3 و3.5 مليون نسمة - بحسب إحصائيات سياسية تركمانية، بينما يرى البعض أن هذه الأعداد مبالغ فيها لاسيما في ظل عدم وجود إحصاء دقيق خلال السنوات الماضية، ويتركز التركمان وجودهم في محافظات حلب واللاذقية وحمص وحماة والقنيطرة وبعض قرى الرقة في الشمال.

الإيزيديون 

لا توجد أرقام دقيقة في الوقت الحالي بشأن تعداد الإيزيديين في سوريا، لكن بحسب التقديرات الأمريكية، إلا أنه يتواجد حوالي 2000 إيزيدي في عفرين، مقارنة بحوالي 50 إلى 60 ألف قبل العام 2011، بحسب «اتحاد الإيزيديين في عفرين».

يهود سوريا

نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، في عام 2021 عن مندي حيتريك رئيس ما يمسى بـ«اتحاد الحاخامات في الدول الإسلامية»، قوله: «يعيش يهود سوريا البالغ عددهم 17 شخصا فقط، ظروفا اقتصادية وأمنية صعبة».

الأكراد 

أشارت إحصائيات كردية بأن أعداد الأكراد في سوريا تتراوح بين 2 و3 ملايين نسمة، يتوزعون في مناطق الحسكة وعين العرب وعفرين وأحياء في دمشق وحلب.

الشركس

يقدر عدد الشركس في سوريا ما بين 50 إلى 100 ألف نسمة، بحسب دراسة حملت عنوان «التراث الشركسي بسوريا في سياق حالات النزوح المتعددة»، ويتركزون في مناطق الجولان.

مقالات مشابهة

  • عبدالله علي صبري : سوريا خارج معادلات الصراع العربي الصهيوني
  • بعد 13 عاما من الصراع.. كيف تغيرت التركيبة السكانية في سوريا؟
  • الكيان الصهيوني يتوسع في سوريا: تهديد استراتيجي وتغيير في معادلات المنطقة
  • الاحتلال: قواتنا لم تتحرك خارج نطاق المنطقة العازلة في سوريا
  • وسقطت دمشق ضحي، ثم  ماذا بعد!
  • وزير الاتصالات السوري: الأيام الماضية كانت صعبة على دمشق.. ونؤكد انتظام عمل الشبكات والإنترنت
  • وزير الاتصالات السوري: الأيام الماضية كانت صعبة على دمشق ومرت بسلام
  • ليلة سقوط الأسد.. الساعات الأخيرة من حكم طبيب العيون الذي أرّق الشام
  • العدو الصهيوني يحتل المنطقة العازلة مع سوريا ويقصف مركز البحوث العلمية بدمشق ومخازن أسلحة وقواعد جوية