لجريدة عمان:
2025-05-02@14:49:47 GMT

«التسوّل».. ظاهرة الأيدي المحتالة

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

حكايات «التسول» طويلة لا تنتهي، وصورها كثيرة لا يمكن تخيلها، وأبطالها فـي العادة يفعلون كل ما يلزم لاستدرار تعاطف الناس، وكسب مالهم، وأحيانا يكون المتسول فردًا، يحكي قصة مرضه، ومعاناته، وأسرته مع العوز والحاجة، والإيجارات، وأحيانًا يحمل المتسول الدليل بين يديه، وهو عبارة عن طفل صغير لا ذنب له، ليقدمه شاهدا على صدق الحالة، وصعوبة الوضع؛ كي يكسب المال دون جهد، وينصب على الآخرين الذين يتعاطفون مع ذلك الطفل البريء الذي لا يعي ما يفعله المتسول غليظ القلب، والذي يحمله من مكان إلى مكان، دون ذرة من ضمير، أو إحساس بحجم الإرهاق الذي يصيب هذا الطفل، والاستغلال البشع الذي يمارسه الكبار ليقتاتوا على ألم الصغار.

هذه الظاهرة التي نشاهدها بشكل مستمر تكاد تكون محصورة على وافدين من دول دمرتها الحروب، وتنازعتها الأزمات الاقتصادية، وأضحت أوضاعها الداخلية غير مستقرة، فانتشروا فـي الأرض، وبدأوا فـي كسب المال بأسهل الطرق، وأقصرها، دون أن يبذلوا مجهودًا، أو يحاولوا أن يبحثوا عن عمل ولو بسيط، بل اكتفوا بمد يدهم للآخرين، واستدرار عواطفهم، واستغلال الجانب الديني، والعاطفـي منهم، لكي يعتاشوا على فتات غيرهم، دون أن تسقط من جبينهم قطرة عرق، ولا يهمهم الآثار الاجتماعية، والاقتصادية التي تصيب الدولة، وتهز صورتها.

يأتي هؤلاء المتسولون إلى البلاد إما عن طريق «تأشيرة زيارة» -كما أخبرني أحدهم- وإما عن طريق «التسلل»، وهم فـي كلتا الحالتين خطر على المجتمع العماني، فهم يمارسون «الاحتيال والنصب» لكسب المال بطريقة غير قانونية، وكثيرًا ما تقوم بعض النساء المتسولات بالانتشار فـي المجمعات السكنية، والتجرؤ على دخول المنازل أثناء غياب ربّ الأسرة، وقد يصل الأمر إلى تشكيل عصابات إجرامية تمارس السرقة، أو الدعارة، وهو أخطر أشكال التحولات التي يمكن أن تأتي نتيجة هذه الظاهرة المريبة.

ويكثر التسول فـي المساجد، والجوامع، وأيام الجمع، ويصل هؤلاء المتسولون بطريقة غريبة إلى مساجد بعيدة فـي القرى، ليؤدوا عملهم الاحتيالي، بينما ينتظر «معاونه» فـي مكان خفـيّ لأخذه بعد إنهاء مهمته، ويتخذ التسول أشكالا مختلفة منها ما يمكن أن نسميه «التسوّل المحترم»، وهو أن يأتي أحدهم -خاصة الأطفال- بعلبة مناديل ورقية، أو ملصق به دعاء، أو غير ذلك، ويعرضها على الآخرين للبيع فـي محطات الوقود، ولا يكتفـي بالعرض، بل يلح على الآخر كي يشتري منه بضاعته، ورغم أن هذه الحالات قد تبدو شكلًا من أشكال البيع، إلا أن طريقة ومكان العرض غير قانونيين، وقد يبدو بعض المتسولين مقنعًا أكثر، حين يطلب ثمن الدواء مثلا، ويطلب من أحدهم أن يشتريه من الصيدلية لمزيد من المصداقية، ثم ـ وبعد أن يبتعد «الضحية» عن المكان ـ يعود المتسول لإرجاع الدواء، واسترجاع المبلغ من الصيدليّ!!، وأحيانا يأتي متسوّل يشكو المرض، ويبكي بسبب المعاناة، ويحمل فـي يديه وصفة طبية، وإثباتات مكتوبة، وكل ذلك قد يكون مجرد أوراق مزيفة، أو هي وصفة لشخص آخر، يستخدمها المحتال ليتكسّب بها، وهناك الكثير من الصور التي يبتكرها المتسولون، ويستخدمونها للتمثيل على الآخرين.

ولا يقتنع المتسوّل -أو لا يريد أن يقتنع- حين تخبره بالتوجه إلى الجمعيات الخيرية لمساعدته؛ لأن ذلك قد يكشف أمره، وحينها لا يبقى إلا الحل الأخير والأمثل وهو الاتصال على أرقام هاتف فريق مكافحة التسول بوزارة التنمية الاجتماعية أو بشرطة عمان السلطانية، لاتخاذ ما يلزم، تجاه من لا لزوم لوجودهم فـي البلاد.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

برلماني: ظاهرة الدولرة تهدد استقرار الاقتصاد المصري وتتطلب تدخلًا عاجلًا

حذر النائب علي الدسوقي، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، من انتشار ظاهرة التوسع في بيع المنتجات في السوق المحلي بالعملات الأجنبية، معتبرًا أنها تمثل خطورة شديدة على الاقتصاد المصري.​

وأكد الدسوقي في تصريح خاص لـ"صدى البلد"، أن هذه الظاهرة تساهم بشكل كبير في رفع سعر صرف الدولار، مشيرًا إلى أن شركات حديد التسليح والسيارات والتجارة الإلكترونية على وجه التحديد تقوم ببيع منتجاتها للتجار والموزعين بالعملات الأجنبية مقابل تخفيضات سعرية مقارنة بالسداد بالجنيه.​
 

أسعار الحديد اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025 في الأسواق العالمية والمحليةرجال الأعمال المصريين: تراجع أسعار الفائدة محفز للسوق العقارياللون الأخضر يسيطر علي أسواق المال العربية

وأوضح أن هذه الشركات توجهت لبيع منتجاتها بالعملة الصعبة لأسباب عديدة، من بينها زيادة أسعار الخامات، حيث أن أكثر من 75% من الخامات مستوردة من الخارج، وعدم التمويل من البنك المركزي.​

وأضاف أن معدل النمو في بعض الدول النامية يعتمد على نسبة استهلاك الحديد، خاصة وأنها سلعة استراتيجية في غاية الأهمية، ولكنها ليست سلعة أمن قومي كالقمح والسلع الغذائية.​

وتابع أن الشركات بحاجة إلى توفير مواد خام، خاصة أن البنك المركزي في الوقت الحالي لا يدعم شركات تسليح الحديد، ويقتصر فقط على تمويل المواد والسلع الغذائية، لذا توجهت تلك الشركات للأسواق الموازية (السوق السوداء)، مما أدى إلى إحداث خلل كبير في العملة الصعبة داخل البلاد.​

وتطرق الدسوقي إلى بعض الحلول لهذه الأزمة، من ضمنها: عقد اجتماع طارئ وفوري بين البنك المركزي والوزارات المختصة لوضع حد في التعامل في شأن النقد في مصر، وإعطاء فرصة لشركات تسليح الحديد للتصدير إلى الخارج.​

واختتم النائب علي الدسوقي تصريحه بالتأكيد على أن سلعة الحديد سبب في زيادة سعر صرف العملة الصعبة، وأنه يجب اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من ظاهرة الدولرة للحفاظ على استقرار الاقتصاد المصري.​

طباعة شارك السوق المحلي العملات الأجنبية الاقتصاد المصري التجارة الإلكترونية

مقالات مشابهة

  • جمال عبدالرحيم: المرحلة المقبلة تعد مهمة وفاصلة لنقابة الصحفيين
  • ضواحي بورسعيد يواصل مكافحة ظاهرة النباشين ومحلات فرز القمامة
  • “ظاهرة علمية فريدة”.. أشجار تتنبأ بكسوف الشمس قبل حدوثه!
  • خلال شهر إبريل .. ضبط 21 ألف قضية تسول
  • النقل تناشد المواطنين التوعية من مخاطر ظاهرة رشق الأطفال للقطارات بالحجارة
  • برلماني: ظاهرة الدولرة تهدد استقرار الاقتصاد المصري وتتطلب تدخلًا عاجلًا
  • استشاري: 3 أسباب خلف ضعف النمو وقصر القامة ..فيديو
  • ???? البرهان والكباشي يعرفان أدق تفاصيل ظاهرة (حبوبة) هذا الوالي
  • ناسا توضح حقيقة الجسم الغامض الذي مر أمام الشمس
  • ظاهرة الارتزاق ودهاليز العمالة .. قراءة لحالة المرتزِقة في اليمن