الإطروحات العلمية في العراق.. تجارة محظورة وضحول فكري - عاجل
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
في خطوة هي الأولى من نوعها، كشفت لجنة التعليم العالي والبحث العلمي في البرلمان العراقي، تنفيذ أوامر اعتقال من قبل جهاز الأمن الوطني طالت مكاتب تعمل على كتابة وبيع الأبحاث والأطروحات الجامعية، التي تعمل في بغداد والمحافظات الأخرى.
وحذرت اللجنة الطلاب من التعاون مع تلك المكاتب، فيما قلل خبراء من فاعلية هذه الإجراءات، مؤكدين أن الظاهرة مستمرة.
وخلال السنوات الأخيرة، نشطت في العراق ظاهرة بيع وكتابة الرسائل والأطروحات والأبحاث الجامعية، إذ تعمل مكتبات معينة بالتعاون مع متخصصين، على كتابة تلك الدراسات في مقابل مبالغ مالية، وقد اعتمد الكثير من الطلاب في المراحل الأولية والدراسات العليا على تلك المكتبات للحصول على بحوث جاهزة.
وعلى الرغم من أن الترويج لتلك المكتبات وعملها معلن، إلا أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والأجهزة الأمنية لم تتخذ أية إجراءات إزاء ذلك، وهو ما ينعكس سلباً على الواقع التعليمي في البلاد.
وبحسب عضو اللجنة النائب فراس المسلماوي في تصريح صحفي، "هناك مكاتب تجارية تعمل على بيع أطروحات وأبحاث للطلاب، وهذه الظاهرة تضعف العملية التعليمية وتعد ضرباً لرصانة التعليم في العراق".
وبين، أن "اللجنة استضافت قبل مدة وكيل وزير التعليم العالي والبحث العلمي بشأن بيع الأطروحات والبحوث، ورفعت شكوى لدى الأجهزة الأمنية بشأنها، ويعمل جهاز الأمن الوطني على ملاحقة المتورطين".
ويشير إلى "القبض على مجموعة ممن عملوا على بيع الأطروحات والأبحاث العلمية"، داعياً "طلاب الدراسات العليا إلى الابتعاد عن سلك هكذا طريق، لأن التعيينات المقبلة ستعرضهم للاختبار، ومن لا يملك المعلومات الكافية سيستبعد من حق التعيين في دوائر الدولة".
وعلى الرغم من الإعلان عن اتخاذ هذه الخطوة، إلا أن غالبية المكتبات الموجودة في البلاد وأخرى على مواقع الإنترنت، لا تزال تعلن عن خدماتها البحثية من دون خشية الإجراءات الحكومية.
ويقلل عضو نقابة الأكاديميين العراقيين معن الزيدي، من أهمية الحديث عن عمليات اعتقال وملاحقات لتلك المكتبات، ويقول "لا يبدو الحديث عن تلك الحملات جدياً، وإذا كان الأمن الوطني قد نفذ حملة، فربما طاولت شخصاً أو اثنين لا غير، وهذا واضح من استمرار عمل المكتبات المعروفة في منطقة باب المعظم من بغداد وغيرها من المناطق بالعمل على كتابة الأبحاث".
ويؤكد أن "الإعلانات ولافتات كتابة الأبحاث منتشرة في تلك المكتبات من دون خوف، وهذا يؤكد ضعف الإجراءات والملاحقات بشكل واضح"، محملاً الوزارة مسؤولية ذلك، "ويتوجب أن تحاسب تلك المكتبات وتحال إلى القضاء مع المتعاونين معها من المتخصصين، وفصلهم من وظائفهم".
ويقول صاحب إحدى المكتبات التي تعمل على كتابة وإعداد البحوث الجاهزة في بغداد، إن نحو 10 أساتذة بتخصصات مختلفة يعملون معه على كتابة الأبحاث في مقابل مبالغ مالية، مبيناً أن "الإقبال كبير جداً من قبل طلاب المراحل الأولية والماجستير والدكتوراه على شراء الأبحاث والأطروحات، إذ إن غالبيتهم لا يعرفون حتى أساسيات كتابة البحث، فضلاً عن أبحاث الترقية الذي يشتريها أساتذة متخصصون بهدف الحصول على الترقيات العلمية".
ويشير إلى أن "أسعار الأبحاث تتفاوت بحسب المرحلة الدراسية والتخصص، وتبدأ من مائة ألف دينار ويصل بعضها إلى مليون دينار، أما كتابة الرسائل والأطروحات، فتتراوح بحسب التخصصات من 5 ملايين إلى 10 ملايين دينار"، مؤكداً أن "الطلاب يدفعون جزءاً من المبلغ في البداية، ويسددونه كاملاً لدى الاستلام".
ويرى أن "سبب الإقبال على شراء الأبحاث الجاهزة هو تراجع المستوى التعليمي في البلاد خلال السنوات الأخيرة، والخطط غير المدروسة بقبول أعداد كبيرة في الدراسات العليا، كما يعتمد طلاب الجامعات غير الرصينة في الخارج على البحوث الجاهزة".
وتتجنب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التعليق على الملف، على الرغم من كونه أصبح ظاهرة بارزة في المجتمع العراقي، وأن الجهات والمكتبات التي تعمل فيه معروفة ومعلومة الأماكن. ويعد الفساد الذي تعانيه غالبية مؤسسات الدولة العراقية من أبرز التحديات التي تواجهها المؤسسة التعليمية فيها، إذ إنّ تأثيراته بدأت تتفاقم بشكل مستمر منذ سنوات عدة، فإدارة الوزارات التعليمية مسيطر عليها من قبل أحزاب السلطة من دون الاعتماد على مبدأ الكفاءة، وهو ما نتج عنه تراجع بمستوى التعليم والتخطيط.
المصدر: العربي الجديد
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: التعلیم العالی والبحث العلمی على کتابة
إقرأ أيضاً:
عاجل| وزير التعليم: انفراجة فى مرتبات المدرسين العاملين بالحصة
خلال زيارته لعدد من المدارس بمحافظة الغربية، وعد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف، اليوم الثلاثاء، المعلمين العاملين بالحصة بانفراجة فى المرتبات خلال الفترة القادمة، وذلك بعد أن اشتكى له عدد من المعلمين العاملين بالحصة أنهم لم يحصلوا سوى على مرتب شهر واحد فقط منذ بداية العام الدراسي.
وكان محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، أجرى صباح اليوم، جولة تفقدية مفاجئة لعدد من مدارس محافظة الغربية، وذلك في إطار الجولات المستمرة التي يجريها الوزير بالمدارس بمختلف المحافظات لمتابعة انتظام سير العملية التعليمية.
واستهل وزير التربية والتعليم الجولة التفقدية الغربية بزيارة لمدرسة الشهيد عبد الله شنيشن التابعة لإدارة قطور التعليمية
ورافق الوزير خلال الجولة، الدكتور أحمد المحمدي مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي والمتابعة.
وتفقد الوزير عددًا من فصول المدرسة، حيث اطلع الوزير على أداء الطلاب فى كراسات الحصة والواجبات المنزلية للطلاب، ومدى التزامهم.
كما حرص الوزير على متابعة مستوى الطلاب فى مهارات القراءة والكتابة، وتقييم أدائهم، للتأكد من مستوى مهارات القراءة وفهم الدروس لديهم، وتحديد مستواهم التعليمى.
ووجه الوزير بإعداد برامج علاجية للطلاب ضعاف القراءة والكتابة، ومتابعة تحسن مستواهم التعليمى.
وأكد السيد الوزير محمد عبد اللطيف أن الوزارة تستهدف تعزيز جودة التعليم وضمان توفير أفضل الفرص التعليمية لجميع الطلاب
اقرأ أيضاًوزير التعليم: نسب الحضور بالمدارس أكثر من 85% وخفض كثافة الطلاب لأقل من 50
وزير التعليم يتابع انتظام سير العملية التعليمية بعدد من مدارس الغربية (فيديو)
وزير التعليم وسفير كندا بالقاهرة يبحثان آفاق التعاون المستقبلية