"السيناريو الأسوأ".. كابوس يحرك "مطرقة" إسرائيل في سوريا
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
يرى محللون أن إسرائيل، بتنفيذها ضربات واسعة على أهداف عسكرية سورية وسيطرتها على المنطقة العازلة الخاضعة لمراقبة الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان، تسعى إلى "تجنّب الأسوأ" بعد سقوط حكم آل الأسد.
وقال يوسي ميكيلبرغ المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في معهد تشاتام هاوس في لندن، إن "الحكومة الإسرائيلية... تتصرف على أساس أسوأ السيناريوهات".
وأشار محللون إلى أن بقاء بشار الأسد في السلطة كان أهون الشرور بالنسبة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، على رغم تحالفه مع إيران، العدو اللدود لإسرائيل، وحليفها حزب الله اللبناني، وذلك خوفاً من أن تؤدي إطاحته إلى فوضى.
وبعيد سقوط الأسد الأحد، شنّت إسرائيل خلال 48 ساعة مئات الضربات من الجو والبحر، قالت إنها طالت "أغلبية مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا خشية سقوطها بيد عناصر إرهابية".
يحدث الآن????
"إسرائيل" تدمر الآن "الزوارق الحربية" التابعة لـ"الجيش السوري" في "ميناء اللاذقية" pic.twitter.com/T0fNqC7n5n
واحتلت إسرائيل معظم هضبة الجولان السورية خلال حرب يونيو (حزيران) عام 1967. وبعد حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، أقيمت منطقة عازلة منزوعة السلاح تحت سيطرة الأمم المتحدة، عقب اتفاق لفض الاشتباك بين القوات الإسرائيلية والسورية عام 1974. وضمت إسرائيل القسم المحتل من الجولان عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي باستثناء الولايات المتحدة.
ومنذ اتفاق فض الاشتباك، لم تشهد جبهة الجولان أي تحرك عسكري من جانب سوريا.
والآن، يبدو أن القادة الإسرائيليين يخشون أن تكون الفوضى قد حلّت في سوريا أصلا، ويتصّرفون وفقا لذلك.
وفي يوم سقوط الأسد، أعلن نتانياهو أن اتفاق 1974 انهار، وأمر قواته بالسيطرة على المنطقة العازلة.
إذاعة الجيش الإسرائيلي تعلن أنه تم شن أكبر عملية جوية بتاريخ إسرائيل استهدفت مقدرات الجيش السوري، ووفقا لما أفاد المراسل العسكري لإذاعة الجيش فإنه "سيتعين على الحكومة السورية الجديدة أن تبدأ من الصفر ببنادق إم 16 وكلاشينكوف، لبناء قدراتها العسكرية كدولة جديدة".#سوريا #دمشق pic.twitter.com/S1eddCbsIQ
— RT Arabic (@RTarabic) December 10, 2024وقالت الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي للدولة العبرية، إن انتشار القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة يجب أن يكون "مؤقتاً" بعدما قالت الأمم المتحدة إن إسرائيل تنتهك اتفاق الهدنة عام 1974.
ومذاك، شنّ الجيش الإسرائيلي مئات الضربات ضد أصول عسكرية سورية، مستهدفاً خصوصاً مخازن أسلحة كيميائية ودفاعات جوية تابعة للبحرية السورية لإبعادها عن أيدي المقاتلين.
وقد دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن إلى وقف فوري لعمليات القصف الإسرائيلية.
من جهته، قال المحلّل داني سيترينوفيتش من معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إنه يتوقع أن توسّع إسرائيل ضرباتها، موضحاً "كل شيء استراتيجي في سوريا.. الصواريخ والطائرات وكذلك مركز البحوث العلمية (التابع لوزارة الدفاع)، كل شيء سيقصف".
وأضاف، "لا نعرف من سيتصدى لنا من الجانب السوري سواء كان تنظيم القاعدة أو تنظيم داعش أو أي تنظيم آخر، لذلك علينا أن نكون مستعدين".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إنه مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، أصدر تعليمات للجيش "بإقامة منطقة خالية تماماً من السلاح والتهديدات الإرهابية في جنوب سوريا من دون وجود إسرائيلي دائم".
وقال أفيف أوريغ، المحلل في مركز المعلومات مئير عميت، إن مصدر القلق الرئيسي على المدى القصير بالنسبة إلى إسرائيل هو المخزونات المتبقية من الأسلحة الكيميائية وغيرها من الأسلحة الاستراتيجية.
وذكّر بالماضي المتطرف لبعض الفصائل المسلحة في سوريا موضحاً، "إذا وقعت هذه الأسلحة بين أيديهم من يدري ماذا سيفعلون بها".
لكنّ ميكلبرغ اعتبر أن تلك الطريقة "ليست الأفضل لبناء الجسور مع الحكومة الجديدة" لافتاً إلى كثافة الضربات الإسرائيلية وحجمها.
وفي وقت يسود تفاؤل في سوريا بشأن مستقبل البلاد، يتوقع بعض المحللين الإسرائيليين أن تكون البلاد مجزأة.
وقال إيال بينكو، وهو ضابط بحري متقاعد وخبير أمني، إنه يتوقع أن تنقسم سوريا إلى مجموعات إتنية-دينية، موضحاً "أعتقد أنه لن تعود هناك سوريا".
من هذا المنطلق، يمكن إسرائيل أن تختار مجموعات دونما أخرى للعمل معها.
والإثنين، قال وزير الخارجية جدعون ساعر، إن أكراد سوريا الذين وصفهم بأنهم "قوة الاستقرار"، يجب أن يتمتعوا بحماية المجتمع الدولي، فيما تحدث سابقاً عن العمل مع الأكراد في شمال شرق البلاد والدروز في الجنوب.
وقال بينكو، "لا أعتقد أنهم سيحكمون سوريا... لكن إسرائيل ستحاول الدخول في سلام مع من يرغب فيه".
من جهته، اعتبر ميكيلبرغ أن العمل العسكري في الجولان وتفضيل مجموعات على أخرى سيشكل خطأ من شأنه أن يضر بأي علاقة مستقبلية.
على مدى عقود، كانت سوريا حليفاً وثيقاً لطهران والركيزة الأساسية للجسر البري الذي كانت تصل عبره الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله.
وبعدما تضرر بشدّة خلال حربه الأخيرة مع إسرائيل، قد يجد حزب الله الآن صعوبة في إعادة تسلحه دون روابط بسوريا.
وقال سيترينوفيتش، إن سوريا "أساسية" بالنسبة إلى حزب الله "وأنا أقول إنه بدون سوريا تحت تأثير إيران، لن يكون هناك في الواقع محور مقاومة".
وأيّده بينكو في ذلك قائلاً، "الخطر المرتبط بالمحور، حزب الله وسوريا وإيران والميليشيات العراقية أيضاً، أقل بكثير" الآن.
لكن السؤال الأهم هو كيف يمكن لإيران أن ترد بينما أصبح موقفها أضعف؟
وتابع سيترينوفيتش، أن طهران قد "تسارع لإنتاج قنبلة (نووية)".
وهو ما قاله أيضاً أوريغ، مشيراً إلى أن ذلك يشكّل مصدر القلق الاستراتيجي الرئيسي لإسرائيل "لأنه عندما تتعامل مع إيران مسلّحة نووياً، فإن الأمر سيكون مختلفاً تماماً".
إذا بدأت إيران تصنيع أسلحة ذرية، قد تقرر إسرائيل القيام بعمل عسكري كما يتوقع البعض، لكنّ آخرين قدموا فرضية بديلة وهي أنه يمكن جعل إيران تتفاوض بعدما أُضعفت الآن.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الأسد إسرائيل هضبة الجولان سوريا إيران سوريا سقوط الأسد إسرائيل الجولان إيران الأمم المتحدة فی سوریا حزب الله
إقرأ أيضاً:
من المسدس إلى الكلاشينكوف.. طوفان سلاح الضفة يفاقم هواجس إسرائيل
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواجه في الضفة الغربية المحتلة ما يسميه طوفان الأسلحة، مشيرة إلى أنه في مواجهة ذلك، فستعود كتائب المشاة النظامية من غزة إلى الضفة لتحل محل كتائب الاحتياط للمرة الأولى منذ طوفان الأقصى.
ونقل التقرير الذي نشره يوآف زيتون -وهو أبرز المحللين العسكريين للصحيفة- عن القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي أنه يشن "حملة ضد السلاح"، زاعما أنه تم ضبط أكثر من 1100 بندقية مختلفة في جميع المواقع بالضفة خلال العام الماضي.
ورغم أن التقرير اعترف بأن العملية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية قرب مستوطنة كدوميم شمال الضفة -وأدت إلى مقتل 3 إسرائيليين الاثنين الماضي- تم تنفيذها بأسلحة عادية، فقد أكد أنها اعتمدت على بنية تحتية أكبر في الضفة.
وحسب التقييم الاستخباراتي الذي استند إليه التقرير، فإن معظم الأسلحة يتم تهريبها من الأردن، وأن سدس المنازل الفلسطينية في الضفة لديها نوع من الأسلحة، بدءا من المسدس إلى البندقية العادية إلى كلاشينكوف أو "إم-16″، وإن كان أشار إلى أن بعض هذه الأسلحة هي للدفاع عن النفس فقط.
"نفسنا طويل وأيدينا أطول".. كتائب القسام وكتائب الأقصى في مخيم جنين في بيان: السلطة الفلسطينية تجاوزت الخطوط الحمراء وقتلت الأبرياء بشكل مقصود وممنهج، ولن نقف مكتوفي الأيدي، وحتى الآن لم تروا من بأسنا وسلاحنا إلا القليل القليل#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/8Fq4dtucyk
— قناة الجزيرة (@AJArabic) January 6, 2025
إعلان قفزة في الأسعاروفي معلومة لا تتسق مع تقرير جيش الاحتلال عن الانتشار الكبير للأسلحة في الضفة، أشار المحلل العسكري إلى أن أسعار هذه الأسلحة قفزت في العام الماضي من 30 ألف شيكل (نحو 8 آلاف دولار) للبندقية الطويلة العادية إلى 60 ألف شيكل (16 ألف دولار) للبندقية الأوتوماتيكية.
كما أشار إلى الصعوبة التي يواجهها الاحتلال مع استمرار اعتبار الضفة ساحة ثانوية، رغم أنه "لا يتوقف عن النشاط العسكري للحظة واحدة في قلب الأراضي الفلسطينية، مع الاغتيالات في وضح النهار، بما في ذلك الاغتيالات بالمسيّرات في طولكرم وجنين وغور الأردن ونابلس، على أساس أسبوعي تقريبا".
وعن هذا النشاط، قال زيتون إن الجيش الإسرائيلي يحتفظ بحوالي 20 كتيبة في الضفة، وهي أقل من ذروة وجودها خلال فترات المقاومة في العامين السابقين لحرب 7 أكتوبر.
وأشار إلى أن معظم هذه الكتائب لا تزال كتائب احتياطية أو وحدات ليست من وحدات المشاة أو المدرعات النظامية، مثل كتائب قيادة الجبهة الداخلية أو الكتائب الدائمة المختلطة في غور الأردن وقطاع قلقيلية.
وكشف المحلل العسكري للصحيفة أنه من المتوقع في الشهر المقبل أن تصل كتائب المشاة النظامية إلى الضفة الغربية، وذلك للمرة الأولى منذ هجوم 7 أكتوبر.
وقال "سيتم نشر كتائب لواء ناحال في أماكن مثل الخليل ونابلس، كما سيعود المقاتلون النظاميون من كتائب المدفعية تدريجيا إلى المهام القتالية في الضفة الغربية، بعد أن يتم سحب بطارياتهم تدريجيا من مسارح أخرى".
وأضاف أن "التصعيد في الضفة يزيد الحاجة إلى تعزيزات واسعة النطاق وتحويل الموارد والاهتمام من غزة ولبنان وسوريا، رغم بقائها كساحات رئيسية كما حددتها هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي".
تصعيد واستعانة بالمستوطنينورغم أن التقرير أشار إلى أن قوات الاحتلال لا تعتزم إغلاق الطرق المشتركة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الضفة والتي يستخدمها مئات الآلاف من الفلسطينيين يوميا، فقد لفت إلى التصعيد في إجراءات الجيش الإسرائيلي، بحيث أصبح الجنود أكثر تساهلا في إطلاق النار على الفلسطينيين مثل تنفيذ المئات من الهجمات من الطائرات المقاتلة، وخاصة من المسيّرات خلال العام ونصف العام الماضيين.
إعلانكما أنه يشير إلى ما سماه المعضلة الكبرى والتي تتعلق بكيفية التعامل مع الحالات التي ينظم فيها المقاومون مَسيرات مسلحة في شوارع المدن الفلسطينية في وضح النهار، وعلى بعد 20 دقيقة فقط من الأراضي المحتلة عام 1948.
ولكنه يعترف بأن قوات الاحتلال تقرر اقتحام المناطق التي تنظم فيها هذه المسيرات على الرغم من الاحتمالية العالية لتعريض المدنيين الفلسطينيين للخطر، كما حصل في العديد من المرات، هذا فضلا عن انكشاف هذه القوات والتصدي لها من قبل المقاومين.
ويؤكد زيتون تشجيع جيش الاحتلال رسميا للمستوطنين على حمل السلاح، ويقول "في إطار برنامج "الاستيطان كحصن"، تم توزيع أكثر من 7 آلاف قطعة سلاح على المستوطنين، بما في ذلك عناصر من فرق التأهب المعززة والدائمة".
وختم المحلل العسكري تقريره بالتأكيد على أن الدبابات الإسرائيلية لن تعود إلى رام الله أو جنين في أي وقت قريب كما حصل في حملة السور الواقي عام 2002، لأن إسرائيل ما زالت تعول على دور الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية في ضبط السلاح والتصدي للمقاتلين.