وزير البيئة اللبناني للجزيرة نت: إسرائيل ارتكبت إبادة بيئية بالفسفور الأبيض
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
الدوحة- لم يفوت وزير البيئة في الجمهورية اللبنانية ناصر ياسين فرصة الكشف عما اقترفه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم بحق اللبنانيين والأرض والبيئة اللبنانية جراء الحرب الأخيرة التي استمرت لأكثر من عام، ليكشف الرجل عن رقم صادم يوضح حجم الدمار البيئي الذي خلفه القصف الإسرائيلي على لبنان.
ويكشف الوزير -في حواره مع الجزيرة نت- أن المساحة التي دمرتها إسرائيل باستخدام الفسفور الأبيض بشكل متعمد خلال الحرب تجاوزت 5745 هكتارا من الأراضي والغابات في جنوب لبنان فقط، وهي مساحة تفوق بـ4 مرات ما احترق في كل لبنان خلال السنوات الأخيرة.
وبيّن ياسين أن هناك أكثر من 52 بلدة وقرية مدمرة الآن في لبنان، وأهلها لا يستطيعون العودة إليها، ومناطق واسعة من الأراضي اللبنانية لا تزال محتلة واقعيا.
وتقديراتنا الأولية، يقول ياسين، "تشير إلى أن هناك أكثر من 100 ألف بيت مدمر أو متضرر بشكل كامل، الأمر الذي يأخذنا للكشف أن نصف مليون لبناني لا يزالون في حاجة ماسة إلى الإيواء لأن بعضهم لا يزال يفترش الشوارع".
وإلى نص الحوار:
بداية نود أن تضعنا في صورة الأوضاع الداخلية للحكومة اللبنانية الآن؟نحن الآن في الأيام الأولى من بعد حرب الإبادة الإسرائيلية المدمرة على لبنان، حقيقة لم نشهد مثل هذا الدمار من قبل، فنحن لا نزال في مرحلة معاينة الأضرار وإزالة الركام ومساعدة عدد كبير من النازحين.
إعلانهناك أكثر من 52 بلدة وقرية مدمرة في لبنان، وأهلها لا يستطيعون العودة إليها، وهناك مناطق واسعة من الأراضي اللبنانية لا تزال محتلة، وننتظر في الحكومة اللبنانية تطبيقا كاملا للقرار (1701) الذي يجب أن تلتزم به إسرائيل، إلا أنها حتى الآن لم تلتزم بشيء، بل كلها مجرد وعود وكلام على ورق.
تقديراتنا الأولية تشير إلى أن هناك أكثر من 100 ألف بيت مدمر أو متضرر بشكل كامل، الأمر الذي يأخذنا للكشف أن نصف مليون لبناني لا يزالون في حاجة ماسة إلى الإيواء، لأن بعضهم لا يزال يفترش الشوارع ومنهم من يسكن عند أقاربه وأصدقائه وجيرانه، وهم في حاجة عاجلة لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية لهم.
كيف تقيم حجم المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تصل إلى لبنان من الدول الخليجية والعربية والغرب؟بكل صراحة كل المساعدات التي تصل يوميا إلى بيروت ومناطق مختلفة من لبنان لا تكفي لتسد 20% من حاجة الناس واللاجئين والنازحين والفقراء، الوضع مأساوي جدا، ونحتاج لتحرك سريع وعاجل.
طوال فترة الحرب تلقى لبنان مساعدات كثيرة من دول مهمة في المنطقة، ورغم سرعة ونوعية المساعدات خاصة في القطاع الطبي والإجراءات الإنسانية، فإن هذه المساعدات كانت تغطي فقط من 20 إلى 25% من حاجة الناس في مراكز الإيواء.
قسم كبير من هؤلاء النازحين المنكوبين، وتحديدا من ذوي الإمكانات المادية المحدودة، يواجهون الآن مشكلة فقدان كثير من الاحتياجات الضرورية، بعدما تدمرت بيوتهم في لمح البصر ولم يمنحهم الاحتلال حتى فرصة النظر إلى الوراء.
ما خطوتكم التالية؟نحن الآن في مرحلة ما قبل انتخاب رئيس جمهورية، وقبل إعادة عمل المؤسسات بشكل جيد، وهذا يستوجب حوارا داخليا لبنانيا شفافا وصريحا بعيدا عن المراوغات والكذب وزرع الدسائس، وواجب الحكومة الآن:
تحمل الحكومة اللبنانية مسؤولياتها في حفظ الأمن الأمان. إغاثة النازحين والأهالي المشردين وتوفير أبسط مقومات الحياة. البدء بعملية مسح الأضرار والتحضير للتعافي. وضع خطط واضحة ودقيقة لإعادة الإعمار. إعلانوإعادة الإعمار هذه تتطلب حدثا كثيرا وطويلا، لأن هذا الجانب يستوجب أموالا كثيرة ومليارات طائلة، فآخر الأرقام تشير إلى أن لبنان بحاجة إلى أكثر من 10 مليارات دولار لإعادة الإعمار وهذا مجرد رقم أوّلي، الأمر الذي يتطلب منا في الحكومة أن نعمل على نظام شفاف، وفيه كثير من آليات المساءلة والمحاسبة من أجل الحصول على هذه المساعدات التي نحن في أمس الحاجة إليها من أجل البدء في عملية إعادة الإعمار.
هل يمكن أن تختصر حجم التأثيرات البيئية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان؟لم تكن تأثيرات بيئية، بل كانت إبادة بيئية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، في مناطق كثيرة من لبنان وخاصة منطقة الجنوب، حرق الاحتلال خلال أقل من عام مساحات شاسعة من الغابات فاقت كل الحرائق التي نشبت في تاريخ البلاد.
فقد استخدم الاحتلال في جزء من هذه الحرائق أسلحة محرمة دوليا، ونحن الآن في طور إعداد وتوثيق كل هذه الجرائم مع منظمات حقوقية دولية، حيث وثقنا مئات من هذه الانتهاكات، ونتجه الآن لرفعها إلى مجلس الأمن للقيام بدوره في هذا الإطار، وسنتابع مع المنظمات الحقوقية الدولية، وهناك بعثة تقصي حقائق من المفوض السامي لحقوق الإنسان ستصل لبنان قريبا وستوثق استخدامات أسلحة محظورة وانتهاكات واضحة.
ما الأسلحة المحظورة والمحرمة دوليا التي تسببت بكل هذا الضرر البيئي؟من أكثر الأسلحة المحرمة التي استخدمها الاحتلال في تدمير البيئية اللبنانية هو سلاح "الفسفور الأبيض"، الذي تسبب بتدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، حيث باتت هناك الكثير من الأراضي غير صالحة للزراعة لمدة طويلة.
إن المساحة التي دمرها الفسفور الأبيض الإسرائيلي بشكل متعمد تجاوزت 5745 هكتارا من الأراضي والغابات في جنوب لبنان فقط وهي مساحة تفوق بـ4 مرات ما احترق في كل لبنان خلال السنوات الأخيرة.
إعلانإلى أين وصل لبنان فيما يخص انتخاب رئيس جديد للبلاد؟ وهل تعتقد أن هذا سيحل كثيرا من التعقيدات الحالية؟
الحوارات التي تدور في بيروت الآن تشير إلى أن عملية انتخاب رئيس جديد للدولة تسير بشكل أفضل مما كانت عليه في السابق، وذلك يعود لسياسة الحوار التي تنتهجها أطراف عديدة في لبنان، وأتوقع أن يكون التاسع من يناير/كانون الثاني 2025 وهو موعد اجتماع البرلمان لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
كيف تنظرون إلى الدور العربي في إتمام ودعم هذا الملف وانتخاب رئيس للدولة؟العمق العربي للبنان هو الركيزة الأساسية التي يجب أن نقف عليها جميعا، وذلك من خلال التعاون الاقتصادي وتحفيز الحوار السياسي، خاصة أن اللجنة الخماسية التي تضم دولا عربية لها دور كبير في إعادة الاستقرار إلى لبنان وتقريب وجهات النظر والسماح بانتخاب رئيس جديد.
لا يمكن إغفال الدور العربي في لبنان لوضع حلول سياسية ناجعة ومتفق عليها، ناهيك عن حاجتنا الماسة لدول الخليج من ناحية إعادة الإعمار وإعادة بناء المؤسسات كما فعلت قطر بعد حرب يوليو/تموز 2006، ومساعدة الجيش ليكون القوة العسكرية الأبرز في لبنان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إعادة الإعمار هناک أکثر من تشیر إلى أن من الأراضی رئیس جدید فی لبنان الآن فی
إقرأ أيضاً:
مع قرب المهلة التي منحها السيد القائد.. حماس: العدو يواصل إغلاق معابر غزة بشكل كامل
أكدت حركة حماس، اليوم الثلاثاء، أن كيان العدو الصهيوني يواصل إغلاق معابر قطاع غزة بشكل كامل مانعا دخول المساعدات والمواد الأساسية لليوم العاشر على التوالي، محذرة من أن استمرار إغلاق معابر غزة يُنذر بمجاعة في القطاع.
وقالت “حماس” في بيان: إن الاحتلال الإسرائيلي يزيد من معاناة أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، جراء إغلاقه المعابر بشكل كامل، ومنعه دخول المساعدات الإنسانية والمواد الأساسية.
وأكدت الحركة أن إغلاق المعابر يشكّل خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي ينص على تسهيل دخول المساعدات دون قيود، مضيفة أن هذا الإغلاق يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، ويُعتبر جريمة حرب وعقابًا جماعيًا يهدد حياة المدنيين الأبرياء.
وأشارت إلى أن منع دخول الغذاء والدواء والوقود والمواد الإغاثية الأساسية أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ونقص حاد في المستلزمات الطبية، ما فاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
وأضافت، أن إغلاق المعابر ومنع دخول الآليات الثقيلة يعرقل جهود انتشال الجثامين، وأعمال الترميم والإعمار، ويزيد من معاناة السكان الذين يعيشون في ظروف قاسية.
وأدانت “حماس” استخدام “إسرائيل” المساعدات كـ”ورقة ابتزاز سياسي”، مؤكدةً أن هذه السياسات العدوانية لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني، ولن تفلح في تحقيق أهداف الاحتلال.
وطالبت حركة “حماس” الوسطاء بالضغط على الاحتلال للالتزام بتعهداته وفتح المعابر بشكل فوري؛ لضمان تدفق المساعدات الإنسانية وإنهاء سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد قطاع غزة.
وفي تصريح سابق، قال الناطق باسم حركة “حماس” حازم قاسم، إن أهالي قطاع غزة يعيشون بوادر مجاعة حقيقية، مع استمرار إغلاق الاحتلال معابر قطاع غزة لليوم العاشر على التوالي.
وأوضح “قاسم” في تصريحات صحفية أن أهالي القطاع يعانون شُح الغذاء منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، مضيفاً “والاحتلال يمنع إدخال المواد الغذائية بإغلاقه المعابر”.
ودعا “قاسم” في تصريحاته الجامعة العربية لتفعيل قرارات القمة العربية الأخيرة بكسر الحصار عن قطاع غزة، ومنع الاحتلال من تجويع الفلسطينيين.
ويواصل كيان العدو الصهيوني منع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة لليوم العاشر توالياً، مشدداً الحصار على جميع الإمدادات، بما في ذلك الغذاء والوقود.
ويأتي ذلك بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وعرقلة سلطات العدو الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.
وجاء هذا الإغلاق في وقت يعاني فيه سكان قطاع غزة، من أوضاع إنسانية كارثية، بسبب نقص الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية مع حلول شهر رمضان.
ويأتي إصرار العدو على مواصلة إغلاق معابر غزة وفرض الحصار الكامل عليها، مع قرب انتهاء مدة 4 أيام التي منحها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي لكيان العدو الصهيوني لرفع الحصار عن غزة.
ولم يتبقى إلا ساعات على انتهاء المهلة، حيث توعد السيد القائد كيان العدو باستئناف العمليات البحرية اليمنية ومنع دخول السفن إلى الموانئ الصهيونية، ومنع مرور السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني عبر البحر الأحمر، فارضا معادلة الحصار بالحصار.