الدوحة- لم يفوت وزير البيئة في الجمهورية اللبنانية ناصر ياسين فرصة الكشف عما اقترفه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم بحق اللبنانيين والأرض والبيئة اللبنانية جراء الحرب الأخيرة التي استمرت لأكثر من عام، ليكشف الرجل عن رقم صادم يوضح حجم الدمار البيئي الذي خلفه القصف الإسرائيلي على لبنان.

ويكشف الوزير -في حواره مع الجزيرة نت- أن المساحة التي دمرتها إسرائيل باستخدام الفسفور الأبيض بشكل متعمد خلال الحرب تجاوزت 5745 هكتارا من الأراضي والغابات في جنوب لبنان فقط، وهي مساحة تفوق بـ4 مرات ما احترق في كل لبنان خلال السنوات الأخيرة.

وبيّن ياسين أن هناك أكثر من 52 بلدة وقرية مدمرة الآن في لبنان، وأهلها لا يستطيعون العودة إليها، ومناطق واسعة من الأراضي اللبنانية لا تزال محتلة واقعيا.

وتقديراتنا الأولية، يقول ياسين، "تشير إلى أن هناك أكثر من 100 ألف بيت مدمر أو متضرر بشكل كامل، الأمر الذي يأخذنا للكشف أن نصف مليون لبناني لا يزالون في حاجة ماسة إلى الإيواء لأن بعضهم لا يزال يفترش الشوارع".

وإلى نص الحوار:

بداية نود أن تضعنا في صورة الأوضاع الداخلية للحكومة اللبنانية الآن؟

نحن الآن في الأيام الأولى من بعد حرب الإبادة الإسرائيلية المدمرة على لبنان، حقيقة لم نشهد مثل هذا الدمار من قبل، فنحن لا نزال في مرحلة معاينة الأضرار وإزالة الركام ومساعدة عدد كبير من النازحين.

إعلان

هناك أكثر من 52 بلدة وقرية مدمرة في لبنان، وأهلها لا يستطيعون العودة إليها، وهناك مناطق واسعة من الأراضي اللبنانية لا تزال محتلة، وننتظر في الحكومة اللبنانية تطبيقا كاملا للقرار (1701) الذي يجب أن تلتزم به إسرائيل، إلا أنها حتى الآن لم تلتزم بشيء، بل كلها مجرد وعود وكلام على ورق.

تقديراتنا الأولية تشير إلى أن هناك أكثر من 100 ألف بيت مدمر أو متضرر بشكل كامل، الأمر الذي يأخذنا للكشف أن نصف مليون لبناني لا يزالون في حاجة ماسة إلى الإيواء، لأن بعضهم لا يزال يفترش الشوارع ومنهم من يسكن عند أقاربه وأصدقائه وجيرانه، وهم في حاجة عاجلة لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية لهم.

كيف تقيم حجم المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تصل إلى لبنان من الدول الخليجية والعربية والغرب؟

بكل صراحة كل المساعدات التي تصل يوميا إلى بيروت ومناطق مختلفة من لبنان لا تكفي لتسد 20% من حاجة الناس واللاجئين والنازحين والفقراء، الوضع مأساوي جدا، ونحتاج لتحرك سريع وعاجل.

طوال فترة الحرب تلقى لبنان مساعدات كثيرة من دول مهمة في المنطقة، ورغم سرعة ونوعية المساعدات خاصة في القطاع الطبي والإجراءات الإنسانية، فإن هذه المساعدات كانت تغطي فقط من 20 إلى 25% من حاجة الناس في مراكز الإيواء.

قسم كبير من هؤلاء النازحين المنكوبين، وتحديدا من ذوي الإمكانات المادية المحدودة، يواجهون الآن مشكلة فقدان كثير من الاحتياجات الضرورية، بعدما تدمرت بيوتهم في لمح البصر ولم يمنحهم الاحتلال حتى فرصة النظر إلى الوراء.

ما خطوتكم التالية؟

نحن الآن في مرحلة ما قبل انتخاب رئيس جمهورية، وقبل إعادة عمل المؤسسات بشكل جيد، وهذا يستوجب حوارا داخليا لبنانيا شفافا وصريحا بعيدا عن المراوغات والكذب وزرع الدسائس، وواجب الحكومة الآن:

تحمل الحكومة اللبنانية مسؤولياتها في حفظ الأمن الأمان. إغاثة النازحين والأهالي المشردين وتوفير أبسط مقومات الحياة. البدء بعملية مسح الأضرار والتحضير للتعافي. وضع خطط واضحة ودقيقة لإعادة الإعمار. إعلان

وإعادة الإعمار هذه تتطلب حدثا كثيرا وطويلا، لأن هذا الجانب يستوجب أموالا كثيرة ومليارات طائلة، فآخر الأرقام تشير إلى أن لبنان بحاجة إلى أكثر من 10 مليارات دولار لإعادة الإعمار وهذا مجرد رقم أوّلي، الأمر الذي يتطلب منا في الحكومة أن نعمل على نظام شفاف، وفيه كثير من آليات المساءلة والمحاسبة من أجل الحصول على هذه المساعدات التي نحن في أمس الحاجة إليها من أجل البدء في عملية إعادة الإعمار.

هل يمكن أن تختصر حجم التأثيرات البيئية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان؟

لم تكن تأثيرات بيئية، بل كانت إبادة بيئية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، في مناطق كثيرة من لبنان وخاصة منطقة الجنوب، حرق الاحتلال خلال أقل من عام مساحات شاسعة من الغابات فاقت كل الحرائق التي نشبت في تاريخ البلاد.

فقد استخدم الاحتلال في جزء من هذه الحرائق أسلحة محرمة دوليا، ونحن الآن في طور إعداد وتوثيق كل هذه الجرائم مع منظمات حقوقية دولية، حيث وثقنا مئات من هذه الانتهاكات، ونتجه الآن لرفعها إلى مجلس الأمن للقيام بدوره في هذا الإطار، وسنتابع مع المنظمات الحقوقية الدولية، وهناك بعثة تقصي حقائق من المفوض السامي لحقوق الإنسان ستصل لبنان قريبا وستوثق استخدامات أسلحة محظورة وانتهاكات واضحة.

 ما الأسلحة المحظورة والمحرمة دوليا التي تسببت بكل هذا الضرر البيئي؟

من أكثر الأسلحة المحرمة التي استخدمها الاحتلال في تدمير البيئية اللبنانية هو سلاح "الفسفور الأبيض"، الذي تسبب بتدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، حيث باتت هناك الكثير من الأراضي غير صالحة للزراعة لمدة طويلة.

إن المساحة التي دمرها الفسفور الأبيض الإسرائيلي بشكل متعمد تجاوزت 5745 هكتارا من الأراضي والغابات في جنوب لبنان فقط وهي مساحة تفوق بـ4 مرات ما احترق في كل لبنان خلال السنوات الأخيرة.

إعلان

 

إلى أين وصل لبنان فيما يخص انتخاب رئيس جديد للبلاد؟ وهل تعتقد أن هذا سيحل كثيرا من التعقيدات الحالية؟

الحوارات التي تدور في بيروت الآن تشير إلى أن عملية انتخاب رئيس جديد للدولة تسير بشكل أفضل مما كانت عليه في السابق، وذلك يعود لسياسة الحوار التي تنتهجها أطراف عديدة في لبنان، وأتوقع أن يكون التاسع من يناير/كانون الثاني 2025 وهو موعد اجتماع البرلمان لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

كيف تنظرون إلى الدور العربي في إتمام ودعم هذا الملف وانتخاب رئيس للدولة؟

العمق العربي للبنان هو الركيزة الأساسية التي يجب أن نقف عليها جميعا، وذلك من خلال التعاون الاقتصادي وتحفيز الحوار السياسي، خاصة أن اللجنة الخماسية التي تضم دولا عربية لها دور كبير في إعادة الاستقرار إلى لبنان وتقريب وجهات النظر والسماح بانتخاب رئيس جديد.

لا يمكن إغفال الدور العربي في لبنان لوضع حلول سياسية ناجعة ومتفق عليها، ناهيك عن حاجتنا الماسة لدول الخليج من ناحية إعادة الإعمار وإعادة بناء المؤسسات كما فعلت قطر بعد حرب يوليو/تموز 2006، ومساعدة الجيش ليكون القوة العسكرية الأبرز في لبنان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إعادة الإعمار هناک أکثر من تشیر إلى أن من الأراضی رئیس جدید فی لبنان الآن فی

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف: ربع الحيوانات المائية مهددة بالانقراض بسبب تهديدات بيئية متزايدة

أظهرت دراسة حديثة، أن ما يقرب من ربع الحيوانات التي تعتمد على المياه العذبة مثل الأنهار والبحيرات والمستنقعات مهددة بالانقراض، مما يسلط الضوء على هشاشة بيئات المياه العذبة التي تغطي أقل من 1% من سطح الكوكب لكنها تدعم حوالي 10% من التنوع البيولوجي العالمي.

اعلان

وعلى الرغم من ضخامتها الظاهرة مثل نهر الأمازون، إلا أن هذه البيئات تواجه تهديدات متزايدة. وأكدت باتريشيا شارفيه، عالمة الأحياء والمؤلفة المشاركة في الدراسة، أن هذه البيئات تبدو قوية لكنها هشة بشكل كبير. وأوضحت أن نهر الأمازون الشاسع، على سبيل المثال، يواجه تحديات متعددة من إزالة الغابات وحرائقها وتعدين الذهب غير القانوني، وهي عوامل تُحدث تأثيرات سلبية متراكمة على النظام البيئي للنهر.

يسير جراد البحر على الرصيف بعد انحسار مياه فيضان نهر آر في شولد، ألمانيا.AP Photo/Michael Probst, File

وتُعد هذه الدراسة المنشورة في مجلة نايتشر الأولى من نوعها التي تقدم تقييمًا شاملاً لأنواع المياه العذبة، حيث تم فحص 23,500 نوع، منها اليعسوب والأسماك وسرطان البحر. وخلصت الدراسة إلى أن 24% من هذه الأنواع تصنَّف على أنها مهددة، نتيجة تهديدات تتنوع بين التلوث واستخراج المياه وتغير المناخ.

ووصفت كاثرين ساير، عالمة الحيوان المشاركة في الدراسة، هذه التهديدات بأنها تعمل معًا لتضاعف الخطر، حيث قالت: "لا تواجه معظم الأنواع تهديدًا واحدًا فقط، بل تواجه مجموعة من التحديات التي تتكامل لتضعها على حافة الانقراض." وأضافت أن هذه الحيوانات لا تملك بدائل أخرى إذا دُمّرت بيئاتها.

أسماك تسبح بجانب الطين الناتج عن انهيار سد تابع لشركة تعدين في البرازيل.AP Photo/Leo Correa, File

كما علّق عالم البيئة بجامعة ديوك ستيوارت بيم، الذي لم يشارك في الدراسة، بأنها "ورقة بحثية طال انتظارها"، مشيرًا إلى أن معظم الأنهار الكبرى في أمريكا الشمالية وأوروبا قد تغيرت بشكل كبير بسبب السدود، مما يزيد من تهديد الكائنات التي تعيش فيها.

وأضافت شارفيه أن النشاط البشري مثل الحرائق غير القانونية لتطهير الغابات يؤدي إلى تلوث الأنهار بموجات من الرماد، بينما يسبب تعدين الذهب غير المرخص تسرب الزئبق إلى المياه. كما أشارت إلى أن النظم البيئية للمياه العذبة "تركز كل ما يحدث حولها"، مما يجعلها عرضة للتأثر السريع بأية تغييرات أو كوارث.

Relatedولادة نادرة لأحد أصغر الحيوانات في العالم.. لا يتجاوز طوله 50 سنتيمتراً.. هل هو مهدد بالانقراض؟معجزة في عصر الانقراض: "ليني" و"لوتي" يسرقان الأضواء في برلينمن حافة الانقراض إلى الحرية.. حلزونات نادرة تُعاد إلى البرية في البرتغال

وتأتي هذه النتائج وسط دعوات دولية لضرورة حماية الأنهار والبحيرات من النشاطات البشرية الضارة، حيث تعد هذه الأنظمة مصدر حياة ليس فقط للكائنات المائية، بل أيضًا للإنسان الذي يعتمد عليها لتلبية احتياجاته من الماء والغذاء.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية دراسة تكشف: حصيلة القتلى في غزة تتجاوز التقديرات الرسمية بنسبة 40% دراسة تكشف النظام الغذائي لرجل الكهف البدائي.. أكل الكربوهيدرات والأطعمة المصنعة منذ 780 ألف عام البرازيل: تحويلات نقدية للأسر الفقيرة تحد من خطر السل.. دراسة جديدة نهربحيرةأنواع معرضة للإنقراضمياهحيواناتتلوثاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next اليوم الـ462 للحرب: قصف متواصل على غزة وسط تفاؤل حذر بشأن التهدئة ونتنياهو يحذر الحوثيين يعرض الآن Next الخارجية الفرنسية تستدعي السفير الإيراني وتطالب بالإفراج عن المحتجزين الفرنسيين يعرض الآن Next مسلسل تلفزيوني عن موسوليني يبدأ عرضه اليوم وميلوني أول المعلقين: "لن أشاهده" يعرض الآن Next سوريا بعد الأسد: فرصة للأردن أم تهديد لوجودها؟ يعرض الآن Next تاجاني في دمشق لتعزيز دور إيطاليا كوسيط بين سوريا والاتحاد الأوروبي اعلانالاكثر قراءة الخارجية الأمريكية تعلن عن عقوبات قاسية ضد قطاعي النفط والغاز الروسيين عواصف ثلجية غير مسبوقة تضرب الجنوب الأمريكي وتشل الحياة اليومية وإلغاء آلاف الرحلات الجوية حريقان في لوس أنجلوس يدمران 10,000 منشأة وسط تحذيرات جديدة لإجلاء السكان في قلب مانيلا: موكب الناصري الأسود يجذب المؤمنين الكاثوليك من جميع أنحاء الفلبين "قال ترامب سأشعل الشرق الأوسط فاشتعلت أمريكا".. كيف ربط رواد الإنترنت بين الحرائق وحرب غزة؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومقطاع غزةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني ضحاياإسرائيلالاتحاد الأوروبيغزةأزمة إنسانيةسورياقصفجو بايدنروسيااليمنالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • الجيش اللبناني يبدأ بإزالة السواتر الترابية التي وضعتها جرافات الاحتلال
  • دراسة تكشف: ربع الحيوانات المائية مهددة بالانقراض بسبب تهديدات بيئية متزايدة
  • نهاية الحروب اللبنانية مع إسرائيل
  • ما هي أبرز التحديات التي تواجه الرئيس اللبناني الجديد؟
  • الرئيس اللبناني يتمسك بانسحاب إسرائيل من كامل التراب الوطني
  • ‏وكالة الأنباء اللبنانية: وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى البرلمان اللبناني لحضور جلسة انتخاب الرئيس الجديد
  • خبير علاقات دولية: ميشال عون الأوفر حظا للفوز بالانتخابات اللبنانية
  • خبير علاقات دولية: جوزيف عون الأوفر حظًا بالفوز بالانتخابات اللبنانية
  • البيت الأبيض: إسرائيل لم ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين
  • "تهديد لمبادئ حقوق الإنسان".. قرار تسليم القرضاوي إلى الإمارات يشعل الغضب ضد السلطات اللبنانية