نتائج فحص الحمض النووي تكشف حقيقة الهوية المفقودة لأردني كان معتقلًا في سجن صيدنايا
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
في تطور مفاجئ ومؤلم، أثبتت نتائج فحص الحمض النووي (DNA) عدم وجود أي صلة قرابة بين الشخص الذي أفرج عنه مؤخرًا من سجن صيدنايا بدمشق، والعائلة الأردنية التي كانت تعتقد أنه ابنها المفقود منذ 38 عامًا، هذا الكشف أضاف تعقيدًا إلى قضية أسامة بشير البطاينة، الأردني الذي دخل السجن السوري في سن الـ18، ليعود في سن الخمسين فاقدًا للذاكرة ولا يحمل أي تفاصيل واضحة عن هويته.
في وقتٍ سابق، كانت عائلة البطاينة قد تلقت نبأً مفاجئًا عن وجود شخص في سجن صيدنايا يدعي أنه أسامة، الذي فقد الاتصال بعائلته في عام 1986 بعد أن سافر إلى سوريا لمتابعة دراسته الجامعية.
وأظهرت التقارير في البداية أن الشخص المفرج عنه قد يكون هو أسامة، مما أثار مشاعر الأمل لدى عائلته التي انتظرت هذه اللحظة طويلًا.
إلا أن تحقيقات إضافية وفحص الحمض النووي لم تؤكد ذلك. وأعلنت عشيرة البطاينة، في بيان رسمي، أن الفحوصات أثبتت عدم وجود أي صلة قرابة بين الشخص المفرج عنه وأفراد العائلة، ورغم ذلك أشادت العشيرة بالتضامن الذي أبداه الأردنيون في متابعة هذا الملف، وأعربت عن شكرها العميق للأجهزة الأمنية الأردنية التي تعاملت مع القضية بمهارة، وكذلك للمستشفى الذي قدم رعاية نفسية متكاملة للشخص المفرج عنه، ولوسائل الإعلام التي كانت حريصة على تقديم المعلومات مع مراعاة الخصوصية.
الجهود الإنسانية والبحث المستمر عن أسامةوفي تعليق له، ذكر الوزير الأردني الأسبق نضال البطاينة أن العائلة السورية التي زارت الشخص في سجن طرطوس قبل أشهر قد زعمت أنه ابنها.
لكن بعد مقابلة الشخص المفرج عنه من قبل أسامة's شقيقه وأفراد عائلته، بدأوا في التشكيك بصحة هذا الادعاء، رغم أن الأب أصرّ على أنه هو ابنه المفقود.
ونظرًا لهذه التطورات، أغلقت العشيرة القضية إعلاميًا حفاظًا على مشاعر الأطراف المعنية، إلا أنها أكدت استمرار جهود البحث الإنسانية عن أسامة، مؤكدة أن القصة لا تزال مفتوحة في سياق السعي لتحقيق الحقيقة.
التفاعل الرسمي والمجتمعيوفيما يخص الإجراءات الرسمية، أعلنت وزارة الخارجية الأردنية أنها نقلت الشخص المفرج عنه إلى معبر جابر، حيث تم تسليمه لعشيرة البطاينة عبر الأمن العام.
هذه الخطوة جاءت بعد تأكيد من السلطات الأردنية أنه ليس الشخص المفقود، مما يزيد من تعقيد التحقيقات المتعلقة بمصير أسامة.
ظل الغموض يكتنف قضية أسامة بشير البطاينة، الذي غادر الأردن عام 1986 في رحلة بحث عن تعليم جامعي، ليجد نفسه بعد سنوات طويلة في سجن صيدنايا، فاقدًا لذكرياته، ولكن ما يزال يثير الكثير من الأسئلة حول ما حدث له خلال تلك السنوات الغائبة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: استمرار الأردنية التطورات الجامعية الحمض النووي الخصوصية السجن السوري السلطات المعلومات الفحوصات سجن صیدنایا فی سجن
إقرأ أيضاً:
كيف نفهم الحزن عند موت أحد الأحباء
تُعدّ حالات التعامل مع الموت الأصعب، لا سيما أنها تنطوي على مشاهدة معاناة وحزن فقدان عزيز، وبغض النظر عن الوعي الذاتي والرعاية الذاتية والدعم، فإن مشاهدة هذه المعاناة بشكل منتظم قد تُشكّل عبئًا ثقيلًا علي جميع من يتعامل مع الشخص الذي يمر بها، لا يُمكن استعادة من فقدناهم وغيبهم الموت، لكن كيف يُمكننا مساعدة الشخص المفجوع على التكيّف مع الخسارة والمضي قدمًا؟ يُمثّل هذا تحديًا أكبر، إذ يختلف الألم والحزن من شخص لآخر، ومن الآثار الأخرى لممارسة العمل الاجتماعي، الحاجة إلى إشراف فعّال، فغالبًا ما يحتاج الأشخاص الذين يواجهون وفاة أحد أحبائهم، إلى قدر كبير من الدعم والوقت، وقد يختلف هذا أيضًا، ولأن الحزن يختلف، فإن استراتيجيات التأقلم المُستخدمة تختلف أيضًا بين الأفراد، إن نقص التدريب المُناسب يُصعّب التعامل مع مثل هذه المواقف، وقد يُؤثّر أيضًا على الأخصائي الاجتماعي أو العائلة أو المحيطين، ولكي يمضي الأفراد قدمًا، يجب عليهم مُواجهة التحديات التي تُسببها الخسارة والحزن، هناك أربع مهام رئيسية يجب القيام بها عند التكيف مع فقدان أحد الأحباء، تشمل هذه المهام الاعتراف بحقيقة الفقد، والتغلب على الألم والاضطراب العاطفي الذي يليه، وإيجاد طريقة للعيش حياة ذات معنى في عالم بدون الشخص الراحل، ومواصلة الروابط مع المتوفى، مع تخفيفها عند الشروع في حياة جديدة، حيث تُتيح كل مهمة من هذه المهام، فرصة للمساعدة في إدارة الحزن وتخفيف المعاناة، كما تؤثر الأعراف المجتمعية على كيفية تعامل الممارسين مع وفاة الشخص، ولها جذور عميقة في المعتقدات، مثل الاعتقاد بأنه إذا لم يُتحدث عن الموت، فلا داعي لمعالجة المشاعر المصاحبة له، أهمية تجنب الوقوع في هذا التصور، وأن هناك حاجة ماسة لمناقشة موضوع الموت والاحتضار للتعامل مع المشاعر المصاحبة له، وتُعدّ الوصمة التي يعاني منها الممارس قضيةً أخرى ذات طابع عام، وقد وُصفت في الأدبيات، إذ يوجد اعتقاد سائد بأن الانتحار، بما أنه يمكن الوقاية منه، ولا ينبغي أن يحدث، وقد تدفع هذه الوصمة الممارسين إلى الشعور بفشلهم كأطباء، مما يتحول إلى لوم ذاتي.
NevenAbbass@