نجيب محفوظ.. أيقونة الأدب المصري ومُجسد حكايات الوطن
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
في مثل هذا اليوم، 11 ديسمبر 1911، وُلد نجيب محفوظ عبد العزيز الباشا بحي الجمالية في القاهرة القديمة، ليصبح رمزًا خالدًا في الأدب العربي والعالمي. نشأ في أحياء القاهرة العريقة، متنقلًا بين العباسية، الحسين، والغورية، مما صاغ وجدانه الأدبي الذي عبّر عن روح الطبقة المتوسطة وأحلامها، مستلهِمًا عبق التاريخ وأصالة المجتمع المصري.
حصل محفوظ على ليسانس الآداب في الفلسفة عام 1934، متأثرًا بعمالقة الفكر مثل عباس العقاد وطه حسين. شكلت دراسته الفلسفية قاعدة أساسية لرحلته الأدبية، حيث انعكست أفكاره العميقة في أعماله التي مزجت بين الواقع والحلم.
المناصب الثقافية ودور الأديب الوطنيتقلد نجيب محفوظ عدة مناصب ثقافية، أبرزها مدير الرقابة على المصنفات الفنية ومستشار وزير الثقافة لشؤون السينما، لكنه ظل يحمل هموم الوطن وينقلها بصدق عبر قلمه، مُجسدًا صوت مصر في أدبه.
البداية الأدبية والتحليق نحو العالميةبدأ محفوظ رحلته الأدبية عام 1936 بكتابة القصة القصيرة، وقدم أولى رواياته عن التاريخ المصري القديم. ولكن شهرته بلغت أوجها مع ثلاثيته الشهيرة: بين القصرين، قصر الشوق، والسكرية، التي صوّرت ببراعة تحولات المجتمع المصري.
لم يكتفِ بذلك، بل ترك بصمة سينمائية بكتابة سيناريوهات خالدة مثل: بداية ونهاية، ثرثرة فوق النيل، واللص والكلاب.
التكريم العالمي وإرث لا يُنسىفي عام 1988، حصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الأدب، ليكون أول أديب مصري وعربي يحظى بهذا التكريم. تجاوزت أعماله الأدبية الخمسين عملًا، تُرجمت إلى لغات العالم كافة، وتحولت إلى أفلام ومسلسلات خالدة.
نهاية الجسد وبقاء الروحفي 30 أغسطس 2006، غادر نجيب محفوظ عالمنا، لكنه ترك إرثًا أدبيًا خالدًا ينبض بالحياة، تظل كلماته شاهدة على عبقرية أديب عشق مصر ووثق حكاياتها بحب وإبداع، ليبقى اسمه منارة للأدب والفكر على مر العصور.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: التاريخ المصري القديم الأدب العربي المصري القديم جائزة نوبل التاريخ المصري نجیب محفوظ
إقرأ أيضاً:
فتيان بن علي الشاغوري الأسدي.. شاعر برع في وصف دمشق
ولد فتيان بن علي الشاغوري الأسدي في القرن السادس الهجري في مدينة بانياس الساحلية، تلقى العلوم في الجامع الأموي بالعاصمة دمشق، ثم عمل معلما للناشئة، يُقرئ النحو ويدرس الأدب، وتخرج على يديه أشهر علماء عصره منهم، الإمام الأصفهاني.
اتخذ من حي الشاغور في دمشق سكنا له، بعد أن غادر بلاده بسبب الأخطار التي كانت تحيط به من حروب الإفرنجة في ذلك الزمن، وكان الشاعر الدمشقي عارفا بشؤون الحرب، يستوحي كثيرا من مشاهدها في قصائده.
خدم فتيان الشاغوري الملوك الأيوبيين ومدح في شعره الناصر صلاح الدين الأيوبي وبعض أمراء جيشه. وقد لقيه ياقوت الحموي في آخر أيامه وسمع منه بعضا من أشعاره وأعجب بها. وكان الشاغوري قد ناهز حينها التسعين من العمر.
طرق جميع فنون الشعر، وكان يجمع في شعره بين مدن وأماكن عدة، كأنه يترك للقارئ بطاقة تعريف لهذه الأماكن. وكان أبرع ما يميز شعر فتيان الشاغوري كلفه بدمشق:
اذكر دمشق فإن الله فضّلها… على البلاد بما لا يُمترى فيه.
وصف طبيعة دمشق وصفا دقيقا، تجول في ضواحيها ومتنزهاتها النائية، ولم يكن كغيره من الشعراء يتحدث عنها حديثا عابرا يتوافق مع كل بيئة ويصلح في كل زمان ومكان، بل كان حديثا عن المدينة، لا يكون إلّا لها ولا يصلح إلا لها.
إعلانورغم أن التكلف والصنعة الثقيلة غلبا على الأدب في العهد الأيوبي، كان فتيان الشاغوري بعيدا عن التصنع، قويا في لغته وصادقا في عاطفته تطاوعه الفكرة وتواتيه القافية، شاكيا الحنين إلى ديار من يهوى:
ألا هل إلى باب البريد سبيل
فليلي بزوراء العراق طويل
متى تلتقي أجفان عيني والكرى
وهل يتلاقى بكرة وأصيل؟
هلموا انظروا حالي وفي خده دمي
شهيد، فقولوا قاتل وقتيل
أزيد له ذلا ويزداد عزة
وكل محب للحبيب ذليل
وما حسَن عن ذلك الحسن سلوة
ولا الصبر عن ذلك الجمال جميل!
29/4/2025