دراسة: 93 في المائة من المدراء الماليين المغاربة يبدون تفاؤلا متزايدا بشأن آفاق النمو الاقتصادي في المغرب
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
أظهرت النسخة الثالثة من دراسة « CEO Survey » من إنجاز مكتب « بي دبليو سي » (PwC)، تم تقديمها اليوم الأربعاء بالدار البيضاء، أن إدارة الأداء تقع على رأس قائمة أولويات الإدارات المالية المغربية لسنة 2025.
وأبرزت هذه الدراسة، الصادرة بعنوان « بناء المستقبل بتفاؤل »، أنه في ظل مناخ يتسم بعدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، ترغب 64 في المائة من الإدرات المالية أن تتطور مؤسساتها لتحقيق أهداف التحول وأن يتحلوا بمزيد من المرونة.
في الواقع، تترسخ إدارة الأداء باعتبارها رافعة أساسية للتأقلم مع هذه البيئة، مما يتيح مرونة أفضل في مواجهة الأزمات الاقتصادية ودعم اتخاذ القرارات الاستراتيجية.
ويعرض هذا الاستطلاع، الذي شمل أزيد من 110 إدارة مالية من مختلف الشركات المغربية الناشطة في 13 قطاع، أهم التحديات والفرص قصيرة ومتوسطة المدى التي ترسم ملامح عالم المال في المغرب، في ظل سياق اقتصادي دائم التطور.
كما أوضح أن 93 في المائة من المدراء الماليين المغاربة يبدون تفاؤلا متزايدا بشأن آفاق النمو الاقتصادي في المغرب، مع تسجيل زيادة في الثقة بنسبة تزيد عن 10 في المائة خلال السنوات الثلاث الماضية. وتعد هذه الثقة نتيجة لمناخ الأعمال في المغرب، المدعوم بمشاريع استثمارية واسعة النطاق وإصلاحات اقتصادية تدعمها السلطات العمومية.
وارتفعت الثقة على المدى المتوسط أيض ا بشكل لافت، بنسبة تزيد عن 15 في المائة، ويعكس هذا التقارب على كلا المستويين التوقعات الإيجابية بشأن متانة الاقتصاد والتنفيذ الناجح للسياسات المعززة للنمو.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة تقديم الدراسة المذكورة، قال محمد رقيبات، مسؤول عن أنشطة التدقيق في « بي دبليو سي » المغرب إنه لا شك في أن هذه الثقة هي نتيجة لمناخ الأعمال في المغرب، المدعوم بمشاريع استثمارية واسعة النطاق وإصلاحات اقتصادية لا تقتصر فقط على تحسين الوضع الماكرو اقتصادي وإنما تهدف قبل كل شيء إلى تطوير البيئة الاجتماعية في المغرب.
وأضاف السيد رقيبات أن « المدراء الماليون المغاربة متفائلون للغاية ومصممون على تجاوز حدود إمكانياتهم « ، مشيرا إلى أن هذا التفاؤل قد يرتبط بعوامل متعددة، لاسيما الاستثمارات والمشاريع المهيكلة في مختلف القطاعات الاستراتيجية.
ومن جهة أخرى، أورد أنه على الرغم من هذه الآفاق الإيجابية، إلا أن المدراء الماليين متيقظون أمام خطر كبير، ألا وهو التضخم. وأكد أن هذه الظاهرة تظل مصدر انشغال بالنسبة للمسؤولين الماليين وتعتبر عاملا مزعجا قد تكون له تداعيات على إدارة الشركات.
وعلاوة على ذلك، أبانت الدراسة على أن الوظيفة المالية، التي تركز بشكل متزايد على عقلنة العمليات الداخلية، أصبحت ملزمة بالتكيف مع التكنولوجيا الحديثة، لاسيما الذكاء الاصطناعي.
وبالفعل، فإن 60 في المائة من المدراء الماليين يعتزمون الاستثمار في مشاريع تكنولوجية في السنوات القادمة، خاصة الذكاء الاصطناعي. ويروم هذا التطور تحسين تحليل البيانات المالية ودعم القرارات الاستراتيجية داخل الشركات.
وبحسب الاستقصاء، فإن 10 في المائة من المقاولات قامت فعلا بتبني مبادرات تقودها شركاتها الأم، في حين أن أكثر من 34 في المائة من الشركات التي شملتها الدراسة أفادت بأنها قامت بإطلاق مبادرات محلية.
كذلك، أفاد 56 في المائة من المدراء الماليين الذين شملهم الاستطلاع بأن استخدام الذكاء الاصطناعي منخفض إلى حد ما أو منخفض جد ا، الأمر الذي يدل على أن دمج هذه التقنيات يواجه تحديات من حيث التنفيذ وتدريب الموظفين وإدارة التغيير.
كما شددت كنزة صابوني، مدققة حسابات في « بي دبليو سي » المغرب، على أن » الذكاء الاصطناعي » و »التعلم الآلي »، التي كانت مجرد نظريات، لا يمكن الاستغناء عنها بعد الآن في الإدارات المالية. ورغم أنه من المسلم به أنها تنطوي على مخاطر، إلا أنها توفر أيض ا فرص ا هائلة ».
وأوضحت أنه « من خلال إدراجها في مفكرتنا الاستراتيجية الشاملة، سيتسنى للإدارات المالية مساعدة شركاتها على اغتنام الفرص التي تتيحها الرقمنة والابتكار التكنولوجي، مع ضمان إدارة أمثل للمخاطر ».
وأفادت بأن « إدارات الشؤون المالية، بفضل تمكنها من الأرقام والتحليل، تعد الجهة الأولى المعنية بقيادة هذا التغيير، بالإسهام في خلق القيمة من خلال إدارة ذكية واستشرافية للبيانات ».
وبالموازاة لذلك، أصبحت تداعيات الاستدامة أكثر أهمية بالنسبة لإدارات الشؤون المالية. وقد أظهرت الدراسة أن 66 في المائة من المستجوبين يرغبون بإدراج معايير المسؤولية الاجتماعية للشركات في تقارير الأداء الخاصة بها، مما يعكس الرغبة المتنامية للشركات في دمج الأداء المالي والمسؤولية الاجتماعية والبيئية.
يذكر أن هذه الدراسة تتوافق مع دراسة حول التحديات الرئيسية للمدراء الماليين لدى شركة « بي دبليو سي » فرنسا والمغرب العربي، والتي بلغت الآن نسختها الرابعة عشرة، وتسعى شركة « بي دبليو سي » فرنسا والمغرب العربي إلى أن تصبح رائدة في مجال خلق الثقة والتحول المستدام، بما يتماشى والاستراتيجية العالمية المعادلة الجديدة « The new equation ».
كلمات دلالية اقتصاد المغرب شركاتالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: اقتصاد المغرب شركات الذکاء الاصطناعی بی دبلیو سی فی المغرب
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف فقدان 45٪ من الغابات في القبة خلال 33 عامًا
كشفت وكالة الأنباء الليبية عن دراسة حديثة تظهر نتائج حول فقدان 45٪ من الغطاء النباتي الغابي في مدينة القبة، خلال الفترة من 1987 إلى 2020.
واعتبر أستاذ البيئة والبيئة النباتية بكلية العلوم جامعة بنغازي البروفيسور سالم الشطشاط، في حديث للوكالة، أن هذه النسبة تُعتبر مؤشرًا خطيرًا على التدهور البيئي في المنطقة، حيث تساهم في تدمير النظم البيئية المحلية وزيادة التهديدات البيئية، وفق قوله.
وأرجعت الدراسة أحد الأسباب الرئيسية لهذا التدهور البيئي إلى التوسع العمراني العشوائي، حيث شهدت مدينة القبة زيادة في التوسع العمراني بنسبة 516٪ بين عامي 1987 و2020، وهو ما جاء على حساب الغطاء النباتي، هذا التوسع العمراني غير المدروس والمفرط تسبب في تدمير الغابات والنباتات الطبيعية التي كانت تحافظ على توازن البيئة، وفق الدراسة.
وأوضح الشطشاط، أن غياب سلطة القانون وتأثر الدولة بأحداث عام 2011 ساهم بشكل كبير في تفاقم هذه المشكلة، كما أن زيادة عدد القادمين من المدن الأخرى إلى مدينة القبة ساعدت على تفاقم التوسع العمراني غير المدروس، بحسب وصفه.
ووفق وكالة الأنباء الليبية، فقد اعتمدت الدراسة على أساليب حديثة ودقيقة باستخدام تطبيقات الأقمار الصناعية، التي قدمت أرقامًا حقيقية ودقيقة حول التدهور الحاصل في الغطاء النباتي بالمدينة، والتي مكنت الباحثين من الحصول على بيانات دقيقة حول آثار التوسع العمراني على البيئة.
ودعا البروفيسور الشطشاط الجهات المعنية إلى ضرورة أخذ هذه الدراسة بعين الاعتبار عند وضع الخطط المستقبلية للحد من الزحف العمراني غير المدروس.
كما أكد الشطشاط على أهمية حماية الغطاء النباتي في الجبل الأخضر، الذي يعد من أهم المناطق البيئية في ليبيا، وضرورة التعاون بين جميع الجهات المعنية للحفاظ على البيئة، وفق قوله.
يشار إلى إن هذه الدراسة جزء من رسالة ماجستير نوقشت في أكتوبر 2024 بكلية الموارد الطبيعية في جامعة عمر المختار بالبيضاء، وهي واحدة من أبرز الأبحاث التي تركز على تأثير التوسع العمراني العشوائي وتدهور البيئة في المنطقة.
المصدر: وكالة الأنباء الليبية
القبةغابات القبة Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0