بينما يشهد الاحتلال انزياحا متلاحقا نحو اليمين في ظل حكومة فاشية، تخرج بين حين وآخر دعوات لاتّخاذ حل سياسي مع الفلسطينيين، بديلاً لفشل سلوك الحكومة الحالية، وهي دعوات تتعلق بوقف الحرب على غزة، والاستعداد لمواجهة إيران، والحفاظ على الأمن القومي للاحتلال الإسرائيلي.

وبحسب مقال نشره موقع "زمن إسرائيل" العبري، وترجمته "عربي21" فإن الدعوات تأتي "عقب فشل بنيامين نتنياهو في فهم الواقع الأمني في مواجهة الفلسطينيين؛ وسيفشل في نهاية المطاف بتغيير الواقع السياسي أيضا، لأنه طوال سنوات حكمه، سعى لتضخيم المخاوف الإسرائيلية من الترويج الدائم لحلول للصراع مع الفلسطينيين".



وتابع المقال، نقلا عن أستاذ العلوم السياسية بجامعة حيفا وخبير بكيفية تأثير الهويات الجماعية على الأنظمة السياسية، أفيعاد روبين، قوله، إنّ: "الحلّ الذي اقترحه المعسكر اليساري، يتمثّل في التسوية الإقليمية، وإقامة دولة فلسطينية، بعيدا عن مخاوف اليمين من الانسحاب لحدود لا يمكن الدفاع عنها".

وأضاف أنّ: "هذا هو البديل لما يقترحه اليمين من الضم الكامل للأراضي الفلسطينية، وترحيل أهلها، وحرمانهم من الحقوق المدنية، كما يدعي إيتمار بن غفير وبيتسلئيل سموتريتش"، موضّحا أنّ: "المقترح الذي يتبناه غولان اليوم يأتي بعكس خطاب نتنياهو الذي يقسّم المجتمع الإسرائيلي بين اليمين واليسار".

"الذي حرص على البقاء في مركز الخريطة السياسية، والزعم بالحاجة لترتيب دائم للسيطرة على الفلسطينيين وأراضيهم، والوعد بـ:صفقة شاملة، تتضمن رفاهية وأمنًا معقولين، دون إحراز تقدم نحو حل الصراع، مع العلم أن استمرار حزب الليكود في الحكم منذ 2009، دليل على أن الجمهور يؤيد استمرار إدارة الصراع مع الفلسطينيين، بأثمان معروفة ومقبولة، مقارنة بعدم الاعتراف بالمخاطر الناجمة عن عدم حله نهائياً" تابع المتحدث نفسه نقلا عن الصحيفة العبرية.


وأشار إلى أنّ: "عملية حماس من غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 غيّر المعادلة بالكامل، عقب مقتل أكثر من 900 مستوطن وأكثر من 800 جندي، ومئات الأسرى، وأزمة اقتصادية متفاقمة، ما دفع الجمهور لإعادة النظر في حكمة الاستمرار بإدارة الصراع، دون حلّه".

وأردف: "بدليل ما أظهره استطلاع أجراه معهد الوفاق في نوفمبر 2023 من أن 80 في المئة من الإسرائيليين انقسموا بين ثلاثة مواقف حصلت على وزن مماثل، وهي: اتفاق عام مع الفلسطينيين، والانسحاب الأحادي الجانب للحدود الدائمة، أو الضمّ متشابهة للغاية، فيما أيد 55 في المئة إنهاء الاحتلال، سواء من جانب واحد، أو بالاتفاق مع الفلسطينيين".

واسترسل بأنّ: "هذه المعطيات تكشف أن الجمهور الإسرائيلي أدرك، بعد وقت قصير من بدء الحرب، أن الوضع الراهن أكثر تكلفة وخطورة من باقي البدائل، وأنّه لا بد من البحث عن حل دائم للصراع، لكنه منقسم حول الحل المطلوب".

"رغم ذلك، قد واصل نتنياهو سياسة إدارة الصراع، ونزع الشرعية عن السلطة الفلسطينية، ومعارضة مشاركتها في إعادة إعمار غزة، ومعارضة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حتى قرر الكنيست في يوليو 2024 معارضة إقامة دولة فلسطينية، بأغلبية 68 عضوا" أردف المتحدث.

وأبرز أن "غولان يدرك أن استمرار السيطرة على الفلسطينيين، وترسيخ المشروع الاستيطاني يعرض وجود إسرائيل للخطر، وبالتالي يجب البحث عن حل ذي شقين؛ لكن الأسوأ أن حلّه يعتمد على القوة العسكرية التي فشلت فشلاً ذريعاً في السابع من أكتوبر".


وأضاف أن "المصلحة الإسرائيلية تتطلب إعلاناً فورياً عن خطة لإنهاء السيطرة على الأراضي الفلسطينية وسكانها، وإخلاء المستوطنات، واعتماد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 67/19 الصادر في نوفمبر 2012 للاعتراف بالدولة الفلسطينية".

وختم بالقول: "حتى لو استغرق استكمالها عدّة سنوات، ما سيخلق ديناميكية جديدة في المنطقة، وسيضرب بشدة فكرة الضم المضللة ومؤيدي المستوطنين".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال غزة الأراضي الفلسطينية غزة الاحتلال الأراضي الفلسطينية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مع الفلسطینیین

إقرأ أيضاً:

استمرار الخروقات.. شهيد لبنانيّ وجريح إثر غارة إسرائيلية على بلدة عيناثا

تابعنا أيضا عبر تليجرام t.me/alwatanvoice رام الله - دنيا الوطن
أفادت وكالة الأنباء اللبنانية، اليوم الأربعاء، أن شخصًا استشهد وأصيب آخر بجروح جراء غارة نفذتها مسيّرة إسرائيلية على منزل في منطقة خلة الدراز بين عيناتا وبنت جبيل في قضاء بنت جبيل.
وفي وقتٍ سابق من صباح اليوم، أعلن الجيش اللبناني عن بدء الانتشار في بعض مواقعه الأمامية السابقة، جنوب بلدة الخيام وعين عرب، وذلك على عدة مراحل، بهدف تأمين المنطقة وضمان سلامة المواطنين.

ووفق موقع قناة (الميادين)، فإن الجيش اللبناني يستعدّ للدخول إلى أحياء في الخيام في أولى مراحل انتشاره في المنطقة الحدودية، وأنّ جرّافاته تتحضّر للدخول إلى الحي الشمالي من بلدة الخيام، فيما تستعدّ فرق الهندسة في الجيش اللبناني للتحرّك والانتشار في مواقع محيطة بها.

وكانت قوة من (اليونيفيل) دخلت إلى الخيام للتأكد من انسحاب القوات الاسرائيلية من الحيين الشمالي والغربي، تمهيداً لدخول قوة من الجيش اللبناني.

وفي 27 من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، دخلت اتفاقية وقف إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله حيز التنفيذ، بعد مواجهة عسكرية مفتوحة استمرت لأكثر من شهرين.


مقالات مشابهة

  • مسعفون: عشرات الشهداء الفلسطينيين في غارات إسرائيلية على غزة .. وأزمة إنسانية حادة في الشمال
  • محمد البخيتي*: رسالتي إلى جماعة الإخوان المسلمين
  • مطالب إسرائيلية لطي صفحة الصراع مع الفلسطينيين بدلا من إدارته
  • استمرار الخروقات.. شهيد لبنانيّ وجريح إثر غارة إسرائيلية على بلدة عيناثا
  • محكمة إسرائيلية تجمد نصف مليار شيكل مستحقة للفلسطينيين
  • اجتماع إقليمي يدين استمرار العدوان الصهيوني على الأرض الفلسطينية المحتلة
  • صحيفة عبرية تكشف كواليس محاكمة نتنياهو.. و«بن غفير»: يريدون إسقاط اليمين
  • أستير.. مشروع اليمين الأميركي لإسكات أنصار القضية الفلسطينية
  • "القسام" تستهدف دبابة إسرائيلية شرق رفح الفلسطينية