تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الوعي هو أحد أعمق الألغاز التي حاول العلماء والفلاسفة تفسيرها على مر العصور، فهو يمثل جوهر التجربة الإنسانية، حيث يمكننا من إدراك أنفسنا والعالم من حولنا، والسؤال الأساسي هو: كيف يخلق الدماغ هذا الإحساس المعقد بالذات؟ الإجابة تتطلب استكشاف الجوانب البيولوجية، النفسية، والفلسفية للوعي، فالوعي الذاتي هو مزيج معقد من العمليات البيولوجية والنفسية التي تتحد لإنتاج تجربة الفرد الفريدة.

و الأبحاث الحالية تسلط الضوء على مناطق الدماغ المسؤولة عن هذه العملية، مما يفتح الباب لفهم أعمق للذات البشرية والوعي لدى الكائنات الأخرى. 

ومع تقدم العلوم العصبية، تقترب البشرية من فك شفرة هذا اللغز الأعمق، ووفقا لعدد من العلماء والدراسات الحديثة، ودراسات علم الأعصاب الحديثة، منشورات علم النفس المتعلقة بالهوية الذاتية، وأبحاث التطور العصبي والوعي في الحيوانات.

2. كيف يخلق الدماغ الإحساس الجسدي والذهني بالذات؟

قدم الفيلسوف ويليام جيمس مفهومًا ثنائيًا للذات:

“أنا” الجسدية: الإدراك المادي للعالم.

“أنا” الذهنية: السرد الداخلي عن الذات.

اكتشف علماء الأعصاب أن هذه الجوانب ترتبط بوظائف محددة في الدماغ. القشرة الجبهية الأمامية الوسطى (mPFC) تلعب دورًا حاسمًا في التفكير الذاتي، وتنقسم إلى:

القسم الظهري: يميز الذات عن الآخرين.

القسم البطني: يعالج الجوانب العاطفية المتعلقة بالذات.

3. مصدر الإحساس بالذات:

دراسة عام 2021 في مجلة Social Cognitive and Affective Neuroscience وجدت أن القشرة الجبهية الأمامية الوسطى البطنية قد تكون المصدر الأساسي للهوية الذاتية، حيث:

• تؤدي إصابات هذه المنطقة إلى ضعف الشعور بالهوية.

• ترتبط بمعالجة الذكريات الذاتية وربط الماضي بالحاضر والمستقبل.

4. التقنيات المستخدمة لفهم إحساس الذات:

1. التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI):

• يستخدم لتحديد نشاط الدماغ أثناء التفكير الذاتي.

• يبرز تدفق الدم كمؤشر للنشاط العصبي.

2. التشريح العصبي:

• القشرة الجبهية الأمامية والقشرة الجدارية الخلفية تُعد أساسية لاسترجاع المعرفة الذاتية.

3. التجسيد:

• يشير إلى فهم الجسد المادي كجزء من الهوية.

4. الذكريات الذاتية:

• الذكريات المتعلقة بالذات تلعب دورًا محوريًا في تشكيل الهوية.

5. الأخلاق:

• تحدد القرارات الأخلاقية إدراك الذات، مع تنشيط مناطق مثل القشرة الجبهية واللوزة أثناء المشاعر الأخلاقية.

5. تطور الوعي الذاتي:

البشر: يمتلكون مستويين من الوعي:

وعي ظاهري: تجربة ذاتية فقط.

وعي الوصول: القدرة على التعبير عن هذه التجارب.

الحيوانات:

• إعلان كامبريدج 2012 أقر بأن هياكل الوعي ليست حصرية للبشر، مما يشير إلى أن الوعي قد نشأ في وقت مبكر من التطور.

 

6. إعاقات إدراك الذات في الأمراض:

1. التوحد:

• ضعف القدرة على التمييز بين الذات والآخر.

2. الفصام:

• خلل في هيكل خط الوسط القشري يسبب اضطرابًا في الهوية.

3. السكتات الدماغية:

• تغير إدراك الذات إلى نظرة أكثر سلبية.

4. الشيخوخة:

• اختلاف في النشاط العصبي بين البالغين والأطفال خلال عمليات استرجاع المعرفة الذاتية.

 

7. آفاق البحث المستقبلي:

فهم أعمق للتطور العصبي: تحديد المراحل التي ينشأ فيها الوعي في الكائنات المختلفة.

علاج الإعاقات المرتبطة بالذات: مثل الفصام والتوحد.

الربط بين الذكريات والهوية: كيف تشكل الذكريات إحساسنا بالذات مع تقدم العمر.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الوعي علم الأعصاب علم النفس

إقرأ أيضاً:

«المختبر المرجعي» يُطلق أول مركز للتشخيص العصبي البيوكيميائي المتقدم

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «أسبوع أبوظبي العالمي للصحة» يكرّم الابتكارات الصحيّة 354 مستفيداً من عمليات نقل الأعضاء في الإمارات

أعلنت M42، الشركة العالمية الرائدة في مجال الصحة والمدعومة بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وعلم الجينوم، عن استثمار وشراكة استراتيجية في شركة جوفينيسينس الرائدة في علوم إطالة الحياة.
وتم الإعلان عن الاستثمار خلال أسبوع أبوظبي العالمي للصحة، إحدى المبادرات الاستراتيجية من حكومة أبوظبي، وهي منصة مستدامة للتفاعل المستمر طوال العام، تهدف إلى دفع عجلة التقدم نحو إنشاء نظام صحي عالمي استباقي أكثر تطوراً ومرونة، وتعقد في مركز أبوظبي الوطني للمعارض خلال الفترة من 15 إلى 17 أبريل، حيث تشارك M42 كشريك مؤسس للعام الثاني على التوالي.
وعبر هذه الشراكة الاستراتيجية، ستتعاون M42 مع «جوفينيسينس» في تحديد وتطوير مجموعة من العلاجات المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز الصحة الوقائية وإطالة الحياة الصحية وتحسين سبل معالجة الأمراض الخطيرة، بالإضافة إلى تحديد أهداف الأدوية والعلاجات الجديدة والمبتكرة، ستركز شراكة M42 مع «جوفينيسنيس» على استكشاف فرص التعاون في مجال الأبحاث والتطوير.
وقال حسن جاسم النويس العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للمجموعة في M42: «يُمثل استثمار M42 وشراكتها مع جوفينيسينس خطوة جوهرية في مسيرة أبوظبي الهادفة إلى ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للعلاجات المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي والابتكار في مجال الطبّ الحيوي. 

مقالات مشابهة

  • وزير الثقافة يتفقد عددًا من معارض الفنون التشكيلية بدار الأوبرا
  • إنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد لدماغ فأر لا يتعدى حبة رمل
  • العلماء يكتشفون سر اليوم المثالي
  • «المختبر المرجعي» يُطلق أول مركز للتشخيص العصبي البيوكيميائي المتقدم
  • أطعمة تسبب الإمساك لدى مرضى القولون العصبي
  • العلماء يكتشفون سر “اليوم المثالي”
  • أهمية وتأثير الأسماء في تشكيل الهوية
  • هل يؤثر الخوخ على مرضى القولون العصبي؟
  • سر الشفاء في طبق السلطة! .. باحثون يكتشفون مركبا طبيعيا يتحدى أقوى الأمراض العصبية
  • ما الفرق بين القولون العصبي والقولون الهضمي؟