على ماذا أنفق بشار وأسماء الأسد ثروتهما؟
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
وفق إحصاءٍ لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية صادرٍ في 2023، فإنّ 90 بالمئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر. ليست عائلة الأسد حتماً من بين هؤلاء، إذ قدّرت وزارة الخارجية الأميركية ثروة بشار الأسد وعائلته بمبلغٍ يتراوح ما بين مليار ومليارَي دولار.
اقرأ ايضاًالكشف عن مكان الأسد وعائلتهمثلما حرص بشار الأسد وأنسباؤه على توسيع تلك الثروة خلال سنوات حُكمهم الطويل، تنبّهوا كذلك إلى ضرورة توزيعها بحنكة.
دائماً وفق الخارجيّة الأميركية، فإنّ السوادَ الأعظم من تلك الأموال الكثيرة محفوظٌ ضمن حساباتٍ مصرفية في بلادٍ تُعرف بالملاذات أو «الجنّات» الضريبية. استثمر آل الأسد كذلك في شراء العقارات خارج سوريا، كما أسسوا شركاتٍ وهميّة، وابتاعوا الكثير من الذهب.
هذا ما خفيَ عن العيون، أما ما ظهر فكانت التطوّرات المتسارعة في دمشق خلال اليومَين الأخيرَين، كفيلةً بنزع الستارة عن ثروة بشار الأسد بدءاً بالقصور الشاسعة، مروراً بأسطول السيارات الفارهة، وليس انتهاءً بالأثاث المنزلي الباهظ.
بشار الأسد «لا يحب الدم»
في تقريرٍ نشرته صحيفة «تلغراف» البريطانية، يُحكى أنّ الدكتور بشار الأسد اختار التخصّص في طب العيون بدل الجراحة، لأنه لم يتحمّل يوماً رؤية الدماء. ويشير وثائقي أعدّته عنه قناة «بي بي سي» البريطانية عام 2018، إلى أنه كان يميل للدرس والإطّلاع العلمي، ولم تَعنِه السياسة ولا شؤون العسكر. خلال دراسته الجامعية في لندن، كان شاباً خجولاً يغرق في الكُتُب وفي موسيقى فيل كولنز ونصري شمس الدين.
أما عندما قرّر القدَر أن يصبح رئيساً لسوريا عام 2000 خلَفاً لوالده حافظ الأسد، فقد دخل على الناس بصورته المتواضعة تلك. غالباً ما شوهدَ في مطلع ولايته الرئاسية، وهو يتناول الغداء أو العشاء في مطاعم دمشق الشعبية. في تلك الآونة، آثرَ أن يُمضي وقته بين الشعب وليس بين جدران «قصر الشعب».
لكنّ الزمن كان كفيلاً بتبديل تلك الصورة. خلال سنوات حُكمه الـ24، بدا الأسد وعائلته أكثر تمسُّكاً بأسلوب عيشٍ قائمٍ على البذخ والرفاهية. حتى في ظلّ الحرب الطويلة، لم يتخلّوا عن اهتماماتهم المكلفة ولا عن مشترياتهم الباهظة.
ثروة بشار الأسد من «قصر الشعب» إلى ناطحات السحاب
قبل أيامٍ من سقوط نظامه، غادرت زوجة الأسد، أسماء، برفقة أولادهما الثلاثة حافظ وزين وكريم إلى العاصمة الروسية. لم ينتقلوا من المطار إلى غرفةٍ في فندق ولم يقلقوا بشأن سكَنِهم. في موسكو وحدها، كانت عشرون شقة فخمة بانتظارهم.
يبدو أنّ آل الأسد أعدّوا خطة استباقيّة لإقامةٍ طويلة في روسيا، فاشتروا 20 شقة شاسعة لهم ولأقرب أعوانهم بقيمةٍ تتراوح ما بين 30 و40 مليون دولار، وفق منظمة Global Witness الدولية المناهضة للفساد. تقع غالبية تلك الشقق في أفخم ناطحات سحاب موسكو، التي لا تقطنها سوى النُّخَب الثرية. ووفق المعلومات المتداولة، فإنّ مقرّ إقامة عائلة الأسد الحالي هو مجمّع The City of Capitals (مدينة العواصم)، حيث معظم منازلهم الجديدة.
إذا كان الوصول إلى معلومات حول ثروة بشار الأسد وأمواله من سابع المستحيلات في الماضي، بسبب حذره الشديد من العقوبات الدولية، فإنّ المستور بدأ يتكشّف مع تهاوي قصوره الدمشقيّة.
بسرعةٍ وجدت العائلة في موسكو بديلاً عن دمشق، ومن المعروف أنّ ابن الأسد البكر، حافظ، مقيمٌ في العاصمة الروسية منذ سنوات، حيث بات يتقن اللغة ويتابع تخصّصه في الرياضيات في جامعة موسكو.
أسماء الأسد السيّدة الأولى... بالـshopping
لم يأتِ افتتانُ أسماء الأسد بالمال من عدم، فالسيّدة السورية الأولى السابقة كانت مصرفيّة متخصصة في مجال الاستثمار، قبل أن تتزوّج وتنتقل من لندن إلى دمشق. لم تُثنها المسؤوليات العائلية الجديدة عن حرفتها الرئيسية، فهي استأنفت نوعاً جديداً من الاستثمار.
بدأت بما تحبه غالبية النساء عادةً، أي بشراء الملابس والأحذية والحقائب والمجوهرات الموقّعة من مصمّمين عالميين. تشهدُ على ذلك عشرات علب المصاغ الفارغة التي عُثر عليها في القصر المهجور، وأكياس العلامات التجارية الباهظة مثل «لويس فويتون» التي ظهرت في فيديوهات اقتحام المنزل التي استعرضت ثروة بشار الأسد وعائلته.
انتقلت أسماء الأسد لاحقاً إلى مستوىً آخر من التسوّق، فباتت تُنفق مئات آلاف الدولارات على الأثاث والديكور المنزلي الفاخر، وعلى التُّحَف النادرة. في عام 2012، وبينما كانت الحرب مشتعلة في البلاد، سرّبت وثائق «ويكيليكس» أنّ السيّدة المولعة بالبذخ، اشترت حذاءً مرصّعاً بالكريستال بقيمة 7 آلاف دولار، وأنفقت 350 ألف دولار على ديكور قصور العائلة.
في الآونة ذاتها، وبالتزامن مع أول شهور الحرب السورية، نُشرَت مقابلةٌ معها في مجلّة «فوغ» الأميركية حملت عنوان «وردةٌ في الصحراء». مدحت الصحافية التي أعدّت التقرير آنذاك، «عائلة الأسد المعروفة بديمقراطيتها وبتركيزها على القيَم العائلية»، كما تحدّثت عن «ثنائيٍ عصريّ يُمضي إجازاته في أوروبا وهو على معرفة بمشاهير هوليوود». أما أسماء فوُصفت بأنها «الأكثر جاذبيةً وأناقةً وبريقاً من بين زوجات الرؤساء».
أثارت تلك الإطلالة حفيظة السوريين وغضبهم، هم الذين كانوا يلمّون أشلاء ذويهم، ويبحثون عن زاويةٍ يلجأون إليها في هذا العالم. فما كان من رئاسة تحرير «فوغ» سوى سحب تلك المادّة، ومحو كل أثرٍ لها عن شبكة الإنترنت، إضافةً إلى التخلّي عن خدمات الصحافية التي أجرت اللقاء مع أسماء الأسد.
اقرأ ايضاًبعد13 عاماً من الثورة..الشعب السوري يسقط نظام الأسد«أنا الديكتاتور الحقيقي»
من الـshopping المكلف والظهور على أغلفة المجلّات العالمية، انتقلت السيّدة الأولى إلى استثماراتٍ جديدة فوجدت ضالّتها في الحرب.
مع بدء الأحداث الدامية في سوريا، تسلّمت أسماء الأسد دفّة اقتصاد النظام الحاكم. ووفق تقرير نشرته «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» العام الماضي، فهي وجدت نفسها على رأس شبكة من اللجان والجمعيّات الممسكة بزمام الشؤون الاجتماعية والمالية، من التحكّم بخدمات الإنترنت مروراً بتوزيع الحصص الغذائية، وصولاً إلى وضع اليد على المساعدات الخارجية. في الأثناء، كانت تحرص على استيراد مستحضرات التجميل والمنتجات الصحية والغذائية الخاصة بها من الخارج.
لعبت أسماء الأسد دوراً كبيراً في كواليس الحرب، وهي أطلقت بنفسِها اسماً على ذاك الدور. ففي بريدٍ إلكتروني سرّبته وثائق «ويكيليكس» عام 2012، مازحت أسماء صديقةً لها كاتبةً: «أنا هي الديكتاتور الحقيقي».
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند على ماذا أنفق بشار وأسماء الأسد ثروتهما؟ أحمد الشرع يؤكد "لا عفو للمتورطين بتعذيب المعتقلين" الخطوط الجوية اللبنانية تقدم موعد رحلاتها غداً الخميس قطر تعلن إعادة افتتاح سفارتها في سوريا وترحب بخطوات المعارضة تشكيلة أرسنال المتوقعة اليوم أمام موناكو في دوري أبطال أوروبا 2024-25 Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: ثروة بشار الأسد أسماء الأسد
إقرأ أيضاً:
الحرس الثوري: مصير بشار الأسد تحدد على الأرض
بغداد اليوم - طهران
اعتبر قائد قوات الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، اليوم الخميس (9 كانون الثاني 2025)، أن مصير النظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد تحدد على الأرض وكانت المعارك على الأرض فقط وهذا يبرر دور القوات البرية في الحسم.
وقال اللواء سلامي في كلمة له خلال مناورات عسكرية تجريها القوات البرية للحرس الثوري وتابعتها "بغداد اليوم"، إن "دور القوات البرية، حتى مع تطور التقنيات الجوية والفضائية، حاسم وكامل لتحقيق الأهداف النهائية لأي حرب".
وأضاف في معرض إشارته إلى مصير بشار الاسد وعدم قتال القوات البرية السورية في مواجهة المسلحين، "لقد تم تحديد مصير النظام السوري على الأرض، لأن المواجهات كانت برية والجوية كانت محدودة لهذا النظام".
وبين اللواء سلامي أن "العدو هزم على الأرض في غزة رغم تفوقه المطلق في الجو، وأية دولة لا تتمتع بحدود آمنة لن تكون آمنة في ظل الوضع الحالي".
وقال "تولي قواتنا البرية أهمية وقيمة خاصتين للحدود، وإن التسلل عبر الحدود من قبل الجماعات غير النظامية والجماعات غير الحكومية والجيوش غير الكلاسيكية أمر في غاية الأهمية بالنسبة لأمن الحدود اليوم"، منوهاً أن "العدو يريد أن يوهمنا بأننا أصبحنا ضعفاء، بل نحن أصبحنا أقوى بكثير في كافة أبعاد القوة".
وتابع "عند مقارنة القوات البرية العام الماضي مع هذا العام، نرى أننا حققنا تقدماً كبيراً في مجال الحرب الإلكترونية، والطائرات بدون طيار والطائرات الصغيرة، والقدرة على الحركة، والقوة النارية، والقدرة التخطيطية، واليوم، تتكامل تدريبات قواتنا البرية مع الواقع العملياتي في الميدان".
وأشار اللواء سلامي إلى الإعلام الموجهة ضد الشعب الإيراني، وقال "إن القوة الناعمة، وتدفق العدوان المعرفي، والعمليات النفسية، والدعاية والقصف الإعلامي، أصبحت اليوم أجزاء مهمة لا تنفصل عن المعارك الجديدة التي يجب على شعبنا وقواتنا المسلحة الاهتمام بها، يريد العدو أن يفرغ القلوب من الثقة ويملأها بالشك".
المصدر: وكالات