معرض لجامعة الروح القدس في الأمم المتحدة بمناسبة مرور 440 عامًا على تأسيس المدرسة المارونية في روما (صور)
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
نظّمت جامعة الروح القدس-الكسليك معرضًا في الأمم المتحدة في نيويورك بعنوان "الأوديسة المارونية: المساهمات الثقافية عبر الحضارات الشرقية والغربية"، بمناسبة مرور 440 عامًا على تأسيس المدرسة المارونية في روما. وسلطت الضوء في المعرض على تاريخ الموارنة الثقافي منذ بداياتهم وبنوع خاص مع نشأة المدرسة المارونية في روما ودور خرّيجيها وإنجازاتهم العلمية في القارة الأوروبية، كما دور الموارنة في التربية وإنشاء المدارس في لبنان والبلدان المجاورة.
تضمن المعرض 23 لوحة ومخطوطات وكتب قديمة تشرح مسار الموارنة الثقافي عبر تاريخهم القديم والحديث والمعاصر. ومن أبرز المعروضات صور لمخطوطات دبّجها الموارنة الأوائل، وصور لكتب نشرها خرّيجو المدرسة المارونية في روما، وأوامر المجمع اللبناني 1736 بإلزامية التعليم للأحداث، وكذلك معلومات وصور لإنشاء المدارس في لبنان وحلب وقبرص، إضافة إلى صور لبدايات المطبوعات والصحف التي أصدرها الموارنة في لبنان وبلاد الإنتشار.
أعدّ المعرض الأبوان جوزف مكرزل وفادي كميد، بالتعاون مع السيدة سمر نادر الصحافية في الأمم المتحدة.
رعى حفل الإفتتاح القائم بأعمال بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة هادي هاشم، وقدّمته المخرجة الأميركية اللبنانية لويز نصرالله، في حضور جمع من السفراء والدبلوماسيين، منهم سفراء أميركا وفرنسا واليونان، بالإضافة إلى دبلوماسيين من دول متعددة، وكذلك عدد من الآباء اللبنانيين المعتمدين في الولايات المتحدة وقنصل عام لبنان في نيويورك مجدي رمضان ورئيس بلدية جونيه جوان حبيش وعدد من أبناء الجالية اللبنانية في نيويورك.
افتتح المعرض رئيس جامعة الروح القدس – الكسليك الأب طلال هاشم بكلمة تناول فيها مساهمات المدرسة المارونية وفضلها في تعزيز العلم والثقافة في لبنان. وتحدث عن "الجسر الثقافي اللبناني الذي يمتد لأكثر من أربعة قرون، وما زال يعبر منه عمالقة الأدب اللبناني، مثل جبران خليل جبران وأمين معلوف الذين نقلوا لبنان إلى العالمية". وأكد على دور لبنان الريادي في الشرق الأوسط من خلال أبنائه المسيحيين المناضلين. كما تطرّق إلى دور جامعة الروح القدس في حماية التراث الثقافي وحفظه في المشرق وتعزيزه في كل أنحاء العالم. وأوضح "أن رحلة الموارنة كانت ممكنة بفضل قوة الجسر الذي بناه المجتمع بين الحضارات الشرقية والغربية"، مشدداً على قيم التسامح والانفتاح التي تمثل جوهر مجتمعهم. واختتم كلمته بالإشارة إلى مساهمة الموارنة في نشر المعرفة والسلام في لبنان والمشرق العربي.
كما تحدث القائم بأعمال بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة هادي هاشم، الذي أثنى على حضور الموارنة في الشرق ودلالات نجاحهم، مؤكدًا أن لبنان هو فسيفساء تعكس تنوعه الثقافي والديني. وذكر مساهمات الموارنة القيّمة في مجالات التعليم والفن والأدب والفلسفة والديبلوماسية. كما أشار إلى دور رهبان المدرسة المارونية في بناء جسور بين ثقافات البحر الأبيض المتوسط والعالم الأوسع.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الموارنة فی الروح القدس فی لبنان
إقرأ أيضاً:
"بناء الإنسان".. ندوة علمية بالمركز الثقافي بأوقاف الفيوم
عقدت مديرية أوقاف الفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، ندوة علمية كبرى بمقر المركز الثقافي الإسلامي بعنوان: "بناء الإنسان".
يأتي هذا في إطار الدور التثقيفي والتنويري الذي تقوم به وزارة الأوقاف المصرية، ومديرية أوقاف الفيوم لنشر الفكر الوسطي المستنير والتصدي للفكر المنحرف.
جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور أسامة السيد الأزهري وزير الأوقاف، وبحضور الدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم محاضرا، والدكتور محمد أحمد سرحان، عميد المركز محاضرا، والدكتور عادل عبد التواب أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر محاضرا، وفضيلة الشيخ يحيى محمد مدير إدارة الدعوة بالمديرية، ونخبة من الأئمة والعلماء المميزين.
العلماء: بناء الأوطان كما يكون بالبناء الحضاري والتعمير لا ينفك عن بناء الإنسان ذاتهوخلال اللقاء، أكد العلماء أن بناء الأوطان كما يكون بالبناء الحضاري والتعمير والإنشاءات، لا ينفك عن بناء الإنسان ذاته، جسدًا وروحًا، فكرًا واعتقادًا، سلوكًا وثقافةً، فنًّا وفلسفةً، إلى آخر ذلك من جوانب بناء الإنسان المختلفة، بل لن يتأتى أي من البناء المادي إلَّا ببناء الإنسان أولًا.
وأضاف العلماء، أنَّ هذا المفهوم حاضرٌ وواضحٌ في منهج الإسلام؛ فرسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يبني الدولة في المدينة وعلى مدار أكثر من عقد من الزمان، بنى جيلًا قامت على كاهله مسئولية بناء الدولة والحفاظ على الدِّين، وتعزيز الانتماء إليه، وإلغاء العصبيات الجاهلية؛ممَّا شكَّل مجتمعًا إسلاميًّا قويًّا، والقرآن المكي له سمات واضحة في بناء الإنسان بناءً عقديًّا وسلوكيًّا يقيم فيه الأدلة والبراهين التي يحتاجها المسلم في عرض عقيدته والدفاع عنها أمام المخالف أو المشكك،فضلًا عن عرض تجارِب الأمم، لا سيما تلك الأمم التي أرادت هدم الإنسان وقلب الفطرة الإنسانية،ولنا في قصة قوم لوط الدروسُ الناطقةُ بأنَّ أيَّة محاولة لهدم الإنسان وتنكيس فطرته ستقابل بعقوبة إلهية لمن أراد أن يهدم بنيان الله المُكرم.
وأكَّدوا، أنَّ دلالات كلمة (بناء) توحي بعمل تركيبي يحتاج إلى وقت ومجهود ومكونات،وأحد أهم مكونات بناء الإنسان هو (الدين)؛ لذا ظهر في عالمنا اليوم العديد من الدعوات الإلحادية والنزعات التشكيكية،ليس بغرض هدم دين من الأديان أو أمة من الأمم فحسب،وإنما القضاء على الدين يعني القضاء على الإنسان والإنسانية؛ إذْ يفقد المعنى من وجوده والغاية التي يحيا لأجلها، فضلًا عن الإيمان الذي يدفع الناس للإقبال على الحياة والعمل والمراقبة وابتغاء الثواب وخوف العقاب، إلى غير ذلك مما لا يستغني عنه الإنسان.
واختتم العلماء حديثهم، بالإشارة إلى أهداف المبادرة التي أطلقها سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي منها: خَلْق أجيال صحيحة رياضية تتمتع بالثقافة وتحافظ على القيم والأخلاق والمبادئ بدعم الأزهر والكنيسة والأوقاف، وخَلْق أجيال قادرة على الإبداع والابتكار والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، وتحقيق مقاصد التشريع،وإدراك مقاصد الخلق، وصولًا للتعاون الإنساني المنشود والعيش المشترك وإشاعة روح السلام في العالَم.