هآرتس: محاكمة نتنياهو أظهرت تقلب وجوهه ووهم الديمقراطية
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
شنت صحيفة "هآرتس"، في تقريرين، هجوما عنيفا على أداء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، وانتقدت ديمقراطية دولة الاحتلال واصفة كل من يؤمن بها بأنه واهم.
ففي تقرير أول، نقلت المحللة السياسية داليا شيندلين صورة لما دار في جلسة المحاكمة، حيث بدت "وجوهه المتعددة" ظاهرة للعيان، على حد وصفها.
وعلى مدار 6 ساعات، استمعت محكمة تل أبيب المركزية، أمس الثلاثاء، لشهادة نتنياهو في 3 ملفات فساد تتعلق بقبول الرشاوي والفساد وخيانة الأمانة.
أول محاكمة من نوعهاوتعد هذه أول محاكمة من نوعها لرئيس حكومة إسرائيلي وهو على رأس السلطة، والتي أشرف عليها 3 قضاة.
ووصفت شيندلين في تقريرها أجواء المحاكمة بشيء من التفصيل، وقالت إنها عُقدت في قاعة خانقة تحت الأرض بلا نوافذ.
وأشارت إلى أن نبرات صوت نتنياهو ارتفعت للتعبير عن امتعاضه من الاتهامات الموجهة له، ووصفها أكثر من مرة بأنها "سخيفة" أو "سوريالية". وفي مواضع أخرى، بدا "لطيفا وأبويا" وهو يستعرض التطور التاريخي والسياسي للإعلام الإسرائيلي.
ووفقا للمحللة السياسية، فقد استغل نتنياهو الجلسة لتوظيف منبر القضاء لغرض مزدوج وليخاطب من خلاله المحكمة والشعب معا. وفي ظاهر الأمر كان يجيب عن أسئلة محاميه، عميت حداد، لبناء دفاعه القانوني ضد تهم الفساد الثلاث.
إعلان
تعزيز سردياته
ولكن في الظاهر أيضا، عزز سردياته الاجتماعية والسياسية الأساسية منذ بدء التحقيقات، قائلا: "لقد كرّست حياتي للدولة، ومع ذلك فإن النظام يلاحقني بشكل خاص، بتهم وهمية".
وفي جلسة المحاكمة، استعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي ذكرياته مع الرؤساء الأميركيين، وامتدح والده وجده، واستعرض تاريخ الإصلاحات الاقتصادية والإعلامية التحررية في إسرائيل، واضعا نفسه دائما في صلب منعطفاتها الرئيسة، حسب تعبير شيندلين.
وعندما سُئل عن كيفية تخطيطه للاجتماعات وإدارة أعماله اليومية، تحدث عن أدائه الخدمة العسكرية في وحدة كوماندوز النخبة المسماة "سايريت ماتكال"، ناسجا رواية مطولة عن مدى اجتهاده في العمل، وكيف ضحى بوقت العائلة من أجل العمل العام.
مآدب العشاء
ودافع عن اتهامه بتلقي الرشاوي بالادعاء بأنه ليس لديه مصلحة له في الهدايا الباذخة التي يُتهم بتلقيها من أباطرة المال. وتحدث عن مآدب العشاء التي جمعته مع زعماء أجانب لتسليط الضوء على جدول أعماله المزدحم، وأراد من ذلك -برأي شيندلين- توجيه رسالة سياسية مفادها أنه "رجل الدولة الأكثر حنكة في إسرائيل".
وأشارت المحللة السياسية في تقريرها إلى أن نتنياهو حاول إعطاء دروس في الديمقراطية حين قال إن هناك "سوء فهم أساسي للعلاقة بين السياسيين ووسائل الإعلام"، موضحا أن السياسيين يعولون على وسائل الإعلام لنقل رسائلهم إلى الجمهور.
وهم الديمقراطيةوفي تقرير آخر، قال جيدي فايتس مراسل الصحيفة، إن كل من يعتقد أن محاكمة نتنياهو جنائيا دليل على قوة الديمقراطية الإسرائيلية فهو "واهم"، معتبرا أن السلطة هزمت القانون بالفعل.
وأضاف أن الشرطة الإسرائيلية استولى عليها من وصفه بالمجرم (في إشارة إلى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير)، وأن وزير العدل ياريف ليفين "أداة للفوضى، ويراوده حلم الدكتاتورية".
ورأى أن حملة الانتقام التي شنها المتهم نتنياهو أنتجت ثمارا مسمومة، إذ لن يحتاج رؤساء الحكومات الإسرائيلية في المستقبل إلى قوانين تشبه القانون الفرنسي لتمنحهم حصانة من التحقيقات القضائية.
إعلانوالحالة هذه، فإن فايتس يعتبر مثول نتنياهو أمام المحكمة المركزية في تل أبيب أمس الثلاثاء نوعا من عزاء لا يُغني عن الحق.
صور نفسه كضحيةولفت إلى أن نتنياهو وصف نفسه، في مستهل شهادته، بأنه ضحية مؤامرة يسارية من وسائل الإعلام المعادية ومؤيديها في الشرطة ومكتب المدعي العام.
وأورد المراسل في تقريره أن نتنياهو أسهب في الحديث عن صراعاته مع الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما وإيران، وادعى أنه من أكثر الشخصيات المحروسة في العالم شأنه في ذلك شأن الرئيس الأميركي وبابا الفاتيكان.
ومن وجهة نظر كاتب التقرير أن محاولة نتنياهو الارتقاء إلى مصاف زعيم دولة عظمى لم يكن نابعا من إحساسه المتضخم بالأهمية، بل كان هدفه الأساسي التقليل من شأن ما ورد في لائحة الاتهام، وتصويرها بأنها تفاصيل صغيرة لا تليق بزعيم في قامته.
وطبقا للتقرير، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي سعى إلى التخلص من كل الضوابط والتوازنات وإثبات جدارته كحاكم إسرائيل بلا منازع، قدم نفسه أمام القضاة على أنه مدافع عن الديمقراطية، ومعجب قوي بالآباء المؤسسين للولايات المتحدة.
وتوقع فايتس أن تمتلئ قاعة المحكمة في الأسابيع المقبلة بالجمهور، وقال إن شهادة نتنياهو تظهر أن إسرائيل يزدهر فيها أمثاله.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
هآرتس: الجيش الإسرائيلي يعتزم بناء قواعد عسكرية جديدة في سوريا بعمق 65 كيلومترا
سرايا - قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير يوم الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي يستعد لإقامة مواقع عسكرية إضافية في سوريا ومنع النظام الجديد من نشر أسلحة متطورة جنوب العاصمة دمشق. وذكرت الصحيفة أن تل أبيب ولمنع النظام الجديد من ترسيخ وجوده العسكري على طول الحدود مع إسرائيل، حددت منطقة تبعد نحو 65 كيلومترا عن السياج الحدودي يسمح فيها بوجود قوات الشرطة السورية.
وأفاد المصدر ذاته أن إسرائيل ستمنع نشر أي أسلحة بعيدة المدى مثل منصات إطلاق الصواريخ.
كما يستعد الجيش لإنشاء مواقع إضافية في المنطقة العازلة في الأراضي السورية.
وأشارت إلى أنه وابتداء من يوم الأحد، سيتمكن مئات السوريين من أبناء الطائفة الدرزية من الدخول والعمل في إسرائيل.
وأوضحت أن قوات الدفاع الإسرائيلية تستعد للبقاء لفترة طويلة في الأراضي السورية ولهذا الغرض تم تحديد "مناطق أمنية" جديدة أمام القوات العسكرية للنظام الجديد في البلاد.
وبتوجيه من المستوى السياسي، يتعين على قوات الدفاع الإسرائيلية منع أي تمركز عسكري للقوات السورية على عمق حوالي 65 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل.
وبينت الصحيفة أنه ومن السياج الحدودي إلى مسافة حوالي 5 كم إلى الشرق، تسيطر القوات الإسرائيلية على المنطقة العازلة حيث تعمل ثلاثة ألوية بشكل مفتوح جزئيا لمنع محاولات التسلل إلى إسرائيل.
ويمنع الجيش المدنيين السوريين من دخول هذه المنطقة، باستثناء أولئك الذين يعيشون هناك بالفعل، حيث تم تعريف المنطقة حتى حوالي 15 كم من السياج الحدودي كمنطقة أمنية، ويمنع الجيش الإسرائيلي قوات النظام الجديد من دخولها.
وفي منطقة تبعد نحو 65 كيلومترا عن الحدود حتى الطريق الذي يربط العاصمة دمشق ومدينة السويداء الجنوبية، لن يسمح الجيش الإسرائيلي للنظام السوري بإدخال أسلحة بعيدة المدى مثل منصات إطلاق الصواريخ أو أنظمة الأسلحة المتطورة.
والشهر الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل "لن تسمح لقوات النظام الجديد في سوريا بدخول المنطقة الواقعة جنوب دمشق".
ومع ذلك، يعتزم الجيش في الوقت الراهن السماح لقوات الشرطة بدخول المنطقة لمسافة أبعد من 15 كيلومترا من الحدود.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وصعود أحمد الشرع إلى السلطة، نفذ الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات على المواقع العسكرية سواء تلك التابعة لنظام الأسد أو النظام الحالي، بهدف إحباط أي إمكانية للتمركز العسكري في جنوب البلاد.
ويهاجم سلاح الجو الإسرائيلي مواقع سورية بشكل شبه يومي وهناك مخاوف من محاولة إعادة تمركزها، إلى جانب الشاحنات وشحنات الأسلحة التي تركتها قوات الأسد في المنطقة والتي هناك مخاوف من وقوعها في أيدي النظام السوري الجديد.
وفي هذه الأثناء، قرر الجيش الإسرائيلي إنشاء نظام تنسيق من أجل الحفاظ على الاتصالات مع سكان القرى الدرزية في سوريا بالقرب من الحدود.
القرى الدرزية
وبدءا من الأحد المقبل، ستسمح إسرائيل لسكان القرى الدرزية الذين يعيشون بالقرب من الحدود بالدخول والعمل في إسرائيل وسيسمح للمئات منهم بالدخول وسيتم تشغيلهم بشكل أساسي في قطاعي البناء والزراعة.
ووفق الصحيفة العبرية، تعمل قوات الدفاع الإسرائيلية أيضا على إصلاح وتحسين البنية الأساسية للقرى الدرزية في سوريا، بما في ذلك خطوط المياه والخدمات الطبية.
وفي وقت لاحق، سوف تسمح القوات المسلحة الإسرائيلية بلقاءات عائلية بين الدروز من سوريا وأبناء دروز إسرائيل، وهو ما كان محظورا أثناء حكم الأسد.
واليوم، يعيش نحو 40 ألف مدني سوري في الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدفاع الإسرائيلية (25 ألفا في مرتفعات الجولان و15 ألفا عند سفح جبل الشيخ) معظمهم من الدروز الذين تعهدت إسرائيل بحمايتهم إذا تعرضوا لهجوم.
المصدر: "هآرتس"
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1544
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 12-03-2025 01:44 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...