الجزيرة:
2025-02-11@08:00:02 GMT

زيارة بايدن إلى أفريقيا.. السياقات والمؤشرات

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

زيارة بايدن إلى أفريقيا.. السياقات والمؤشرات

أوفى الرئيس الأميركي جو بايدن بالوعد الذي قطعه في عام 2022 في ختام قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا بزيارة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وذلك بوصوله دولة أنغولا يوم الاثنين (الموافق 2 ديسمبر/ كانون الأول)، بعد بعد وقفة قصيرة للتزود بالوقود في دولة الرأس الأخضر(كابو فيردي)، ليصبح بذلك أول رئيس أميركي يزور المنطقة منذ عقد من الزمن، وأول رئيس أميركي يزور أنغولا.

وفي حين أن هذه الزيارة لم تلقَ اهتمامًا كبيرًا في الداخل الأفريقي؛ فقد كانت لهذه الزيارة سياقاتها من حيث سياسة واشنطن تجاه أفريقيا ودوافعها الاقتصادية وأبعادها الجيوسياسية.

في سياق سياسة واشنطن تجاه أفريقيا

كانت السياسة الأميركية تجاه أفريقيا في السنوات الأخيرة غير متّسقة لكون القارة أقل أولويات واشنطن منذ أن خفضت مشاركتها في أفريقيا ما بعد الاستعمار. ورغم إعلان الإدارات الأميركية الأخيرة عن إستراتيجيات أفريقية فخمة وتغيير نهجها الدبلوماسي، فإن بعض هذه الإستراتيجيات غير منفذة، والدبلوماسية الأميركية غالبًا ما اعتمدت نهج "تعزيز الديمقراطية"، وفرض مواقف وأيديولوجيات أميركية على الحكومات الأفريقية مع الضغط على ضرورة الاختيار بين واشنطن ومنافسيها من القوى الدولية الأخرى.

إعلان

وقد كانت نتيجة ما سبق أن أصبحت الولايات المتحدة في وضع غير مؤاتٍ في البيئة الأفريقية، كما هو واضح من مواقف دول أفريقيا من الأزمة الروسية الأوكرانية، والانتقادات الأفريقية للغرب إبان كوفيد-19، والمواقف من مبادرات مجموعة البريكس، والتصويتات المختلفة ضد المصالح الأميركية في الأمم المتحدة.

وفي محاولة لتغيير الوضع بذل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، جهودًا متعددة، بما في ذلك أداء ثماني رحلات إلى أفريقيا (والتي كان آخرها في عام 2015 عندما زار كينيا وإثيوبيا). ولكن هذه الجهود لم ترقَ إلى مستوى إستراتيجيات منافسي واشنطن، وخاصة الصين، بينما أضعفت إدارة دونالد ترامب تلك المكاسب الأميركية القليلة المحققة بتجاهله أأفريقيا.

وقد حاول الرئيس بايدن استعادة الزخم، حيث أدى مسؤولون أميركيون كبار بين عامي 2021 و2024 زيارات مختلفة إلى القارة – بمن في ذلك "أنتوني بلينكن" وزير خارجية الولايات المتحدة الذي حاول خلال زياراته المتعددة طمأنة المسؤولين الأفارقة بأن إدارة "بايدن" ستنظر إلى أفريقيا كشريك متساوٍ، على النقيض من الإدارات الأميركية السابقة. ونظّمت إدارة بايدن في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر/ كانون الأول 2022 قمة جمعتها مع زعماء 49 دولة أفريقية، بالإضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.

وهناك رحلة أخرى في مارس/ آذار 2023 من قبل نائبة الرئيس "كامالا هاريس" إلى غانا وتنزانيا وزامبيا، والتي أعلنت خلالها عن حشد أكثر من 8 مليارات دولار من الاستثمارات من القطاعين؛ العام والخاص في الإدماج الرقمي، وتمكين المرأة والأمن المناخي والغذائي في جميع أنحاء القارة. إضافة إلى الرحلات الأخرى التي شملت أعضاء في مجلس الوزراء ورؤساء الإدارات والوكالات الحكومية الأميركية إلى أكثر من 20 دولة أفريقية على مدار عام 2023.

إعلان

وعليه، فإن الفجوة الكبيرة بين زيارة أوباما الأخيرة، ورحلة بايدن إلى أنغولا لم تكن مؤشرًا فقط على حالة العلاقات الأميركية الأفريقية؛ بل هي تناقض التصريحات الرسمية الأميركية حول أهمية أفريقيا، وخاصة أن بايدن نفسه الذي كرّرت إدارته في تصريحاتها المختلفة أنها "مهتمة" بمستقبل أفريقيا، لم يزر أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلا في نهاية رئاسته وبعد تأخيرات متعددة.

زيارة بايدن وتراجع الاهتمامات الأفريقية بالعلاقات مع واشنطن

لم تحظَ زيارة بايدن برخوة أو نشوة داخل أفريقيا، حيث يلاحظ بين الزعماء الأفارقة أن هناك شعورًا بالتنافر بين خطاب واشنطن وأفعالها، وهو عزّز تحركاتهم إلى تنويع علاقاتهم مع حلفاء دوليين جدد، ويوحي بأن زيارة بايدن أقل أهمية في السياق العام والأوسع للقارة الأفريقية.

ورغم أن واشنطن تدفع إلى حصول أفريقيا على مقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهي خطوة راهنت عليها إدارة بايدن كثيرًا لترويض زعماء دول أفريقيا، فإن الخطوة أثارت غضب الذين رأوا أن منح قارة أفريقيا مقعدًا دائمًا دون حق النقض يشبه إبعادهم إلى فئة الدرجة الثانية، أو تقييد القارة بأكملها لتصبح دولها مجرد متفرج أثناء قرارات مجلس الأمن التي تؤثر على حياة شعوبها.

ويضاف إلى ما سبق أن اهتمام واشنطن المفاجئ بأفريقيا في السنوات الأخيرة نابع من ممارسات مختلفة لدول القارة البالغ عددها 54 دولة لقلب الموازين لصالح حلفائها في الأمم المتحدة والشؤون العالمية المختلفة والمنافسات الجيوسياسية بين القوى العالمية.

إضافة إلى الفوائد الاقتصادية التي يكسبها منافسو واشنطن في أفريقيا، وخاصة المعادن الحيوية، مثل: النحاس والكوبالت والليثيوم، والتي أصبحت مطلوبة بشدة على المستوى الدولي؛ لدورها الحيوي في إنشاء تكنولوجيا الطاقة الخضراء وأجهزة التشغيل. ولذلك، ركزت إدارة بايدن جهودها منذ ديسمبر/ كانون الأول 2022 على دول أفريقية قليلة قادرة على توفير احتياجاتها لهذه الموارد.

إعلان

جزيرة الرأس الأخضر: شريك واشنطن غير الملحوظ

إن توقف "بايدن" القصير في الرأس الأخضر (للتزود بالوقود) قبل مواصلة رحلته إلى أنغولا، يسلط الضوء على أهمية هذه الدولة الجزرية بالنسبة للولايات المتحدة؛ إذ كانت البلاد إحدى الدولتين الأفريقيتين الوحيدتين (الدولة الأخرى هي ساو تومي وبرينسيبي) اللتين أدانتا روسيا في أزمتها مع أوكرانيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وهذا التحرّك دعم الموقف الأميركي ضد روسيا في أفريقيا، وأكسب الرأس الأخضر ثناءً من واشنطن مع زيارة من أنتوني بلينكن في يناير/ كانون الثاني من هذا العام.

ومن الناحية الإستراتيجية؛ تقع دولة الرأس الأخضر في منتصف شمال الأطلسي، وعند مفترق طرق يربط بين القارات الثلاث الكبرى – أميركا وأفريقيا وأوروبا-، وهي أيضًا محور عبور بين أميركا الجنوبية وأوروبا الوسطى. إضافة إلى وقوعها على بعد حوالي 350 ميلًا من ساحل غرب أفريقيا، مما يمنحها ميزة خاصة في القارة، بما في ذلك علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة في مجالات تشمل التعاون الدفاعي وبرنامج تدريب مشترك؛ لتبادل الخبرات، مع نشر قاعدة بحرية استكشافية أميركية في البلاد.

أنغولا والمصالح الاقتصادية الأميركية

إن إصرار بايدن على زيارة أنغولا قبل أسابيع فقط من تسليمه الرئاسة الأميركية لدونالد ترامب، يمثل ذروة التقارب بين الدولتين، وخاصة أن أنغولا واحدة من الدول الأفريقية القليلة التي تسفر جهود إدارة بايدن وزيارات مسؤوليها عن نتائج كبيرة.

وكانت البلاد بحلول القرن التاسع عشر أكبر مصدر للعبيد في الأميركتَين، ولها تاريخ مشحون بالصراع مع الولايات المتحدة عندما كانت الدولتان على جانبين متعارضين من الحرب الباردة، حيث لم تفتح أنغولا والولايات المتحدة سفارتَيهما ولم تتبادلا المبعوثين إلا في عام 1993.

ويضاف إلى ما سبق، أن جعل بايدن مشروع توسيع "ممر لوبيتو" محور زيارته وحضور قمة في ميناء لوبيتو الأنغولي مع زعماء أنغولا والكونغو الديمقراطية وزامبيا – وهي دول استهدفتها واشنطن مؤخرًا -؛ كل ذلك يؤشر على أن واشنطن مستعدة لجعل أنغولا بوابةً لعودتها الإستراتيجية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ولاعبًا رئيسيًا في مساعي تحقيق محاور طموحاتها ومصالحها الاقتصادية.

إعلان

ومن المزايا التي تحظى بها أنغولا، أنها واقعة في جنوب غرب أفريقيا، وهي واحدة من الممرات البحرية الرئيسية التي تربط وسط وجنوب أفريقيا، مما يضعها في موقع إستراتيجي يسمح بوصول حلفائها الغربيين إلى مواقع تعدين مهمة في وسط أفريقيا وشرقها وجنوبها.

بل وتعدّ أنغولا ثاني أكبر منتج للنفط في أفريقيا، ويعتمد اقتصادها على تعدين النفط والألماس، كما تمتلك احتياطيات كبيرة من خام الحديد في جنوب غربها، إلى جانب الكميات التجارية من المعادن الأخرى، مثل: النحاس والمنغنيز والذهب والفوسفات واليورانيوم والفلسبار والبلاتين، مع توقع وجود احتياطيات كبيرة من المعادن النادرة، مثل: الكوبالت والليثيوم في المناطق الكبيرة غير المستكشفة في البلاد.

وتستثمر الشركات الأميركية في قطاع النفط والغاز الأنغولي، إلى جانب مشاريع أخرى أُعلِن عنها أثناء زيارة بايدن والتي تشمل صوامع الحبوب والبنية التحتية اللوجيستية. وتتاجر أنغولا أيضًا مع الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 2004 تحت المبادرة الأميركية المعروفة باسم: "قانون النمو والفرص في أفريقيا".

وتعد البلاد رابع أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث بلغ إجمالي التجارة الثنائية بينهما حوالي 1.77 مليار دولار في عام 2023.

ومما يعطي أنغولا ميزة أكبر كونها مستقرة سياسيًا منذ نهاية الحرب الأهلية في عام 2002، كما تشهد البلاد بعض التحسينات تحت إدارة جواو لورنسو، منذ أن تولى رئاسة البلاد في 26 سبتمبر/ أيلول 2017، حيث عملت على تنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي؛ لزيادة الاستقرار الاقتصادي الكلي، وتعزيز حوكمة القطاع العام، وجذب مستويات أعلى من الاستثمار الأجنبي المباشر.

وتعزز مكانة أنغولا الإقليمية وساطاتها، بما في ذلك مبادراتها لتهدئة الوضع المتوتر بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، وإنهاء الصراع في شمال كيفو.

إعلان

وهذا الدور قد يكون مفيدًا لتحركات واشنطن في المنطقة، وخاصة أن الشركات الأميركية تتنافس على الوصول إلى الموارد المعدنية الحيوية في الكونغو الديمقراطية المجاورة.

ومع ذلك، فإن التأثير الإقليمي الكبير الذي تتوقعه الولايات المتحدة من جلب أنغولا إلى صفّها قد يواجه تحديات مختلفة، وذلك بسبب الانقسام بين النخبة السياسية الحاكمة في البلاد، حيث توجد معسكرات متعددة، بمن في ذلك الأنغوليون من أصل برتغالي، والجنرالات قدامى المحاربين، وضباط الأمن من أجهزة الاستخبارات وغيرهم، والموظفون المدنيون المناهضون للإمبريالية والمتدربون في كوبا.

توسيع "ممر لوبيتو" والمشاركة الأميركية الجديدة

يمثّل مشروع "ممرّ لوبيتو" الطموح نموذجًا للمشاركة الأميركية الجديدة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

ويعضد هذا التطورات المتسارعة المرتبطة بالمشروع؛ حيث وقعت واشنطن في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 مذكرة تفاهم مع حكومات أنغولا والكونغو الديمقراطية وزامبيا والمفوضية الأوروبية، إلى جانب بنك التنمية الأفريقي، ومؤسسة التمويل الأفريقية، وذلك لتطوير وتوسيع الممر.

وتبع ذلك أيضًا زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى أنغولا في يناير/ كانون الثاني الماضي، كما احتفلت الولايات المتحدة وأنغولا في 20 مايو/ أيار 2024 بتوقيع الاتفاقيات النهائية لتمويل ثلاثة مشاريع بنية تحتية رئيسية في الممر تحت مبادرة " الشراكة من أجل البنية التحتية والاستثمار العالمي"، (PGI)، والتي يبلغ مجموعها أكثر من 1.3 مليار دولار للطاقة النظيفة والاتصال اللاسلكي والبنية التحتية للنقل.

وقد بُني "ممر لوبيتو" في الأصل من قبل الحكومات الاستعمارية لنقل المواد الخام من المنطقة إلى المحيط الأطلسي. وتسعى جهود التطوير الأميركي إلى أن يربط الممر الدولتين ذات الموارد الإستراتيجية – وهما زامبيا والكونغو الديمقراطية – بميناء لوبيتو الأنغولي عبر السكك الحديدية، وذلك لتجاوز الازدحام على طريق النحاس والكوبالت. وهناك خطة أيضًا لتوسيع الممر ليشمل تنزانيا، مما يجعل المشروع الخطوة الأولى لإنشاء خط سكة حديدية جديد عابر للقارات يربط بين المحيطين؛ الأطلسي والهندي.

إعلان

في سياق المنافسة الأميركية الصينية

تؤشر زيارة بايدن إلى أنغولا إلى أن واشنطن توجّه تحركاتها في أفريقيا جنوب الصحراء؛ بهدف مزاحمة الصين، بدءًا من المناطق المعدنية الإستراتيجية التي تهيمن بكين عليها، مرورًا بتوفير بدائل للاستثمار الصيني التي يقول الغرب إنها تُدْخِل الدول الأفريقية تحت شبكة "الديون الساحقة لأجيال قادمة". وتتضح هذه الصورة في أن ديون أنغولا للصين تبلغ 17 مليار دولار، أي ما يقرب من 40% من إجمالي ديون البلاد.

وباعتبار أن الرئيس الأنغولي لورنسو صرّح في لواندا، أثناء لقائه بنظيره الأميركي الزائر بادين، بأن ما تريده أنغولا من واشنطن هو جذب الاستثمار الأجنبي، وتحسين العلاقات الدفاعية والأمنية؛ فإن أنغولا قد تكون أيضًا ضمن خطة واشنطن العسكرية والتي أثيرت منذ شهور لتأمين وجود إستراتيجي دائم في خليج غينيا – محور التنافس الجيوسياسي العالمي- وجنوب المحيط الأطلسي، وذلك لأن أنغولا واقعة على الحافة الجنوبية لخليج غينيا التي تعد مدخلًا كبيرًا للمحيط الأطلسي قبالة الساحل الغربي لأفريقيا.

على أن زيارة واحدة من بايدن في آخر رئاسته، وسياسة خارجية غير مصممة وَفق المصالح الاقتصادية الأميركية؛ قد لا تكون كافية لاستدراك واشنطن الصين في القارة ومنافستها على النفوذ الاقتصادي، وذلك لأن الصين أكبر شريك تجاري للقارة، حيث خصصت ما يقرب من 2 تريليون دولار للاستثمارات ومشاريع البناء منذ عام 2005، وتهيمن على رواسب هائلة من المعادن النادرة الأساسية لتصنيع المركبات الكهربائية، وتقنيات الدفاع الحديثة قبل الولايات المتحدة الأميركية.

ويتوقع دخول اتفاقية التعريفة الجمركية الصفرية التي تمنحها الصين للدول الأقل نموًا في أفريقيا، حيز التنفيذ في ديسمبر/ كانون الأول 2024.

وتكشف العلاقات الاقتصادية بين أنغولا والصين أن واشنطن ستحتاج إلى مبادرات متنوعة هائلة وسياسات منسقة لعدة سنوات قبل التفوق على الصين؛ إذ استثمرت الشركات الصينية أكثر من 12 مليار دولار في أنغولا على مدى العقد الماضي لبناء القنوات والسكك الحديدية والبنية الأساسية الأخرى كجزء من "مبادرة الحزام والطريق".

إعلان

وللتصدي لهذا طرحت إدارة بايدن في يونيو/ حزيران 2021 مبادرة "إعادة بناء عالم أفضل" كبديل لمبادرة "الحزام والطريق" الصينية. ولكن بايدن واجه صعوبات في تنفيذ الأجندة المحلية لمبادرته، فأعاد تسميتها إلى "الشراكة من أجل البنية الأساسية والاستثمار العالميين"، والتي من بين مشاريعها الرائدة توسيع "ممر لوبيتو".

ويبدو في تحركات الولايات المتحدة المختلفة وتصريحات بعض مسؤولي إدارة بايدن، أن واشنطن بدأت ترى أن معالجة الفجوة في علاقاتها مع أفريقيا تتطلب مقاربة جديدة وفهمًا سليمًا للقضايا التي تهم الأفارقة.

وقد أكّد الرئيس الأنغولي لورنسو على هذا في تصريحه مع بايدن في لواندا، حيث أثار الحاجة إلى تجاوز علاقات الحرب الباردة (عندما كان الدعم الأميركي موجهًا لأحد الفصائل المسلحة في الحرب الأهلية الأنغولية، والتي كانت أيضًا بمثابة الصراع بالوكالة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي).

وهناك إشارات بأن أنغولا أيضًا غير مستعدة للاعتماد بشكل كامل على الولايات المتحدة لتحقيق طموحاتها الاقتصادية ومبادراتها التنموية؛ إذ في مارس/ آذار من هذا العام أدى الرئيس الأنغولي لورنسو زيارة رسمية إلى الصين نتج عنها رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى "شراكة تعاونية إستراتيجية شاملة".

وفي عامي 2018 و2023 أدى وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" زيارتين إلى أنغولا، أشاد في إحداها بـ "الموقف المتوازن" لأنغولا في الشؤون الدولية، متعهدًا بالتزام روسيا بتنمية البلاد في جميع المجالات.

خاتمة:

إن زيارة بايدن تؤشر إلى أنه يحاول جعل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى جزءًا من إرثه الرئاسي، كما أن تركيز الجهود على أنغولا وتوسيع "ممر لوبيتو" قد يساعدان واشنطن على الشعور بالرضا والتقدم فيما يتعلق بمصالحها الاقتصادية في القارة، وخاصة بعد تراجع وجودها في منطقة الساحل.

إعلان

ومع ذلك، فإن زيارة واحدة فقط قد لا تكفي لترك "بصمة أفريقية" قوية. كما أن عودة دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني 2025 قد لا تُرجِع مكاسب واشنطن تحت إدارة بايدن، وذلك لاحتمال أن تكون إدارته غير راغبة في مواصلة جهود بايدن بالنظر إلى اهتمام ترامب غير المواتي بأفريقيا في ولايته الأولى، وتصريحاته المعادية للقارة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی أفریقیا جنوب الصحراء الولایات المتحدة الرأس الأخضر ا فی أفریقیا زیارة بایدن ملیار دولار کانون الأول إدارة بایدن إلى أنغولا ممر لوبیتو المتحدة فی أن واشنطن بایدن فی أکثر من إلى أن فی عام فی ذلک

إقرأ أيضاً:

حرب السودان وحدود القوة الأميركية

إن التغطية الإعلامية لأسوأ أزمة إنسانية في العالم وأحد أكثر صراعاته صعوبة: الحرب الأهلية المستمرة منذ ما يقرب من عامين في السودان والتي نجمت عن صراع على السلطة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية ضئيلة للغاية.

*هولي بيركلي فليتشر*
محللة سابقة لأفريقيا فىCIA

الاثنين 03 فبراير 2025 11

"ليس هناك الكثير من ما يمكن للولايات المتحدة فعله لإنهاء الحرب في السودان"

إن التغطية الإعلامية لأسوأ أزمة إنسانية في العالم وأحد أكثر صراعاته صعوبة: الحرب الأهلية المستمرة منذ ما يقرب من عامين في السودان والتي نجمت عن صراع على السلطة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية ضئيلة للغاية.

هناك بعض الأسباب التي تجعل التغطية الإعلامية للحرب في السودان غير كافية. فمن الصعب، حتى قبل بدء الحرب، الوصول إلى السودان، خارج العاصمة الخرطوم التي دمرتها الحرب؛ واليوم أصبح الوصول إلى هناك مستحيلا تقريبا. ولكن هناك أسباب أخرى أقل أهمية، مثل انتشار الجهل واللامبالاة تجاه أفريقيا في الغرب، حتى بين الطبقات المتعلمة. فقد كانت أفريقيا في قاع أولويات السياسة الخارجية الأميركية عبر إدارات متعددة، بما في ذلك الرئيس بايدن ، الذي زار القارة فقط في الأشهر الأخيرة من رئاسته.

إن التغطية الإعلامية القليلة التي تحظى بها الحرب عادة ما تنوح على هذا الافتقار إلى الاهتمام، في حين تزعم أن الولايات المتحدة كان بوسعها أن تفعل المزيد. وهناك صناعة محلية لانتقاد السياسة الأميركية تجاه السودان، مليئة بالمحللين الذين يزعمون أن لديهم حلولاً أفضل لإنهاء الحرب. وكمجموعة، فإن وصفاتهم متناقضة وغير واقعية. ويقولون إن الولايات المتحدة ينبغي لها أن تشارك بشكل أكبر، ولكن ينبغي لها أيضاً أن تعمل على تمكين الدول الأفريقية من معالجة أزماتها الخاصة. وينبغي للولايات المتحدة أن تتخذ إجراءات أكثر صرامة ضد الجهات الفاعلة السيئة، ولكن العقوبات لا قيمة لها في الأساس. وينبغي للولايات المتحدة أن توقف الإبادة الجماعية والمعاناة، ولكن نشر قوات على الأرض ليس بالأمر السهل. وينبغي للولايات المتحدة أن تركز على بناء قدرات المدنيين، الذين تلقوا بالفعل ملايين الدولارات من المساعدات دون أن يحققوا أي شيء يذكر في المقابل. وينبغي للولايات المتحدة أن تتصدى لنفوذ الجهات الفاعلة الخارجية، التي اختارت جانباً عسكرياً، ولكن دون أن تختار واشنطن جانباً، وهو أمر غير أخلاقي، نظراً لفساد كل من شارك في هذه الحرب.

بعد ما يقرب من عشرين عاماً من العمل في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) لتغطية شؤون أفريقيا، لا أنوي الانضمام إلى هؤلاء الذين يراقبون الأحداث من خلف الكواليس، رغم أن القيام بذلك يبدو وكأنه يوفر لي قدراً كبيراً من الأمن الوظيفي. وعلى الرغم من خطر عدم كتابة مقال رأي آخر عن السياسة الخارجية مرة أخرى، فإن الحقيقة كما أراها هي: *إن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تفعل شيئاً لإنهاء الحرب في السودان* . فالأطراف المتحاربة لا تبدي أي رغبة في وقف القتال، وربما يتطلب إجبارها على ذلك نهجاً قاسياً غير عملي ولا ملائم في سياق السياسة الخارجية بعد الحرب الباردة.

هذا لا يعني أن محاولة تخفيف المعاناة في السودان وتقديم الدعم لوقت يكون فيه الجانبان أكثر استعدادًا للسلام ،لا تستحق. ولا يعني أيضًا أن الولايات المتحدة يجب أن تنسحب من إفريقيا بشكل عام، كما من المرجح أن تفعل إدارة ترامب، بناءً على تجربة ولاية ترامب الأولى . تم تعريف تلك الحقبة في الغالب بالإهمال الحميد للمنطقة، بصرف النظر عن بعض الاستمرار الإيجابي في دعم الولايات المتحدة للتنمية الاقتصادية والتقدم الديمقراطي، مع تخللها لكثير من الغطس العشوائي في المسبح عندما لفتت بعض الأشياء اللامعة انتباه الرئيس. (تشمل الأمثلة معلومات مضللة عن مقتل المزارعين البيض في جنوب إفريقيا ؛ وقتل المسيحيين في نيجيريا ؛ والنزاع حول سد النهضة الإثيوبي الكبير ). لكن لدي القليل من الأمل في أن يولي ترامب الكثير من الاهتمام للسودان، ما لم يتم إغرائه بذكر جبال الذهب عند قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (المعروف أيضًا باسم حميدتي). إنه يحب الذهب .

دعونا نبدأ بمراجعة ما فعلته الولايات المتحدة بالفعل في السودان منذ سقوط نظام عمر البشير في عام 2019. في ذلك الوقت، قدمت الولايات المتحدة والجهات المانحة الأخرى، مثل المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، الدعم المالي والفني لدعم الحكومة الانتقالية وتنفيذها لخارطة طريق لحكومة مدنية ؛ والمفاوضات الناجحة بشأن اتفاق جوبا للسلام بين الخرطوم وجماعات متمردة متعددة؛ والتنفيذ المعقد لاتفاق جوبا للسلام؛ وتنظيم وبناء قدرات الفضاء المدني المنقسم وعديم الخبرة . في عام 2020، رفعت الولايات المتحدة أيضًا عقوبات عهد البشير على الحكومة الانتقالية لتمكين الدعم الأوسع. عندما انهارت الحكومة الانتقالية من خلال استيلاء عسكري في عام 2021، قادت الولايات المتحدة الجهود للتفاوض على اتفاقية إطارية سياسية جديدة في ديسمبر 2022 ومولت ورش عمل للبدء في العمل من خلال مجالات الصراع الأساسية بين مختلف الأطراف.

وعلى الرغم من هذا الانخراط المكثف، فإن قضية دمج القوات العسكرية والأمنية وإصلاحها المستعصية والتي لا مفر منها أدت في النهاية إلى ظهور صراع مفتوح بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، التي تقاسمت السلطة بشكل غير مريح منذ عام 2019. وقد انتظر حميدتي، الذي ربما لم يكن لديه أي نية لإخضاع جيشه للقوات المسلحة السودانية، الوقت المناسب وناور لتعزيز سلطته السياسية، لكنه اختار في النهاية استخدام القوة. ومنذ بدأت الحرب بهجوم محتمل لقوات الدعم السريع على مواقع القوات المسلحة السودانية في أبريل/نيسان 2023، حاولت إدارة بايدن بلا هوادة - وإن كان بشكل محموم للغاية - التفاوض على وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية؛ وكان هناك نجاح متواضع على الجبهة الأخيرة. ومؤخرا، وصفت الولايات المتحدة تصرفات قوات الدعم السريع في دارفور بأنها إبادة جماعية ، وهو تصنيف رمزي إلى حد كبير ومع ذلك يتطلب عملية سياسية صارمة. وأخيرًا، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على العديد من الشركات والأفراد على كلا الجانبين، بما في ذلك قائد قوات الدعم السريع حميدتي والجنرال عبد الفتاح البرهان .

الشيء الوحيد الذي لم تفعله الولايات المتحدة والذي قد يحدث فرقًا هو الضغط بشكل أكبر على حليفتها من سياق مختلف، الإمارات العربية المتحدة. ففي حين أن هناك العديد من الجهات الفاعلة الخارجية التي تسبب الفوضى في السودان، فإن الدعم العسكري والاقتصادي الذي تقدمه الإمارات العربية المتحدة لقوات الدعم السريع يغذي الصراع ويطيل أمده بشكل كبير. لقد رفعت الولايات المتحدة الرهان في أوائل يناير من خلال تضمين سبع شركات مقرها الإمارات العربية المتحدة في الجولة الأخيرة من العقوبات. ولكن يمكن بذل المزيد من الجهود للضغط الدبلوماسي والاقتصادي على الإمارات العربية المتحدة، لكن هذا يبدو مستبعدًا نظرًا لاعتماد واشنطن على الإماراتيين للمساعدة في مواجهة إيران في الشرق الأوسط. وفي عهد ترامب، من المحتمل أن تمنع الصداقة الوثيقة الإضافية، التي تعززها العلاقات التجارية المحتملة غير الشفافة ، بين عائلة ترامب والإماراتيين من لعب أي دور قوى وفعّال.

إن طبيعة الصراع، والديناميكيات بين الجماعات المتحاربة، تعقد أيضًا خيارات التدخل. يرى حميدتي وبرهان الصراع باعتباره لعبة محصلتها صفر في بلد كان تاريخه بالكامل مجرد ذلك، ومن المحتمل أن يقاتلا حتى يفوز أحدهما أو يتم تقسيم الدولة فعليًا. سيكون التقسيم فصلًا آخر، وربما ليس الفصل الأخير، في التفكك البطيء لهذا البناء الاستعماري الضخم، الذي لم يتم تطويره بشكل متساوٍ، والذي تم تقديمه بشكل تعسفي مع القليل جدًا من المنطق أو التماسك الداخلي.

إن التفكك التدريجي للسودان هو عملية أقحمت فيها الولايات المتحدة نفسها بشكل أكثر أهمية في الماضي. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ضغوط من طاقم متنوع من الإنجيليين البيض وقادة الحقوق المدنية السود ومختلف المحسنين، وكانت الولايات المتحدة قوة رئيسية وراء نهاية الحرب السودانية التي استمرت عقودًا من الزمان بين الشمال والجنوب والانفصال المعترف به رسميًا لجنوب السودان في عام 2011. أسفر هذا المسعى الحسن النية عن دولتين سودانيتين فاشلتين بدلاً من دولة واحدة. كانت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي دعمتها الولايات المتحدة والتي دخلت السودان في عام 2007 أكثر فعالية في إنهاء الإبادة الجماعية الأولى في دارفور . ولكن عندما انتهت مهمة حفظ السلام وغادرت القوات البلاد في يناير 2021، عاد العنف في دارفور بقوة.

إن تاريخ السياسة الخارجية الأميركية في أفريقيا يشير أيضاً إلى التواضع والاعتراف بحدود النفوذ الأميركي. فخلال الحرب الباردة، أدت التدخلات المعادية للشيوعية التي تدعمها الولايات المتحدة وغيرها من أشكال التدخل في شؤون الدول الأفريقية إلى تمكين الدكتاتوريين الوحشيين والفساد المستشري، على سبيل المثال نظام موبوتو في ما كان يسمى آنذاك زائير، ونظام موي في كينيا، ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. وبعد الحرب الباردة، تحولت أولويات الولايات المتحدة في المنطقة نحو الحكم الديمقراطي، والتنمية الاقتصادية، ومكافحة الإرهاب.

ولكن مع اندفاع القوى والحكومات غير الديمقراطية، مثل الصين وروسيا ، إلى أفريقيا بمزيد من المال وقليل من الندم الأخلاقي، كافحت الولايات المتحدة لمواكبة ذلك. وكانت الولايات المتحدة مترددة بحق في دعم الأنظمة الفاسدة و القمعية، حتى في ظل مواجهتها لمثل هذه المنافسة الجيوسياسية. وعندما لا تختار جانبًا، كما رفضت الولايات المتحدة أن تفعل في السودان، فإن ذلك يحد من تأثيرك. ولكنه أيضًا يعزز قيمك بشكل أفضل، وهو ما قد يكون أكثر أهمية على المدى الطويل.

إن تراجع النفوذ الأميركي في أفريقيا على مدى السنوات العشرين الماضية يُنظَر إليه باعتباره فشلاً سياسياً ذريعاً. ولا شك أن الولايات المتحدة تستطيع أن تفعل المزيد في أفريقيا، وخاصة من خلال برامج المساعدات والبنية التحتية الموجهة التي تحمل قوة هائلة، مثل خطة الرئيس الأميركي جورج بوش الإبن ،الطارئة لمكافحة الإيدز ، التي منعت وقوع كارثة اقتصادية وديموغرافية، ومؤخراً ممر لوبيتو ، الذي يعد بتسهيل التجارة مع وسط أفريقيا إلى حد كبير.

ولكنني أود أن أشير إلى أن تراجع النفوذ الأميركي نتيجة لإعطاء الأولوية للقيم الأميركية ورفض التنازل عن الشر، لا يشكل فشلاً. ففي السودان، لا شك أن الولايات المتحدة قادرة على إنهاء الحرب، على الأقل في الأمد القريب، من خلال اختيار جانب والانخراط في الصراع بكل ما أوتيت من قوة، كما حدث قبل عشرين عاماً عندما كانت الولايات المتحدة القوة الدافعة وراء إنشاء جنوب السودان. ولكن بأي ثمن أخلاقي؟ من المؤكد أن الولايات المتحدة سوف تجمع المزيد من أمثال موبوتو وموي وكير في مقابل هذه الجائزة الملطخة بالدماء.

يبدو أن منتقدي السياسة الأميركية في أفريقيا يريدون تحقيق كلا الهدفين. فهم يريدون من الولايات المتحدة أن تتخذ موقفاً قوياً ولكن غير استعماري. ويريدون منها أن تنقذ القارة دون أن تتصرف وكأنها بطلة خارقة. ويريدون أن تكون المساعدات الأميركية خالية من الإملاءات الأخلاقية، ولكن ليس عندما تعمل على تمكين المسيئين. وسوف تنتهي حرب السودان عندما يرى المتحاربون مصلحة ذاتية في وقفها. وبوسع الولايات المتحدة أن تعمل على جعلهم يدركون ذلك، وأن تشجعهم على الاستمرار، ولكن في نهاية المطاف سوف يكون القرار بيدها. وسوف يكون لزاماً على السودان أن ينقذ نفسه.

ولكن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة لا ينبغي لها أن تحاول تقديم المساعدة. بل ينبغي لها أن تبذل المزيد من الجهد وأن تهتم أكثر. ولابد أن تحظى مآسي أفريقيا بقدر أعظم من الاهتمام، وذلك ببساطة لأن إنسانيتنا المشتركة تتطلب ذلك. كما أن الحلول السريعة لا وجود لها، سواء في أفريقيا أو في السياسة الخارجية عموماً، على الرغم مما قد يخبرك به أهل الطبقة الثرثارة .
--------------------------------------
*هولي بيركلي فليتشر* هي محللة سابقة لشؤون أفريقيا في وكالة الاستخبارات المركزية، حيث غطت العديد من البلدان الأفريقية لمدة 19 عامًا. نشأت في كينيا على يد مبشرين إنجيليين. وهي أيضًا مؤرخة أمريكية ومؤلفة كتاب Substack A Zebra Without Stripes والكتاب القادم The Missionary Kids: Unmasking the Myths of White Evangelicalism
----------------------------------------
تم نشر المقال فى مجلة معهد Lawfare - نيويورك

////////////////////////////

كتائب البراء بن مالك قذئ فى عيون الجنجويد والقحاتة
خالد هاشم خلف الله
kld.hashim@gmail.com
فى الايام الأولى للعدوان الجنجويدى القحتى كتب احد شباب الخرطوم بحرى بوست على فيس بوك يسرد فيه كيف أن الجنجويد كانوا يقتادون الفتيات إلى عمارة بحيهم البحراوى لاغتصابهن وهتك اعراضهن ، ووردت روايات مشابهة فى مناطق أخرى ابتليت بالجنجويد حلفاء القحاتة الذين اجتهدوا إيما اجتهاد فى تبرئة جناحهم العسكرى مليشيا الجنجويد من تلك الفظائع ،ونذكر كيف زورت احدى واجهاتهم التى قاموا بتكوينها فى مبتدأ الغزو الجنجويدى بمسمى الجبهة المدنية لوقف الحرب واستعادة الديمقراطية وقامت هذه الجبهة القحتية بتزوير اول بيان اصدرته وحدة مكافحة العنف ضد المرأة عن ست حالات اغتصاب وقعت فى الخرطوم بحرى وأشار بيان الوحدة إلى أن مرتكبى الحالات الست هم من الجنجويد فقامت الجبهة القحتية بتزوير البيان وقالت إن حالات الاغتصاب ست أربعة ارتكبها جنود الدعم السريع واثنان ارتكبها جنود من القوات المسلحة مع أن بيان وحدة مكافحة العنف ضد المرأة لم يشر إلى القوات المسلحة لا من قريب ولا من بعيد ، ونشر حزب خالد سلك المؤتمر السودانى البيان المزور على حسابه على منصة أكس ( تويتر سابقا) وكان الهدف من تزوير بيان وحدة مكافحة العنف ضد المرأة من قبل القحاتة إلى تصوير ان الجيش يرتكب نفس ممارسات الجنجويد ولو بالكذب والزور وهذا التزوير يقف شاهدا على تؤاطو القحاتة وتحالفهم مع الجنجويد ضمن دلائل أخرى كثيرة تند عن الحصر.
مثلت الجرائم الوحشية التى ارتكبها الجنجويد الدافع الاول لآف الشباب للانخراط فى القتال ضدهم وكان الشباب الشجعان المنضوين تحت لواء البراء بن مالك هم طليعة أولئك المقاتلين الذين دفعتهم غيرتهم على أعراض بناتهم وزوجاتهم واخواتهم وهى معانى لا يعرفها القحاتة فهم خلو من كل فضيلة ، دفعت انتهاكات الجنجويد التى فاقت كل تصور أولئك الشباب الشجعان فى كتائب البراء ابن مالك لمنازلة الجنجويد ومقارعتهم فى سوح المعارك بسلاح اقل من تسليح مليشيات العطاوة المجرمة ومع ذلك استطاعوا إلحاق الهزيمة بها فى أكثر من موقعة فمن يقاتل لحماية عرضه ليس بمثل من يقاتل من أجل السلب والنهب والعودة بالغنائم إلى مضارب العترة الجنجويدية المجرمة إجرام فطرى ، ومع تزايد وتيرة المنضوين للواء البراء بن مالك وهم شباب واعى ومتعلم من مختلف المشارب المهنية بينهم الاطباء والمهندسون والمعلمون والتجار الرابط بينهم غيرة على بلادهم وأهلها من أن تظل مستباحة من قبل مليشيا الجنجويد العطاوية المجرمة بينما يقبع القحاتة تحت أقدام المليشيا المجرمة يبرورون أفعالها بل ويمجدونها بحجة محاربة الكيزان ، فأنطلقت الحملة الجنجويدية القحتية لوصم شباب البراء بن مالك الشجعان بالارهابيين وهو وصف صحيح ويثير الغطبة فما من غاية أسمى من أن تثير الإرعاب والإرهاب بين جنبات ياسر عرمان وخالد سلك وكل أركان العدو القحاتى بجانب حليفهم غزاة الجنجويد ، نقول للابطال الشجعان فى كتائب البراء بن مالك واصلوا سيركم المبارك الشجاع فى منازلة الجنجويد ومقارعتهم تحت قيادة القوات المسلحة فالغاية واحدة هى هزيمة غزاة الجنجويد عسكريا وهى غاية باتت قريبة المنال.
#النصر_للقوات_المسلحة  

مقالات مشابهة

  • جنوب أفريقيا: قرار ترامب بوقف المساعدات يهدد الشراكة الاستراتيجية مع واشنطن
  • حرب السودان وحدود القوة الأميركية
  • ملك الأردن ووزير خارجية مصر يبدآن زيارة منفصلة إلى واشنطن للقاء ترامب
  • ملك الأردن يبدأ زيارة رسمية لأمريكا
  • الملك عبدالله الثاني يبدأ زيارة عمل للولايات المتحدة ويستعد للقاء الرئيس ترامب
  • واشنطن بوست: مرشحون للمخابرات الأميركية يخضعون لاختبارات الولاء لترامب
  • جنوب أفريقيا تدين حملة التضليل بعد تجميد ترامب المساعدات الأميركية
  • ترامب يحرم بايدن من المعلومات السريةويعتزم اغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية
  • على خلفية رفعها قضية ضد “إسرائيل”.. ترامب يفرض عقوبات على جنوب أفريقيا
  • زيارة مبعوثة ترامب: استراتيجية الضغط الأميركي واستنزاف حزب الله