نظمت مكتبة مصر العامة بدمنهور وفروعها بالتعاون مع منطقة آثار البحيرة ودار أوبرا دمنهور سلسلة من الفعاليات السينمائية والثقافية المتنوعة، احتفاءً بمسيرة المخرج المبدع الفنان المصري العالمي شادي عبد السلام تحت عنوان "يوم شادي.. لرفعة الهُوِيَّة المصرية"، ودوره في إبراز الهوية المصرية.

بدأت الفعاليات بندوة افتتاحية للصحفي محمود دوير تحدث خلالها عن حياة ومسيرة المخرج شادي عبد السلام ، ثم عروضا سينمائية لأفلام "الفلاح الفصيح" و "جيوش الشمس" ، كما تم عقد جلسات نقاشية بعنوان "البحيرة: مفتاح الحضارة المصرية" – قدمها الدكتور علاء رجب النحاس، مدير منطقة آثار البحيرة و"الجيش في مصر القديمة" قدمتها رانيا صبحي و"الأسرة في مصر القديمة" سارة عبد الحكيم، وذلك بقاعة المؤتمرات والندوات بالمكتبة .

كما انطلقت فعاليات مماثلة بفرع المكتبة بالدلنجات حيث تم عرض فيلم "جيوش الشمس" وعقد جلسة نقاشية حول الفيلم بعنوان "الجيش في مصر القديمة"  

وسيشهد غدا الخميس فرع المكتبة بكفر الدوار عرض فيلم "الفلاح الفصيح" ومناقشته مع رضوى الفرماوي يليه جلسة نقاشية عن "الجيش في مصر القديمة" و"الأهمية الأثرية لمدينة كفر الدوار"، يشارك فيها، سارة عبد الحكيم و محمد خميس أبو العطا.

من الجدير بالذكر أن الأفلام المعروضة خلال احتفالية "يوم شادى" تعد من أبرز الأعمال التي حازت على العديد من الجوائز العالمية، والتى تعزز من الهوية المصرية ومنها :- 

فيلم "المومياء"(1.38.52 دقيقة) وهو تحفة سينمائية تُعد من أبرز الأعمال المصرية عالميًا، حصل من خلالها شادي عبد السلام على جوائز عديدة.

"جيوش الشمس" (37:00): يستعرض ملحمة العبور وحرب أكتوبر 1973.

"الفلاح الفصيح" (20:55): فيلم قصير مستوحى من بردية فرعونية عمرها 4000 عام، يعكس حكمة الفلاح المصري القديم.

وتعد هذه الفعاليات فرصة استثنائية للشباب والمحبين للسينما للتعرف على رؤية شادي عبد السلام الإبداعية ومستوى أعماله المتفردة، التي تجسد قيمة الهوية المصرية من خلال سينما عالمية متميزة.

يأتي ذلك بالتزامن مع إنطلاق فعاليات مماثلة بدار الأوبرا المصرية وقصور الثقافة على مستوى الجمهورية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مكتبة مصر العامة بدمنهور دار أوبرا دمنهور سلسلة من الفعاليات يوم شادي شادی عبد السلام فی مصر القدیمة

إقرأ أيضاً:

في «البيت» الذي ينكأ الجراحات القديمة

تحدثتُ فـي مقال سابق عن مطار زنجبار الأنيق والنظيف رغم صغر مساحته. كان وصولنا إليه فـي الساعة الواحدة والربع ظهرًا بتوقيت مسقط. وفـي الشرق الإفريقي يُسمّى هذا الوقت الساعة السابعة والربع ظهرًا، لأنّ اليوم هناك مقسّم إلى اثنتي عشرة ساعة ليلًا ومثلها نهارًا، وغالبًا ما يتساوى الليل والنهار، لوقوع المنطقة قرب خط الاستواء. واليوم الجديد يبدأ فـي زنجبار مع بداية الليل لا فـي منتصفه كما هي طريقة الغرب فـي حساب الأيام التي قلدناهم - نحن العرب - فـيها، وكان العُمانيون الأوائل إذا ذكروا التوقيت يقولون: «الساعة الأولى من النهار»، أو «الساعة الثانية من الليل» وهكذا، ولم يكونوا يستعملون لفظ «الساعة الواحدة» مطلقًا، بل يقولون: «الساعة الأولى».

أخيرًا وطئت قدماي زنجبار بعد حُلم طويل تأجّل كثيرًا. كانت مشاعري حينئذ مختلطة بين الفرح لتحقق الحلم، والترقّب لما ينتظرني من مواقف أو مشاهدات. وقد بُحْتُ فـي مقال سابق بخواطر وتساؤلات راودتني فـي رحلتي الجوية التي استمرت خمس ساعات، والآن وقد هبطتُ من السماء إلى الأرض فإنّ خواطر وتساؤلات أخرى تعنّ فـي البال، وحب استطلاع شديد لكلِّ شيء.

تركتُ رفـيقَيْ سفري سيف وسليمان يتحدثان مع مرافقنا أحمد المزروعي، فـيما كنتُ ألقي نظرة أحاول أن تكون موضوعية على كلِّ شيء وأيِّ شيء، وأسعى من خلالها إلى حشو الذاكرة بأكبر قدر ممكن من المشاهدات لتغدو معينًا لي فـي مقبل الأيام، وفـي إطار السرد الذي ينبغي تقديمه لمن يسألني عن مشاهداتي فـي زنجبار وانطباعاتي عنها. نظراتي احتضنت فـي مودة البيوت والأشجار والشوارع والمطاعم وحركة الناس ولباسهم وطريقة كلامهم، وبنحو خاص - ولحاجة فـي نفس يعقوب - كنتُ أبحث عن العُمانيين فـي الأسواق والشوارع، حتى وصلنا إلى منطقة «فرضاني» وهي فـي الأصل (الفُرضة) حسب التسمية العُمانية للميناء الصغير، وأضيف إليها (ني) التي تعني (فـي)، وهكذا وصلنا إلى فندق (مزينجاني) الذي حجزه سيف قبل سفرنا. وكلمة (مزينجا) تعني باللغة السواحلية «المدفع»، وبالفعل هناك مدفعان صغيران على مدخل الفندق، كتأكيد على تطابق الاسم مع الواقع المُشاهَد، وبما أنه أضيفت كلمة (فـي) على (مزينجا) فالمعنى صار (فـي المدفع).

دخلنا بهو الفندق فإذا هو تحفة معمارية عُمانية من الطراز الرفـيع، يشعر المرء أنه فـي إحدى قلاع عُمان أو حصونها. وفـي تلك اللحظة دخل فـي روعي أنّ هذا القصر ربما هو المكان نفسه الذي قصده أبي - عليه رحمة الله - عندما دُعِيَ إلى الغداء فـي بيت الشيخ هاشل بن راشد المسكري المسمى «بيت المدفع»، وهذا يعني أنني أتلمس الآن خطى والدي على نحو صحيح، وأُكمل خريطة هجرته التي حملته قسرًا لا اختيارًا من عُمان إلى هذه الجزيرة الأسطورية، ليس وحده وإنما كلّ العُمانيين المهاجرين، هذا ما خطر لي فـي تلك اللحظة. وبما أنّ بيوت تلك المنطقة كلها كانت مملوكةً للعُمانيين، وبعضها تابع للحكومة، فقد صادرها الانقلابيون ظُلمًا ولم يسمحوا بمجرد ذكر أصحابها الأصليين؛ لذا فإنّ رحيل أصحاب البيوت وأبنائهم مع عدم توثيق أسمائهم يُعرِّض أصحاب هذه البيوت للنسيان، وعندما سألْنا أحدَهم عن البيت قال: «لا تسألني عن التاريخ»، وكان يقصد فـي الواقع: «لا تنكأ الجراحات القديمة»، ولكن أحد الشباب العاملين فـي الفندق من ذوي الأصل العُماني أخبرنا أنّ البيت يعود للحكومة السلطانية، وكان يُستخدم بيتًا للضيافة فصادَرتْه حكومة الانقلاب، ثم باعته لأحد المستثمرين الذي رممه وأضاف له ركنًا جديدًا، وهو ما أجاب عن تساؤلاتي حين شاهدتُ البيت للوهلة الأولى: هل يمكن أن يكون هذا القصر بفخامته وغرفه الكثيرة مُلكًا لشخص واحد؟ ماذا تراه يفعل بكلِّ تلك الغرف؟! ومع ذلك تواصلتُ مع الشيخ سيف بن هاشل المسكري وسألتُه هل هذا هو «بيت المدفع»؟ فأكد لي أنّ البيت كان للضيافة، وأنّ «بيت المدفع» يقع فـي منطقة أخرى اسمها (مكونازيني) وهو حاليًّا وقفٌ فـي سبيل الله مثل كثير من بيوت العُمانيين فـي زنجبار وممتلكاتهم ومساجدهم. إذن فقد فاتني أن أرى البيت الذي انطلقت منه تلك المقالات الاستنهاضية التي كان الشيخ هاشل بن راشد المسكري يكتبها فـي «الفلق»، وفاتني أن أعيش تلك اللحظات التي دعا فـيها الشيخ هاشل أبي للغداء، ولا أدري كيف كان شعور والدي وهو الفقير المعدم القادم من عُمان عندما يدعوه أحد الأكابر للغداء فـي بيته، ولا كيف تقبّل الشيخ هاشل هدية أبي المتواضعة وهي قلم رخيص كما أشرتُ سابقًا. رحل أبي ولم يُضف لي جديدًا أعرفه، وها أنا أقف الآن على الأرض ذاتها التي صال والدي فـيها وجال مع عُمانيين كثر، وعلى مرمى حجر فقط من البيت الذي دخله بدعوة كريمة من الشيخ هاشل.

على كلّ حال؛ فإنّ مبنى الفندق التقليدي جميل بديكوراته وأبوابه الخشبية. وفـي السقف يمكن للرائي أن يُشاهد ألواح الخشب، وكذلك الأسرّة التي هي خشبية أيضًا وضخمة، ومحاطةٌ بناموسيات ضد البعوض الذي - ولله الحمد - لم يصادفنا لأنّ زيارتنا حدثتْ فـي صيف زنجبار.

قال لنا مرشدنا: «إنّ برنامج اليوم سيكون جولة فـي المدينة الحجرية وفرضاني، وبرنامجُنا الفعلي سيبدأ منذ صباح الغد، حيث سيرافقنا مرشد ملم بالتاريخ، وسيأخذكم فـي جولة ويشرح لكم كلّ شيء».

نظرتُ إلى المرشد بامتنان، وأنا أتحرّق شوقًا لهذه الجولة فـي المدينة الحجرية وفرضاني، التي سأتحدّث عنها فـي مقال الأسبوع المقبل.

مقالات مشابهة

  • عبارة في بيان الخارجية المصرية حول غزة تثير تفاعلا
  • أستاذة علم مصريات: الغرب منبهر بالحضارة المصرية القديمة
  • ندوة ثقافية تكشف أهمية العمارة في السينما المصرية
  • في «البيت» الذي ينكأ الجراحات القديمة
  • مناقشة رواية من سلسلة إبداعات التفرغ بالمجلس الأعلى للثقافة
  • شادي محمد يهاجم نجوم الأهلي: البعض قاد حملات ضد محمد رمضان
  • شادي محمد يُهاجم نجوم الأهلي: البعض قاد حملات ضد محمد رمضان لضرب كرسي في الكلوب
  • شادي محمد: لا توجد مقارنة بيني وبين حسام عاشور.. أنا خرجت من الباب الكبير
  • تزوجت 3 مرات ... اسرار عن دلوعة السينما المصرية
  • الأسرى الفلسطينيون المحررون يصلون إلى غزة وسط أجواء احتفالية