موقع النيلين:
2025-03-13@12:02:16 GMT

اياكم وشجرة الياسمين

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

في ليلة مطرية اربدية بعيدة.. بينما كانت حبات المطر اكثر اكتنازاً وهي تنقر الشبابيك التي تهزها أصوات رعد قوية وصفير رياح شديدة تخترق الظلام الذي زادت منه غيوم متراكمة حبلى بمطر وفير….تضيئها بين فينة وأخرى صواريخ برقية توارى الى ذاكرة جدتي تلك الأيام التي عايشتها عروس الشمال إبان دخول قوات الجيش السوري الأراضي الاردنية.

من الصور التي حدثتني عنها جدتي وهي تروي احداث الماضي بطريقتها العفوية الشيقة.

الحرب النفسية المروعة التي كانت أشد وقعا من حرب الصواريخ.. حدثتني عن الجنود وهم يجولون في السهول الحورانية الاربدية التي قصها شيك حدودي يفصلها بشقين متجاورين.

قالت لي بمصطلحاتها الاربدية الحورانية انهم بمجرد النظر الى هؤلاء الجنود كانت تنتابهم مشاعر الخوف والقلق يبعدون الأطفال إلى الملاجىء والأماكن البعيدة عن أنظار الجنود رغم انهم لم يسببوا لهم الاذى.

جدتي قدرت عمر روايتها بشجرة الياسمين الشامي المزروعة في فناء منزلنا التي بقيت مؤرخاً على تلك الاحداث التاريخية المحفورة في ذاكرة أبناء الشمال اكثر من غيرهم لقربهم منها ومعايشتهم لها.

ربما عايشت في تلك الليلة المطرية مشاعر الخوف التي حدثتني عنها جدتي لطبيعة الاجواء التي كانت من حولنا وكوني كنت وقتها طفلة صغيرة تعشق قصص الأجداد وتبحث عن شواهدها الواقعية نمت ليلتي بنصف عين انتظر حتى ينقشع الظلام بفجر جديد اتفقد شجرة الياسمين علني استكشف عمرها.

كانت الشتوة الأخيرةظاهرة على شجرة الياسمين وجدت وريقاتها التي بدأت بالظهور أكثر بهاء وفروعها بدأت بالاخضرار لم تقتلعها رياح الشتاء القاسي بل كانت زاهية وصامدة ولولا فروعها الكثيرة المتشابكة على جدران المنزل وشبابيكه لقدرت عمرها بأشهر وليست بسنوات طويلة.

رواية جدتي جعلتني اكثر قربا من شجرة الياسمين واؤرخ من خلالها العديد من الذكريات وخاصة في مواسم تساقط وظهور اوراقها وتدلي زهورها الربيعية .. حتى تولدت بيني وبينها علاقة عشق أبدية وحميمية واذكر عندما كنت اطلق على نفسي اسم “ياسمين” نسبة اليها.

ومع مستجدات احداث اليوم تذكرت رواية جدتي عندماعلمت متأخرة ان شجرة الياسمين الشامي التي تحكي قصة تاريخ حافل بالذكريات المختلفة كان قد أحضرها أحد أقاربنا من سوريا منذ اوائل السبعينات ولم تتأثر بتغير مكانها كون شمسها وتربتها واحدة.

لينا جرادات – وكالة عمون الإخبارية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

ضمن حملة “دمشق تخضر”‏… زراعة 3500 شجرة في منطقة قاسيون

دمشق-سانا‏

ضمن حملة “دمشق تخضرّ” التي أطلقتها محافظة دمشق مؤخراً، زرعت ‏مديرية الحدائق بالتعاون مع فرق تطوعية نحو 3500 شجرة في منطقة ‏الجندي المجهول بجبل قاسيون في دمشق.

المشرف على مديرية الحدائق في المحافظة المهندس صبري عباس بين في ‏تصريح لـ سانا أن الأشجار التي تمت زراعتها تضمنت الجاكرندا ‏والخرنوب والدردار والميس، مشيراً إلى أن حملة “دمشق تخضر” تشمل ‏أيضاً زراعة أشجار النارنج والازدرخت ونباتات الزينة والورود في الساحات والحدائق ‏العامة، والمنصفات وجوانب الطرق، والمدارس لإعادة ‏الرونق الأخضر لمدينة دمشق.

ولفت عباس إلى أهمية تعزيز ثقافة الحفاظ على البيئة، وتسليط الضوء على حملات ‏زراعة الأشجار، ورعايتها وفوائدها البيئية والجمالية.

مقالات مشابهة

  • حصاد "شرقيتنا خضراء".. 550 ألف شجرة و3,6 مليون زهرة في 18 حيًا
  • ضابط إسرائيلي يقر باستخدام الفلسطينيين دروعا بشرية في غزة
  • بلدية أبوظبي تطور 48 حديقة و134 جسراً ونفقاً
  • مسوطنون صهاينة يجرفون أراضي ويقتلعون 80 شجرة في غرب سلفيت
  • ضمن حملة “دمشق تخضر”‏… زراعة 3500 شجرة في منطقة قاسيون
  • الزراعة: غرس 20 ألف شجرة مثمرة بالمدارس والميادين بكفر الشيخ
  • سوق العراق يتداول اسهما بقيمة اكثر من 1.1 مليار دينار
  • 1,5 مليون شجرة.. ”شرقية خضراء“ تواصل تعزيز جودة الحياة
  • صحفي: خطابات الأسر لأبنائهم على الجبهة كانت خالية من أي أخبار حزينة
  • الأنبا جوارجيوس يترأس قداس ذكرى البابا كيرلس السادس بكنيسة عزبة الياسمين