جبل الشيخ وحرمون.. بوابة جبلية تطل على حدود 4 دول
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
جبل الشيخ، ويسميه اليهود حسب مورثاتهم التاريخية بجبل "حرمون" ويعني المقدس، يقع على الحدود بين لبنان وسوريا وفلسطين، ويمتد من بانياس مرورا بمنطقة الجولان المحتل وصولا إلى وادي الحرير، ويعد أعلى نقطة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. وقد ورد ذكر الجبل في نصوص تاريخية ودينية بأسماء أخرى مثل "حرمون" و"سنير" و"سيريون".
تقع سلسلة جبال حرمون على الحدود بين لبنان وسوريا وفلسطين، وتحديدا غرب العاصمة السورية دمشق، وأقصى شمال الجولان، ويصل ارتفاعها إلى 2814 مترا فوق سطح البحر، وتمتد على طول حوالي 45 كيلومترا وتعد أعلى نقطة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.
وتمتد السلسلة الجبلية من بانياس السورية وسهل الحولة في الجهة الجنوبية الغربية إلى وادي القرن في الجانب الشمالي الشرقي، وتشكل جزءا مهما من سلسلة جبل لبنان الشرقية التي تمتد بين لبنان وسوريا.
يضم الجبل 4 قمم، أعلى قمة تسمى شارة الحرمون في سوريا، ويصل ارتفاعها إلى 2814 مترا، والثانية إلى جهة الغرب بارتفاع 2294 مترا، أما الثالثة إلى الجنوب فترتفع 2236 مترا عن سطح البحر، والقمة الرابعة فتقع في جهة الشرق بارتفاع يصل إلى 2145 مترا.
تغطي الثلوج قمم الجبال ثلثي العام، وتتكون طبغرافية السلسلة من مجموعة من التكوينات الحجرية بما في ذلك الحجر الجيري والطباشيري. ويعد الجبل المنبع الرئيس لنهر الأردن ولمجاري مائية عدة في المنطقة.
سمي جبل الشيخ بهذا الاسم نسبة إلى قممه التي تكسى بالثلوج وتشبه العمامة البيضاء، وهذا يضفي عليه مظهرا شبيها بعمامة الشيوخ، وأطلق عليه العرب أيضا اسم "جبل الثلج".
إعلانويُعرف أيضا باسم "جبل الزعيم" فهو أعلى نقطة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.
وذكر جبل حرمون في العهد القديم 15 مرة بأسماء مختلفة، منها "حرمون" كما ورد عند الكنعانيين في سفر الملوك، و"سيريون" كما أطلقه عليه الفينيقيون، و"سنير" كما عرف لدى الأموريين.
واسم "حرمون" مشتق من الجذر "حرم"، الذي يعني "مقدس"، مما يعكس قدسيته عبر العصور.
الأهمية الإستراتيجية يعد الجبل أعلى منطقة مرتفعة في سوريا، مما يعني أنه نقطة إستراتيجية مهمة لمراقبة المناطق المجاورة. يطل الجبل على دمشق وبادية الشام والجولان وسهول حوران في سوريا، وجبال الخليل وبحيرة طبريا وسهل الحولة وجزء من محافظة إربد، إضافة إلى كل جنوب لبنان وسلسلة جبال لبنان الغربية وسهل البقاع. تبعد العاصمة السورية عن الجبل نحو 40 كيلومترا فقط، ما يجعلها في مرمى الهجوم الإسرائيلي بعد احتلالها. كانت تمثل منطقة عمياء لمرور الطائرات الحربية من كل الأطراف لعدم احتوائها على رادارات مراقبة. تضاريسها الوعرة تعد غطاء مثاليا للتخفي والتجسس. يعد موقعها مقدسا عند المسيحيين واليهود والطائفة الدرزية التي تسكن معظم القرى المحيطة به.بعد عام 200 قبل الميلاد، خضعت المنطقة لسيطرة السلوقيين، ثم أسس الإيتوريون إمارة في المنطقة، ثم حكمها الملكان هيرودس أغريباس الأول والثاني. وبعد نهاية القرن الأول الميلادي، أصبحت المنطقة تحت سيطرة مدن دمشق وصيدون وبانياس.
يُعتقد أن المنطقة كانت مأهولة بشكل مستمر حتى القرن الثالث الميلادي، وقدسها الرومان بشكل خاص، فشيدوا على قمة الجبل أعلى معبد في العالم وقتها، وصار يعرف حديثا باسم "قصر عنتر".
وفي مطلع القرن الـ12، أقام الصليبيون نقطة مراقبة محصنة على سفوح جبل الشيخ شمال الجولان، واحتلوا طبريا مع المنطقة الممتدة إلى "فيق أو الزوّية"، إلى أن حررها صلاح الدين الأيوبي قبل معركة حطين.
إعلان الاحتلالويعود تاريخ الأطماع الصهيونية في الجولان لأوائل القرن الـ20، وقد عبرت عن ذلك المذكرة التي قدمتها "المنظمة الصهيونية" إلى مؤتمر السلام عام 1919، وجاء فيها أن "جبل الشيخ هو أبو المياه الحقيقي لفلسطين".
احتلت إسرائيل منذ حرب النكسة عام 1967 حوالي 100 كيلومترا مربعا من المنحدرات الجنوبية والغربية لجبل الشيخ، وأنشأت موقعا محصنا فيها.
وحتى حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، قسم الاحتلال الخطط الاستيطانية في الجولان إلى 4 مناطق، حيث أعد سفوح جبل الشيخ وشمال الجولان لأغراض سياحية، وبنى على الجبل نقطة للمراقبة العسكرية للإشراف على سوريا، وأقاموا عليه كنيسا لتزوير معالمه.
وتمكن السوريون بعد حرب 1973، من استعادة الموقع وأسر أعداد كبيرة من الجنود الإسرائيليين، لكن إسرائيل استطاعت قبيل انتهاء الحرب السيطرة على المكان.
وبعد توقيع اتفاقية فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل عام 1974، سيطرت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (الأندوف) على الجبل ضمن إطار المنطقة العازلة.
وبعد إعلان سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت إسرائيل من جانبها الانسحاب من الاتفاقية، واحتلت منطقة جبل الشيخ والمنطقة العازلة بين البلدين ونشرت قواتها فيه.
المعالمتزخر المنطقة بآثار كثيرة، إذ اكتشف فيها أكثر من 30 مزارا ومعبدا، وتنتشر على منحدراته معابد تحمل نقوشا يونانية تعود إلى حوالي عام 200 ميلادي، ومن أبرزها:
قلعة بانياسهي واحدة من أكبر القلاع في الجولان المحتل وتعود إلى فترة العصور الوسطى. تقع في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة بانياس عند سفح جبل الشيخ، وترتفع نحو 300 متر عن سطح البحر، وتمتد بطول 550 مترا تقريبا.
اشتق اسمها "بانياس" من كلمة "بان" وهي آلهة الرعاة عند اليونانيين، وعرفت أيضا باسم قلعة الصبيبة، وهي تسمية مشتقة من كلمة "الصبة" التي تعني مربط الخيل، وسميت أيضا بـ"قلعة الجرف العظيم"، وأطلقت عليها الطائفة الدرزية في القرن الـ19 اسم "قلعة النمرود".
إعلانيعود تاريخها إلى القرن الـ13، وتحيط بها منحدرات حادة، مما يجعلها موقعا إستراتيجيا يطل على الطريق التجاري بين سهل الحولة ومرتفعات الجولان في سوريا.
تعرف بتصميمها الذي يضيق في المنتصف ويتسع عند الأطراف، وتتميز بنقوشها العربية المتقنة التي تزين جدرانها، ويحيط بها سور ضخم له 6 أبراج يرتبط بعضها ببعض بجدران ضخمة بعرض لا يقل عن 4 أمتار وفيها فتحات لرمي السهام.
وتعرّض أحد أبراج المراقبة الخاصة بالقلعة للانهيار بسبب زلزال ضرب المنطقة في القرن الـ18.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات جبل الشیخ فی سوریا
إقرأ أيضاً:
بودكاست «رحالة» يكشف تفاصيل سرقة جزء من سقف معبد دندرة في القرن الـ19
كشفت اليوتيوبر أسما رؤوف، مقدمة بودكاست «رحالة»، تفاصيل سرقة جزء من سقف معبد دندرة في القرن الـ19، موضحة أن السرقة لم تكن مجرد سرقة تمثال أو مقتنيات أثرية، بل كانت واحدة من أشهر جرائم سرقة الآثار في التاريخ.
سرقة جزء من سقف معبد دندرةوأوضحت «رؤوف»، خلال تقديم بودكاست «رحالة»، عبر بودكاست «المتحدة»، أنه كان مرسوم على هذه الجزء من سقف معبد دندرة الذي تعرض للسرقة واحدة من أشهر وأقدم الرسومات السماوية، والتي تربط بين العلم والمعتقدات الدينية، مؤكدة أن هذه الرسمة التي تم سرقتها أظهرت للعالم أجمع أسرار كثيرة عن علم الفلك الذي توصلت له الحضارة المصرية القديمة كالحضارة الإغريقية والرومانية وغيرهم.
رسمة معبد دندرة كانت عبارة عن «الزودياك»وأشارت إلى أن هذه الرسمة كانت عبارة عن «الزودياك» وهو يعتبر الأبراج الـ12، وهو ما كان يوضح مدى فهم المصريين القدماء للفلك، متابعة: «في عام 1799 وقت الحملة الفرنسية على مصر توغلت القوات الفرنسية بالصعيد وصولًا لقنا.. وكان لديهم شغف بالحضارة المصرية القديمة وبعد وصولهم قنا شافوا معبد دندرة وما به من أسرار والكنز الأثري».
وشددت على أن رسم «الزودياك» هو رسم نادر يوضح مصر القديمة في علم الفلك، موضحة أنه بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر 1801 بدأوا يرسلون علماء لمحاولة رسم هذه الرسمة بصورة طبق الأصل، مثل التي موجودة على سقف معبد دندرة.