مي عبد الحميد: نعمل على توفير السكن الملائم للمواطنين منخفضي ومتوسطي الدخل
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
قالت الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري مي عبد الحميد إن الصندوق يعمل على توفير السكن الملائم للمواطنين منخفضي ومتوسطي الدخل، وذلك عن طريق بناء مجتمعات عمرانية متكاملة وجاهزة لانتقال المواطنين إليها بصورة فورية.
جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي في فعاليات المؤتمر الدولي آليات تطوير المناطق العشوائية، والذي ينظمه معهد التدريب والدراسات الحضرية بالمركز القومي لبحوث الإسكان والبناء بالتعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
وألقت عبد الحميد محاضرة ضمن فعاليات المؤتمر بعنوان تمويل الإسكان الاجتماعي.. الخيارات والبدائل، بحضور عدد من كبار المسؤولين بمجال الإسكان والتنمية العمرانية من تشاد، وزيمبابوي، والنيجر، ومالي، ورواندا، وبوركينا فاسو، والصومال، والجابون وغينيا كوناكري.
وأضافت أن الصندوق يساهم في تأمين الحق في السكن، وهو ما نص عليه الدستور المصري، حيث تم تشريع عدة قوانين لتنظيم آليات عمله كي يحقق أهدافه في توفير السكن الملائم للمواطنين.
وأوضحت أن الصندوق يعتمد على آليات عمل واضحة ومحددة مسبقًا، حيث يتم إجراء عدة دراسات مختلفة قبل طرح أي إعلان، للتعرف على المتغيرات المتعلقة بحدود الدخل وغيرها من العوامل، ويقوم الصندوق بطرح الإعلانات للمواطنين من خلال مختلف مكاتب البريد المميكن، ويقوم المتقدم برفع المستندات الخاصة به من خلال الموقع الإلكتروني للصندوق.
ونوهت بأنه يتم دراسة الطلبات المقدمة من قبل المواطنين بصورة أولية، ثم إجراء الدراسة الميدانية والدراسة الائتمانية على المتقدمين للتأكد من انطباق الشروط عليه وأن الدعم المقدم يذهب للمواطنين المستحقين بالفعل.
وتابعت إن الصندوق يطرح وحدات سكنية بمساحات 75 مترا وأخرى 90 مترا، وتكون هذه الوحدات كاملة التشطيب، وتقدم الدولة المصرية عدة صور مختلفة من الدعم المباشر وغير المباشر لتسهيل عملية حصول المواطنين على وحداتهم السكنية.
وأشارت إلى أن البرنامج الرئاسي سكن لكل المصريين واجه عدة تحديات على مستوى التمويل، حيث ظهرت مخاوف في القطاع البنكي من تمويل الفئة المستهدفة من البرنامج، حيث يتعامل 65% من المستهدفين مع البنوك للمرة الأولى، وبدأ الصندوق العمل مع 4 بنوك فقط في بداية البرنامج.
ولفتت إلى أنه مع نجاح البرنامج والتزام المواطنين منخفضي الدخل بالسداد، ارتفع العدد من 4 بنوك إلى 22 بنكا و8 شركات تمويل عقاري، وهو دليل على نجاح البرنامج.
وأوضحت أن مبادرة التمويل العقاري التي أطلقها البنك المركزي المصري كانت من الأسباب الرئيسية لنجاح البرنامج، حيث وفرت تمويلات عقارية بفائدة بسيطة وقامت وزارة المالية بسداد سعر الفرق في الفائدة لضمان استمرارية البرنامج.
وأضافت أن الصندوق يتعاون أيضًا مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة، ومنها على المستوى الحكومي هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة والبنك المركزي ووزارة المالية.
وتابعت إنه على مستوى القطاع الخاص، يتعاون الصندوق مع نحو ألفي شركة لبناء الوحدات السكنية للمواطنين منخفضي الدخل و11 شركة استعلام للتأكد من صحة البيانات المقدمة من قبل المواطنين.
اقرأ أيضاًشقق الإسكان الاجتماعي 2024.. آخر موعد لسحب كراسة الشروط وكيفية التقديم
شقق الإسكان الاجتماعي 2024.. الشروط والأسعار والأوراق المطلوبة
شقق الإسكان الاجتماعي 2024 لمنخفضي الدخل.. أسعار الوحدات وقيمة القسط الشهري
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي مي عبدالحميد تطوير المناطق العشوائية الإسکان الاجتماعی للمواطنین من
إقرأ أيضاً:
حـاجـة الفلسفة إلى العـلـوم الاجتـماعيّـة
منذ الثّـورة المعرفيّـة الهائلة التي أحدثها التّحليل النّفسيّ، قبل نيّـفٍ وقرن، بتسليطه الضّوء على فعل العوامل غيرِ المُوعى بها في الحياة السّيكولوجيّة وغيرِ المراقَبة من أنـا متـشبّعةٍ بالقيم وبالعقـل؛ ومنذ الانقلاب الكبير في نظرتنا إلى ظواهر الاجتماع الإنسانيّ وإلى بِـناهُ وعلاقاته بأثـرٍ من الدّرس الأنثروپـولوجيّ المعاصر...، بات على المعرفة الإنسانيّة أن تستـدخل، في جملة ما استدخلـتْهُ من أبعادٍ جديدة، مسائلَ اللاّمعقول، واللاّمشعور به، والخيال، والمقـدّس، والإيمان... في نطاق ما ينبغي أن يُـبْـحَث فيه ويُـدْرَس بالمناهـج الحديثة (التي تدفّـقت سيولُها في امتداد ثورة علوم الاجتماع والإنسان المعاصرة)؛ من حيث أنّ هذه جميعَها أبعاد مسؤولة عن توليد ديناميّاتٍ موجِّهة للأفعال الإنسانيّة: الفرديّة والجماعيّة.
وهذا معناهُ أنّ إحسانَ فهـمِ الكينونةِ الإنسانيّة والمجتمعيّة فهما مطابِـقا أو، على الأقلّ، مقترِبـا من وضعها الفعليّ بات وقْـفا على أخذ تلك الأبعاد في الحسبان، وعلى توسّلها في تحليل ظواهر الإنسان والمجتمع، وعلى عدم الاقتصار - بالتّالي- على العوامل المُوعَى أو المشعور بها.
ما من شكٍّ في أنّ هذه الثّورة المعرفـيّة، التي أوقـدْتها العلومُ الإنسانيّة والاجتماعيّة، سدّدت ضربة كبيرة لنزْعاتٍ فكريّة عدّة ازدهرت في القرن التّاسع عشر من قبيل الوضعانيّـة والعِـلْمـويّة، في امتداد الانتصارات التي سجّلها العلم في القرنين الـ 17 والـ 18. ولكنّ الذي لا مِـرْية فيه أنّ الفلسفة تلـقّت، بدورها، قسطها من تلك الضّربة التي آذتْها طويلا، بمقدار ما كان قد أصابها أذى أوّلٌ من انفصال علوم الاجتماع والإنسان عنها، واستقلالها بموضوعاتٍ لها كانت في جملة أحكار الفلسفة طوال تاريخها الإمبراطوريّ الممتـدّ من العهد الإغريقيّ حتّى مطالع القرن التّاسع عشر. نعم، بدتِ الفلسفةُ وكأنّها لا تأبـه، كثيـرا، بهذا المتغيّـر المعرفيّ الجديد ولا تعترف له بمشروعيّـة استيلائه على مسائـلَ كانت من أحيازها الفكـريّة.
هكذا استمـرّت في انشغالها بما زُوحِمت فيه من موضوعات من قِـبَـل العلوم الجديدة، ولئلاّ تنحشـر في الزّاوية الأضيق فيستـقـرّ كيانُها على هيئةٍ واحـدةٍ وحيدة (الميتافيزيـقا)، حافظت على فروعها التّـقليديّة محاولة إنتاج معارف في نطاقها. من ذلك: فلسفة الدّين، فلسفة السّياسة، فلسفة الأخلاق، فلسفة التّربيّـة، فلسفة اجتماعيّـة، فلسفة اللّغة، فلسفة العلوم...إلخ، لتجد نفسها تعمل في الميادين عـينِها التي قـامت عليها علـوم جديدة.
والحقّ أنّ الأمرَ ما كان مكابَرَة من الفلسفة أمام فُـتُـوّة المعارف الجديدة، بل أتى يمثّـل فِعْـلا من أفعال الإقدام المعرفيّ الذي لم تـتنـكّب عنه الفلسفةُ يوما، حتّى وهي تُـعَـاين - وعلى مدار قرون عـدّة - كيف يتـقـدّم العلـمُ ظافرا فـيَحْرِمها من حقّ القول في ميادينَ انـتهت إليه ملكـيّـتُها الحصْريّة (= العلوم التّجريبيّـة والرّياضيّة). على أنّ إسقاط فرضيّة المكابَرة من الحسبان لا يُسْقِـط أنّ الفلسفة ما استطاعت، دائما، أن تُجارِيَ علوم المجتمع والإنسان في مناهجها واشتغالها المعرفيّ في مسائل بعينها بانَ فيها تـفـوّقُـها السّاحق على الفلسفة. والغالبُ على ذلك البوْن الذي يفصل بينهما (= الفلسفة من جانبٍ والعلوم من جانب ثانٍ) أنّه ناشئ عن غزارة موضوعات التّـفكير في تلك العلوم قياسا بما هي عليه من شحّـةٍ في الفلسفة! وهي شحّـة قـد تكون غيرَ مفهـومة، تـماما، في نـظامٍ من المعـرفة (= الفلسفة) وَلَج إلى عالم الفكر من باب السّـؤال، منذ ابتداء أمره، واستمرّ فِعْـلُ السّؤال وتوليد الأسئلة والإشكالـيّات يَسِـمُه ويَمِيـزُهُ عن أيّ نظامٍ آخـر من المعرفة.
لقد نشأت، اليوم، حاجةٌ ماسّة إلى أن تنفتح الفلسفة على العلوم الاجتماعيّـة والإنسانيّـة: على علم الاجتماع السّياسيّ، والأنثـروپـولوجيا السّياسيّـة، وعلم السّياسة، وعلم الاقتصاد، وعلم التّاريخ، وعلى التّحليل النّـفسيّ... إلخ؛ وإلى أن تـنتهل منها مناهجَها وطرائـقَها في الدّرس، ومفاهيمَها التي تفتح بها أفـقا جديدا للمعرفة.
إنّها حاجة حيويّـة لها، اليوم، لا لِتحسين موقعها الفكريّ التّـنافسيّ في مواجهة تحـدّي تلك العلوم، بل من أجل توسعة تدخُّلها المعرفيّ في حقول السّياسة والدّين والاجتماع والتّربيّـة وسواها من المسائل التي تتناهـبُها علومُ المجتمع والإنسان. وكم هو نـافلٌ أن يقال، في المعرض هذا، إنّ الفلسفة لا تأتي جديدا ولا تُحْـدِث في سيرتها بدعـة بهذا الانفتاح إذا هي أقدمت عليه؛ فلقد ظلّت تفعله منذ ألفيْ عام، فكانت تعيد وضع فرضيّاتها المؤسِّسة على قاعدة نتائج علومٍ مثل الهندسة والفلك... ثمّ الميكانيكا والفيزياء، فتجـدِّد بها نفسَها.
وهذه حقيقة يعرفها كلّ دارسي تاريخ الفلسفة عندما يتوقّـفون عند حقبةٍ منها فـيَلحظون ما كان من أثـرٍ لعِلْمٍ سابق في تكوين پـراديغماتها.
إذا كانتِ المعرفةُ بمجال السّياسة، في المجتمعات الحديثة التي يقوم فيها نظامُ الدّولة الوطنيّة، تمرُّ- حُكـما - بعلوم الاجتماع، منذ أن فرضت أعمالُ ماكس ڤيبر اللاّفتةُ ذلك على الجميع منذ قـرنٍ من اليوم؛ وإذا كان بعضُ تلك العلوم يتوسّل فرضيّاتٍ للدّرس غيرَ مألوفة في الفكر الغربيّ عن استمرار أثر الموروث في بنية الحداثة، في مجتمعات متشبّعة بالعقلانيّة وفي دولٍ تقوم فيها السّياسة على قواعد العقلانيّة، فكيف - إذن - لا تكون للفلسفة العربيّة حاجةٌ بهذه العلوم من أجل إنتاج معرفةٍ أرصن بمجالٍ للسّياسة يَعْسُر على الدّارس، كثيرا، أن يقول إنّه محكوم بقـواعد العقـل والحداثة؟