مازن حمادة.. ناشط طاردته سجون النظام في منفاه وعثر على جثته في دمشق
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
عُثر على جثة الناشط السوري المعارض مازن حمادة في مستشفى حرستا بريف دمشق وسط عشرات الجثث التي يُعتقد أنها نُقلت من سجن صيدنايا سيئ السمعة، وذلك بعد سقوط النظام وتحرير المعتقلين في السجون التي وصف كثير منها بأنه عبارة "مسالخ بشرية".
ظهرت على الجثة علامات تعذيب تشير إلى التعذيب والتنكيل الذي تعرض لهما حمادة وغيره من المعتقلين في سجون النظام السوري المخلوع، ما أثار موجة واسعة من الغضب والحزن عبر منصات التواصل الاجتماعي.
اعتُـقل وعُــذّب وفضح سجون النظام.. قصة الناشط #مازن_حمادة الذي ضجّت وسائل التواصل بصوره pic.twitter.com/uFNJbRPiRk — عربي21 (@Arabi21News) December 10, 2024
اشتهر مازن حمادة، الذي كان يُفترض أن يبلغ 47 عاما، بمعارضته لنظام بشار الأسد منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011. كان حمادة قد اعتُقل مرات عديدة وتعرض للتعذيب الوحشي قبل أن يغادر سوريا لاجئًا إلى أوروبا، حيث عاش في هولندا ونشط هناك لكشف جرائم النظام السوري.
رحلة حمادة من المعتقلات إلى المنفى
بعد اعتقاله الأول في دير الزور عام 2011، نُقل حمادة إلى معتقلات المخابرات السورية في دمشق، حيث تعرض لأشكال متعددة من التعذيب الجسدي والنفسي. بعد إطلاق سراحه، قرر الهرب عبر تركيا وأوروبا ليصل إلى هولندا عام 2014، حيث حصل على حق اللجوء.
أصبح حمادة في بلاد اللجوء أحد أبرز الأصوات التي كشفت عن فظائع المعتقلات السورية، خاصة خلال لقاءاته مع وسائل إعلام غربية ومنظمات حقوقية، حيث تحدث عن تجاربه المريرة، واصفا جلسات التعذيب والصدمات الكهربائية والاغتصاب، وشتى أنواع التنكيل التي تركت آثارا دائمة على حالته النفسية والجسدية.
في شباط /فبراير عام 2020، اختفى حمادة ثم ظهر لاحقا في دمشق وسط ظروف غامضة. وفقًا لتقرير نشرته "واشنطن بوست" عام 2021، أبلغ حمادة أصدقاءه أنه يشعر بخيبة أمل من عدم اكتراث العالم بجرائم النظام السوري، وكان مصمما على العودة رغم التحذيرات التي تلقاها من عائلته وأصدقائه.
وهذا كان أخر ظهور ل مازن حماده
قبل مغادرته من هولندا عائدا الى سوريا pic.twitter.com/eFKxeYtK5g — Wolverine (@Wolveri07681751) December 10, 2024
وأكدت مكالمات هاتفية مسجلة أنه كان يرى في عودته إلى سوريا مخاطرة شخصية تهدف لإنهاء الحرب وإطلاق سراح المعتقلين في ظل التغاضي الغربي عن جرائم النظام.
أثارت عودة حمادة إلى سوريا تساؤلات واسعة. عائلته وأصدقاؤه يشككون في إمكانية استدراجه من قبل النظام السوري عبر ضمانات زائفة، خاصة وأنه زار السفارة السورية في برلين ثلاث مرات قبل عودته، فيما يعتقد آخرون أن عودته تعكس تأثير الصدمة النفسية التي لم يستطع تجاوزها خلال سنواته في المنفى، وفقا لـ"واشنطن بوست".
أيقونة معاناة المعتقلين
منذ خروجه من سوريا، حكى حمادة قصته في محافل عديدة، من الكونغرس الأمريكي إلى جامعات أوروبية. صوته الذي كان يدمع باستمرار أصبح رمزا لمعاناة آلاف المعتقلين الذين قبعوا لعقود في أقبية النظام.
ومع ذلك، لم يستطع حماة التخلص من شعور "عقدة الناجين"، وهو شعور يصيب من نجا من مأساة بينما بقي الآخرون يموتون.
تلخص رحلة حمادة مأساة الشعب السوري منذ بداية الثورة، من الاحتجاجات السلمية إلى القمع العنيف، ومن اللجوء إلى أوروبا إلى استحالة الانفصال عن ألم الوطن.
تعيد وفاة حمادة، وما تعرض له من تعذيب حتى النهاية، تسليط الضوء على الجرائم في سوريا التي تحولت إلى مسرح لأبشع الانتهاكات الإنسانية في القرن الحادي والعشرين في عهد بشار الأسد، حسب التقرير.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية مازن حمادة النظام سوريا سوريا النظام مازن حمادة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری
إقرأ أيضاً:
الروائي غيث حمور يوقع 6 كتب “كانت ممنوعة” في زمن النظام البائد
دمشق-سانا
وقّع الروائي غيث حمور في مقهى الروضة في دمشق (6) من كتبه التي كانت ممنوعة في زمن النظام البائد، تشمل روايات ويوميات تتناول في مضامينها توثيقاً لحالة الإنسان السوري من ظلم وقهر وأدلجة كان يمارسها نظام الأسد المخلوع.
“أبيض قانٍ وغراب وصنمان وإمبراطورية فسادستان و فولار وعصا غليظة ويوميات حمار وقط والرئيس شريكاً”.. عناوين ألفها حمور بعيداً عن سوريا خلال غيابه الذي استمر لإحدى عشرة سنة، في محاولة أن يكون بجانب وطنه من خلال الكلمة.
ووصف حمور مشاعره بالنصر والفرح بعد غيابه الطويل عن سوريا بقوله: “توقيعي اليوم لكتبي في دمشق، وفي هذا المقهى الذي طالما احتضن المثقفين المعارضين للنظام البائد، يشعرني بالفخر ومشاعر النصر، فكانت كتبي موجودة في الكثير من الأماكن، عدا المكان الذي يجب أن تكون فيه ابتداءً من هنا وهو سوريا”.
وعن أعماله المستقبلية، أوضح حمور أنه يعمل حالياً على إنجاز رواية “انتفاضة القوارض” والتي هي قيد الطباعة، مشيراً إلى أنها عمله الروائي الأول، التي يتسع نطاقها ليتناول قضايا عالمية، وتناقش حالة عدم الاكتراث المتفشية بين البشر حول الحروب وعن تقديم المصالح والقتل المستمر من آلاف السنين، والكثير من القضايا التي يتم نقاشها بين مجموعة من القوارض، التي ترى أن الانتصار على البشر سهل جداً، لأنهم يملكون كل مقومات الهزيمة وفق وصفه.
يذكر أن غيث حمور طالب دكتوراه في جامعة ابن خلدون في اسطنبول، حاصل على الإجازة الجامعية في الإعلام من جامعة دمشق عام 2010.