عُثر على جثة الناشط السوري المعارض مازن حمادة في مستشفى حرستا بريف دمشق وسط عشرات الجثث التي يُعتقد أنها نُقلت من سجن صيدنايا سيئ السمعة، وذلك بعد سقوط النظام وتحرير المعتقلين في السجون التي وصف كثير منها بأنه عبارة "مسالخ بشرية".

ظهرت على الجثة علامات تعذيب تشير إلى التعذيب والتنكيل الذي تعرض لهما حمادة وغيره من المعتقلين في سجون النظام السوري المخلوع، ما أثار موجة واسعة من الغضب والحزن عبر منصات التواصل الاجتماعي.



اعتُـقل وعُــذّب وفضح سجون النظام.. قصة الناشط #مازن_حمادة الذي ضجّت وسائل التواصل بصوره pic.twitter.com/uFNJbRPiRk — عربي21 (@Arabi21News) December 10, 2024
اشتهر مازن حمادة، الذي كان يُفترض أن يبلغ 47 عاما، بمعارضته لنظام بشار الأسد منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011. كان حمادة قد اعتُقل مرات عديدة وتعرض للتعذيب الوحشي قبل أن يغادر سوريا لاجئًا إلى أوروبا، حيث عاش في هولندا ونشط هناك لكشف جرائم النظام السوري.

رحلة حمادة من المعتقلات إلى المنفى
بعد اعتقاله الأول في دير الزور عام 2011، نُقل حمادة إلى معتقلات المخابرات السورية في دمشق، حيث تعرض لأشكال متعددة من التعذيب الجسدي والنفسي. بعد إطلاق سراحه، قرر الهرب عبر تركيا وأوروبا ليصل إلى هولندا عام 2014، حيث حصل على حق اللجوء.


أصبح حمادة في بلاد اللجوء أحد أبرز الأصوات التي كشفت عن فظائع المعتقلات السورية، خاصة خلال لقاءاته مع وسائل إعلام غربية ومنظمات حقوقية، حيث تحدث عن تجاربه المريرة، واصفا جلسات التعذيب والصدمات الكهربائية والاغتصاب، وشتى أنواع التنكيل التي تركت آثارا دائمة على حالته النفسية والجسدية.

في شباط /فبراير عام 2020، اختفى حمادة ثم ظهر لاحقا في دمشق وسط ظروف غامضة. وفقًا لتقرير نشرته "واشنطن بوست" عام 2021، أبلغ حمادة أصدقاءه أنه يشعر بخيبة أمل من عدم اكتراث العالم بجرائم النظام السوري، وكان مصمما على العودة رغم التحذيرات التي تلقاها من عائلته وأصدقائه.

وهذا كان أخر ظهور ل مازن حماده
قبل مغادرته من هولندا عائدا الى سوريا pic.twitter.com/eFKxeYtK5g — Wolverine (@Wolveri07681751) December 10, 2024
وأكدت مكالمات هاتفية مسجلة أنه كان يرى في عودته إلى سوريا مخاطرة شخصية تهدف لإنهاء الحرب وإطلاق سراح المعتقلين في ظل التغاضي الغربي عن جرائم النظام.

أثارت عودة حمادة إلى سوريا تساؤلات واسعة. عائلته وأصدقاؤه يشككون في إمكانية استدراجه من قبل النظام السوري عبر ضمانات زائفة، خاصة وأنه زار السفارة السورية في برلين ثلاث مرات قبل عودته، فيما يعتقد آخرون أن عودته تعكس تأثير الصدمة النفسية التي لم يستطع تجاوزها خلال سنواته في المنفى، وفقا لـ"واشنطن بوست".

أيقونة معاناة المعتقلين
منذ خروجه من سوريا، حكى حمادة قصته في محافل عديدة، من الكونغرس الأمريكي إلى جامعات أوروبية. صوته الذي كان يدمع باستمرار أصبح رمزا لمعاناة آلاف المعتقلين الذين قبعوا لعقود في أقبية النظام.


ومع ذلك، لم يستطع حماة التخلص من شعور "عقدة الناجين"، وهو شعور يصيب من نجا من مأساة بينما بقي الآخرون يموتون.

تلخص رحلة حمادة مأساة الشعب السوري منذ بداية الثورة، من الاحتجاجات السلمية إلى القمع العنيف، ومن اللجوء إلى أوروبا إلى استحالة الانفصال عن ألم الوطن.

تعيد وفاة حمادة، وما تعرض له من تعذيب حتى النهاية،  تسليط الضوء على الجرائم في سوريا التي تحولت إلى مسرح لأبشع الانتهاكات الإنسانية في القرن الحادي والعشرين في عهد بشار الأسد، حسب التقرير.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية مازن حمادة النظام سوريا سوريا النظام مازن حمادة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری

إقرأ أيضاً:

"المسلخ البشري".. أبرز المعلومات عن سجن صيدنايا الأحمر في سوريا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

سجن صيدنايا.. طالب عدد من النشطاء والمراقبين، بضرورة تبادل المعلومات عن السجون السرية في سوريا، خاصة بعدما جرى تداول الكثير من الصور والفيديوهات عن خروج معتقلين من سجن "صيدنايا"، أحد أكبر السجون العسكرية في سوريا.

يعرف هذا السجن باسم السجن الأحمر؛ حيث انطلقت فرق إنقاذ للبحث عن مفقودين ومختطفين ومعتقلين في سجون نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي أُعلن سقوط نظامه في عموم البلاد، وسط تحذيرات كثيرة ومخاوف من انزلاق البلاد إلى مزيد من الفوضى والاقتتال بين الفصائل المسلحة التي سيطرت على الحكم.

أبرز المعلومات عن سجن صيدنايا

 في السطور التالية أبرز المعلومات عن سجن صيدنايا السوري، الذي دارت حوله الكثير من القصص المروعة عن سجن وتعذيب خصوم النظام السوري السابق.

أطلق عليه لقب "السجن الأحمر" أو "المسلخ البشري" نظرا لما كان يجري فيه من تعذيب لخصوم النظام، وأيضا تنفيذ عمليات إعدام قيل أنها يومية وروتينية.

المرصد السوري يوثق العثور على 15 جثة

وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان عثور فرق الإنقاذ على نحو 15 جثة لمواطنين لقوا مصرعهم تحت وطأة التعذيب.

عدد الذين لقوا مصرعهم في سجون النظام منذ مطلع العام الجاري وصل نحو 70 مواطنا، وبلغ عدد الذين لقوا مصرعهم في سجون النظام  5100 بحسب بيانات المرصد السوري.

اقرأ أيضًا: "قسد" تعلن بدء محاكمة عناصر "داعش" في كوباني

وصل عدد الذين خرجوا من سجون النظام، ومن بينها السجن الأصعب صيدنايا نحو 20 ألف مواطنا سوريا، نعموا بالخروج والحرية.

تداول فيديوهات عن سجن صيدنايا

تداول البعض فيديوهات لأفراد يطالبون بمشاركة المنظمات المتخصصة للوصول إلى الغرف السرية في سجن صيدنايا لتحرير آلاف المعتقلين، بينما يشكك الكثير في مثل هذه المعلومات ويعدونها من المبالغات.

الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" أعلن انتهاء البحث عن مساجين محتملين في غرف سرية في سجن صيدنايا، بعد مشاركة 5 فرق إنقاذ.

الخوذ البيضاء أعلنت عدم العثور على أي زنازين أو سراديب سرّية لم تفتح بعد.

تصريحات معتقلين سوريين بعد رحيل الأسد

وتداول البعض تصريحات لمعتقلين سابقين تؤكد أن غرف سجن صيدنايا تغني عن وجود أقبية وغرف سرية لأنها تتمتع بنفس التأثير المخيف.

تداولت بعض صفحات الفيس بوك صورا وفيديوهات، على نطاق واسع، لمساجين في أقبية تحت الأرض في سجن صيدنايا، وتبين بعد ذلك أنها مزيفة ومصنوعة من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • أحمد الشرع: لن نعفوا عمن تورط فى تعذيب المعتقلين فى سوريا
  • "مازن حمادة".. من الناشط إلى رمز المعاناة السورية ومصيره المجهول؟
  • "المسلخ البشري".. أبرز المعلومات عن سجن صيدنايا الأحمر في سوريا
  • سجون وأقبية تعذيب أنشأها الأسد ومغردون يدعون لإيداع الملف في لاهاي
  • مات مرتين في سجون الأسد.. العثور على جثة الناشط مازن حمادة
  • بعد العثور على جثته .. وسم مازن حمادة يعتلي منصات التواصل الاجتماعي
  • سجون الأسد تسقط... فهل يفتح تغيير النظام صفحة جديدة؟
  • شاهد| استمرار البحث عن المعتقلين في سجون سوريا
  • مشاهد صادمة لخروج المعتقلين من سجون الأسد