الأكراد: تشكيل حكومة سورية دون مشاركتنا "غير مقبول"
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
أكد الأكراد السوريون، الذين يسيطرون على شمال شرقي سوريا، أن تكوين حكومة جديدة تضم فقط أعضاء (هيئة تحرير الشام) دون مشاركتهم "أمر غير مقبول" بالنسبة لهم، كما طالبوا بـ"الوقف التام" للحرب في شمال سوريا.
وفي مقابلة هاتفية طالبت مسؤولة العلاقات الخارجية بالمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا إلهام أحمد، بأن يشكل الأكراد جزءاً من المرحلة الانتقالية في البلاد، والتي يجب أن تتجه (في رأيها) نحو دولة اتحادية تحترم جميع الطوائف العرقية والدينية، مؤكدة أن "أبواب الحوار مع هيئة تحرير الشام لا تزال مفتوحة".
"قسد" توقف القتال في منبج.. والفصائل المسلحة تسيطر على دير الزورhttps://t.co/ZFNMbgmfg1
— 24.ae (@20fourMedia) December 11, 2024وكلّفت فصائل مسلحة التابعة لهيئة تحرير الشام، التي أسقطت بشار الأسد، يوم الإثنين الماضي محمد البشير بتشكيل حكومة لهذه المرحلة الانتقالية التي ستستمر حتى مارس(آذار) 2025.
وأوضحت القيادية الكردية أن هيئة تحرير الشام لم تبلغهم بأي شيء حول هذا التعيين، وأكدت "سمعنا في الأخبار أن هيئة تحرير الشام شكلت حكومة. ولكننا سمعنا أنها حكومة تتكون فقط من أعضائها وليس لدينا أي معرفة أو مشاركة فيها، وبالتالي فإن هذه الحكومة لن تكون مقبولة بالنسبة لنا".
وبررت إلهام أحمد هذا بأن الأمر تم دون حوار مع بقية الطوائف العرقية والدينية في المجتمع السوري، مثل العرب والأكراد والآشوريين والدروز والمسيحيين وغيرهم.
وفيما يتعلق بسوريا مستقبلاً، دافعت القيادية الكردية عن النظام اللامركزي الذي يحفظ حقوق جميع الأعراق والتنوع الثقافي والديني.
وأشارت إلى أن هذا "يتطلب نقاشات مستمرة بشأن الدستور وتكوين سوريا جديدة، ولكن هذا لم يحدث حتى هذه اللحظة".
وطالبت القيادية الكردية أيضاً بوقف الحرب في الشمال التي أعلنها المتمردون في الجيش الوطني السوري ضدهم، وشددت على أنها طالبت المجتمع الدولي بالضغط على هذة الجماعة لوقف القتال في منطقة منبج الحدودية مع تركيا، وذلك من أجل "تجنب المزيد من سفك الدماء السوري".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية فصائل مسلحة الحرب في سوريا الأكراد قسد هیئة تحریر الشام
إقرأ أيضاً:
محاولات تشكيل حكومة موازية في السودان تهدد وحدة البلاد
يمر السودان بمرحلة بالغة التعقيد في تاريخه الحديث، حيث تشهد البلاد حربًا مستمرة تهدد استقراره ووحدته. في خضم هذه الأوضاع المضطربة، برزت محاولات لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، وهي خطوة تُعتبر خطيرة ليس فقط لأنها تكرس الانقسام السياسي والجغرافي، بل لأنها أيضًا تفتح الباب أمام مزيد من الفوضى والصراعات الداخلية. هذه المحاولات ليست مجرد تحرك سياسي عابر، بل هي انعكاس لمخططات أعمق تسعى إلى تقويض الدولة السودانية وإضعافها، مما يجعل مستقبل البلاد أكثر غموضًا.
يعود الصراع في السودان إلى عقود طويلة من التهميش السياسي والاقتصادي، خاصة في مناطق الأطراف التي عانت من إهمال الحكومات المركزية المتعاقبة. أدى هذا التهميش إلى نشوء حركات مسلحة ومطالب بالحكم الذاتي أو الانفصال، كما حدث في جنوب السودان الذي انفصل عام 2011 بعد عقود من الحرب الأهلية. ومع ذلك، لم تحل مشكلة التهميش في المناطق الأخرى، مما أدى إلى استمرار التوترات واندلاع صراعات جديدة.
قوات الدعم السريع، التي نشأت كقوة شبه عسكرية لدعم النظام السابق بقيادة عمر البشير، تحولت إلى لاعب رئيسي في المشهد السياسي والعسكري السوداني. بعد الإطاحة بالبشير في عام 2019، أصبحت هذه القوات جزءًا من المشهد السياسي المضطرب، حيث تتنازع مع القوات المسلحة السودانية على النفوذ والسيطرة. ومع تصاعد العنف، سيطرت قوات الدعم السريع على مناطق واسعة، خاصة في دارفور ومناطق أخرى، مما منحها نفوذًا سياسيًا وعسكريًا كبيرًا.
تشير التقارير والأخبار إلى أن قوات الدعم السريع تسعى إلى تشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها، وذلك في محاولة لتعزيز نفوذها السياسي وإضفاء شرعية على سيطرتها العسكرية. هذه الخطوة تأتي في إطار صراعها مع الحكومة المركزية في الخرطوم، والتي تتهمها قوات الدعم السريع بالتهميش وعدم تمثيل مصالح جميع السودانيين.
تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع يُعتبر خطوة خطيرة تهدد وحدة السودان. فهي لا تؤدي فقط إلى تقسيم البلاد سياسيًا وجغرافيًا، بل أيضًا تكرس الانقسامات العرقية والقبلية التي تعاني منها البلاد منذ عقود. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام مزيد من الفوضى والصراعات الداخلية، حيث يمكن أن تدفع مجموعات أخرى إلى المطالبة بحكومات موازية في مناطق نفوذها.
تشكيل حكومة موازية يُعتبر تهديدًا مباشرًا لوحدة السودان، حيث يعزز الانقسامات القائمة ويفتح الباب أمام احتمالية انفصال مناطق أخرى عن الدولة المركزية. هذا الانقسام قد يؤدي إلى تفكك الدولة السودانية بشكل كامل، مما يجعلها عرضة للتدخلات الخارجية والمزيد من الصراعات الداخلية. الانقسام السياسي والجغرافي سيؤدي حتمًا إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها السودان. فمع تقسيم الموارد والسلطة، ستصبح عملية إعادة الإعمار والتنمية أكثر صعوبة، مما يزيد من معاناة المواطنين الذين يعيشون في ظل ظروف اقتصادية صعبة بالفعل. بالإضافة إلى ذلك، فإن الانقسام سيؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية، خاصة في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة.
في ظل الأوضاع المضطربة في السودان، تبرز مخاطر التدخلات الخارجية التي تسعى إلى استغلال الوضع لتحقيق مصالحها. بعض القوى الإقليمية والدولية قد تدعم تشكيل حكومة موازية كجزء من استراتيجيتها لتقويض الدولة السودانية وإضعافها، مما يفتح الباب أمام مزيد من الفوضى والصراعات. لذا فإن تفكك السودان أو استمرار الصراعات الداخلية سيؤثر بشكل كبير على الاستقرار الإقليمي، خاصة في منطقة القرن الأفريقي التي تعاني بالفعل من العديد من الأزمات. فقد يؤدي ذلك إلى تدفق اللاجئين وانتشار الأسلحة عبر الحدود، مما يزيد من حدة الصراعات في الدول المجاورة.
د. سامر عوض حسين
samir.alawad@gmail.com