أنقرة (زمان التركية) –  يبدو أن التواجد العسكري الروسي مستمر داخل الأراضي السورية، رغم سقوط نظام الرئيس بشار الأسد الذي دعمته موسكو لسنوات، وعلى النقيض أعلن الحرس الثوري الإيراني انتهاء الوجود العسكري الإيراني في سوريا.

وفي هذا الإطار، نشرت صحيفة الجارديان البريطانية مقالا تحليلا تناولت خلاله القواعد العسكرية الروسية داخل سوريا.

وأفادت الصحيفة البريطانية أن روسيا بدأت مباحثات دبلوماسية مع المعارضة السورية التي سبق وأن وصفتها بالعناصر الإرهابية.

وتتمركز القوات والمقاتلات الروسية، التي انطلقت في عام 2015 لدعم الأسد، في قاعدتي طرطوس وحميميم في غرب سوريا.

وفي أول بيان عقب سقوط نظام الأسد، أعلنت الخارجية الروسية أنه على الرغم من إعلان حالة التأهب واليقظة في هذه القواعد لم يتم رصد أي تهديدات فعلية.

ولاحقا، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الروسية، نقلاً عن مصدر في الكرملين، أنه تم التوصل إلى اتفاق مع قادة المعارضة في سوريا بشأن حماية القواعد العسكرية والبعثات الدبلوماسية.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في بيان إنه “تم اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان التواصل مع القادرين على ضمان أمن القواعد العسكرية”.

وفي الوقت الذي تم فيه إخلاء السفارة الإيرانية في دمشق، وهي حليف وثيق آخر للأسد، لم يتم المساس بالبعثة الدبلوماسية الروسية.

ذكرت وكالة تاس للأنباء أن المعارضة السورية ليس لديها خطط لدخول القواعد العسكرية الروسية.

وشددت الجارديان على الأهمية الكبيرة التي تشكلها القاعدتان بالنسبة لموسكو، حيث توفر قاعدة طرطوس إمكانية الوصول إلى المياه الساخنة، في حين تُستخدم حميميم في نقل المرتزقة إلى أفريقيا.

من جانبها أفادت دارا ماسيكوت، من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ومقرها الولايات المتحدة، أن روسيا يمكن أن تقدم المال والمقايضة والمرتزقة والنفط والغاز، غير أنه ليس من الواضح مدى ترحيب المعارضة السورية بهم.

وأشارت ماسيكوت إلى عدم مغادرة القوات الروسية للقواعد، مفيدة أنه في حال انسحابها فسيتم إظهار هذا الأمر بشكل واضح.

وذكر المراسل الصحفي الروسي، بيوتر سوير، أن الكرملين ووسائل الإعلام الحكومية خففت من حدة خطابها تجاه المعارضين الذين وصفتهم لسنوات بأنهم “إرهابيون”.

وبدأت وكالتا ريا نوفوستي وتاس، وكالتا الأنباء الرائدتان في روسيا، باستخدام مصطلح “المعارضة المسلحة” للإشارة إلى هيئة تحرير الشام.

وأشارت الجارديان إلى رفع السفارة السورية في موسكو العلم السوري الجديد ذي الثلاث نجوم ومهاجمة السفير، بشار الجعفري، الأسد قائلا: “الهروب البائس والمهين لرئيس هذا النظام يؤكد صحة التغيير”.

وفي السياق نفسه، أجرت قناة RT، التابعة للدولة الروسية، مقابلة مع أنس العبدة، الرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية. وشدد العبدة في المقابلة على إقامة علاقات جيدة مع روسيا على أساس المصلحة المتبادلة للشعبين والدولتين الروسية والسورية مفيدا أن روسيا جهة فاعلة مهمة للغاية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

 

Tags: التطورات في سورياالقواعد الروسية في سورياالكرملينالمعارضة السوريةحميميمسقوط نظام الأسدطرطوسقاعدة حميميم العسكريةقاعدة طرطوس

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: التطورات في سوريا القواعد الروسية في سوريا الكرملين المعارضة السورية حميميم سقوط نظام الأسد طرطوس قاعدة طرطوس القواعد العسکریة المعارضة السوریة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

"عربية النواب": نشاط الدبلوماسية الرئاسية تنجح في خلق رأي عام عالمي رافض للتهجير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن النشاط الدبلوماسي المكثف الذي يقوده الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة الأخيرة يعكس إدراكا سياسيا عميقا لدقة المرحلة التي تمر بها المنطقة، لا سيما في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومحاولات فرض واقع جديد على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.

رأي عام عالمي رافض للتهجير

وأشار إلى أن استقبال  الرئيس لكل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، في غضون أيام قليلة، يوضح مدى التحرك النشط للدبلوماسية المصرية على الساحتين الإقليمية والدولية، لتكوين رأي عام عالمي رافض للتهجير القسري، ومساند لوقف إطلاق النار، ولبدء عملية إعادة إعمار القطاع، في إطار رؤية متكاملة لحل الدولتين، وفقًا للمرجعيات الدولية وحدود الرابع من يونيو 1967.

وأضاف "محسب"،  في تصريحات له، أن لقاءات الرئيس مع قادة الشرق والغرب تُعبر عن توازن العلاقات المصرية، وتنوع الشراكات الاستراتيجية التي تعتمد عليها الدولة المصرية في إدارة علاقاتها الدولية، بما يعزز مكانتها الإقليمية والدولية، ويمنحها هامشا واسعا من التأثير في الملفات الحيوية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، موضحا  أن توقيع إعلان الشراكة الاستراتيجية بين مصر وإندونيسيا يعكس إيمان الدول المؤثرة في العالم الإسلامي بدور مصر المركزي في الدفاع عن قضايا الأمة، ويمنح زخما سياسيا لموقف القاهرة الرافض للعدوان ومخططات التهجير، والداعي إلى تسوية عادلة وشاملة تحقق الأمن والسلام في المنطقة، عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وثمن وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، ما تقوم به مصر من جهود إنسانية متواصلة لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بالتوازي مع التحركات السياسية والاتصالات الدولية، مؤكدا أن دعمه الشديد للجهود المصرية المبذولة من أجل توحيد الرؤى تجاه ضرورة إنهاء الحرب ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، قائلا: " مصر كانت وستظل صوتا عاقلا في المنطقة، وقوة دبلوماسية قادرة على الحفاظ على حقوق الشعوب والدفاع عنها، وبالتأكيد  الحراك الدبلوماسي بقيادة الرئيس السيسي يعزز من هذا الدور، ويضع القضية الفلسطينية في صدارة أجندة المجتمع الدولي من جديد."

ودعا النائب أيمن محسب، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه الجرائم والانتهاكات والاستفزازات الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة وباقي الأراضي المحتلة، مطالبا بدعم الرؤية المصرية كإطار واقعي وعادل لتسوية الصراع، وبذل ضغوط حقيقية لبدء مسار سياسي جديد يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ويضع حدا نهائيا لدوامة العنف والدمار التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مثمنا ما تقوم به مصر من جهود إنسانية متواصلة لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بالتوازي مع التحركات السياسية والاتصالات الدولية.

مقالات مشابهة

  • هل تنجح دعوات الإصلاح المالي؟ ليبيا بين الانقسام السياسي والإنفاق الحكومي
  • هل تنجح النرويج في معالجة السياحة المفرطة عبر فرض ضريبة اختيارية على الزوار؟
  • وهدان: مصر تبذل جهودا دبلوماسية حثيثة لوقف إطلاق النار في غزة
  • الكرملين: العلاقات بين روسيا وأمريكا "تتطور بشكل جيد جدا"
  • الكرملين: العلاقة بين روسيا وأمريكا في تقدم
  • بدء فتح الطرقات المؤدية إلى حيي الأشرفية والشيخ مقصود في حلب، تنفيذاً للاتفاق الموقع بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية.
  • "عربية النواب": نشاط الدبلوماسية الرئاسية تنجح في خلق رأي عام عالمي رافض للتهجير
  • رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا: الحكومة السورية الجديدة تريد الخير لمواطنيها ونحن مستعدون للتعاون معها 
  • الكرملين: مبعوث ترامب في روسيا لإجراء محادثات مع بوتين بشأن أوكرانيا
  • الكرملين يعلن وصول المبعوث الأميركي إلى روسيا