بعد سنوات من اختفاء أثره، تداول ناشطون صورًا لجثمان يُقال إنه يعود للناشط السوري مازن حمادة، الذي أصبح رمزًا للمعاناة في سوريا.

وُجدت جثته في مستشفى حرستا العسكري بريف دمشق، ما أثار تساؤلات حول مصيره بعد سنوات من الاعتقال والاختفاء.

مازن حمادة: قصة معاناة وتضحية

مازن حمادة، الذي ينحدر من محافظة دير الزور شرقي سوريا، كان يعمل في شركة نفط أجنبية قبل أن يُعتقل عام 2011، مع بداية الثورة السورية.

 

كان له دور في السعي لإجراءات دولية ضد نظام الأسد، وقد تعرض لعدة اعتقالات وتعذيب شديد خلال فترة سجنه التي دامت نحو ثلاث سنوات.

تعذيب وحشي وتحديات مستمرة

تعرض حمادة لأبشع أنواع التعذيب في سجون الأسد، مثل الحرق والصعق، مما أدى إلى آثار نفسية وجسدية خطيرة، من بينها عدم قدرته على الإنجاب. 

بعد إطلاق سراحه عام 2014، نقل شهادته للعالم حول الانتهاكات التي تعرض لها في السجون السورية، وحكى قصص التعذيب الذي شهدته العديد من السجون والمعتقلات في سوريا.

الناشط الحقوقي في أوروبا

بعد خروجه من سوريا، انتقل مازن حمادة إلى هولندا حيث تمكن من تقديم شهادته للعديد من المنظمات الحقوقية الدولية. 

في مقابلة مع برنامج وثائقي بعنوان "سوريون مختفون"، أكد حمادة أنه لن يرتاح حتى يُحاسب كل من ارتكبوا الانتهاكات ضد الشعب السوري، وأصر على محاكمة جلاديه، حتى لو كلفه ذلك حياته.

اللقب "الميت المتكلم"

بسبب النجاة من الموت في السجون السورية، أطلق عليه الناشطون لقب "الميت المتكلم"، وذلك بسبب التأثير العميق للتعذيب على حالته النفسية والجسدية. 

أصبح حمادة أحد الوجوه البارزة التي تُجسد معاناة السوريين في السجون والمعتقلات، وشهاداته تُعتبر من أهم الوثائق التي تكشف عن الوحشية التي يمارسها النظام ضد المعارضين.

العودة إلى سوريا ومصيره المجهول

في عام 2020، عاد مازن حمادة إلى سوريا، ولكن سرعان ما اختفى بعد وصوله إلى المطار. 

يظل مصيره مجهولًا حتى الآن، حيث تتضارب الأقاويل حول عودته؛ البعض يعتقد أنه عاد بعد حصوله على تطمينات من نظام الأسد، بينما يشير آخرون إلى أنه كان يعاني من اكتئاب حاد قبل اتخاذ قرار العودة.

حقيقة اختفاء مازن حمادة

يظل اختفاء حمادة لغزًا، في ظل غياب أي تعليق رسمي من الحكومة السورية حول انتهاكات حقوق الإنسان أو مكان وجوده. 

ومع ذلك، يبقى مازن حمادة واحدًا من أشهر الرموز السورية للمعاناة، ولشهادته أهمية كبيرة في توثيق ممارسات النظام السوري ضد المعتقلين.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مازن حمادة ناشط سوري التعذيب في سجون الأسد سوريا سجن صيدنايا حقوق الإنسان المعتقلين السوريين المعارضة السورية الناشط الحقوقي

إقرأ أيضاً:

المعاناة المزدوجة للمرأة السودانية: العنف الجسدي والتحرش عبر الانترنت

يعرف صندوق الامم المتحدة للسكان العنف الرقمي القائم علي النوع الاجتماعي الذي تسهله التكنولوجيا، ويرتكب ويتفاقم من خلال استخدام المعلومات والاتصالات والتكنولوجيات أو المساحات الرقمية ضد شخص على أساس النوع الاجتماعي، وهو يُيسّرُ من خلال تصميم التكنولوجيات الحالية والتكنولوجيات

تقرير: حسن اسحق

يعرف صندوق الامم المتحدة للسكان العنف الرقمي القائم علي النوع الاجتماعي الذي تسهله التكنولوجيا، ويرتكب ويتفاقم من خلال استخدام المعلومات والاتصالات والتكنولوجيات أو المساحات الرقمية ضد شخص على أساس النوع الاجتماعي، وهو يُيسّرُ من خلال تصميم التكنولوجيات الحالية والتكنولوجيات الجديدة والناشئة أيضاً، الأجهزة والبرمجيات على حد سواء، واستخدامها، وهو آخذ في التطور باستمرار.

عواقب صحية متعلقة بالسلامة
وبحسب دراسة صندوق الامم المتحدة، ينطوي هذا النمط من العنف على عواقب كبيرة صحية ومتعلقة بالسلامة وأخرى سياسية واقتصادية على النساء والفتيات وعلى أسرهن ومجتمعاتهن وعلى المجتمع بأسره، وفي حين تمارس النساء والفتيات الرقابة الذاتية للتصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي الذي تيسّره التكنولوجيا، تُكمَّم أفواههن وتتعرض الديمقراطيات للمعاناة.
يجب التركيز علي نقطة كيف تواجه النساء في السودان معركة مزدوجة - العنف الجسدي،مثل العنف القائم على النوع الاجتماعي، والتحرش عبر الإنترنت، أثناء دفاعهن عن العدالة والمساواة.
للتركيز على المبادرات التي تقودها النساء والناشطات اللواتي يستخدمن المنصات الرقمية لمواجهة الكراهية وجهودهن للضغط من أجل تحقيق العدالة للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
بينما يعكف صندوق الأمم المتحدة للسكان على مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي تسهله التكنولوجيا بفاعلية من خلال تزويد الناجين والناجيات بخدمات الاستجابة متى وحيثما احتاجوا إليها، بما في ذلك التدابير الاجتماعية والصحية والقانونية وتدابير العدالة، كما يعمل الصندوق على تعزيز الوعي بالقضية بُغْيَة تمكين الناجين والناجيات ومناصرة زيادة المساءلة والتنظيم بما في ذلك من خلال صفحتنا التفاعلية.

عدم وجود ادوات لحماية الضحايا
في ورقة الثورة الرقمية للمرأة السودانية ورد الفعل العنيف للدكتورة نادية السقاف، تقول، لا يزال العنف الرقمي ضد المرأة غير مفهوم بشكل كامل، ويرجع ذلك جزئيا الي الحساسيات الثقافية، ونقص البيانات، وانخفاض استخدام للانترنت بشكل عام، ولكن مع تزايد استخدام النساء للانترنت تجد أن حالات العنف الرقمي تتزايد بشكل كبير.
تعترف نادية في ذات الوقت، لا توجد ادوات واليات كافية لحماية الضحايا، وتحسين امن النساء الشخصي مثل القوانين التي تحظر العنف الرقمي ضد النساء، مشيرة الي تعرض النساء العاملات في المجال العام مثل السياسات، والصحفيات الي عنف رقمي اكبر بسبب حساباتهن العامة الظاهرة للجميع وفقا لدراسة اجرتها هيئة الامم المتحدة للمرأة لعام 2020.

تعلق الغريق بالقشة
بينما تضيف اميرة عثمان رئيسة مبادرة لا لقهر النساء أن الحديث عن التحرش في وسائل التواصل الاجتماعي هي مثل ’’ تعلق الغريق بالقشة‘‘، هناك فتيات باحثات عن اخذ حقوقهن من المعتدي، لكن هناك معضلة توفير الادلة من جانب الضحية، والا تتحول المسألة الي اشانة السمعة، وتصبح الفتاة من معتدي عليها الي مدانة، والقوانين تطالب من تحرشوا بها، اثبات الواقعة، تري اميرة أن هذه مكشلة في حد ذاتها.

الحرب في السودان تقوم علي اجساد النساء
تقول اميرة أن في كثير من الاحيان هذه القضايا اشبه بالشخص الذي يستجير من الرمضاء بالنار، وتوضح ان هذه الجوانب، مشيرة الي وجود قوانين للتحرش، لكن الاجراءات التي توضع امام الضحية، لا تساعد في انصافها، في مثل هذه الاوضاع النساء والفتيات لا يستطعن حماية انفسهن.
تضيف اميرة أن قضية العنف الجسدي في السودان بسبب حالة الحرب التي تمر بها البلاد، وحقيقة هذه الحرب، انها تقوم علي اجساد النساء السودانيات، والعنف الممنهج من جانب قوات الدعم السريع والجيش السوداني، وبوابة هذه الحرب فتحت نوافذ للاستغلال الجنسي والجسدي علي مصرعيه.

استمرار التهديدات بالقتل
يؤكد مراقبون أن الناشطات والصحفيات في المجال العام يتعرض للمضايقات والتهديدات عبر الانترنت، في عام 2020 تلقت احدي الصحفيات تهديدات بالقتل علي منصات التواصل الاجتماعي، بعد حديثها العلني ضد العنف الجنسي والتحرش في السودان، علي الرغم من ابلاغ السلطات بالتهديدات، الا انها لم تحصل علي دعم يذكر ولم تتم محاسبة الجناة.
بينما تشير الدراسىة الي أن انتشار العنف ضد المرأة في السودان يرجع جزئيا الي الاعراف الاجتماعية الابوية في البلاد، والتي تديم عدم المساواة بين الجنسين والتمييز، واضافىة الي ذلك غياب الاطر القانونية والمؤسسية التي تحمي حقوق المرأة في المجال الرقمي، هو عامل اخر يساهم في ارتفاع انتشار العنف الرقمي ضد المرأة في السودان، والسياق القانوني المحيط بالعنف ضد المرأة في السودان معقد وغير ملائم.

استغلال صحفات النساء
تقول الاستاذة اقبال حسين في الفضاء الاسفيري هنامك صفحات عديدة مجهولة تعمل جاهده علي استغلال النساء من خلال التعرف عليهن اولا، وبعض الروابط التي تدعي توفير الفرص والمنح، ويتم استغلال البعض الاستيلاء علي صفحاتهم، ويسببوا المزيد من المضايقات والعنف النفسي وجنسي.
و يجب عدم غض الطرف عن العنف الاقتصادي، وايضا الهكرز يستغلوا النساء في الاوضاع الصعبة، والاستيلاء علي حساباتهم المالية، ويجب أن يكون هناك تدريب للنساء أن تكون هناك مهارات للحماية الرقمية، الانترنت شبكة كبيرة جدا، بها فوائد واضرار في نفس الوقت، التدريب يتيح لها فرصة تأمين التلفون، والصفحات الشخصية بطريقة احترافية.

تدريب المرأة في مجال الحماية الالكترونية
تؤكد الصحفية حبيبة يوسف أن المرأة السودانية لها دور كبير تلعبه في العديد من المجالات مجالات، خاصة بعد اندلاع حرب 15 ابريل 2023، وتناشد المنظمات أن توفر للنساء التدريبات الكافية في مجال الحماية الالكترونية، وكيفية التعامل مع الظواهر التي تسئ الي المرأة المنخرطة في العام السوداني.
تطالب حبيبة أن تكون هناك مبادرات تساهم في تطوير العمل النسوي في السودان في مثل هذه الظروف الحرجة، حتي ينعكس عملها علي المستوي الاجتماعي والثقافي، قضية التحرش علي المستويات، هي قضية تحتاج الي عمل كبير وجاد، لما لها من تاثير سلبي علي الفاعلات في المجال العام السوداني.

انفتاح المراة علي مواقع التواصل
وكذلك تقول الصحفية مودة حمد أن المرأة السودانية لتحرش بشكل كبير على السوشيال ميديا خاصة في الاونة الاخيرة نتيجة للانفتاح الكبير في الميديا وانتشار الفيديوھات عبر الريلز وفيديوھات التيك توك، فالانفتاح والعرض الجسدي الذي تقوم بھ المرأة بقصد او غير قصد عبر الحرية العالمية المتاحة صعد من لھجة التحرش اللفظي عبر الميديا فأصبحت المرأة محط تجريم امام اي مادة تقوم بنشرھا في الميديا حتى وان كانت بعيدة عن المحتوى الجسدي ..
مشيرة مودة كذلك الي خطاب الكراھية الذي تقوده اطراف الصراع جزء كبير منھا يتم توجيهه للنساء في السودان بشكل ممنھج خاصة تجاه السيدات الناشطات في مجال المجتمع المدني، والمغنيات والصحفيات وكل من لديھن نشاط بارز في دعم احد طرفي الصراع او دعم ايقاف الحرب.
فاللغة الكريھة التي توجه عبر السوشيال ميديا ازمت من الامر، وجعلت الكثير من النساء ينزوين عن قول رأيھن لكي لا يتعرضن لعنف لفظي وتحرش.

في الختام
يتبلور العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي تسهله التكنولوجيا في أشكالٍ عدّة، بما في ذلك الابتزاز الجنسي، الابتزاز من خلال التهديد بنشر المعلومات أو الصور أو مقاطع الفيديو الجنسية، والإساءة القائمة على الصور، مشاركة الصور الحميمة دون تراض، والتشهير، نشر المعلومات الشخصية الخاصة.
والتنمر السيبراني، والتحرش الجنسي عبر شبكة الإنترنت، والمطاردة السيبرانية، والإغواء عبر شبكة الإنترنت لغرض الاعتداء الجنسي، والاختراق، وخطاب الكراهية، وانتحال الشخصية عبر شبكة الإنترنت، واستخدام التكنولوجيا لتحديد موقع الناجين من الاعتداء من أجل ممارسة مزيد من العنف، من بين العديد من الأشياء الأخرى.

 

ishaghassan13@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • كيف استُدرج الناشط السوري مازن حمادة ليُقتل في سجون النظام المخلوع؟
  • سلطة وحكومة الجولاني في سوريا تفرض حذراً إقليمياُ أبرزها الإمارات التي تتبع سياسة التريث
  • "غارديان": المعاناة في غزة لا ينبغي أن تكون حتمية
  • مستشفيات غزة «مصائد للموت».. مقتل 74 طفل خلال أسبوع!
  • المعاناة المزدوجة للمرأة السودانية: العنف الجسدي والتحرش عبر الانترنت
  • حراك أوروبي لرفع سريع للعقوبات التي تعيق تعافي سوريا
  • مندوب سوريا بمجلس الأمن: نطالب بإلزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضى السورية
  • داء بوحمرون يواصل زحفه على السجون
  • مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا: على إسرائيل وقف انتهاكاتها للأراضي السورية
  • شاهد| في المكسيك..ناشط مُلثم "يدمر" تنتانياهو