قالت صحيفة لاكروا إن اللاجئين السوريين بدؤوا بالعودة إلى بلادهم فور سقوط الرئيس المخلوع بشار الأسد يوم الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول، في وقت علقت فيه عدة دول طلبات لجوئهم، بعد أن كان أكثر من 6.2 ملايين منهم يعيشون في المنفى في تركيا وألمانيا ولبنان والأردن والعراق.

وأشارت الصحيفة -في تقرير بقلم إيناس سيموندي- إلى أن الصور التي التقطت مساء الاثنين 9 ديسمبر/كانون الأول كانت مذهلة، حيث ظهرت على الحدود اللبنانية، رغم أن الظلام دامس، آلاف المصابيح الأمامية للسيارات في طريقها إلى سوريا، في إشارة إلى بدء عودة السوريين الذين فروا من الحرب والدكتاتورية تدريجيا إلى بلدهم الأصلي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: مبررات استمرار العقوبات الأميركية على سوريا انتفتlist 2 of 2لوموند: معركة الحفاظ على أدلة جرائم نظام الأسدend of list

ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوجد حاليا 6.2 ملايين لاجئ سوري، أي ما يقرب من ثلث سكان سوريا خارج بلادهم، 3 أرباعهم (76%) في الدول المجاورة، 3 ملايين في تركيا، ونحو 775 ألفا في لبنان، وأكثر من 600 ألف في الأردن، وقريب من 300 ألف في العراق، وأكثر من 150 ألفا في مصر.

وتستضيف هذه الدول الخمس وحدها ما يقرب من 5 ملايين سوري، وذلك على الرغم من الوضع السياسي والاقتصادي غير المستقر في بعضها، مثل لبنان والعراق، حيث القدرة على الاستقبال محدودة، ولكن نقص الوسائل أو أمل العودة قريبا جعل بعض اللاجئين يختارهما.

لاجئون سوريون عالقون يحملون أطفالهم وسط عاصفة ثلجية في مخيم للاجئين شمال أثينا باليونان، 10 يناير 2017 (رويترز)

ويأمل لبنان الذي يعيش أزمة، في عودة سريعة للنازحين السوريين لأنه البلد الذي يستضيف أكبر عدد من السوريين بالنسبة لعدد السكان، حيث واحد من كل عشرة أشخاص في أرض الأَرز لاجئ سوري، كما ينتظر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الشمال أيضا، مغادرة اللاجئين لأن بلده يؤوي أكبر عدد من النازحين السوريين.

إعلان

وتعد ألمانيا الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي تستضيف عددا من اللاجئين مثل دول الشرق الأوسط، بوجود 716 ألف و100 لاجئ سوري على أراضيها، وهو رقم مرتفع بشكل استثنائي بالمقارنة مع جيرانها، حيث يوجد 100 ألف في النمسا و44 ألفا و700 في فرنسا و22 ألفا في بلجيكا.

ويمكن تفسير الاستثناء الألماني بسياسة الحدود المفتوحة التي تبنتها مستشارتها السابقة أنجيلا ميركل عام 2015، مدفوعة بعوامل اقتصادية، مثل حاجة ألمانيا إلى العمال مع شيخوخة السكان.

ويوجد حاليا 44 ألفا و700 سوري في فرنسا، بينهم 880 لديهم طلبات لجوء قيد التنفيذ، وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة، ولكن بحسب المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية، وافقت فرنسا على مدى السنوات العشر الماضية، على 30 ألف طلب لجوء من أصل 40 ألف طلب مقدم، ولا يزال قيد المعالجة 700 منهم فقط.

وختمت الصحيفة بأن حكومات ألمانيا والنمسا والسويد والدانمارك والنرويج وبلجيكا قررت خلال الـ24 ساعة الماضية، تعليق طلبات اللجوء المقدمة من المواطنين السوريين، كما تخطط الحكومة الفرنسية أن تحذو حذوها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

لماذا لم يعد معظم النازحين واللاجئين السوريين رغم سقوط الأسد؟

شمال سوريا- بعد شهر على سقوط نظام الأسد في سوريا لا تزال عودة اللاجئين السوريين من الدولة المجاورة تركيا والنازحين داخليا تبدو خجولة وأدنى من سقف التوقعات، إذ تحكم هذه العودة عوامل اقتصادية وأمنية في الدرجة الأولى تتعلق بالسكن والخدمات والتعليم والاستقرار الأمني.

وتسود حالة من عدم اليقين لدى مئات الآلاف من اللاجئين والنازحين السوريين بشأن جدوى العودة الحالية، ولا سيما أن نسبة كبيرة منهم ممن فقدوا منازلهم في الحرب التي أنهكت سوريا على مدار 14 عاما، كما يشكل تأمين الدخل التحدي الأبرز لتأمين المصاريف اليومية.

وداخل إحدى مقاهي غازي عنتاب جنوبي تركيا يجادل اللاجئ السوري حسام دروبي صديقه محمد بأن العودة إلى البلاد في الوقت الحالي ليست مناسبة، بسبب الانقطاع المستمر للماء والكهرباء وعدم استقرار الوضع المعيشي والأمني.

ويقول دروبي متحدثا للجزيرة نت إن "من المبكر العودة إلى سوريا، والأفضل على الأقل الانتظار 6 أشهر إلى عام حتى تتضح الأمور وتعود الخدمات وتتمكن الحكومة الجديدة من العمل على كافة الأصعدة خدمة للأهالي".

وأضاف أن المخاوف التي تنتابه من العودة هي فقدان منزله في مدينة حلب شمالي سوريا جراء القصف الذي طالها خلال عام 2016، مشيرا إلى أن برميلا متفجرا سقط على البناء وأصبح مدمرا بشكل شبه كامل ويحتاج إلى إعادة إعمار.

إعلان

ولفت دروبي إلى أنه غير قادر على استئجار منزل في حلب في حال عودته، مؤكدا أن أسعار الإيجارات في المدينة تضاعفت بشكل غير مسبوق منذ سقوط نظام الأسد وبدء عودة الأهالي من نازحين ولاجئين إليها للاستقرار، ومنهم من محافظات وبلدات سورية أخرى.

يفضل أغلبية اللاجئين السوريين الانتظار والتريث في العودة إلى حين استقرار الأحوال (الجزيرة) أحلاهما مر

وغير بعيد عن مدينة غازي عنتاب وعلى الطرف المقابل في الشمال السوري تبدو مخيمات النازحين السوريين دون تغييرات بحجم حدث سقوط الأسد، إذ تبدو حالة انعدام الاحتياجات الأساسية من وقود التدفئة والغذاء المناسب مستمرة وتشكل تحديا لا يعرف حلا.

ويجبر استمرار حالة الدمار وفقدان الخدمات في معظم مدن وبلدات أرياف إدلب وحلب وحماة شمالي سوريا -والتي ينحدر منها النازحون القاطنون في المخيمات- الآلاف على البقاء في الخيام الباردة.

ووفق فريق "منسقو استجابة سوريا"، عاد نحو 52 ألفا من النازحين في المخيمات بالشمال السوري إلى مناطقهم الأصلية منذ سقوط نظام الأسد من أصل قرابة مليوني نازح.

ويؤكد النازح المنحدر من معرة النعمان بريف إدلب أحمد السعيد أن منزله في المدينة غير صالح للسكن على الإطلاق، مشيرا إلى أن أغلبية الأهالي لم يرجعوا للسكن فيها رغم توقف الحرب وسقوط نظام بشار الأسد.

ويقول السعيد في حديث للجزيرة نت إن البعض يستغرب من بقاء الأهالي في الخيام هنا، لكنها تبقى أحلى الأمرّين وأفضل من العيش في منازل مدمرة بلا جدران وسقوف، عدا عن انعدام الخدمات من ماء وكهرباء وأسواق.

أما النازحة من مدينة عندان في ريف حلب آمنة درغام والمقيمة في مدينة إدلب فتحدثت عن أن مسقط رأسها أشبه بمدينة أشباح، فقد اعتصر قلبها الألم لدى زيارتها أخيرا لمشاهدة منزلها، بسبب مناظر الدمار وحجم السرقات التي تعرضت لها المدينة.

إعلان

وتشير درغام في حديث للجزيرة نت إلى أن المدينة شأنها شأن معظم المدن والبلدات السورية تحتاج إلى جهود جبارة بهدف إعادة الإعمار والحياة إليها، الأمر الذي يشجع السكان على العودة والاستقرار مجددا، مؤكدة أن أحدا لن يعود للسكن في هذا الظرف المأساوي.

سوريون يعودون من تركيا إلى بلادهم من معبر باب الهوى الحدودي (الجزيرة) إعادة الإعمار

وتواجه الإدارة الجديدة في سوريا أعباء كبرى تتمثل في تسيير أعمال الحكومة وبسط الأمن وإعادة هيكلة الجيش مع دمج الفصائل المسلحة وحصر السلاح بيد الدولة، فضلا عن تحديات تأمين الطاقة والمياه وأجور العاملين.

ويرى المحلل الاقتصادي عبد السلام العمر أن من المبكر الحديث عن عملية إعادة الإعمار في سوريا، قبل أن تتمكن الإدارة الجديدة من حسم ملفات أكثر أهمية وآنية تتعلق بإنهاء أي وجود لفلول النظام البائد التي قد تعكر صفو البلاد والحكم.

ويقول العمر في حديث للجزيرة نت إن ما تتجه إليه الإدارة الجديدة في سوريا والحكومة هو حل مشكلة الطاقة والمياه واستقرار سعر الصرف، باعتبارها احتياجات أساسية يومية للسكان لا يمكن أن تنتظر أو أن يتم استبدالها.

وأشار إلى أن عملية إعادة الإعمار تحتاج إلى دعم أممي وعربي قد يرتبط برفع قريب للعقوبات الدولية عن سوريا، مما يفسح المجال للشركات وأصحاب رؤوس الأموال بالدخول إلى السوق السورية وبدء مرحلة جديدة في بناء بلد أنهكته الحرب.

مقالات مشابهة

  • لا استثناءات للاجئين السوريين..سياسي ألماني بارز: إسقاط الحق في اللجوء عند العودة إلى سوريا
  • اندلاع حريق في مخيم اللاجئين السوريين شمالي لبنان
  • التجاذبات السياسية توجه مستقبل اللاجئين السوريين في ألمانيا
  • وزير خارجية إيطاليا: نشجع العودة الآمنة لكل المواطنين السوريين
  • لماذا لم يعد معظم النازحين واللاجئين السوريين رغم سقوط الأسد؟
  • الأمم المتحدة: عودة 125 ألف سوري إلى بلادهم منذ 8 ديسمبر
  • مشروع ‘اللاجئين الأوائل’ يساهم في عودة السوريين.. وتعليق عاجل من وزير الداخلية التركي
  • تركيا .. عودة 52 ألف سوري لبلادهم منذ سقوط الأسد
  • حلال الشهر الأخير.. ما عدد السوريين العائدين إلى بلادهم؟
  • كيف تنعكس زيادة الرواتب 400% على معيشة السوريين؟