عقدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، جلسة نقاشية حول أثر الدعم على كفاءة الإنفاق العام، بحضور الدكتور مصطفى بدرة والكاتب الصحفي مصباح قطب، وأكد الحضور أن التنسيقية تعمل على عقد ورش العمل لمناقشة القضايا التي تؤثر في المواطن المصري، كما أن الفترة المقبلة ستشهد زيارات للأحزاب والكيانات السياسية لمناقشة القضايا المطروحة على الساحة السياسية ومن بينها قضية تحويل الدعم ومعالجة التضخم وضبط الأسواق.

 خفض نسب الفقر 

ودعا الحضور إلى تكاتف المجتمع المدني والأحزاب والكيانات والنقابات لمناقشة القضايا التي تمس المواطن المصري وتؤثر على احتياجاته، موضحين أن الهدف من الدعم هو خفض نسب الفقر وهو ما لم يحدث منذ 40 عاما بما يؤكد وجود مشكلة في هيكلة منظومة الدعم بشكل عام، مؤكدين أن ملف الدعم النقدي شهد بعض المشاكل بسبب الأحداث الدولية وتداعياتها المؤثرة على سلة الغذاء العالمية، علاوة على أن الكثير من بنود الدعم الموجودة في الموازنة يستفيد بها بعض المحافظات دون غيرها.

وأوضحوا أن فكرة تحويل الدعم إلى النقدي حاليًا، لا يمكن تطبيقها بشكل فوري في ظل معدلات التضخم فلا يمكن ضخ كل هذه المبالغ والسيولة في الأسواق مباشرة، مشيرين إلى أنه لابد من حوكمة منظومة الدعم بشكل كامل لإحكام السيطرة عليها وضمان وصول الدعم لكل المستحقين.

مستحقي الدعم

وأوضح الحضور أن تكافل وكرامة من النماذج المهمة التي تعمل بنظام ومنطق ومدروس ومنظومة متكاملة لتحديد مستحقي الدعم من عدمه، والحد من تنويع مصادر الحصول على الدعم على حساب مواطن آخر يحرم من الدعم، وذكر الحضور أن هناك حوالي  70 مليون مواطن يصرف الدعم وهو أمر غير منطقي في ظل برامج التنمية التي تقدمها الدولة، بما يؤكد أن هناك عدد كبير غير مستحق للدعم ويصرف الدعم، على الرغم من وجود فئات مستحقة لا يوجد لها تعريف قانوني ومحرومين من الدعم، مؤكدين أنه لابد من وضع الدعم في إطاره الأوسع، وهناك بنود في الموازنة لابد من النظر فيها من جديد.

وأشار الحضور إلى أن الدعم الموجود في الموازنة وصل إلى 640 مليار جنيه، لافتين إلى أن الدولة ستبدأ بتجربة فكرة تحويل الدعم بشكل تجريبي، مقترحين بأن يبدأ تحويل النقد في محافظتين بورسعيد واحدة منهم والأخرى من الصعيد لمعرفة نتيجة التجربة بشكل عملي.

منظومة إلكترونية

وأوصوا بضرورة وجود منظومة إلكترونية متكاملة لمنع وقوع أخطاء في تحويل الدعم، فعلى سبيل المثال المستفيدين ببرنامج تكافل وكرامة يمكن البدء بهم لوجود قاعدة بيانات كاملة ومحكمة يمكن الاستناد إليها.

أدار الجلسة النائب أكمل نجاتي عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بمشاركة كلًا من النائبة مارسيل سمير، والنائب نادر مصطفى، عضوا مجلس النواب عن التنسيقية، والنائبة نهي الشريف والنائب أحمد فوزي عضوا مجلس الشيوخ عن التنسيقية.. ومن أعضاء التنسيقية شارك كلًا من إسراء طلعت، أسامة الرفاعي، إسلام عمر، إيمان عبد الصمد، حسام الجمل، حنان وجدي، علي حسين، علي فؤاد، مؤمن سليم، مارك مجدي، محمد أبوالنجا، محمد الصعيدي، محمد نبيل، يوسف الحسيني.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ورش العمل التنسيقية كفاءة الإنفاق العام تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تحویل الدعم

إقرأ أيضاً:

فرصة ترامب لتحديد مستقبل الشرق الأوسط

سيتم تنصيب دونالد ترامب كرئيس الولايات المتحدة السابع والأربعين في 20 يناير 2025، ويُمثل فوزه إنجازاً تاريخياً، حيث فاز المرشح الجمهوري بشكل استثنائي في التصويت الانتخابي والشعبي معاً. وما يجعل فوز ترامب مختلفاً أيضاً هو أنه متهم بـ34 جريمة جنائية ويواجه محاكمات في قضايا أخرى أمام محاكم الولايات والمستوى الفدرالي. ولم تشهد الولايات المتحدة من قبل انتخاب شخص متهم بجريمة لأعلى منصب في البلاد.

تأثير ترامب:

هناك عدد من الكتب صدر منذ عام 1987 يُنسب إلى ترامب، وكان موضوعها المشترك هو ترامب نفسه. وبالرغم من عدم وجود نظرية فكرية معينة أو أساس مفاهيمي لفكر ترامب في أي من هذه الكتب؛ فإنه يمكن أن نستنتج أنه يؤمن بشدة أن كل شيء له ثمن. وخلال فترة ولايته الأولى كرئيس للولايات المتحدة، اعتمد ترامب، وفقاً لروايته الخاصة، بشكل كبير على التلفزيون ووسائل الإعلام التجارية كمصادر رئيسية للاطلاع على الأحداث العالمية والمحلية، بدلاً من الاعتماد على المصادر التاريخية، والمواد العلمية، أو البيانات الرسمية المؤكدة. وأكد موظفوه السابقون، مراراً وتكراراً، طبيعته المتغيرة والمتقلبة؛ مما جعله باستمرار هدفاً لأولئك الذين يريدون استمالته.

إن فهم طريقة ومنهاج تفكير ترامب أمر لا يُقدر بثمن؛ نظراً لأن قراراته كرئيس للولايات المتحدة ستكون لها عواقب داخلية وخارجية. إن منتقدي ترامب من بين الديمقراطيين الأمريكيين والأوروبيين يتهمونه بشدة بإضعاف النظام الدولي القائم على القواعد، والذي يزعمون أنهم يروجون له. ولكن من المفارقات العجيبة أن المعايير المزدوجة لهؤلاء المنتقدين كانت أشد سوءاً وتأثيراً من خطابات ترامب النارية في كثير من الأحيان. ومن الجدير بالذكر أن تصريحات ترامب المتكررة وترشيحاته تُظهر أنه في ولايته الثانية سيبذل قصارى جهده لتنفيذ معتقداته، مع إعطاء قليل من الاهتمام للآراء الأخرى في حزبه أو خارجه.

إنني حقاً أعتقد أن ترامب لديه الفرصة لتحديد وتشكيل مستقبل العلاقات الدولية. ويبقى السؤال هو ما إذا كان تأثيره ستكون له عواقب كارثية أم نتائج إيجابية تاريخية؟ فبصفته رئيساً لولاية ثانية، فإن ترامب سيترك أثراً بالغاً بالتأكيد من خلال نجاحاته وإخفاقاته وما سيفعله أو ما لن يفعله. فعلى سبيل المثال، ستؤثر سياسته “أمريكا أولاً” بشكل كبير في الجغرافيا السياسية العالمية، وكذلك فإن تطبيقه للتعريفات الجمركية الاقتصادية على الأصدقاء والأعداء على حد سواء، ستكون له تداعيات خطرة على نظام السوق الحرة والمؤسسات الدولية التي طالما روّج لها الغرب. ويُعد موقف ترامب من تغير المناخ مهدداً للجهود الهشة بالفعل والهادفة لتحقيق توافق عالمي في هذا الأمر. إضافة إلى ذلك، فإن قضيتين مُلحتين هما الصراع في أوكرانيا والشرق الأوسط، سيكون لهما تأثير خاص في خطط وسياسات ترامب.

نهج غير عادي:

من منظور كلي، يمكن وصف نهج ترامب للشؤون الدولية بعدة نقاط رئيسية. فمن ناحية، يمكن القول إن ترامب يعطي الأولوية للجانب الاقتصادي مثل العائد الاقتصادي والتكلفة، بدلاً من التركيز على الجوانب السياسية أو الاستراتيجية المرتبطة بالجغرافيا. وقد اقترن هذا النهج بسياسة “أمريكا أولاً” الانعزالية، والتي اتسمت بالمشاركة العسكرية العالمية المقيدة. ونتيجة لذلك، يمكن وصف نهج ترامب بأنه قصير الأجل وتعاملي (متعلق بالتجارة) بطبيعته. ومن ناحية أخرى، يتسم أسلوب ترامب في العلاقات الدولية بعقد الصفقات البراغماتية، والتي تركز على مفهوم الفائز والخاسر بدلاً من الاعتبارات الأخلاقية للصواب والخطأ.

كذلك لا يُعد ترامب من دعاة الحرب؛ بل هو من أنصار عقد الصفقات. وفي مجال العلاقات الدولية، غالباً ما تتم مساواة هذا النهج بالدبلوماسية؛ ومع ذلك، فإن أسلوب ترامب شخصي للغاية، فهو لا يعتمد على المؤسسات الدبلوماسية لتحقيق الأهداف. وفي حين يظل هذا النهج مُفضلاً على الاستخدام المفرط للقوة، فإن ضعفه يكمن في ميل ترامب إلى تفضيل الأقوياء والمسيطرين بشكل ساخر وفج على حساب حقوق الآخرين.

توقعات حرب أوكرانيا:

فيما يتعلق بأوكرانيا، كتب المرشح لمستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، مايك والتز، مؤخراً، أن “القتال طالما استمر في حرب استنزاف ضد قوة أكبر هو وصفة للفشل”. ويرى بعض المقربين من ترامب أن المساعدات المقدمة لأوكرانيا يجب أن تكون مشروطة ببدء كييف محادثات سلام مع روسيا، وقد اقترحوا إجراء مفاوضات على أساس الخطوط الأمامية الحالية. إضافة إلى ذلك، فهم يقترحون تأخير انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، والذي ترغب كييف فيه بشدة.

وهناك تعليقات منتشرة حول حاجة كييف إلى التخفيف من توقعاتها بشأن انسحاب روسيا من الأراضي التي تسيطر عليها في شرقي أوكرانيا. ويبدو أن نهج ترامب فيما يتعلق بهذه القضية يركز على ضمان أمن أوكرانيا، وليس الحفاظ على سلامة أراضيها. وقد كان ترامب صريحاً في رأيه بأن أعضاء “الناتو” لم يقوموا بتحمل مسؤولياتهم كما ينبغي في الحلف؛ ما أثار قلقاً كبيراً بين الأعضاء بشأن كيفية تأثير ذلك في فعالية الردع الذي يُفترض أن يوفره “الناتو” ضد القادة المُعادين له. وفي ضوء هذه التطورات، تجدر الإشارة إلى أن المستشار الألماني، أولاف شولتس، قد قام في 15 نوفمبر الماضي بإجراء مكالمة هاتفية طويلة مع الرئيس الروسي بوتين.

الموقف من الشرق الأوسط:

إلى جانب ادعائه بأنه سيُنهي حرب أوكرانيا في يوم واحد، فقد وعد ترامب أيضاً بأنه سيقوم بإحلال السلام في الشرق الأوسط. إن ترامب، الذي ينسجم بقوة مع السياسات الإسرائيلية، لم ينخرط من قبل في حوار مع القيادة الفلسطينية، وإن كان يحافظ على علاقات قوية مع العديد من القادة العرب. ولم يعط رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الموافقة الرسمية على حل الدولتين، حتى بشروط صفقة ترامب. وبعد المآسي في قطاع غزة، سيكون توقيع اتفاقية بين السعودية وإسرائيل هدفاً صعباً، حيث أعلنت المملكة صراحةً أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة هو شرط أساسي للسلام مع إسرائيل.

وقد أعرب ترامب بالفعل عن رغبته في إنهاء العنف في قطاع غزة ولبنان، قبل تنصيبه رسمياً. ولكن تحقيق ذلك، وإن كان أولوية مهمة للإدارة الأمريكية القادمة، سيتطلب عملاً متوازناً ودقيقاً. وهذا التوازن يجب أن يشمل كلاً من اليمين الإسرائيلي، وحركة حماس، والسلطة الفلسطينية، وإيران، والسعودية، فضلاً عن مصر والأردن وسوريا، وغيرهم من الفاعلين في المنطقة الذين تتعرض مصالحهم الوطنية للخطر.

إن الوضع الحالي يطرح نموذجاً هو إما كل شيء أو لا شيء؛ مما يثير التساؤل حول ما إذا كان ترامب سيسعى للتوصل إلى “صفقة كبرى” وإغلاق كامل لملف الصراع في الشرق الأوسط، أم سيختار التركيز على الإنجازات المحدودة التي تهدف إلى إنهاء الأعمال العدائية مع تقديمها على أنها “صفقات كبرى”. ويمكن أن يكون اهتمام الرئيس الأمريكي الجديد بعقد صفقة مثيراً للاهتمام، وإذا كانت ناجحة ستكون تاريخية؛ ومع ذلك، فإن ميل ترامب إلى تجاهل قيم الصواب والخطأ لصالح الثروة والقوة، قد يأتي بتكلفة كبيرة على حقوق الفلسطينيين والعرب باعتبارهم الأطراف المُحتلة.

وفي الختام، يمكن أن نتوقع، استناداً إلى ممارسات ترامب السابقة في الشرق الأوسط وتصريحاته بشأن أوكرانيا، أن تكون ما تُسمى بـ”صفقة القرن الثانية” التي يقترحها شاملة لمساحة أقل بكثير من أراضي غزة والضفة الغربية؛ وهو ما يتماشى مع الرفض الإسرائيلي لقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، مع تمكين إسرائيل من السيطرة على أجزاء كبيرة من الضفة الغربية. وفي نفس الوقت، قد يشجع إنشاء دولة فلسطينية رمزية الدول العربية على المساعدة في إدارة شؤون غزة وتسهيل إقامة علاقات مع إسرائيل في المنطقة.

وإذا ما نجح ترامب في إنهاء الصراعات وجلب السلام الشرعي لكل من أوكرانيا والصراع العربي الإسرائيلي، فسيكون قد أحسن استخدام الدبلوماسية باعتبارها الأداة الأكثر فعالية لحل النزاعات. وعلى العكس من ذلك؛ إذا فشلت جهوده غير التقليدية، القائمة على إعطاء الأولوية لتوازنات القوى على حساب الحقوق المشروعة؛ فإنه يخاطر بتدمير مبادئ القانون الدولي التي تحكم النزاعات الإقليمية والصراعات الوطنية. ومثل هذا السيناريو قد تكون له عواقب وخيمة على النظام العالمي والعلاقات الدولية لأجيال قادمة. والوقت وحده هو الذي سيخبرنا أي سيناريو سوف يتحقق.

” يُنشر بترتيب خاص مع مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أبوظبى ”


مقالات مشابهة

  • حكومة مدنيه في اراضي الدعم السريع هي الوحيدة التي ستحفظ وحدة السودان، فمم وًلماذا تخافون ؟
  • دعاء يوم الجمعة للأحباب.. أفضل الأدعية المكتوبة التي يمكن ترديدها
  • سقوط سيارة ملاكي في ترعة المريوطية بأبو النمرس
  • تعليم القاهرة: العمل بروح الفريق والالتزام بالجدية لتحقيق منظومة امتحانية متكاملة
  • فرصة ترامب لتحديد مستقبل الشرق الأوسط
  • تكايا السودان.. تكافل المجتمع لمواجهة الجوع
  • موعد صرف معاش تكافل وكرامة عن شهر يناير 2025
  • موعد صرف مساعدات تكافل وكرامة عن شهر يناير 2025
  • وزير الخارجية أنتوني بلينكن: تجاهل حميدتي بشكل متعمد الالتزامات المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني وقواته ارتكبت جرائم حرب مثل العنف الجنسي
  • الاستعلام عن معاش تكافل وكرامة شهر يناير 2025.. موعد وأماكن الصرف لـ 5.2 مليون أسرة؟