شارك الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، في فعاليات انطلاق المؤتمر العربي الثالث والعشرين بعنوان "الأساليب الحديثة في إدارة المستشفيات"، الذي تنظمه المنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية، على مدار يومي 10 و11 ديسمبر الجاري، تحت شعار "الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي: الأبعاد والتحديات"، وذلك بأحد الفنادق الكبرى في القاهرة.

وانعقد المؤتمر العربي تحت رعاية معالي الأستاذ الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، والأستاذ الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار فخامة رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، والدكتورة حنان بلخي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، والأستاذة الدكتورة مها الرباط، أستاذ الصحة العامة ووزيرة الصحة الأسبق، والدكتور ناصر القحطاني، المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية، والأستاذ خالد بن سليمان السليم، نائب العضو المنتدب لشركة المواساة للخدمات الطبية بالمملكة العربية السعودية، والأستاذ الدكتور أحمد بن محمد أبوعبأة، مستشار وزير الصحة بالمملكة العربية السعودية ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر.

وأعرب الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، خلال مشاركته كمتحدث رئيسي في الجلسة الرئيسية للمؤتمر، بعنوان "أهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير الأنظمة الطبية ومواكبة التطورات الحديثة وتعزيز مستقبل الرعاية الصحية في العالم العربي"، عن سعادته بالمشاركة في المؤتمر العربي وشعاره هذا العام الذي يعكس الاهتمام بدور الذكاء الاصطناعي ومواكبة التطورات الحديثة في الرعاية الصحية.

وأشار الدكتور السبكي، إلى أن النظام

 الصحي المصري الحديث يعتمد بشكل أساسي على التكنولوجيا في جميع مراحله، وأن إطلاق مشروع التأمين الصحي الشامل كان لا يمكن دون الاعتماد على التكنولوجيا لتحقيق الرعاية الصحية الشاملة في دولة يزيد عدد سكانها عن 120 مليون نسمة، مع القدرة على التغلب على التحديات الجغرافية المتنوعة.

وتابع: نحن نتبنى مفهوم الصحة الإلكترونية بشكل عام في الهيئة العامة للرعاية الصحية ومنها الذكاء الاصطناعي والخدمات الافتراضية واستخدام أجهزة المتابعة الطبية عن بُعد، مؤكدًا أهمية الاستثمار في بناء خوارزميات الذكاء الاصطناعي في الوطن العربي كجزء من مستقبل الرعاية الصحية في العالم.

وأشار، إلى أن استخدام الصحة الإلكترونية في المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحي الشامل يسهم في تقليل معدلات إشغال المستشفيات بنسبة 30-40% وتسريع عمليات التشخيص وتحسين دقتها وتعزز الوصول بالخدمات إلى المناطق النائية بتكلفة استثمارية أقل.

وأضاف الدكتور السبكي: "نفخر اليوم بتحقيق نظام إلكتروني متكامل لتقديم الخدمات الصحية، يتضمن تسجيل أكثر من 6 ملايين مواطن بسجلات صحية إلكترونية باستخدام أكواد موحدة، وأنظمة إلكترونية متكاملة لإدارة الرعاية الصحية، والميكنة الكاملة لـ 100% من منشآت الرعاية الصحية الأولية، و80% من المجمعات الطبية والمستشفيات. وتابع: سنواصل البناء على هذه النجاحات."

وقال الدكتور السبكي: "الذكاء الاصطناعي أصبح ركيزة أساسية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، والأمن الصحي، والجاهزية لمواجهة الجائحات المستقبلية، وتعزيز الاستدامة. مؤكدًا أهمية صياغة قانون موحد لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي وحوكمته، والاستفادة من كافة البيانات بدقة وفعالية."

وأكد، في ختام كلمته على أهمية التعاون والتنسيق بين الدول العربية لتعزيز التغطية الصحية الشاملة وضمان حق الجميع في الحصول على رعاية صحية عالية الجودة. وأشار إلى أن المؤتمر العربي يعد منصة ذهبية لمشاركة أفضل الخبرات والممارسات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.

وتجدر الإشارة، إلى أنه شارك في الجلسة الرئيسية للمؤتمر: كل من الأستاذ الدكتور أوس بن إبراهيم الشمسان، الأمين العام للهيئة السعودية للتخصصات الصحية بالمملكة العربية السعودية، الدكتور سامح السحرتي، خبير استشاري في السياسات الصحية ومستشار البنك الدولي، الأستاذ الدكتور أحمد الجوهري، مستشار معالي وزير الصحة والسكان للتعليم الفني الصحي، وأدار الجلسة الأستاذ الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، والأستاذة الدكتورة مها الرباط، أستاذ الصحة العامة ووزيرة الصحة الأسبق، كما شارك في الجلسة افتراضيًا الدكتور عوض مطرية، مدير التغطية الصحية الشاملة والنظم الصحية بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية.

وانعقد المؤتمر العربي الثالث والعشرين حول الأساليب الحديثة في إدارة المستشفيات بمشاركة وحضور نخبة من رؤساء هيئات الصحة، والقادة وكبار المسئولين الصحيين في الدول العربية، إلى جانب المتخصصين والمتحدثين البارزين من عدة دول عربية. وشمل المؤتمر عددًا من التكريمات، بالإضافة إلى عدة جلسات نقاشية حول دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز النظم الصحية، والأبعاد والفرص والتحديات لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، الإنسان أولاً في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، الابتكارات الجديدة والأبحاث الطبية في مجال تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحسين الرعاية الصحية، والتجارب الناجحة في تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجالات الرعاية الصحية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدكتور السبكي الذكاء الاصطناعي التنمية المستدامة 2030 الرعاية الصحية التأمین الصحی الشامل الذکاء الاصطناعی فی الأستاذ الدکتور الرعایة الصحیة المؤتمر العربی الصحیة الشاملة الدول العربیة الدکتور أحمد

إقرأ أيضاً:

رؤى أكاديمية وفنية تناقش تأثير الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى الثقافي والفني

في مشهد تفاعلي جمع بين الإبداع الثقافي والتطور التقني، احتضن معرض مسقط الدولي للكتاب 2025 أمس اجلسة حوارية بعنوان "المنتج الثقافي الإبداعي ورهان الذكاء الاصطناعي بين التمكين والتحدي"، أدارتها الكاتبة هدى حمد، وشارك فيها نخبة من المختصين هم الدكتور ياسر منجي، ومحمد الجابري، وعبدالله البلوشي، وهيثم البوصافي، حيث تبادلوا الرؤى حول إمكانيات الذكاء الاصطناعي في إثراء العملية الإبداعية وتحفيز التجديد في مختلف الحقول الثقافية.

واستهل الدكتور ياسر منجي الجلسة بالحديث عن تأثير الذكاء الاصطناعي في إثراء العملية الإبداعية. وأشار منجي أن الذكاء الاصطناعي ليس تهديدا للإبداع البشري بل أداة تحفز الخيال وتنمي الإبداع. مبينا كيف يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تطوير الأعمال الأدبية والفنية من خلال تقديم تقنيات جديدة للمبدعين لاكتشاف أفكار ومفاهيم جديدة، وأوضح أن هذه التكنولوجيا تساعد الفنانين والكتاب في تجاوز الحدود التقليدية للأفكار، مما يتيح لهم القدرة على خلق أعمال غير تقليدية.

مضيفا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يصبح وسيلة لفتح آفاق جديدة في التفكير الإبداعي، حيث يوفر الأدوات اللازمة لاستكشاف عالم مليء بالاحتمالات التي كانت غير متاحة في السابق. منوها إلى ضرورة استخدام هذه الأدوات بحذر ليتم الحفاظ على أصالة العمل الفني ومصداقيته.

وأوضح أن المبدعين يجب أن يكونوا على وعي تام بما يجري في عالم الذكاء الاصطناعي واستخدامه كأداة في مجال الإبداع. فبرغم توافر هذه التقنيات بسهولة، إلا أن القدرة على استخدامها بشكل مبتكر وفعال تعود إلى المبدع نفسه. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على كونه أداة تقنية بل يمكن أن يصبح شريكا حقيقيا للمبدعين إذا تم استخدامه بشكل صحيح. وتابع إن هذا النوع من الشراكة سيقود إلى أعمال فنية وثقافية غير مسبوقة، تعتمد على دمج التقنيات الحديثة مع الإبداع البشري. فالمستقبل يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون جزءا أساسيا من الإنتاج الثقافي والفني، بشرط أن يبقى الإنسان هو المتحكم في هذا الاستخدام.

وفي ختام الجلسة، قدم الدكتور ياسر منجي عرضا مرئيا، تناول أبرز التقنيات الفنية في القرن العشرين وتطورها، إلى أن وصلنا إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وتناول عبدالله البلوشي في الجلسة الأبعاد الفكرية والثقافية للذكاء الاصطناعي. حيث اعتبر أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية بل أصبح عاملا مؤثرا في طرق التفكير والمفاهيم الإبداعية، موضحا العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والوعي الثقافي وكيف يمكن أن يتأثر الإبداع الفني والفكري بتواجد هذه التقنية في كافة جوانب الحياة.

وأشار "البلوشي" إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة كبيرة لتحسين القدرة على الإبداع، ودعا إلى ضرورة التوازن في استخدام هذه التكنولوجيا لضمان عدم فقدان الهوية الثقافية للفنون والإبداع بشكل عام. مؤكدا على أهمية أن يتعامل المبدع مع الذكاء الاصطناعي كأداة مكملة له، دون أن يؤثر ذلك على جوهر الإبداع البشري.

وقال "البلوشي": لا بد للمبدع أن يكون لدى المبدع رؤية واضحة ليستطيع الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث أن هذه التقنيات في حال استخدامها بطريقة مدروسة يمكن أن تعزز من إبداع الإنسان وتوسع آفاقه، مشيرا أن الأداة موجودة في يد الجميع، ولكن قدرة الإنسان على استخدامها بشكل صحيح هي التي تحدد قيمة الإنتاج الإبداعي، وبين أن الذكاء الاصطناعي في المجال الإبداعي هو أداة يمكن أن تدفع المبدع للابتكار، بشرط أن يتم استخدامها بوعي ومعرفة، ولفت إلى أن المبدعين يجب أن يظلوا حاكمين على ما يخرج من هذه الأدوات وألا يتوقفوا عن تطوير مهاراتهم لتظل أعمالهم مبتكرة وأصيلة.

موضحا أن سلطنة عمان بدأت جهودا كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، وبرغم التقدم الكبير الذي حققته عمان في استخدام هذه التقنيات على مستوى الأفراد، إلا أن هناك حاجة لزيادة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي على مستوى الدولة والبنية الأساسية، وأشار إلى أن الحكومة أطلقت برنامجا وطنيا للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة، الذي يشتمل على أكثر من 32 مشروعا في هذا المجال، كما تابع أنه من بين هذه المشاريع هناك خطط لدمج الذكاء الاصطناعي في القطاعين الحكومي والخاص، مع ضرورة استخدام هذه التقنيات في جمع البيانات وتسهيل الوصول إليها للمواطنين.

وفي ورقته استعرض محمد الجابري إمكانيات الذكاء الاصطناعي في صناعة الفن والأدب وخاصة في الكتابة الروائية والقصصية، مبينا أن هذه التكنولوجيا تتيح للمبدعين أدوات جديدة للتعبير، خاصة في الكتابة الآلية أو حتى ابتكار أساليب سردية جديدة، موضحا أن "الذكاء الاصطناعي لا يخلق الأدب بنفسه، بل يوفر الأدوات التي تساعد الكتاب على تحسين وتوسيع خيالهم."

وأشار "الجابري" إلى أن تحديات كبيرة قد تطرأ عند دمج الذكاء الاصطناعي في العملية الإبداعية، مثل الحفاظ على اللمسة الإنسانية التي تميز الكتابة الأدبية، ورغم هذه التحديات، شدد على أهمية أن يستخدم المبدعون هذه الأدوات بحذر، مع الحفاظ على جودة النصوص وأصالتها.

أما هيثم البوصافي فقد قدم ورقة عن دور الذكاء الاصطناعي في الفنون البصرية وكيفية استخدامه في صناعة الفن التشكيلي والتصميمات الرقمية، وأوضح أن الذكاء الاصطناعي أصبح له تأثير كبير على صناعة الفنون البصرية، حيث أتاح للفنانين أدوات جديدة للابتكار والإبداع في مجال الرسومات والتصميمات المعقدة.

كما أوضح البوصافي أن هذه التكنولوجيا تقدم العديد من الفرص لإيجاد أعمال فنية لم تكن ممكنة باستخدام الأساليب التقليدية. ولكن، في ذات الوقت، مبينا أن الذكاء الاصطناعي قد يواجه الفنانين بتحديات كبيرة، منها ضرورة الحفاظ على الطابع الإنساني للفن وعدم السماح للتقنيات أن تحل محل الإبداع الشخصي واللمسة اليدوية التي تميز الفنون البصرية.

وأكد "البوصافي" أن سلطنة عمان تشهد تطورا كبيرا في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة في مجال الصور والفيديوهات، وأضاف أنه وزملاءه في الشركة قاموا بتدريب الذكاء الاصطناعي باستخدام معلومات من عمان، ليتمكنوا من توليد صور ومحتويات بمستوى عال من الجودة. وأشار إلى أن الشركات العمانية أصبحت أكثر تقبلا لاستخدام الذكاء الاصطناعي، وهناك تطورا ملحوظا في كيفية استخدام هذه التقنيات في الإعلان وفي قطاعات أخرى مثل البنوك وشركات الاتصالات.

مقالات مشابهة

  • رؤى أكاديمية تناقش تأثير الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى الثقافي والفني
  • رؤى أكاديمية وفنية تناقش تأثير الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى الثقافي والفني
  • التأمين الصحي الشامل: إجمالي المترددين على المنافذ خلال فترات المساء والعطلات من 25 إلى 31%
  • «أنتم عماد التطوير».. الرعاية الصحية ببورسعيد تحتفي بعيد العمال
  • التأمين الصحي الشامل تعقد اجتماعها الدوري الخامس مع نواب البرلمان
  • «السبكي» في عيد العمال: الكادر الطبي يشكل 68% من العاملين بـ الرعاية الصحية
  • طقس الأربعاء.. الرعاية الصحية تعلن رفع درجة الاستعداد بمنشآتها
  • وزارة الصحة تنفذ الدورة الثانية من نظام الإحالة في الرعاية الصحية
  • الرعاية الصحية تُنظم ورشة عمل دولية متقدمة في إدارة سلاسل الإمداد
  • خطة عاجلة لتطبيق التأمين الصحي الشامل في باقي المحافظات