المرشد الإيراني: المقاومة قوية وستصبح أكثر قوة رغم التحديات
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
صرح المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإيرانية، أن من يظن أن المقاومة أصبحت ضعيفة وأن إيران ستفقد قوتها بعد الأحداث الأخيرة، فهو مخطئ، وأضاف أن "المقاومة قوية، وستزداد قوة على الرغم من كل التحديات التي تواجهها".
تأتي تصريحات خامنئي في أعقاب سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي كانت إيران أحد أبرز داعميه طوال سنوات الحرب في سوريا، وترى إيران أن سقوط نظام الأسد يشكل تحديًا جديدًا لمحورها الإقليمي، خاصة فيما يتعلق بمواقفها تجاه المقاومة في لبنان والفصائل الفلسطينية التي تعتبرها امتدادًا لنفوذها في المنطقة.
وأشار المرشد إلى أن المقاومة في لبنان، والتي تقودها جماعة حزب الله المدعومة من إيران، ستظل قوية رغم الضغوط الدولية والإقليمية، وقال: "أعداء المقاومة يحاولون إضعافها بكل الوسائل، لكنهم لن ينجحوا في ذلك، وسنشهد في المستقبل تزايد قوة محور المقاومة في مواجهة المخططات الصهيونية والأمريكية".
ويعد سقوط نظام الأسد ضربة موجعة لإيران التي استثمرت موارد كبيرة لدعمه عسكريًا وسياسيًا على مدى العقد الماضي، ومع ذلك، تؤكد طهران أنها لن تتراجع عن دعمها لما تصفه بـ"قوى المقاومة" في المنطقة، وأنها ستواصل العمل لتعزيز نفوذها وحضورها الإقليمي.
من جانب آخر، يراقب المجتمع الدولي تداعيات سقوط النظام السوري، لا سيما على العلاقة بين إيران وحلفائها التقليديين، وسط تساؤلات حول مستقبل النفوذ الإيراني في سوريا والمنطقة بأكملها، وعلى الرغم من هذه التحديات، تبدو إيران مصممة على إعادة تموضعها لتعزيز تأثيرها في ملفات المنطقة الحساسة.
تشير هذه التصريحات إلى أن طهران ترى في المرحلة المقبلة فرصة لتعزيز مقاومتها للضغوط الخارجية، حتى في ظل المتغيرات الجيوسياسية الكبرى التي تشهدها المنطقة.
وزير الخارجية الأمريكي يزور أنقرة الجمعة لبحث التطورات في المنطقة
كشف مصدر في وزارة الخارجية التركية، اليوم ، أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، سيزور أنقرة يوم الجمعة المقبل لعقد محادثات مع نظيره التركي هاكان فيدان، وتأتي هذه الزيارة في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، والتطورات الراهنة في سوريا وفلسطين.
وأوضح المصدر أن المحادثات ستتناول بشكل رئيسي الوضع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث تسعى واشنطن وأنقرة إلى تنسيق الجهود لدعم الاستقرار في البلاد وضمان انتقال سياسي سلس، ومن المتوقع أن يبحث الجانبان سبل تعزيز التعاون في مواجهة التهديدات الإرهابية وضمان أمن الحدود التركية.
كما ستشمل المناقشات التطورات الأخيرة في فلسطين، حيث تتزايد التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأشار المصدر إلى أن أنقرة وواشنطن تسعيان إلى دفع الجهود الدبلوماسية لإعادة إطلاق مفاوضات السلام والعمل على تهدئة الأوضاع الميدانية في الأراضي المحتلة.
ومن المتوقع أن يناقش بلينكن وفيدان مستقبل العلاقات التركية الأمريكية، خاصة في ظل التحديات المشتركة التي تواجه البلدين في الشرق الأوسط، وستشمل المحادثات قضايا التعاون الدفاعي، بما في ذلك الدور الأمريكي والتركي في التحالفات الإقليمية لضمان استقرار المنطقة.
يُذكر أن تركيا تلعب دورًا محوريًا في الشرق الأوسط، حيث تستضيف عددًا كبيرًا من اللاجئين السوريين وتدعم الجهود الدولية لإعادة إعمار سوريا، وفي الوقت نفسه، تستمر أنقرة في دعم القضية الفلسطينية والمطالبة بإيجاد حل عادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.
تأتي زيارة بلينكن في وقت حساس يشهد فيه الشرق الأوسط تغيرات سياسية وأمنية متسارعة، ومن المتوقع أن تسفر عن تفاهمات جديدة لتعزيز الأمن الإقليمي ومواجهة التحديات المتصاعدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وسائل الإعلام الإيرانية إيران الأحداث الأخيرة المقاومة قوية التحديات التي تواجهها الشرق الأوسط سقوط نظام فی سوریا
إقرأ أيضاً:
سيطرة “إسرائيل” على سوريا.. مقدّمة لحرب ضدّ إيران
في ما بدا جلياً أنه مخطّط إسرائيلي تركي أمريكي لإسقاط الرئيس بشار الأسد، قامت مجاميع مسلحة مكونة من عشرات الآلاف المدرّبة والمدعومة من قبل تركيا وأوكرانيا و«إسرائيل» بالهجوم على الجيش السوري انطلاقاً من إدلب باتجاه حلب، لتُتبعه بعد ذلك بالتوجّه إلى حماة وحمص التي توقّف عندها القتال بشكل مريب ليتمّ الإعلان بعدها عن انسحاب الجيش السوري من القتال وتسليم العاصمة السورية لهذه الجماعات المسلحة.
وقد تلى ذلك قيام «الجيش» الصهيوني بهجوم جوي كاسح، أدى إلى ضرب كلّ المطارات والقواعد العسكرية للجيش السوري وغيرها من المرافق، ليتمّ بعدها تقدّم بري باتجاه دمشق لإقفال طريق دمشق بيروت.
بعض المؤشرات تفيد بأنّ ما يجري في سوريا قد لا يكون نهاية المطاف، بل قد يكون مقدّمة للانطلاق نحو العراق ومنها إلى إيران، وفي هذا الإطار كتب مايك ويتني مقالاً في 1 ديسمبر، أي قبل أسبوع من سقوط نظام الرئيس الأسد، بعنوان «بالنسبة لنتنياهو، الطريق إلى طهران يمرّ عبر دمشق».
وبالنسبة للكاتب فإنّ سوريا تشكّل جزءاً لا غنى عنه من خطة «إسرائيل» الطموحة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، حيث تعتبر قلب المنطقة وتعمل كجسر بري حاسم لنقل الأسلحة والجنود من إيران إلى حلفائها، فضلاً عن كونها المركز الجيوسياسي للمقاومة المسلحة للتوسّع الإسرائيلي.
ويرى الكاتب أنه من أجل الهيمنة الحقيقية على المنطقة، يتعيّن على «إسرائيل» أن تطيح بالحكومة في دمشق وتضع نظاماً دمية لها شبيهاً بأنظمة الأردن ومصر، وبما أن نتنياهو استطاع إقناع واشنطن بدعم مصالح «إسرائيل» من دون قيد أو شرط، فلا يوجد وقت أفضل من الآن لإحداث التغييرات التي من المرجّح أن تحقّق خطة «تل أبيب» الشاملة.
وعلى هذا فإنّ بنيامين نتنياهو شنّ حربه البرية من الجنوب لخلق حرب على جبهتين من شأنها أن تقسم القوات السورية إلى نصفين، بالتنسيق مع هجوم الجماعات المسلحة من الشمال. وبعد الإطاحة بالأسد، وهو ما تنبّأ به ويتني، فإنّ حلم «إسرائيل» بفرض هيمنتها الإقليمية بات قاب قوسين أو أدنى، خصوصاً في ظلّ تعهّد ترامب بإعطاء الضوء الأخضر لشنّ حرب ضدّ إيران كجزء من صفقة مقايضة مع اللوبيات التي أوصلته إلى البيت الأبيض.
وفيما اعتبر الكاتب أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الوحيد الذي كان قادراً على وقف مفاعيل هذا المخطّط بتقديم الدعم اللازم للرئيس الأسد للصمود في مواجهته، إلا أنّ ما جرى كان معاكساً تماماً، إذ أنّ روسيا اختارت أن تتوصّل إلى تسوية مع تركيا، لحقن الدماء عبر دفع الأسد إلى القبول بتسليم السلطة.
لكنّ مراقبين اعتبروا أنّ هذا شكّل خطأ في الحسابات الاستراتيجية وقعت فيه روسيا، يماثل الخطأ الذي وقعت فيه قبل عقد من ذلك التاريخ حين تخلّت عن الزعيم الليبي معمر القذافي.
واعتبر محللون إسرائيليون أنّ سقوط الأسد شكّل ضربة استراتيجية لروسيا هي الأقوى التي تتعرّض لها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، إذ أنّ هذا سيؤدّي إلى إضعاف حضورها في الشرق الأوسط بشكل كبير، ولن تستعيض روسيا عن خسارتها لسوريا بكسب ودّ الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أو مصر.
والجدير ذكره أن الرئيس الأسد نفسه وقع في أخطاء استراتيجية قاتلة حين اختار الابتعاد نسبياً عن إيران ومحاولة التقارب مع أبو ظبي والرياض للحصول منهما على مساعدات اقتصادية لترميم وضعه الاقتصادي المهترئ، لكنه وبعد سنوات من محاولات فاشلة فإنه لم يحصل على أي شيء مما كان يأمله، وقد أدى هذا الخطأ الاستراتيجي إلى أنه عند بدء هجوم الجماعات المسلحة عليه من الشمال فإن وضع جيشه ميدانياً كان معرى في ظلّ تقليص أعداد المستشارين الإيرانيين وقوات حليفة لهم في الميدان السوري، وبما أنّ التجربة أثبتت أن الدعم الجوي لا يغيّر مجريات الميدان، فإن هجوم الجماعات المسلحة جاء بالنسبة للأسد في وقت قاتل.
والجدير ذكره أنّ هذه العملية المدعومة من الولايات المتحدة و»إسرائيل» والقاعدة وتركيا ضدّ سوريا، باستخدام وكلاء ومجموعات مختلفة، تمّ التخطيط لها منذ فترة طويلة من أجل تحويل قوات الجيش السوري وزعزعة استقرارها وإرهاقها، والسماح لـ «إسرائيل» بالدخول من الجنوب، ومنع تدفّق الأسلحة إلى حزب الله من إيران إلى العراق وسوريا ثم لبنان.
هذا يجعلنا نستنتج أنّ الحرب الإسرائيلية على لبنان ستتواصل، وأنّ مفاوضات وقف إطلاق النار بين لبنان و»إسرائيل» ما هي إلا ملهاة من قبل «تل أبيب» لتنهي فيها عملية تموضعها على طريق بيروت دمشق لتقطع هذه الطريق من الجهة السورية وتمهّد لحملة جوية كثيفة على حزب الله، بذرائع تحمّل الحزب مسؤولية خرق اتفاق وقف إطلاق النار.
وهنا لن تحتاج «إسرائيل» إلى التغلغل البري في لبنان، بل إنها ستعتمد على الجماعات المسلحة التي سيطرت على العاصمة السورية لتقوم بالمهمة عنها عبر التغلغل إلى بيئات شكّلت حاضنات لهذه الجماعات في منطقة عنجر والبقاع الأوسط، وأجزاء من البقاع الغربي، وأيضاً في شمال لبنان انطلاقاً من تل كلخ إلى سهل عكار فمدينة طرابلس.
وقد ينطوي ذلك على مخاطر للدفع باتجاه تغيير ديمغرافي يؤدي إلى تهجير قسم كبير من الشيعة إلى العراق وتهميش الباقين منهم في لبنان، ليتمّ تقاسم النفوذ بين المسيحيين من جهة والسنة من جهة أخرى مع تأدية الدروز دور الموازن في العلاقة بين الطرفين، علماً أنه ستكون لـ «إسرائيل» الدالة الكبرى عليهم بعد احتلالها لجنوب سوريا وإدخالها دروز الجولان وجبل العرب تحت مظلتها.
من هنا فإنّ «إسرائيل» ستكون هي المهيمن على لبنان عبر تحالفها مع أطراف مسيحية تربطها بها علاقات تاريخية من جهة، ومع السنة في لبنان عبر الدالة التي سيمارسها عليهم الحكم السني في دمشق، مع تشكيل الدروز للكتلة الأكثر فاعلية في موازنة وضع النظام اللبناني الذي سيكون تحت القبضة الإسرائيلية.
ويرى المراقبون أنّ وقف إطلاق النار المؤقت، سيمنح «إسرائيل» الوقت للتعافي لأنها ضعيفة، والوقت لوضع استراتيجية مع الإدارة الأمريكية الجديدة التي ستكون الأكثر صهيونية في تاريخ الولايات المتحدة، أما بالنسبة لتركيا، فهي ستستغلّ ذلك لضمّ شمال سوريا في إطار مطالبتها بمدينة حلب.
لهذا فإنّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان كان مستعدّاً حتى للتنسيق مع جماعة قسد والاعتراف لها بسيطرتها على شرق سوريا.
أستاذ تاريخ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية