خبراء للجزيرة نت: هذه أبرز تأثيرات التطورات بسوريا على الإقليم
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
شهدت سوريا خلال الأيام القليلة الماضية تطورات عسكرية وسياسية متسارعة، تنذر بتأثيرات كبيرة على دول الجوار والإقليم بشكل عام، وربما تحمل العديد من الفرص والتحديات، وتستدعي بحسب محللين إعادة النظر في التحالفات والعلاقات السياسية الإقليمية والدولية.
فما تأثير التغيير السوري على الدول المجاورة وتحديدا فلسطين ولبنان وتركيا، وما هذه المخاطر المحتملة، ولا سيما ما يتعلق بالأطماع الإسرائيلية وأوضاع اللاجئين السوريين؟
تحديات وفرصيقول الكاتب والصحفي الفلسطيني نهاد أبو غوش، إن الحدث السوري في جوهره إيجابي لأنه يعبر عن إرادة الشعب السوري في الحرية والكرامة، ويفتح الباب واسعا أمام بناء سوريا الجديدة وإنهاء عقود من القمع والتعسف والحرب الأهلية.
وأكد للجزيرة نت أن مسار الأمور يعتمد بشكل رئيسي على تعاطي قوى المعارضة، وهل لديها مشروع واضح ومتكامل لمستقبل سوريا؟ وهل تحافظ على وحدتها وصياغة عقد اجتماعي جديد يضمن لكل الفئات والمكونات السورية أن تعيش معا ضمن نظام يحفظ حقوق المواطنين؟
وأوضح أن ذلك يكون بصرف النظر عن خلفياتهم الاجتماعية والمذهبية والعرقية، ويستعيد دور سوريا الوطنية في محيطها العربي والإقليمي.
أما عن التحديات والفرص بالنسبة لسوريا فيقول الكاتب والخبير بالشأن الإسرائيلي سليمان بشارات، إن أبرزها القدرة على إعادة بناء نظام سياسي متكامل متزن يشارك به الجميع وهذا سيكون أكبر وأصعب تحدٍّ وليس من السهل الوصول اليه، لأن هناك محاولات من قوى خارجية مثل إسرائيل وأميركا تعزز مبدأ الطائفية والعرقية، وفق رأيه.
بشارات: التحدي الأكبر أمام القضية الفلسطينية أنها ستكون وحيدة أمام مواجهة السياسات الإسرائيلية الأميركية (الجزيرة) القضية الفلسطينيةوبالنسبة للقضية الفلسطينية، يرى بشارات في تصريحات للجزيرة نت أنه لا يجب أن نقرأ الأحداث في سوريا بمعزل عما حصل في لبنان، من الاتفاق بين حزب الله وإسرائيل، وضعف حالة الحزب والتراجع الإيراني، وربما حتى الهيمنة الإسرائيلية والأميركية على المنطقة.
إعلانويعتقد الخبير بالشأن الإسرائيلي أن التحدي الأكبر أمام القضية الفلسطينية أنها ستكون وحيدة أمام مواجهة السياسات الإسرائيلية الأميركية، متوقعا أن تكون هناك رؤية ستتوافق فيها أراء الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مع مواقف الصهيونية الدينية في إسرائيل التي يمكن أن تفتح المجال أمام فرض العديد من السياسات الإسرائيلية سواء فيما يتعلق بضم الضفة الغربية وغيرها.
أما الشيء الإيجابي الذي يراه بشارات فهو أن هذه المحطة الصعبة تعمل على إعادة بلورة مفهوم القضية الفلسطينية "لأنها علمتنا ان كل مرحلة ضعف لا تمثل حالة انكسار، ثم تصاغ مرة أخرى للانطلاق".
الدور التركيعلى الجانب التركي، كانت للأحداث المتسارعة في سوريا رد فعل إيجابي من تركيا، حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -أمس الثلاثاء- إن بلاده لا يمكن أن تسمح بتقسيم سوريا مجددا، وذلك بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وأضاف أردوغان في كلمة بالعاصمة أنقرة، خلال الاجتماع الموسع لرؤساء فروع حزب العدالة والتنمية في الولايات التركية، أن أنقرة لن تسمح بتقسيم سوريا مرة أخرى، أو أن توافق على أن تصبح مجددا ساحة صراع. وشدد على أن "كل اعتداء على استقرار الإدارة السورية الجديدة وسلامة أراضي دولتها سيجدنا نحن وشعب سوريا في مواجهته".
بدوره، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال مؤتمر صحفي على هامش منتدى الدوحة في قطر "أصبحت سوريا بلدا حرا، وشعبها مليء بالأمل، لا يستطيع السوريون السير بمفردهم الآن، فهم ما زالوا بحاجة إلى الدعم، ويحتاجون للدعم من خلال القنوات الدولية، وتركيا ستقف إلى جانب سوريا لحماية سيادتها".
وعن هذا يقول بشارات إن تركيا ستكون الرابح الأكبر فيما يتعلق بورقة اللاجئين السوريين، وهي واحدة من الأوراق التي كانت تؤرق النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي في تركيا، لذلك ربما تجد تركيا في هذا التغيير المنفذ الأساسي لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم وبالتالي تتخلص من أكبر التحديات.
إعلانوأضاف بشارات أن تركيا تعتبر نفسها الحاضنة للقوى المسلحة التي أحدثت التغيير في سوريا، وأصبح هذا بالفعل حديث الشارع والإعلام التركي الذي اعتبره إنجازا كبيرا للدولة التركية، ما يرفع من أسهم وحظوظ أنقرة في قدرتها على بناء التحالفات الإقليمية والدولية وإنشاء تحالفات جديدة، وفق رأيه.
أطماع إسرائيليةمنذ الإعلان عن نجاح فصائل المعارضة السورية في إسقاط نظام الأسد سارع الجيش الإسرائيلي للتوغل البري في القنيطرة، واحتلال قمة جبل الشيخ السوري، والسيطرة على المنطقة العازلة عند خط وقف إطلاق النار بهضبة الجولان، تحت ذرائع أمنية ودفاعية.
ولا تقتصر الأطماع الإسرائيلية في الأراضي السورية على الجولان المحتل ولا المنطقة العازلة، بحسب الكاتب أبو غوش، بل تمتد لتشمل كل مساحة محافظة القنيطرة، وأجزاء واسعة من محافظتي درعا وريف دمشق.
ويرى أبو غوش أنه لم تكن صدفة أن تسارع إسرائيل إلى تدمير أسلحة الجيش السوري ومنشآته، وهي لا تخفي رغبتها في أن تتحول إلى اللاعب الرئيسي لرسم مستقبل سوريا وتحديده.
ويقول إنها بدأت ذلك من مدخل التعامل المنفرد مع المكونات الطائفية والعرقية وبخاصة الدروز والأكراد، إعمالا لمشروعها القديم الجديد وهو تفتيت الدولة الوطنية وتمزيق الشرق العربي إلى كيانات طائفية وعرقية متصارعة ليس في سوريا فقط، بل كذلك في لبنان والعراق لنصبح أمام كيانات درزية وعلوية وسنية، ومارونية، وكردية، وشيعية.
الشوبكي: التحركات العسكرية الإسرائيلية تخشى سيطرة الفصائل على مقدرات عسكرية تابعة للنظام السابق (الجزيرة)بدوره، يقول رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل بلال الشوبكي، إن إسرائيل تدرك جيدا، أنّ هناك حالة من عدم اليقين بشأن سوريا المستقبلية، لذلك بدأت بالتحرك العسكري العاجل والإعلامي، لدفع سوريا الجديدة لاتخاذ موقف ما، يتيح لإسرائيل تثبيت واقع يخدم مصالحها في هذه المرحلة.
إعلانوأضاف للجزيرة نت أن التحركات العسكرية الإسرائيلية جزء منها أمني مرتبط بتخوفات السيطرة على مقدرات عسكرية تابعة للنظام السابق من قبل جهات جديدة.
النفوذ الأميركيلا يزال النفوذ الأميركي في المنطقة أحد أكبر التأثيرات على الوضع الإقليمي، رغم تغير شكله وطبيعته مع مرور الوقت، بحسب الباحث السياسي عماد أبو عواد، الذي قال إنه قبل 25-30 عاما، كان هذا النفوذ يعتمد بشكل كبير على السياسة الناعمة، من خلال العلاقات القوية مع العديد من الأنظمة في المنطقة.
وأضاف للجزيرة نت أن وصول ترامب للسلطة، استبدلت هذه السياسة لتصبح أكثر تهديدية باستخدام سياسة "العصا" حيث ركزت أميركا على حماية الأنظمة مقابل الولاء. إلا أن الهيمنة والسيطرة التي كانت تتمتع بها تراجعت -برأيه- لصالح لاعبين دوليين آخرين مثل روسيا والصين، التي أصبحت تقدم نفسها كبدائل في بناء العلاقات.
ودلل أبو عواد على وجهة نظره ببدء ظهور مشاريع إقليمية جديدة مثل المشروع التركي والإيراني، ومبادرات شرق آسيا، التي تمثل تحديا جديدا للنفوذ الأميركي في المنطقة. كما أن التوجه الأميركي نحو تخفيف وجودها العسكري في بعض المناطق انعكس على نفوذها بشكل ملحوظ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات القضیة الفلسطینیة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
غزة تُباد لأكثر من عام.. “إخوان تركيا” يهبون في سوريا لنجدة الصهاينة من الغرق
الوحدة نيوز/ بات الأمر واضحا الآن. ولم يعد ثمة غموض فيما يحدث في العالم العربي تحديدا في سوريا واليمن ولبنان وفلسطين، إذ ظهرت أذرع “الصهاينة” برداء إسلامي ولحى ورايات بيضاء وسوداء تحمل عليها كلمة التوحيد بالله، وهي منهم براء بل أنهم لا يؤمنون بها.
إنهم صنيعة الغرب ومن حالفه، لتدمير الأنظمة العربية وجيوشها وتمزيقها وتقسيمها إلى كانتونات طائفية ومذهبية لكي تبقى تلك الدول في حالة صراع واقتتال دائم من منطلقات دينية وأقليات وقوميات ومظلوميات وتحت مسميات ثورية في حين يتفرغ الغرب وحلفائه في احكام سيطرتهم في تلك الدول على الأماكن الاستراتيجية البحرية والنفطية والغازية والثروات المعدنية ويمعن في نهبها وتجريفها لصالحه، ولعل هذا ما يساعدهم -أيضاً- على تغذية الحروب البينية داخل الدول العربية وتمويل أذرعها التي يسميها إعلامهم بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وبالتالي يدعم الغرب التنظيمات الإرهابية على الواقع ضد الأنظمة العربية، وفي ذات الوقت يعلن حربه على “الإرهاب” إعلامياً، لتمويه وتضليل الرأي العام العالمي. ومن الواضح أن هذه من أساسيات السياسة الغربية في إدارة الصراعات بمنطقة الشرق الأوسط والقرن الأفريقي.
فحينما يصرح نتنياهو بأن “الأسد بات يلعب بالنار” وفي اليوم التالي تشتعل المعارك في الجبهات داخل الأراضي السورية من قبل ما تسمى تنظيمات “هيئة تحرير الشام” وغيرها من المجموعات المسلحة التي تدعي أنها المعارضة للنظام في سوريا، بينما جنسيات هؤلاء المقاتلين “تركية واوزبكية، وطاجيكية، تركستانية”، ومن دول أجنبية وعربية أخرى، الأمر الذي يكشف بجلاء تبعية هذه الجماعات المسلحة ومن عرابها ومحركها الرئيس أكان في سوريا أو اليمن أو لبنان وغيرها من دول المنطقة.
ومن المفارقات العجيبة والغريبة ان الفلسطينيين في غزة يتعرضون للإبادة الجماعية من آلة الحرب الصهيونية وبدعم أمريكي منذ أكثر من عام ولا تزال ترتكب أبشع الجرائم بحقهم ومع ذلك لم تتحرك تلك الجماعات “المعارضة المسلحة” في سوريا رغم نداءات الغزيين لإخوانهم في العالمين العربي والإسلامي لنصرتهم، ولم يصدر حتى بيان إدانة واستنكار منها كما هو حال الأنظمة العربية المتخاذلة ولو من باب اسقاط الواجب فحسب!
وفي حقيقة الأمر، ليس هناك صراع سني ولا شيعي بين المسلمين، وانما الغرب أوجد على مدى طويل شخصيات تمثل الطائفتين وتتعمق تاريخيا في دراسة واقعهما الديني والسياسي وانتجت مؤلفات وكتب وروايات اسطورية تتضمن في محتواها واقع متباين ومنقسم وتخلق مشاهد “ظالم ومظلوم” وقاتل ومقتول” بين المسلمين ومن ثم بدأت بدسها في المجتمعات العربية وقدمت الدعم السخي لها حتى تربعت في أماكن حساسة لاسيما منابر المساجد والدعوة الإسلامية وبات هؤلاء يسيطرون على الوعي العربي ونمط تفكيره ونجحت في تكوين اتجاهات مختلفة ومتضادة وسممت أفكارهم بمعلومات مغلوطة ليست من تأريخ العرب والمسلمين وولدت في ذواتهم حالة من الكراهية والحقد والانتقام، حتى تيقنت أن المجتمع العربي بات متشربا ومتشبعا وموقنا ومتعصبا للأوهام التي نسجتها تلك الشخصيات في عقولهم، فأشعلت فتيل المواجهة بينهم، ولا تزال تؤجج ذلك الصراع منذ زمن بعيد حتى اللحظة.
استنزاف محور المقاومة
يقول الدكتور سامي عطا أن الصراع في المنطقة ليس صراعاً سنياً شيعياً، بل بين فريقين، فريق يستميت من أجل بقاء المشروع الصهيوأمريكي جاثماً على المنطقة ولا تهمه فلسطين ولا المقدسات ولا الدين وقد تخلى عن كل شيء المهم تبقى مصالح دنياه، وفريق أخر يقاوم هذا المشروع ويناهضه ويدفع تضحيات كبيرة للانتصار عليه.
ويضيف عطا إن نقل المعركة إلى سوريا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن أتباع المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة عديدون على الرغم من خلافاتهم البينية، لكنهم يختلفون على من يحظى بمرتبة الخليلة أو المَحْظِيَّة الأولى.
إن إعادة إشعال الحرب في سوريا سيرافقه خطاب إعلامي يصورها بوصفها حرب (سنية – شيعية) ودفع الأمة إلى إضعاف نفسها بنفسها، لكي يتفرغ الكيان الصهيـوني إلى مداواة جراحاته وإصلاح بيته الداخلي، بحسب عطا.
وتابع قائلاً: “إذا كان طوفان الاقصى والحرب ضد الكيان ودعم غزة وإسنادها استطاع أن يوحد الأمة، على الرغم من بروز أصوات نشاز هنا أو هناك، لكنها عجزت عن شقها”.
هجمات ريف حلب الغربي التي تزامن توقيتها مع اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله والكيان تضع ألف علامة استفهام حول التخادم بين تركيا أردوغان وحركة الإخوان المسلمين من ورائه والكيان الصهيوني، لا بل مع المشروع الصهيوأمريكي بكله، كما يقول عطا.
ويرى أن إشعال الحرب في سوريا تهدف إلى استنزاف محور المقاومة حتى يسترد كيان الاحتلال أنفاسه من جهة واشغال روسيا في الحرب على جبهتين سوريا وأوكرانيا بهدف استنزافها من جهة أخرى، خصوصاً أن التمويل سيكون على عاتق دول خليجية وتركيا والمجمع الصناعي الحربي الأمريكي أكبر المستفيدين.
ويشير عطا إلى أن هناك مساعي حثيثة لإشعال الحرب في اليمن أيضاً.
الطعن في ظهر المقاومة
إن أسخف تبرير يمكن سماعه لما يحدث في سوريا هو أن نظام بشار الأسد دكتاتوري على أساس أن المنطقة واحة من الديمقراطيات وأن هذا التكالب الإقليمي والدولي على سوريا هو من أجل حقوق الشعب السوري، وفق ما أكد عبدالملك العجري عضو فريق التفاوض الوطني، لافتاً إلى موقف هؤلاء جميعهم من حقوق الشعب الفلسطيني وهو يتعرض لإبادة جماعية في غزة.
وتساءل العجري ،ألم تكن الحرب في سوريا قد توقف قبل طوفان الأقصى وكان هناك هدنة قائمة على أساس بيان أستانا؟ ألم تكن مصلحة الشعب السوري في الحفاظ على وقف إطلاق؟ من الذي أنقلب على الاتفاق واستأنف الحرب في هذا التوقيت؟ اليس ذلك مجرد استثمار رخيص لنتائج العدوان الاسرائيلي؟!
ليس مجرد استثمار رخيص فحسب بل وغبي لأن من سيجني ربح هذه المعركة هم المشغلون الإقليميون والدوليون وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل أما هذه الفصائل فليسوا أكثر من وقود للمعركة ولن يطولوا بلح الشام ولا عنب اليمن، كما يقول العجري.
ويضيف العجري أن الطعن في ظهر المقاومة لم يأت من محور التطبيع بل من محور الغدر الذي يدعو على إسرائيل في المنابر ويطعن معها في الميدان.
وتابع: “الإخوان المسلمون هم الجماعة الإسلامية الأكبر في المنطقة بل أكبر تنظيم في العالم أكبر حتى من الحزب الشيوعي الصيني لديه ما يقارب ٧٠ فرعاً في العالم، كان يمكن أن يلعب دور حركة الإصلاح الديني البروتستانتية في أوروبا بداية العصر لكن – للأسف – “جسم فيل وعقل عصفور”، ليس تجنياً ولكنها الحقيقة جسم ضخم قليل البركة والحظ والقدرة على التعلم من الأحداث فبعدما كشفته أحداث الربيع العربي من هشاشته سياسياً كان الغياب المحير في قضية غزة مع أن الإخوان كتنظيم أقوى من الجامعة العربية، و لا زال منهج فقه المصالح يورطه في نوع من الميكيافيلية السياسية القائمة على التربص والانقضاض، وإظهار الموادعة وإضمار الغدر ولو بالتحالف مع الشيطان لتحقيق مكاسب أنانية صغيرة ولو على حساب قضايا المسلمين الكبرى.
معاقبة سوريا لرفضها التطبيع
من جانبه، يستبعد الكاتب والمحلل السياسي حميد رزق أن الجماعات التكفيرية في سوريا تحارب نظام بشار الأسد لأن الأخير مجرد شخص، فهم يحاربون حركات المقاومة وقضية فلسطين لصالح العدو الإسرائيلي.
فبعد أكثر من عام على الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني في غزة والتواطؤ مع الأعداء ضد المقاومة، تنبري تركيا والإخوان المسلمين في المنطقة بأسرع من لمح البصر في نقل المعركة إلى سوريا باسم الجهاد ضد بشار الأسد بينما المطلوب من هؤلاء أن يعلنوه ضد نتنياهو وينتصرون لغزة وفلسطين، حسب ما ذكر رزق، منوهاً أن سوريا تُعاقب نتيجة دعم نظام الأسد لحركات المقاومة ورفض التطبيع والتحول حديقة خلفية لإسرائيل
تفاهم أمريكي تركي إخواني
إن التطورات في غزة و أوكرانيا تنعكس على الوضع في سوريا حيث وجهت أمريكا ضربة لروسيا في سوريا بينما وجهت هي وإسرائيل ضربة لمحور المقاومة في سوريا بعد الفشل الاسرائيلي في غزة وفي لبنان بشكل خاص اضطرت معه إلى توقيع اتفاق هدنة مع حزب الله، كما يرى المحلل السياسي عبدالله مفضل الوزير، مشيراً إلى أن الجماعات التكفيرية حصلت على أسلحة متطورة بينها مسيرات انتحارية في سوريا ومسلحون من عدة دول يشاركون في السيطرة على أغلب المناطق في حلب وكذا بعض القرى والمدن في ادلب.
وأوضح الوزير أن التفاهم الأمريكي التركي أو الإخواني بشكل عام أفرز إلى الواقع التطورات الكبرى التي شهدتها سوريا، حيث تسعى إدارة بايدن لارباك الوضع السياسي والعسكري بين أمريكا وروسيا قبل وصول ترامب الى البيت الأبيض، نظراً للعلاقة التي تربط ببن الإخوان والحزب الديمقراطي الأمريكي.
وأعتبر الوزير هذه التطورات وصمة عار في جبين النظام التركي وحركة الاخوان المسلمين التي خذلت غزة واتجهت نحو قطع خط امداد المقاومة اللبنانية بعد تهديد نتنياهو لبشار الأسد، وبعد اتفاق الهدنة بلبنان والخوف الاسرائيلي من إمداد حزب الله بالسلاح من سوريا.
وتابع قائلاً: “لا يمكن لأحد من دعاة نصرة غزة من الاخوان انكار الدعم الأمريكي والاسرائيلي الكبير لمسمى المعارضة في سوريا كما أن توقيت هذه المعارك كان دقيق جداً ومدروس بعناية”.
تصريحات أردوغان “النفاقية”
أتت هذه التطورات بعد أيام قليلة من تصريحات أردوغان “النفاقية” بشأن غزة وتصريحات بايدن حول إشراك تركيا لأول مرة في مفاوضات غزة والصهاينة، ما يشير إلى وجود اتفاق أمريكي تركي إسرائيلي في سوريا وغزة. ومن غير المستبعد أن يتم المقايضة بين غزة وسوريا باتفاق تركي أمريكي قطري إسرائيلي، خاصة مع تصريحات رئيس الموساد السابق في حديث له عن مسمى “المعارضة السورية” فرد قائلاً أنهم يعملون معنا كما جاء في صحيفة هاربتز.
إن هذه التطورات وإن كانت غير مسبوقة وعادت متسارعة بشكل ملفت إلا أنها ستقف عند حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب “التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في 2019″.
ويعلق الوزير على تلك التطورات في سوريا بالقول: ” يرقص الإخوان لهذه التطورات في إطار التشفي في حزب الله وإيران وبنفس الوقت يحاولون اقناع العالم أنهم مع غزة ضد إسرائيل في محاولة يائسة لتغطية عار العمالة والخيانة والانحطاط الذي حل بهم.
مضيفاً: “هؤلاء لا مانع لديهم من أن يشارك الطيران الاسرائيلي في قصف قوات النظام السوري، وأن يقاتلوا كتفاً لكتف إلى جانب الصهاينة في سوريا، لكنهم لا زالوا يحاولون انكار التصريحات الإسرائيلية وكذا مشاركة الطيران الإسرائيلي لقصف بعض أماكن النظام بما يخدم هذه الجماعات المتصهينة، في نفاق مفضوح وقبيح”.