هل يوجد متحور كورونا جديد أم مجرد دور برد شديد؟.. أطباء يحسمون الجدل
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق شهد العالم في السنوات الأخيرة انتشاراً واسعاً للأمراض التنفسية، خاصةً مع ظهور جائحة كورونا وقد أدى ذلك إلى زيادة الاهتمام بأعراض البرد الشديد وتأثيرها على صحة الإنسان، وخاصةً على فئة مرضى الجهاز التنفسي والجيوب الأنفية. في هذا التقرير، سنناقش دور البرد الشديد في انتشار الأمراض، وارتباطه بفيروس كورونا، وكيفية الوقاية منه وعلاجه، مع التركيز على الاحتياطات التي يجب على مرضى الجهاز التنفسي والجيوب الأنفية اتخاذها.
البرد الشديد وانتشار الأمراض
يعتبر البرد الشديد من أكثر الأمراض التنفسية شيوعاً، وغالباً ما يسببه مجموعة متنوعة من الفيروسات. وعلى الرغم من أن البرد الشديد في حد ذاته ليس مرضاً خطيراً، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لدى بعض الفئات، مثل كبار السن والأطفال الصغار ومرضى الجهاز التنفسي المزمن. كما يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض أخرى، مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الجيوب الأنفية.
دور البرد الشديد في انتشار الأمراض
من جانبه قال دكتور محمد يونس ل " البوابةنيوز " استشاري الأمراض الصدرية، ومدرس مساعد بكلية الطب بالقوات المسلحة، وعضو الجمعية الأوروبية لأمراض الصدر.، قال : ان ضعف الجهاز المناعي بسبب البرد الشديد ، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بفيروسات أخرى، بما في ذلك فيروس كورونا ، وإنتشار الفيروسات عن طريق العطس والسعال، مما يؤدي إلى تلوث الأسطح والأشياء التي يلمسها المصاب.
البرد الشديد وكورونا: هل هناك علاقة؟
ويكمل : لقد أثار انتشار جائحة كورونا تساؤلات حول العلاقة بين البرد الشديد وكورونا ، ووجدت الدراسات الأخيرة أن بعض أعراض البرد الشديد تشبه أعراض الإصابة بفيروس كورونا، مثل السعال والحمى وانسداد الأنف ، ومع ذلك، فإن هناك اختلافات مهمة بين الفيروسين، حيث أن فيروس كورونا يميل إلى التسبب في أعراض أكثر شدة، مثل فقدان حاسة الشم والتذوق وضيق التنفس.
أهمية الاختبار:
وأردف : للتأكد من التشخيص الصحيح، من الضروري إجراء فحص مخبري للكشف عن وجود فيروس كورونا. ففي حالة الإصابة بكورونا، يجب اتباع الإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع انتشار الفيروس.
احتياطات مرضى الجهاز التنفسي والجيوب الأنفية
وفى ذات السياق قال دكتور نادر نصر الدين ل" البوابةنيوز" - استشاري الأمراض الصدرية : يعد مرضى الجهاز التنفسي والجيوب الأنفية أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات البرد الشديد، لذلك يجب عليهم اتخاذ الاحتياطات التالية النظافة الشخصية بغسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، وتجنب لمس الوجه والعينين والفم، وتغطية الفم والأنفبالمنديل او الكمامة عند السعال أو العطس، يجب تغطية الفم والأنف بمنديل ورقي أو بمرفق الثوب فى أماكن الازدحام لحماية المريض ومن حوله بالتباعد الاجتماعي وتجنب الأماكن المزدحمة والاختلاط بالأشخاص المصابين، والتهوية الجيدة لكل غرف المنزل بشكل جيد، والالتزام بالعلاج الدوائي.
و الحصول على التطعيمات اللازمة، مثل لقاح الإنفلونزا، لحماية الجسم من الفيروسات الأخرى.
الوقاية من البرد الشديد وعلاجه
ويصف دكتور " نادر " ان الوقاية خير من العلاج والحصول على قسط كاف من النوم، وتناول غذاء صحي ومتوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب التدخين والتعرض للتلوث.
ويؤكد : ان العلاج فى الراحة التامة وشرب الكثير من السوائل الدافئة، واستخدام الأدوية المسكنة للألم وخافضة للحرارة، مثل الباراسيتامول والأيبوبروفين، ولكن في حالة تفاقم الأعراض، يجب استشارة الطبيب.
ويختتم : ان البرد الشديد يعد من الأمراض الشائعة، ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لدى بعض الفئات. ولكن من خلال اتباع الإجراءات الاحترازية اللازمة، يمكن الحد من انتشار البرد الشديد والحماية من مضاعفاته. كما يجب على مرضى الجهاز التنفسي والجيوب الأنفية اتخاذ احتياطات إضافية للحفاظ على صحتهم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: انتشار الأمراض أهمية الاختبار متحور جديد كورونا الجيوب الأنفية البرد الشدید
إقرأ أيضاً:
( كورونا في زمن معتقلات مارب )
قصة إنسانية لمشاهد حقيقية تستند إلى وقائع حقيقية مؤلمة وموثقة من سجون مارب يرويها أحد المعتقلين لأحد مشاهد عذابات المعتقلين هنالك .
الجزء الأول: الزنزانة التي تبوح بالكوابيس
في زنزانةٍ لا تتجاوز مساحتها مترين في متر، تحت أرضية سجن مارب، كان «أحمد» (اسم مستعار) وعشرة معتقلين آخرين يُقاسون الاختناق اليومي. لم يكن هناك فراشٌ يلطّف صلابة البلاط البارد، ولا ماءٌ نظيف يُطفئ عطشهم ولا يوجد حمام حقيقي يُخفف من رائحة العفن التي تسكن الجدران عدا كرسي مخلوع نهاية الغرفة الصغيرة استخدموه كمرحاض للتبول بدون أي خصوصية.
كانوا ينامون متشابكي الأطراف كقطعٍ من خشب البناء المُهمل، يتقاسَمون همسات الألم، وحكايات الاختفاء القسري، وذكريات عائلاتهم التي لا يعرفون إن كانت لا تزال تبحث عنهم.
ليالِ وأيام طويلة للغاية وقاسية للغاية كان أحمد يبكي فيها كلما كان ينجو من وجبة الجلد المتواصل على يد السجانين، فهم لا يعرفون الوقت ولم يشاهدوا الشمس منذ أكثر من عام وتم نقلهم لهذه الزنزانة كعقاب مضاعف .
الجزء الثاني: الوباء يدخل الزنزانة
مع تفشي جائحة كورونا، تحول السجن إلى جحيمٍ أكثر قسوة، لم يهتم الحراس بإجراءات الوقاية، بل استخدموا الوباء كسلاحٍ جديد. في إحدى الليالي، فُتح باب الزنزانة بعنف، ودُفع بداخلها معتقلٌ جديدٌ نحيل الجسد، يرتجف من البرد والسعال، عيناه مليئتان بالارتباك. أخبرهم بصوت واهن مبحوح أنه «مصاب بكورونا»، ثم أُغلق الباب.
الجزء الثالث: التقيؤ.. والموت البطيء
بدأ الرجل يتقيأ إفرازاتٍ سوداء تنزل كالحمم على أجساد المُعتقلين، الذين حاولوا بدورهم دفع بعضهم للابتعاد، لكن الزنزانة الضيقة جعلت الحركة مستحيلة. ظل الرجل يتشبث بأنفاسه طوال الليل، بينما كان «أحمد» وزملاؤه يمسحون القيء بأيديهم العارية، وينادون الحراس طلباً للنجدة.. لم يأتِ أحد.. مع الفجر، انتهت المعاناة بجثةٍ بلا حركة، تملأ الزنزانة رائحة الموت.
الجزء الرابع: حتى الموت صار رفيقنا
روى «أحمد» كيف حاولوا إنقاذ الرجل بوسائلهم البدائية: دلكوا صدره بأيديهم، ونادوه بأسماء الله الحسنى، وحتى «شتموا» المرض علّه يتراجع. لكن كل شيء كان بلا فائدة. قال أحد المعتقلين بصوتٍ مكسور: «هنا حتى الموت يُهيننا… يتركنا نُحصي ثوانيه كالعقاب». عندما جاء الحراس في الصباح، أخرجوا الجثة ببرود، ورموها في عربة الإسعاف العسكرية، بينما كان السجناء يغسلون أجسادهم بماءٍ آسنٍ من دلوٍ صدئ..
* * *
الجلاد عندما تبدلت الأدوار وانعكست الحكاية
حدثني أحد الناجين من معتقلات مارب، والذي ذاق خلال عامين من الأسر صنوف العذاب بمختلف أنواعه بحادثة تفصح عن الفارق بيننا وبينهم.
عندما تتبدل الأدوار وتنعكس الحكاية ليصبح الجلاد ضحية !!
يبدأ قائلا: إنه بعد الإفراج عنه قبل ثلاثة أعوام تم استدعاؤه من قبل جهة أمنية هو ومجموعة من رفاق أحد معتقلات مارب وعندما وصلوا لذلك المكان أدخلوهم لغرفة كان فيها معتقل مغطى رأسه.
جلس هو وأربعة من رفاقه على كراسٍ متجاورة ليقوم أحد الحراس برفع غطاء الرأس عن ذلك المعتقل لتكون المفاجأة التي صعقتهم.. إنه أشهر جلادي معتقل مارب!!
لم يصدقوا أنه هو وعادت بهم الذاكرة لسنوات الاعتقال وصنوف العذابات التي نالوها على يديه..
كان يضربهم ضرباً مبرحاً ويتسلى بوضعهم في عجلات سيارات وركلهم ليتأرجحوا داخلها .
كان يعاملهم بوحشية كالحيوانات يهينهم يصفعهم مراراً بلا سبب ويكيل لهم الشتائم النابية والمهينة..
يمنعهم من النوم ويرميهم كالجرذان في أقبية المعتقل الشهير بالتعذيب .
أخبرني أن الجهة الأمنية أخبرتهم فيما بعد أنه تم اعتقاله في إحدى جبهات القتال أثناء إحدى المعارك .
كانوا يشاهدونه وبداخلهم مشاعر متضاربة شتى فيما هو يشاهدهم في صمت وقد عرفهم جميعاً وعرفوه كذلك .
حتى بدأ أولهم بالنهوض من على الكرسي والذهاب نحوه.. نظر في عينيه طويلا ومد له يده ليصافحه واخرج من جيبه بعض المال الذي بحوزته وناوله ومضى .
يحدثني أنهم جميعهم قاموا بذات العمل صافحوه ودعوا له بالهداية وأعطوه كل ما يمتلكوه من مال وغادروا.