عربي21:
2025-04-14@23:06:53 GMT

فصل الخِطاب: ماذا بعد السقوط..؟!

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

قامت ثورة سورية حقيقية، وذلك لتهدم الفساد وأفظع معاني الإجرام في التاريخ المعاصر، فهذا الإجرام فاق إجرام محاكم التفتيش تجاه مسلمي الأندلس، ولكن نجحت ثورة استخدمت القوة لفرض السلمية وهذا نوع من الذكاء السياسي في واقعنا الحالي. ولكي تنجح الثورة وتخرج سوريا من نفق المكر الدولي على الثوار أن يتعلموا من التاريخ وتجارب الآخرين، ولذلك أوجه لهم عدة نداءات مملوءة بنصائح غالية من مخلص ومحب للثورة السورية العظيمة وهي كالآتي:

- تشكيل حكومة رسمية استثنائية توافقية خالية من بقايا النظام الساقط والأيديولوجية والشللية والمحسوبية، مكونة من عناصر ذات كفاءات وليست شعارات، حكومة تتكون من كافة مكونات المجتمع السوري والشباب؛ فالسوريون تعلموا السياسة جيدا، فلا أحد يخاف عليهم، لأنهم تعلم السياسة نتيجة فقدان وألم وواقع مرير قد مروا به.

وكذلك تشكيل الحكومة ليس تشكيل كفترة انتقالية بل فترة استثنائية، وتكون لديها كافة القرارات والشرعية، حكومة فيها رجال يمتلكون فكر الدولة وليست الطائفة أو الحزبية أو الفصائلية أو العاطفة، وذلك في أسرع وقت ممكن فإن الوقت استثنائي يحتاج رجال استثنائيين..

- أخطر أربع جبهات على الثورة هي: الأطماع السياسية، وسوء الخطاب السياسي غير المدروس المليء بالشعارات التي هي في غير محلها الآن، وكذلك جماعة قسد وإسرائيل، فلذلك يتم فتح جبهة وليست كل الجبهات في وقت واحد.

- لا بد أن يكون هناك خطاب سياسي لبناء الداخل، ومطمئن لفترة ما للجيران والجغرافيا المتجاورة، خطاب واع ومتزن، وأهم الأركان ضبط الخطاب السياسي من خلال جهة واحدة ومتحدث واحد للحكومة وكذلك للخارجية والدفاع.

- الخطاب السياسي نصف السياسة، ويمكن من خلاله كسب الحاضنة الشعبية الجامعة وتطمين الجيران الإقليميين والمجتمع الدولي.

- التخلص بأسرع وقت من كل من كانت يده ملطخة بدماء السوريين بمحاكمات ثورية علنية واضحة وقانونية وسريعة ونافذة.

- ملاحقة أموال المرتبطين بالنظام والمخدرات وغيرها وجعلها في صندوق للتعليم والصحة، لأنهم سيستخدمون الأموال في صناعة الدولة العميقة، فلذلك يتم تقصير أيديهم بتأميم أموالهم التي سرقوها من الشعب لتكون لخدمة الشعب لا لضربه مرة أخرى.

- وإذا لم يتم نزع السلاح وإنهاء الطابع الفصائلي المسلح دون اقتتال، ستتحول سوريا إلى مناطق معزولة ودولة مليشيات ومقسمة مثل ليبيا والسودان.. وعلى إثر ذلك يكون تجميع الفصائل بشكل احترافي وليس فيه إهانة لأحد فيهم، فيكون هناك جيش منظم وكل قائد فصيل يكون قائد لواء وله وضعه ومنصبه ومكانته، وذلك لاحتواء الجميع داخل دولاب الدولة، وكذلك توزيع عناصر الفصائل على كتائب مختلفة، وليس ككتل موحدة داخل الجيش الوطني، والقادة يكون لهم مواضع قيادية.. لقول النبي.. ارحموا عزيز قوم أذل.

- إثبات الكفاءة الدبلوماسية الدولية في الحكومة القادمة، والخطاب يكون لبناء سوريا داخليا، منعزلة عن كافة القضايا الإقليمية والدولية والشعارات الوطنية والقومية والبروباجندا، ولا يكون مثل خطابات صدام وناصر، ويجب أن يتم توصيل رسالة للعالم بأن سوريا تريد فقط بناء دولتها، وهي فترة الانغلاق على الداخل وبناء الداخل، وتوفير أمنها الغذائي والمائي والدوائي والسلاح والتكنولوجيا.. فحروب العصر الحديث تعتمد على المال والمعلومة والاكتفاء الغذائي.

- لا يحب الوقوع بنفس الخطأ الذي وقعت به الثورة المصرية (أخونة الدولة أو أدلجة الدولة أو الخطاب الضعيف أو الإقصائي أو الطائفي، يجب أن يكون خطاب دولة وليس خطابا أو فعلا شعبويا أو حزبيا أو أيديولوجيا، بل يكون فعلا جمعيا ودولتيا)، فالسعيدُ من اتَّعظ بغيرهِ، والشقيُّ من اتَّعظ بنفسهِ.

- من الممكن أن تكون الدولة أمام اختراق مخابراتي دولي خطير سيبرر لإسرائيل الدخول بحجة سوء إدارتها أو أيديولوجيتها أو الطائفية، وبحجة جعل منطقة عازلة لتعزيز حماية أمنها الإقليمي، وحينها ستولد ثورة جديدة طويلة الأمد قد تمتد لسنوات عديدة وهذا ما أخشاه. أيضا يجب كل من عليه علامة دولية أن ينسحب من المشهد السياسي تماما ويمكن أن يكون من خلف الكواليس وبصمت وفاق لمجلس شورى علمي ومراكز علمية استراتيجية، حتى لا تستغل أمريكا والغرب هذه العلامات وقتما تشاء بفرض عقوبات على سوريا اقتصادية وسياسية وعزلها عن المجتمع الإقليمي والدولي.

- يجب البعد عن معركة الدستور الآن، والتي من الممكن أن تكون مرحلة انقسام المجتمع وخلق حالة من الجدال يستغلها الماكرون والفاعلون الدوليون لاستقطاب فئات تجاهها، قادرة على إحداث خلل في الاستقرار السياسي، فيجب البعد عن ذلك بتعديل بعض المواد في الدستور القائم الذي يقف ضد المكون السني.

- تجميع الفصائل في مشروع الدولة أو الهدف الاستراتيجي للدولة الآن، وكذلك يتم توجيههم إلى منطقة الجنوب المجاورة للاحتلال، كهدف مقدس، ومنها حماية حدود الدولة، وكذلك يكونوا قوة على الأرض تساعد المفاوض مع الكيان الصهيوني لكسب بعض المكاسب السياسية. فالآن إيران سلمت سوريا لإسرائيل حتى تعيد بناء شكلها من جديد، وستكون من خلال معركة الدستور أو غيره. فلذلك يجب الضغط على إسرائيل بنشر الفصائل في الجنوب حتى يتم دمجهم في الجيش وفي مشروع قومي.. وأيضا التفاوض مع إسرائيل كحل مؤقت الآن يحافظ على حماية وبناء الدولة ومن ثم تعيد قوتها وسلطانها.. وهذه تسمى مرحلة الصبر الاستراتيجي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الثورة سوريا بناء سوريا الثورة بناء سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

رئيس الأركان الإسرائيلي يحذر من نقص عدد الجنود بصفوف الجيش

إسرائيل – حذّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير الحكومة من أن نقص عدد الجنود قد يحدّ من قدرة الجيش على تحقيق طموحات القيادة السياسية ومخططاتها في غزة.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الاثنين، إن زامير الذي تولى مؤخرًا قيادة الجيش، أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته أن “الاستراتيجيات العسكرية وحدها لا يمكنها تحقيق جميع الأهداف في غزة، لا سيما في غياب مسار دبلوماسي مُكمّل”.

وأضافت: “يعكس تحذير زامير فجوةً متزايدة بين القدرة العملياتية للجيش والتطلعات السياسية الأوسع للحكومة، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته البرية المحدودة بموجب خطة مُصغّرة”.

وكان الجيش الإسرائيلي تحدث في الأشهر الماضية عن نقص في الجنود النظامين بسبب عدم تجنيد اليهود المتدينين (الحريديم) وأيضا عزوف جنود من الاحتياط عن الخدمة لأسباب عديدة على رأسها الإرهاق من طول الحرب، وفق إعلام إسرائيلي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير، لم تسمه: “زامير لا يُزيّف الحقائق، بل يُطالب القيادة بالتخلي عن بعض أوهامها”.

وقالت: “تؤكد تصريحات المسؤول إحجام الجيش الإسرائيلي عن تكرار ما يصفه المسؤولون بإخفاقات الماضي، فقد تآكلت المكاسب العسكرية التي تحققت في وقت سابق من الحرب بعد أن امتنعت الحكومة عن اتخاذ إجراءات سياسية تهدف إلى إزاحة الفصائل الفلسطينية من السلطة، وبعد ثمانية عشر شهرًا من الصراع، لا تزال الفصائل الفلسطينية تسيطر على معظم قطاع غزة”.

وأضافت: ” يُقال إن زامير يُؤيد هجومًا بريًا أكثر حسمًا يهدف إلى هزيمة الفصائل الفلسطينية عسكريًا – باستخدام تكتيكات مختلفة عن تلك المُستخدمة قبل وقف إطلاق النار الأخير، بما في ذلك تطويق المناطق الرئيسية وتفتيش المدنيين على مراحل”.

وتابعت: “ومع ذلك، قد تستغرق إعادة احتلال غزة بالكامل أشهرًا عديدة، وربما سنوات، وستتطلب إعادة تفعيل عشرات الآلاف من جنود الاحتياط”.

واستدركت: “تراوح معدلات مشاركة جنود الاحتياط الحالية في الوحدات القتالية بين 60 في المئة و70 في المئة، وفقًا للجيش – وهي أرقام أُبلغت بالكامل لنتنياهو وكبار الوزراء”.

ونقلت عن مسؤول عسكري إسرائيلي، لم تسمه: “هناك قلق من أن هذه الأرقام لن تتحسن في حال شن هجوم أوسع”.

وكان تحقيق لصحيفة “هآرتس” كشف في مارس/آذار الماضي أنه مع تراجع الاستجابة لطلبات الخدمة الاحتياطية بالجيش الإسرائيلي فإن بعض وحداته لجأت إلى إعلانات عبر منصات التواصل الاجتماعي لتجنيد أفراد.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • السقوط العربي
  • من بينها "ملف الاغتيالات".. ماذا سيبحث سلام في سوريا؟
  • 5 تحديات صعبة أمام حكومة الشرع في سوريا.. ما هي؟
  • رئيس الأركان الإسرائيلي يحذر من نقص عدد الجنود بصفوف الجيش
  • قرقاش: الإمارات ترى في سوريا المزدهرة ركيزة ضرورية لمستقبل المنطقة
  • رئيس الدولة: استقرار سوريا وتعزيز أمنها مصلحة للمنطقة كلها
  • جامعة المنوفية تحتضن مبادرة “ابني وعيك” لبناء الوعي السياسي للشباب
  • محمد بن زايد يستقبل الشرع ويؤكد على دعم استقرار سوريا
  • نوتنجهام.. «السقوط المؤلم»!
  • عن قرارِ فصائل نزعِ سلاحِها