عربي21:
2025-01-11@04:34:22 GMT

فصل الخِطاب: ماذا بعد السقوط..؟!

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

قامت ثورة سورية حقيقية، وذلك لتهدم الفساد وأفظع معاني الإجرام في التاريخ المعاصر، فهذا الإجرام فاق إجرام محاكم التفتيش تجاه مسلمي الأندلس، ولكن نجحت ثورة استخدمت القوة لفرض السلمية وهذا نوع من الذكاء السياسي في واقعنا الحالي. ولكي تنجح الثورة وتخرج سوريا من نفق المكر الدولي على الثوار أن يتعلموا من التاريخ وتجارب الآخرين، ولذلك أوجه لهم عدة نداءات مملوءة بنصائح غالية من مخلص ومحب للثورة السورية العظيمة وهي كالآتي:

- تشكيل حكومة رسمية استثنائية توافقية خالية من بقايا النظام الساقط والأيديولوجية والشللية والمحسوبية، مكونة من عناصر ذات كفاءات وليست شعارات، حكومة تتكون من كافة مكونات المجتمع السوري والشباب؛ فالسوريون تعلموا السياسة جيدا، فلا أحد يخاف عليهم، لأنهم تعلم السياسة نتيجة فقدان وألم وواقع مرير قد مروا به.

وكذلك تشكيل الحكومة ليس تشكيل كفترة انتقالية بل فترة استثنائية، وتكون لديها كافة القرارات والشرعية، حكومة فيها رجال يمتلكون فكر الدولة وليست الطائفة أو الحزبية أو الفصائلية أو العاطفة، وذلك في أسرع وقت ممكن فإن الوقت استثنائي يحتاج رجال استثنائيين..

- أخطر أربع جبهات على الثورة هي: الأطماع السياسية، وسوء الخطاب السياسي غير المدروس المليء بالشعارات التي هي في غير محلها الآن، وكذلك جماعة قسد وإسرائيل، فلذلك يتم فتح جبهة وليست كل الجبهات في وقت واحد.

- لا بد أن يكون هناك خطاب سياسي لبناء الداخل، ومطمئن لفترة ما للجيران والجغرافيا المتجاورة، خطاب واع ومتزن، وأهم الأركان ضبط الخطاب السياسي من خلال جهة واحدة ومتحدث واحد للحكومة وكذلك للخارجية والدفاع.

- الخطاب السياسي نصف السياسة، ويمكن من خلاله كسب الحاضنة الشعبية الجامعة وتطمين الجيران الإقليميين والمجتمع الدولي.

- التخلص بأسرع وقت من كل من كانت يده ملطخة بدماء السوريين بمحاكمات ثورية علنية واضحة وقانونية وسريعة ونافذة.

- ملاحقة أموال المرتبطين بالنظام والمخدرات وغيرها وجعلها في صندوق للتعليم والصحة، لأنهم سيستخدمون الأموال في صناعة الدولة العميقة، فلذلك يتم تقصير أيديهم بتأميم أموالهم التي سرقوها من الشعب لتكون لخدمة الشعب لا لضربه مرة أخرى.

- وإذا لم يتم نزع السلاح وإنهاء الطابع الفصائلي المسلح دون اقتتال، ستتحول سوريا إلى مناطق معزولة ودولة مليشيات ومقسمة مثل ليبيا والسودان.. وعلى إثر ذلك يكون تجميع الفصائل بشكل احترافي وليس فيه إهانة لأحد فيهم، فيكون هناك جيش منظم وكل قائد فصيل يكون قائد لواء وله وضعه ومنصبه ومكانته، وذلك لاحتواء الجميع داخل دولاب الدولة، وكذلك توزيع عناصر الفصائل على كتائب مختلفة، وليس ككتل موحدة داخل الجيش الوطني، والقادة يكون لهم مواضع قيادية.. لقول النبي.. ارحموا عزيز قوم أذل.

- إثبات الكفاءة الدبلوماسية الدولية في الحكومة القادمة، والخطاب يكون لبناء سوريا داخليا، منعزلة عن كافة القضايا الإقليمية والدولية والشعارات الوطنية والقومية والبروباجندا، ولا يكون مثل خطابات صدام وناصر، ويجب أن يتم توصيل رسالة للعالم بأن سوريا تريد فقط بناء دولتها، وهي فترة الانغلاق على الداخل وبناء الداخل، وتوفير أمنها الغذائي والمائي والدوائي والسلاح والتكنولوجيا.. فحروب العصر الحديث تعتمد على المال والمعلومة والاكتفاء الغذائي.

- لا يحب الوقوع بنفس الخطأ الذي وقعت به الثورة المصرية (أخونة الدولة أو أدلجة الدولة أو الخطاب الضعيف أو الإقصائي أو الطائفي، يجب أن يكون خطاب دولة وليس خطابا أو فعلا شعبويا أو حزبيا أو أيديولوجيا، بل يكون فعلا جمعيا ودولتيا)، فالسعيدُ من اتَّعظ بغيرهِ، والشقيُّ من اتَّعظ بنفسهِ.

- من الممكن أن تكون الدولة أمام اختراق مخابراتي دولي خطير سيبرر لإسرائيل الدخول بحجة سوء إدارتها أو أيديولوجيتها أو الطائفية، وبحجة جعل منطقة عازلة لتعزيز حماية أمنها الإقليمي، وحينها ستولد ثورة جديدة طويلة الأمد قد تمتد لسنوات عديدة وهذا ما أخشاه. أيضا يجب كل من عليه علامة دولية أن ينسحب من المشهد السياسي تماما ويمكن أن يكون من خلف الكواليس وبصمت وفاق لمجلس شورى علمي ومراكز علمية استراتيجية، حتى لا تستغل أمريكا والغرب هذه العلامات وقتما تشاء بفرض عقوبات على سوريا اقتصادية وسياسية وعزلها عن المجتمع الإقليمي والدولي.

- يجب البعد عن معركة الدستور الآن، والتي من الممكن أن تكون مرحلة انقسام المجتمع وخلق حالة من الجدال يستغلها الماكرون والفاعلون الدوليون لاستقطاب فئات تجاهها، قادرة على إحداث خلل في الاستقرار السياسي، فيجب البعد عن ذلك بتعديل بعض المواد في الدستور القائم الذي يقف ضد المكون السني.

- تجميع الفصائل في مشروع الدولة أو الهدف الاستراتيجي للدولة الآن، وكذلك يتم توجيههم إلى منطقة الجنوب المجاورة للاحتلال، كهدف مقدس، ومنها حماية حدود الدولة، وكذلك يكونوا قوة على الأرض تساعد المفاوض مع الكيان الصهيوني لكسب بعض المكاسب السياسية. فالآن إيران سلمت سوريا لإسرائيل حتى تعيد بناء شكلها من جديد، وستكون من خلال معركة الدستور أو غيره. فلذلك يجب الضغط على إسرائيل بنشر الفصائل في الجنوب حتى يتم دمجهم في الجيش وفي مشروع قومي.. وأيضا التفاوض مع إسرائيل كحل مؤقت الآن يحافظ على حماية وبناء الدولة ومن ثم تعيد قوتها وسلطانها.. وهذه تسمى مرحلة الصبر الاستراتيجي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الثورة سوريا بناء سوريا الثورة بناء سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

جوزيف عون في كلمته الأولى كرئيس للجمهورية: عهد جديد للبنان يقوم على سيادة القانون والتغيير السياسي.. وأتعهد بالحفاظ على سيادة واستقلال البلاد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في أول خطاب له كرئيس للجمهورية اللبنانية، أكد العماد جوزيف عون أن لبنان يدخل مرحلة جديدة من تاريخه، متعهدًا بالحفاظ على سيادة واستقلال البلاد، والعمل على إحداث تغييرات جذرية في الأداء السياسي والإداري.

تعهدات السيادة والاستقلال

بعد أدائه اليمين الدستورية أمام البرلمان اللبناني، شدد الرئيس عون على أنه لن يفرط بسيادة واستقلال لبنان. وقال: "شرفني السادة النواب بانتخابي رئيسًا، وهو أعظم وسام أناله". وأكد التزامه بصلاحياته كرئيس وحكم عادل بين الأطراف السياسية، مضيفًا: "لبنان هو من عمر التاريخ، وصفتنا الشجاعة وقوتنا التأقلم. ومهما اختلفنا، فإننا عند الشدة نحضن بعضنا البعض".

الأمن والدفاع أولويات العهد الجديد

ركز عون في خطابه على ضرورة الاستثمار في الجيش اللبناني لضمان حماية الحدود ومحاربة الإرهاب، إضافة إلى تطبيق القرارات الدولية. وأكد أن الدولة اللبنانية ستعمل على إزالة الاحتلال الإسرائيلي وآثار عدوانه، مشددًا على أهمية العمل على استراتيجية دفاعية شاملة تجمع بين الدبلوماسية والاقتصاد والقوة العسكرية.

وأشار إلى خططه لتفعيل عمل القوى الأمنية كأداة أساسية لحفظ الأمن وتطبيق القوانين. وقال: "سنسهر على ضبط الحدود وتثبيتها جنوبًا، وترسيمها شرقًا وشمالًا، مع تعزيز دور الجيش في مواجهة التحديات".

الإصلاح السياسي والإداري

وأكد الرئيس اللبناني أن "الأداء السياسي في لبنان بحاجة إلى تغيير جذري"، مشيرًا إلى عزمه التعاون مع الحكومة الجديدة لإقرار قانون استقلالية القضاء وإعادة هيكلة الإدارة العامة. وأضاف: "التدخل في القضاء ممنوع، ولا حصانة لمجرم أو فاسد. عهدي أن أطعن بأي قانون يخالف الدستور".

كما شدد على أهمية المداورة في وظائف الفئة الأولى داخل الدولة، وحق الدولة في احتكار السلاح لضمان استقرار البلاد.

الاقتصاد والمصارف

في الجانب الاقتصادي، أكد عون تمسكه بالاقتصاد الحر، مشيرًا إلى ضرورة بناء نظام مصرفي يلتزم بالقانون، وحماية أموال المودعين. وتعهد بدفع قوانين إصلاحية تشمل تطوير قانون الانتخابات، وإقرار مشروع قانون اللامركزية الإدارية الموسعة.

العلاقات الخارجية

وفي إطار العلاقات الخارجية، دعا عون إلى حوار جدي وندي مع الدولة السورية لمعالجة الملفات العالقة، بما في ذلك ملف المفقودين والنازحين السوريين. وأكد رفض لبنان لتوطين الفلسطينيين، مشددًا على سياسة الحياد الإيجابي، والعمل على تعزيز الصناعة المحلية واستقطاب السياح.

واختتم عون كلمته بتأكيده على أهمية الوحدة الوطنية، قائلاً: "آن الأوان لنراهن على استثمار لبنان في علاقاتنا الخارجية، لا أن نراهن على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض". وأضاف: "شهداؤنا هم روح عزيمتنا، وأسرانا أمانة في أعناقنا، وعهدي أن أعيد بناء ما دمره الاحتلال الإسرائيلي".

انتخاب تاريخي

انتخب العماد جوزيف عون رئيسًا جديدًا للبنان بعد حصوله على 99 صوتًا من أصل 128 في الجولة الثانية من التصويت، ما يعكس توافقًا نيابيًا واسعًا على قيادته في ظل التحديات الراهنة.

بهذا الخطاب، أطلق الرئيس جوزيف عون رؤية طموحة لعهد جديد في لبنان، يقوم على تعزيز السيادة، الإصلاح، والتنمية في مختلف المجالات.

مقالات مشابهة

  • جوزيف عون في كلمته الأولى كرئيس للجمهورية: عهد جديد للبنان يقوم على سيادة القانون والتغيير السياسي.. وأتعهد بالحفاظ على سيادة واستقلال البلاد
  • السيسي يتحدث عن سوريا..ماذا قال؟
  • خارطة حل الفصائل كما يراها ائتلاف النصر: وجود السلاح خارج نطاق الدولة يهدد الديمقراطية
  • خارطة حل الفصائل كما يراها ائتلاف النصر: وجود السلاح خارج نطاق الدولة يهدد الديمقراطية - عاجل
  • مستشار سابق: الانتقال السياسي الآمن داخل سوريا ضمان للمصالح الأوروبية
  • مجلس الأمن يناقش الوضع في سوريا
  • تحذير أممي من «أخطاء» تعرقل الانتقال السياسي في سوريا
  • الأمم المتحدة تحذر من عرقلة الانتقال السياسي في سوريا
  • عاجل. الفراغ الرئاسي في لبنان يقترب من نهايته.. فهل يكون قائد الجيش جوزيف عون الأوفر حظا؟
  • سوريا.. مصرع 3 عناصر من الفصائل الموالية لتركيا شرق حلب