تعيش مليشيات الحوثي الإرهابية حالة استنفار في ظل قلق متزايد من انتفاضة شعبية محتملة، خاصة بعد تراجع المشروع الإيراني والقضاء على أذرعه في لبنان وسوريا.
وأفادت مصادر محلية في صنعاء لوكالة خبر أن الميليشيات قامت مؤخرا بمحاولات يائسة لتثبيت أقدامها داخليا وسط انقسامات واتهامات متبادلة بالفساد والتقصير.
وبحسب المصادر فإن الميليشيات قامت بالتواصل مع العديد من المشايخ لطمأنهم وضمان ولائهم، وقدمت لهم أموالا لضمان عدم انضمامهم لأي انتفاضة أو حركة مناهضة وشيكة.


كما تروج الميليشيات عن خطط مزعومة لإعادة انتظام صرف الرواتب بداية العام المقبل، إضافة إلى مبادرات خاصة باعادة تصدير النفط وصرف مرتبات كافة الموظفين، ومبادرات أخرى خاصة باطلاق سراح المختطفين.
تأتي هذه التحركات في ظل مخاوف حقيقية داخل صفوف المليشيات من انهيار مشروعهت الطائفي بعد الضربات التي تلقاها في دمشق وبيروت، وهو ما دفعهم إلى محاولة احتواء الأوضاع الداخلية بشتى الطرق، على أمل تمرير العاصفة القادمة.
ويؤكد سياسيون أن المليشيات الحوثية التي تعتمد بشكل كبير على الدعم الإيراني في تمويل وتسليح وتجنيد وتدريب القاتلين، وجد نفسها أمام تحديت تراجع النفوذ الإيراني ومخاطر تقلص قنوات الدعم والتمويل، مما أثار مخاوفها من إمكانية صمودها في جولات الصراع القادمة.

وشملت تحركات الحوثيين تعزيز الخطوط الأمامية في محافظة مارب، والحديدة، وحذروا من خطورة التصعيد ضدهم، ما يعكس حالة الاستنفار والقلق الحوثي، وشعورهم بقرب نهاية انقلابهم في البلاد.

كما تنفذ المليشيات حملات أمنية مكثفة ضد المحتفلين بسقوط نظام الوصاية الإيرانية في سوريا، واعتبرتهم بمثابة مشروع مناهضين لتسلطها وانقلابها، كما ألزمت مدراء المدارس والوحدات الصحية بتعليق صور حسن نصر الله.
ويؤكد السياسيون أن مساعي الحوثي للتأقلم مع الواقع الجديد، ستصطدم أولا بديناميكية الحركة، والتي دأبت على المراوغة في طريق الحصول على مكاسب جديدة، في مختلف جولات التفاوض، إضافة أن التوجيهات الإيرانية ستؤكد على المليشيات المضي في التصعيد، كون المليشيات ذو أجندة غير وطنية ولا تضع مصالح اليمن واليمنيين، في أجندتها.
وبحسب السياسيين، فان المليشيات كآخر قلاع المشروع الإيراني فانها ستنفذ التوجيهات الإيرانية للمضي في التصعيد ضد اليمنيين ومصالح اليمن، ولن تقدم أي تنازلات للشعب، مما يجعل من اجتثاثهم أمرا حتميا لاحلال السلام والاستقرار في البلد.
تأتي هذه التطورات في وقت حساس تعيد فيه القوى الإقليمية والدولية ترتيب أوراقها في الشرق الأوسط، وسط تغيرات جذرية في التحالفات والموازين العسكرية.
لم تكن الأحداث في سوريا مجرد أحداث محلية، بل كان لها تبعات إقليمية واسعة، فبعد سقوط الوصاية الإيرانية في سوريا وتراجع النفوذ الإيراني في المنطقة، تواجه بقية الأذرع الإيرانية توجسا وقلقا من نهاية وشيكة لا تعلم السيناريوهات التي ستواجهها.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

موسكو: عدم استقرار سوريا له تداعيات كارثية على الشرق الأوسط

قالت روسيا اليوم الثلاثاء إنها تريد أن ترى سوريا "موحدة وصديقة" لأن عدم الاستقرار هناك قد يؤثر على المنطقة بأسرها، مشيرا إلى تواصل موسكو مع دول أخرى لبحث الوضع فيها.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين إنها "منطقة متفجرة للغاية، بالطبع.. زعزعة الاستقرار أو عدم الاستقرار في واحدة من بلدان المنطقة قد يكون له تداعيات كارثية على المنطقة بأسرها، لذلك نريد أن نرى سوريا موحدة ومزدهرة ومتطورة وذات مستقبل واضح وصديقة".

وأضاف أن روسيا تتواصل مع دول أخرى بشأن الوضع في سوريا بعد اندلاع العنف على مدى الأيام القليلة الماضية.

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 803 أشخاص خلال انتهاكات وقعت في الفترة الممتدة من السادس إلى العاشر من مارس/آذار الحالي، وتركز معظمها في محافظات اللاذقية وطرطوس وحماة.

تنسيق روسي أميركي

في السياق ذاته، نقلت وكالة "تاس" للأنباء عن سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا قوله أمس الاثنين إن روسيا تتواصل مع الولايات المتحدة للتنسيق بشأن تصاعد العنف في سوريا.

وكان موقع بلومبيرغ أفاد -نقلا عن مصادر مطلعة- بأنه من المرجح أن تحتفظ روسيا بوجود عسكري مخفض في سوريا.

وقالت مصادر مطلعة للموقع الأميركي إن روسيا "يمكن أن تساعد في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي ينشط شرق سوريا".

إعلان

وأضافت المصادر أن روسيا تأمل في الاحتفاظ بالقواعد البحرية والجوية التي استخدمتها في سوريا حتى بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وكانت موسكو من أكبر الداعمين لبشار لأسد الذي فر إلى روسيا في ديسمبر/كانون الأول بعد الإطاحة به.

ولروسيا قاعدتان عسكريتان في سوريا لهما أهمية إستراتيجية كبيرة، وتأمل في الاحتفاظ بهما بعد سقوط الأسد.

مقالات مشابهة

  • استنفار غير مسبوق لسلاح الجو الإسرائيلي تحسباً لهجمات صاروخية يمنية
  • مسؤول تونسي سابق يحذر من انفجار اجتماعي وشيك
  • سقوط رافعة تقليدية بالمحاميد يودي بحياة عامل ويخلّف آخر في حالة حرجة
  • موسكو: عدم استقرار سوريا له تداعيات كارثية على الشرق الأوسط
  • التصعيد الإسرائيلي في سوريا.. ضربات جوية متواصلة وسط صمت دولي
  • الضمير الإيراني العامري يدعو إلى حماية المصالح الإيرانية في العراق والمنطقة
  • الخارجية الإيرانية : الأحداث الأخيرة في سوريا اختبار مهم للحكام الجدد
  • الخارجية الإيرانية : الأحداث الأخيرة في سوريا اختبار مهم جدًا للحكام الجدد
  • وسط تحشيد الحوثي.. هل تشتعل الحرب باليمن مجددا في رمضان الحالي؟ (ترجمة خاصة)
  • الخارجية الإيرانية: الأحداث الأخيرة في سوريا اختبار مهم للحكام الجدد