قال أستاذ البيئة النباتية بكلية العلوم في جامعة بنغازي، البروفسور سالم الشطشاط، إن “السيول الأخيرة التي حدثت في غرب ليبيا وأبرزها في ترهونة والقره بوللي وقصر الخيار وغريان، هي جزء من التغيرات البيئية التي يوجهها العالم”.

واضاف: “أن تكرار سيناريو “إعصار دانيال” متوقع، ولن يكون الأخير، وإن التغيرات المناخية ستحدث بشكل أسرع من المتوقع”.

وأضاف الشطشاط، أن “المشكلة الأكبر تكمن في أن البنى التحتية في ليبيا غير مهيئة حاليًا للأمطار شديدة الغزارة، موضحًا أن السدود التي تم تصميمها سابقا ضعيفة ولا تستوعب كمية المياه المتدفقة عبر الوديان”.

وأشار إلى أن “تصميم السدود قبل 500 عام كان يراعى فيه البيانات المناخية للأمطار وتصمم بناء على السعة والمواصفات الأرضية للسدود، لكن ما يحدث الآن أن بنائها يتم بناء على كمية الأمطار التي سقطت خلال السنوات الماضية دون مراعاة للتغيرات المناخية الحالية”.

وشدد الشطشاط، على “أهمية إعادة النظر إلى البنى التحتية في ليبيا”، وقال: “أصبح حاجة ملحة للمساهمة في الحد من الأعاصير والفيضانات مستقبلا”.

وأشار في حديثه لوكالة الأنباء الليبية، إلى أن “كمية الأمطار التي سقطت في غريان يوم 07 ديسمبر الجاري سجلت أعلى كمية لهطول الأمطار في العالم بمعدل 190 ملم”.

ولفت الشطشاط، إلى أن “المناخ الليبي يواجه مشكلة ارتفاع درجات الحرارة في البحر المتوسط بشكل مستمر، مشيرًا إلى أنها سجلت في أغسطس الماضي 26 درجة مئوية، بينما سجلت في داية ديسمبر 30 درجة مئوية”.

وأضاف أن “هذا الارتفاع أدى إلى زيادة نسبة الاحتباس الحراري في منطقة شرق المتوسط، التي تعد المسؤولة عن حدوث العواصف المتوسطية، والتي تتأثر ليبيا بتغيراتها المناخية مباشرة”.

وأوضح الشطشاط، أن “هذه التغيرات تساهم في زيادة معدلات التبخر لمياه البحر، الأمر الذي يخلق مناطق ضغط مختلفة عن طريق الرياح ومن ثم نقل كميات من البخار في صورة سحب تتحول إلى أمطار شديدة الغزارة”.

وحذر الشطشاط، من أن “هذه العواصف والفيضانات لن تكون الأخيرة في ليبيا، متوقعًا أنها ستتكرر وتكون أضرارها كبيرة إن لم تستعد الجهات المختصة لذلك بشكل جيد”.

ودعا الشطشاط، “الجهات المسؤولة إلى أخذ تحذيرات المختصين بعين الاعتبار، مشددًا على أهمية الاهتمام بالبنية التحتية لمواجهة التغيرات المناخية المقبلة”.

هذا “وتدفقت كميات الأمطار من خلال المناسيب والوديان من أعلى غريان إلى الأسفل باتجاه المناطق المنخفضة المتمثلة المناطق الواقعة جنوب طرابلس، وكانت ترهونة أكثر المناطق المتضررة، وتسببت السيول المندفعة في ترهونة في جرف المنازل والسيارات بكميات كبيرة، كما أحدثت تصدعات وانشقاقات في التربة الطبيعية”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الأحوال الجوية في ليبيا فيضانات درنة فی لیبیا إلى أن

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يحذر من ضربة خطيرة من ترامب بشأن تغير المناخ

حذر المفوض الأوروبي لشؤون المناخ من أن الجهود العالمية لمعالجة تغير المناخ ستتعرض لضربة شديدة إذا قرر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الانسحاب مجددا من اتفاقية باريس.

وأعد فريق ترامب الانتقالي أوامر تنفيذية لانسحاب الولايات المتحدة ثاني أكبر ملوث في العالم حاليا بعد الصين من المعاهدة العالمية الرئيسية بشأن تغير المناخ، وفقا لمصادر في الفريق.

وقال مفوض المناخ بالاتحاد الأوروبي فوبكي هوكسترا في مقابلة صحفية نشرها موقع زون بورس الإخباري الفرنسي إذا حدث ذلك، فسيكون ذلك ضربة قوية للدبلوماسية المناخية الدولية.

وأضاف أن خروج الولايات المتحدة مرة أخرى من اتفاقية باريس سيتطلب من الدول الأخرى مضاعفة جهودها في الدبلوماسية المناخية ردا على ذلك.

وقال هوكسترا عن محادثات المناخ التي ترعاها الأمم المتحدة لا يوجد بديل للتأكد من أن الجميع سيساهمون في النهاية، لأن تغير المناخ عشوائي. إن هذه حقا مشكلة يحتاج العالم إلى حلها معا.

إن اتفاق باريس هو محور مفاوضات المناخ التابعة للأمم المتحدة والتي تناقش فيها ما يقرب من 200 دولة خطوات الحد من الانبعاثات والتمويل لدفع ثمن هذه الجهود.

لقد لعبت الولايات المتحدة دورا محوريا في المحادثات، بما في ذلك من خلال العمل مع الصين - أكبر ملوث في العالم وثاني أكبر اقتصاد - لوضع الأساس للصفقات المناخية العالمية الأخيرة.

ومن المتوقع حدوث تحول في عهد ترامب، الذي يعود إلى البيت الأبيض في 20 يناير. لقد وصف تغير المناخ بأنه خدعة، وانسحب من اتفاق باريس خلال ولايته الأولى من 2017 إلى 2021. وفي الشهر الماضي حذر الاتحاد الأوروبي من أنه يجب عليه شراء المزيد من النفط والغاز الأمريكي أو مواجهة التعريفات الجمركية.

وقال هوكسترا إن الاتحاد الأوروبي سوف "يتعاون بشكل بناء" مع الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن قضايا بما في ذلك تغير المناخ.. وإن المفوضية تتواصل مع جهات الاتصال الأمريكية عبر الطيف السياسي، بما في ذلك على المستوى غير الفيدرالي.

وتابع قائلا "إن التأكد من أن أصدقائنا الأمريكيين، قدر الإمكان" يبقون على نفس المسار ويعملون على هذا الأمر معنا، هو بوضوح شيء سأسعى جاهداً لتحقيقه".

ولكن حتى مع مواجهة بروكسل لضغوط لتكثيف قيادتها للمناخ لملء الفراغ المحتمل من جانب الولايات المتحدة، من المقرر أن يفوت الاتحاد الأوروبي الموعد النهائي في فبراير لجميع الدول لإرسال خطط مناخية وطنية جديدة إلى الأمم المتحدة. وقد نشرت إدارة بايدن المنتهية ولايتها بالفعل مساهمة الولايات المتحدة.

وقال هوكسترا إن توقيتات الدورة السياسية للاتحاد الأوروبي لا تتوافق مع الموعد النهائي للأمم المتحدة، لكن أوروبا ستكون جاهزة لخطتها المناخية لعام 2035 بحلول قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة هذا العام في نوفمبر في مدينة بيليم بالبرازيل.

واختتم بالقول الشيء المهم هنا هو التأكد من أن لدينا رقمًا طموحًا قبل أن ندخل بيليم.. أستطيع أن أعدكم بأننا سنحصل عليه.

اقرأ أيضاًوزير الاستثمار يبحث مع سفيرة الاتحاد الأوروبي سبل تعزيز التعاون التجاري بين الجانبين

الاتحاد الأوروبي يواجه تحدي تمويل الدفاع في عام 2025

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لـ أونروا

مقالات مشابهة

  • الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي لدعم الطاقة المتجددة.. خبراء: تساهم في حماية البيئة من التغيرات المناخية.. وتُعد ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة
  • جريمة مروعة تهز ليبيا.. زوجة تستعير من جارتها كلاشنكوف وتقتل زوجها
  • تقرير: تغير المناخ غذى الكوارث الطبيعية التي تسببت في خسائر بقيمة 320 مليار دولار العام الماضي
  • الهيئة العامة للإرصاد الجوية.. إنجازات كبيرة في مجال التغيرات المناخية
  • الأرصاد”: 15 ظاهرة خلال 2024 تجسد واقع التغيرات المناخية في المملكة
  • “الأرصاد”: 15 ظاهرة خلال 2024 تجسد واقع التغيرات المناخية في المملكة
  • "الأرصاد": 15 ظاهرة جوية خلال 2024 تعكس التغيرات المناخية بالمملكة
  • الاتحاد الأوروبي يحذر من "ضربة خطيرة" من ترامب بشأن تغير المناخ
  • الاتحاد الأوروبي يحذر من ضربة خطيرة من ترامب بشأن تغير المناخ
  • السعودية.. سيول و"شاهقة" غير مسبوقة وجهود حثيثة من السلطات