اختتمت اليوم شركة هيدروجين عُمان (هايدروم)، بصفتها الجهة الوطنية المعنية بتنمية قطاع الهيدروجين الأخضر، أعمال "يوم المستثمر"، وذلك بالإعلان عن إطلاق الجولة الثالثة من المزايدات العلنية على أراضي مشاريع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان والمقرر بدؤها في مطلع عام 2025، وجمعت الفعالية التي تعد الأولى من نوعها 400 من نخبة المستثمرين وقادة القطاع من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف الفرص الاستثمارية الاستراتيجية الجديدة في قطاع الهيدروجين الأخضر في السلطنة ودور البلاد في الدفع بعجلة التحول العالمي للطاقة من خلال ما تم تحقيقه حتى اليوم.

وسيتم الأخذ في الحسبان عند تصميم الجولة الثالثة من المزايدات الدروس المستفادة من الجولتين السابقتين بهدف تحسين آليات المشاركة وتعزيز التنافسية، وتشمل هذه الجولة استراتيجيات جديدة لتخصيص الأراضي، وتطوير إجراءات مزايدة أكثر كفاءة، ودراسة إمكانية اقتراح آليات مبتكرة مثل المزادات ثنائية الجوانب التي تهدف إلى ربط قطاع إنتاج الهيدروجين الأخضر بالصناعات التحويلية مثل الحديد الأخضر والأسمدة، وتركز الجولة القادمة على جذب المستثمرين العالميين والمحليين، مع إعطاء الأولوية لتعزيز المحتوى المحلي، وضمان جاهزية البنية الأساسية، والتوافق مع متطلبات الأسواق العالمية، مما يدعم تطور منظومة الهيدروجين في سلطنة عُمان ويعزز مكانتها على خارطة قطاع الطاقة المتجددة، ومن المتوقع فتح باب تقديم العطاءات في الربع الأول من عام 2025، على أمل أن يتم الإعلان عن المشاريع الفائزة بين الربع الأخير من العام نفسه والربع الأول من عام 2026.

وقال معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن ورئيس مجلس إدارة هايدروم: إعلان خططنا للجولة الثالثة من المزادات يُظهر التزام سلطنة عُمان بمواصلة تطوير هذا القطاع الواعد وفق خطوات مدروسة ورؤية استراتيجية، ونحن نسعى إلى التوسع مع التركيز على تعزيز القيمة الحقيقية لكل مشروع، سواء من حيث الاستدامة أو الابتكار التكنولوجي أو الأثر الاقتصادي. من خلال استثمار موارد عُمان المتجددة وموقعها الجغرافي، نسعى لبناء منظومة متكاملة للهيدروجين الأخضر تُسهم في تحقيق التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة. ويمثل هذا التوجه ركيزة أساسية في رؤيتنا لتعزيز الشراكات الدولية، وتوفير حلول مبتكرة تُسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة على المستويين المحلي والدولي.

وتضمنت الجلسات النقاشية التعاون الجاري لتطوير ممر الهيدروجين السائل، الذي أُطلق خلال مؤتمر الأطراف COP28 عبر اتفاقية دراسة مع ميناء أمستردام وشركة ايكولوج وشركة إن بي دبليو. وقد حقق هذا التعاون إنجازا مهما تمثل في استكمال دراسة أكدت جدوى إنشاء سفن نقل متخصصة لتصدير الهيدروجين المسال. ويُعد ميناء الدقم محورا استراتيجيا لهذه الجهود، حيث يدعم تصدير الهيدروجين الأخضر من سلطنة عمان إلى الأسواق الأوروبية عبر ميناء أمستردام، وإلى أسواق آسيا والمحيط الهادئ عبر سنغافورة. ومع المزايا التي يتميز بها الهيدروجين السائل من حيث كثافة الطاقة وكفاءة النقل، يتوقع أن يلعب دورا محوريا في تسريع جهود إزالة الكربون العالمية من خلال تمكين نقل الطاقة عبر مسافات طويلة بفعالية وكفاءة.

وصرّح المهندس عبدالعزيز بن سعيد الشيذاني، المدير العام لشركة هايدروم: "لقد عكست المشاركة الواسعة في يوم المستثمر الذي تنظمه شركة هيدروجين عمان "هايدروم" مدى الاهتمام العالمي والثقة في رؤية سلطنة عُمان لتطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر، فقد كان هذا اليوم فرصة قيمة لتبادل الرؤى وتعزيز الحوار مع شركائنا العالميين حول تطوير القطاع. سعداء بما تحقق من حوارات وشراكات وما تم الإعلان عنه اليوم يبرز الجهود المشتركة لما تحقق، ويمهد الطريق لاستكشاف المزيد من الفرص التي تعزز مسيرتنا نحو الإسهام في خطة سلطنة عمان للتحول في قطاع الطاقة. في هايدروم، نؤمن بأن النجاح يكمن في اتخاذ خطوات مدروسة ومواصلة الزخم، والابتكار من خلال ما نتطلع إليه في الجولة الثالثة من المزادات، سعيا لتطوير منظومة هيدروجين مستدامة تضيف قيمة حقيقية لسلطنة عُمان وتتماشى مع متطلبات العالم من الطاقة النظيفة".

ومع اختتام يوم المستثمر الأول لشركة هايدروم، أكدت سلطنة عُمان التزامها بريادتها الإقليمية ودورها المحوري في تشكيل مستقبل الهيدروجين الأخضر على المستوى العالمي، حيث لم تقتصر النقاشات والإعلانات التي شهدها اليوم على رسم ملامح المرحلة القادمة، بل وضعت أسسًا أخرى لشراكات إستراتيجية أوسع ومزيد من التعاون الدولي، مستندة إلى رؤية مدروسة تهدف إلى تحقيق الاستدامة وتعزيز التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الهیدروجین الأخضر الجولة الثالثة من من خلال

إقرأ أيضاً:

المؤتمر العالمي لتحلية المياه ينطلق اليوم ويناقش التحديات العالمية

أبوظبي: «الخليج»
انطلقت أمس ، أعمال المؤتمر العالمي لتحلية المياه 2024، الذي تستضيفه دائرة الطاقة في أبوظبي ويستمر حتى 12 ديسمبر الجاري بمركز أدنيك أبوظبي، ويجمع نخبة من قادة القطاع والخبراء والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة أحد أكبر التحديات الملحة في العالم، والمتمثلة في أزمة ندرة المياه.
حضر الافتتاح سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، والدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون للشباب، والدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري في مصر، والمهندس عويضة مرشد المرر رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، والدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع، والمهندس أحمد محمد الرميثي وكيل دائرة الطاقة في أبوظبي، وسعيد البحري العامري مدير عام هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، وسيف بدر القبيسي، مدير عام بلدية مدينة أبوظبي، وراشد لاحج المنصوري مدير عام الإدارة العامة للجمارك، وياسر المزروعي الرئيس التنفيذي لدائرة الموارد البشرية والدعم المؤسسي والتجاري في «أدنوك»، والمهندس عبد الله المعيني المدير التنفيذي لقطاع مختبر الفحص المركزي بمجلس أبوظبي للجودة والمطابقة، والمهندس بدر الشميلي، المدير التنفيذي لقطاع خدمات المطابقة والمواصفات بمجلس أبوظبي للجودة والمطابقة.
كما حضر المؤتمر عدد من سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين لدى الدولة وكبار المسؤولين والخبراء في قطاع الطاقة والمياه والبيئة والاستدامة.
بدأت المراسم الافتتاحية بعزف النشيد الوطني لدولة الإمارات، تلاه عرض فني استعرض العلاقة التي تربط الإنسان بالماء، وامتزجت فيه الموسيقى المؤثرة بالوسائط المرئية والعروض الحية لتصوير تفاصيل الرحلة الرمزية من تحديات ندرة المياه إلى منجزات الاستدامة والتي تعكس المبادئ والقيم الأساسية التي تقوم عليها دولة الإمارات والتزامها بالمحافظة على الإرث الحضاري المستدام للأجيال القادمة.
وفي كلمته الافتتاحية الرئيسية، أكد المهندس عويضة مرشد المرر، على أهمية المؤتمر الذي ينعقد في وقت يتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بعيد الاتحاد الثالث والخمسين، مشيراً إلى أن هذا الحدث يمثل فرصة للتأمل في مسيرة الإمارات الاستثنائية نحو الريادة العالمية في مجال الابتكار والاستدامة.
وقال معاليه: «إنه لشرف عظيم أن نلتقي اليوم لنعالج معاً تحدياً لا يقل أهمية عن الحياة نفسها، ألا وهو تأمين المياه لمستقبلنا ومستقبل أبنائنا».
وأضاف: «نحن جميعاً هنا اليوم، لأننا ندرك حجم المسؤولية التي تقع على عاتقنا، المياه ليست مجرد مورد طبيعي، إنها نبض الحياة وأساس الحضارات، ومع تزايد الطلب والضغوط البيئية، يصبح تأمينها قضية عالمية تتطلب منا العمل بروح واحدة، ونظرة بعيدة المدى».
وتابع: «نحن في أبوظبي لدينا طموح لتحقيق الريادة في النمو المستدام، بعزيمة قوية وصادقة تجاه التوازن بين متطلبات التنمية وحماية البيئة، لقد اختارت أبوظبي أن تقود، لا أن تنتظر، اخترنا أن نبني مستقبلاً مزدهراً ونكون فيه أوفياء للطبيعة».
وسلّط المرر الضوء على عدد من الإنجازات التي تحققت في قطاع المياه بأبوظبي، تمثلت بالالتزام التام في سنة 2035 بإنتاج 98% من المياه باستخدام تقنيات مستدامة تقلل البصمة الكربونية عن طريق التناضح العكسي، والالتزام في العام نفسه بأن يكون 60% من إنتاج الكهرباء في أبوظبي من مصادر نظيفة مدعومة بمشاريع رائدة.
وأشاد بمبادرة محمد بن زايد للماء التي ستسهم في دفع عجلة الابتكار وإيجاد حلول مستدامة للتحديات المائية على مستوى العالم، ونوّه إلى وجود استراتيجية متكاملة لجميع مصادر المياه لتحقيق الاستدامة المائية وتعظم العائد الاجتماعي والاقتصادي لكل قطرة ماء.
وفي ختام كلمته أكد: «أن كل هذه المشاريع ليست إلا انعكاساً لرؤية أوسع تشمل الإدارة المتكاملة للموارد المائية في أبوظبي».
من جانبه، تحدث فادي جويز، رئيس الرابطة الدولية لتحلية المياه، في كلمته عن الضرورة الملحة لمعالجة أزمة ندرة المياه، وأهمية دور المؤتمر العالمي لتحلية المياه في مشاركة الرؤى والخبرات واتخاذ القرارات.
وفي ما يتعلق بهذه القضية قال: «يشكل المؤتمر العالمي لتحلية المياه 2024 فرصة استثنائية لمضاعفة وتكريس جهودنا المشتركة من أجل التوصل لحلول مبتكرة لتحديات المياه، وندعو في هذا الحدث العالمي، جميع الأطراف المعنية للتعاون والابتكار واتخاذ خطوات هادفة تجاه تحقيق الأمن المائي في المستقبل».
فيما قالت شانون مكارثي، الأمين العام للمؤتمر العالمي لتحلية المياه خلال كلمتها الافتتاحية في المؤتمر: «اليوم، لم يعد يُنظر إلى تحلية المياه وإعادة استخدامها على أنها تكميلية، بل باعتبارها ركائز أساسية لإدارة المياه المستدامة، سيمهد هذا المؤتمر لمستقبل أكثر إيجابية للمياه، حيث يحتل الاستخدام المسؤول للمياه والدعوة العالمية لممارسات إعادة الاستخدام مركز الصدارة».
ويعد المؤتمر العالمي لتحلية المياه 2024 منصة عالمية تفاعلية تتيح استعراض التوجهات العالمية وأحدث التكنولوجيا المُبتكرة التي تلعب دوراً في مستقبل القطاع، ويشارك فيه أكثر من 200 متحدث من أكثر من 40 دولة، وسيناقش الخبراء ضمن أكثر من 100 جلسة حوارية وحلقات نقاشية وورش عمل، استكشاف أحدث الابتكارات في مجالات تحلية المياه وإعادة استخدامها، والإدارة المستدامة للموارد المائية.
وتتضمن أبرز فعاليات المؤتمر قمة القادة التي ستعقد اليوم الثلاثاء، وتناقش أهم الحلول المبتكرة لمعالجة ندرة المياه وتعزيز الاستدامة التي من شأنها تحقيق الأمن المائي، إضافة لإقامة حفل لتوزيع الجوائز على الفائزين غدا الأربعاء بفندق قصر الإمارات، وذلك تقديراً للإنجازات في مجالات الاستدامة وتحلية المياه وإعادة استخدامها، واحتفاءً بالابتكار والريادة.

مقالات مشابهة

  • السلطنة تعلن عن الجولة الثالثة لمشاريع الهيدروجين الأخضر
  • المؤتمر العالمي لتحلية المياه ينطلق اليوم ويناقش التحديات العالمية
  • كهرباء دبي: مشروع الهيدروجين الأخضر يخفض 450 طناً من الانبعاثات الكربونية
  • الرئيس السيسي: نرحب بالتعاون مع النرويج في إنتاج الهيدروجين الأخضر
  • السيسي: نرحب بالتعاون مع النرويج في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر
  • الرئيس السيسي: نرحب بالتعاون مع النرويج في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر
  • إنتاج دبي من الهيدروجين الأخضر يولد أكثر من 1 غيغاوات ساعة من الطاقة
  • إنتاج دبي من الهيدروجين الأخضر يخفض 450 طنا من الانبعاثات الكربونية
  • إنتاج دبي من الهيدروجين الأخضر يولد 1 جيجاوات في الساعة من الطاقة