أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا جير بيدرسون أن سوريا تمر بلحظة فاصلة في تاريخها بعد مغادرة الأسد، قائلا: إن الوضع يتغير بسرعة وأن سوريا تقف على مفترق طرق بما يبشر بفرص كبيرة ولكنه ينذر أيضا بمخاطر جسيمة.

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال المبعوث الأممي: إن هيئة تحرير الشام هي الجماعة الرئيسية التي تتولى السيطرة في دمشق ولكنها ليست الجماعة المسلحة الوحيدة في العاصمة السورية، مشيرا إلى وجود طائفة واسعة من جماعات المعارضة المسلحة بالإضافة إلى جماعات شُكلت حديثا.

وحذر بيدرسون من أن انتقال السلطة تصحبه أيضا سرقات واقتحام مبان حكومية أو منازل خاصة، قائلا: إن الصراع في شمال شرق سوريا لم ينته بعد، هناك اشتباكات بين الجيش الوطني السوري - الجماعة المعارضة - وقوات سوريا الديمقراطية، ونحن ندعو إلى الهدوء في تلك المنطقة".

وأعرب عن القلق البالغ إزاء التحركات والقصف من إسرائيل داخل الأرض السورية، مشددا على ضرورة توقف تلك الأعمال.. قائلا: لست على اتصال مع الإٍسرائيليين ولكن الأمم المتحدة في نيويورك على تواصل معهم، حفظة السلام في مرتفعات الجولان في تواصل يومي مع الإسرائيليين، وبالطبع الرسالة من نيويورك هي نفسها وتتمثل في أن تلك الأعمال انتهاك لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974.

وشدد بيدرسون على أن الكثير لايزال غامضا بشأن هيئة تحرير الشام، وسوريا تعيش في فترة متقلبة للغاية ولم تستقر الأمور بعد، هناك فرصة حقيقية للتغيير ولكن هذه الفرصة يجب أن يمسك بها السوريون أنفسهم بدعم من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

يُذكر أن هيئة تحرير الشام مدرجة على قائمة مجلس الأمن للإرهاب، ويدعو قـرار مجلس الأمن رقم 2254 - الصادر بالإجماع عام 2015 - الدول الأعضاء إلى منع وقمع الأعمال الإرهابية المرتكبة بشكل محدد من تنظيم داعش في العراق والشام وجبهة النصرة وكل الأفراد والجماعات المرتبطين بتنظيم القاعدة أو داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية.

وأشار بيدرسون إلى أن إدراج هيئة تحرير الشام على قائمة الإرهاب قد يتغير قريبا، قائلا:"يجب النظر إلى الحقائق لتفهم ما حدث خلال السنوات التسع الأخيرة، قد مرت 9 أعوام منذ اعتماد القرار والواقع الآن هو أن هيئة تحرير الشام وأيضا الجماعات المسلحة الأخرى ترسل رسائل جيدة للشعب السوري، إنها ترسل رسائل للوحدة والشمول، وبصراحة ما نراه في حلب وحماة هو أمر مطمئن على الأرض.

ومن جانبها، دعت نائبة المبعوث الخاص إلى سوريا نجاة رشدي الأطراف المعنية والدول الأعضاء ذات النفوذ إلى إعطاء الأولوية لحماية المدنيين والبنية الأساسية الحيوية، وضمان استمرار المؤسسات السورية في العمل في إطار القانون الدولي.. مؤكدة على الحاجة إلى تعزيز القدرة على الحماية والرصد، وداعية الدول الأعضاء ذات النفوذ إلى ضمان المرور الآمن للمدنيين الفارين من الأعمال العدائية.

وشددت نائبة المبعوث الخاص إلى سوريا على وجوب الحفاظ على البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك المدارس ومرافق الرعاية الصحية، وأن تظل المسارات التي يستطيع المدنيون من خلالها الفرار من العنف بأمان أو العودة إلى ديارهم، مفتوحة عندما يكون ذلك ممكنا.

وأكدت رشدي أنها مستمرة في التواصل مع السوريين في جميع القطاعات وأنها تؤكد على مسؤولية المجتمع الدولي عن منع مزيد من زعزعة الاستقرار ومواصلة الاستجابة لملايين الأشخاص المحتاجين.. مناشدة جميع الأطراف على السماح بالوصول الإنساني دون عوائق.

ودعت إلى بذل جهود عاجلة لمنع مزيد من الاضطرابات في الخدمات الأساسية، مشددة على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء سوريا من خلال جميع الوسائل، وعلى أساس تقييم احتياجات السكان.

اقرأ أيضاًالأمم المتحدة: السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الإنسانية بغزة هو اتفاق وقف النار

الأمم المتحدة: الاحتياجات الإنسانية في سوريا تتزايد والمطلوب استجابة عاجلة

الأمم المتحدة تحتفي باليوم الدولي لمكافحة الفساد

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأمم المتحدة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هيئة تحرير الشام هیئة تحریر الشام الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

هل المغرب معني بالاتفاقيات التجارية الجديدة للولايات المتحدة مع جميع دول العالم ؟

زنقة 20 | الرباط

قال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إن الولايات المتحدة قد تبدأ محادثات ثنائية مع دول حول العالم لإبرام ترتيبات تجارية جديدة، وذلك عقب فرضها رسوما جمركية على شركائها التجاريين الرئيسيين.

وجاءت هذه التصريحات بعد تهديد الرئيس دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية بنسبة 200% على واردات النبيذ والمشروبات الكحولية الأخرى من أوروبا، مما فتح جبهة جديدة في النزاع التجاري العالمي، الذي أثّر سلبًا على الأسواق المالية وأثار مخاوف من حدوث ركود اقتصادي.

وأكد روبيو أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات ضد الدول التي فرضت عليها رسوما جمركية، مشيرا في حديثه لبرنامج “فايس ذا نايشن” على شبكة (سي.بي.إس) إلى أن هذه السياسة لا تستهدف دولًا بعينها مثل كندا أو المكسيك أو الاتحاد الأوروبي، بل تشمل الجميع.

وأضاف أن واشنطن، بناءً على مبدأ الإنصاف والمعاملة بالمثل، قد تدخل في مفاوضات ثنائية مع دول مختلفة بشأن ترتيبات تجارية جديدة تحقق مصلحة جميع الأطراف.

ورغم عدم تقديمه تفاصيل دقيقة حول طبيعة هذه الاتفاقيات المحتملة، شدد روبيو على أن الولايات المتحدة تسعى إلى إعادة ضبط أسس التجارة الدولية لضمان تحقيق العدالة في المعاملات التجارية.

واختتم حديثه بالقول: “نحن لا نقبل بالوضع الحالي، ونسعى إلى تحديد وضع جديد، وبعد ذلك يمكننا التفاوض على اتفاقيات، إذا رغبت الدول الأخرى بذلك. لكن الاستمرار في الوضع الراهن ليس خيارًا مطروحا”.

واحتفل المغرب و الولايات المتحدة مؤخرا بالذكرى 20 لاتفاقية التجارة الحرة، وهي الاتفاقية الوحيدة التي أبرمتها الولايات المتحدة مع دولة إفريقية.

وزير الخارجية ناصر بوريطة كان قد صرح أمام البرلمانيين سنة 2017 أن اتفاقية التبادل الحر التي أبرمها المغرب مع الولايات المتحدة، لم تحقق الأهداف الأساسية التي أبرمت من أجلها، لسبب وحيد وهو أن المغرب لم يستطع جلب مستثمرين أمريكيين كثر.

و بحسب متتبعين، فإن المغرب يسعى من جانبه لإعادة هندسة اتفاقية التجارة الحرة لعام 2004 وضمّ بنود جديدة إليها، حتى تضمن الرباط ما يمكن تسميته بـ“التحفيظ السياسي” لإعلان الرئيس السابق ترامب باعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء.

 

مقالات مشابهة

  • اتفاق "الشرع - عبدي" ينقذ الإدارة الجديدة في سوريا.. الرئيس الجديد يحاول بسط نفوذه بعد انفلات الأمور ضد العلويين.. ودمج الأكراد لإنهاء تحالفهم مع الأسد
  • مصادر: الجيش اللبناني لم يدخل إلى أماكن تواجد مسلحي هيئة تحرير الشام
  • هل المغرب معني بالاتفاقيات التجارية الجديدة للولايات المتحدة مع جميع دول العالم ؟
  • الاتحاد الأوروبي: ندعم سوريا ونقف إلى جانبها لبناء مستقبل مزدهر
  • الإعلان الدستوري.. قراءة تحليلية لفلسفة السلطة في سوريا الجديدة (1)
  • الولايات المتحدة تتعهد بالعمل على استعادة السلام في شرق الكونغو الديمقراطية
  • مفوضية حقوق الإنسان تدعو لرفع العقوبات عن سوريا
  • ديشامب يكشف سبب استدعاء مبابي لمنتخب فرنسا قبل مواجهة كرواتيا
  • الأمم المتحدة تعارض الوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة العازلة بين سوريا والجولان المحتل
  • الأمم المتحدة: سوريا تدخل مرحلة جديدة بعد 14 عامًا من الصراع