ستالينغراد فلسطين.. مخيم جباليا الصامد في وجه الإبادة والتهجير
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
كانت عملية المقاومة الفلسطينية الأخيرة في جباليا شمال قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة 18 آخرين، من بينهم اثنان بجروح خطيرة، رسالة صمود وثبات، يسطّرها المخيم، بعد 431 يوما على حرب الإبادة الجماعية على القطاع.
واعترف جيش الاحتلال في بيان بأن "الحادث الذي وقع في جباليا نجم عن إطلاق مسلحين فلسطينيين صاروخا مضادا للدروع تجاه الجنود".
وفي تفاصيل إضافية عن العملية، قالت القناة الـ14 الإسرائيلية إن "10 مسلحين هاجموا قوة للجيش باستخدام صواريخ وأسلحة أوتوماتيكية أثناء خروجها في إجازة".
وتأتي العملية النوعية، بعد 66 يوما من هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي الحالي على شمال القطاع، مدججا بترسانته العسكرية، وسط قصف وتدمير وحصار وتجويع، ليُطلق ناشطون ومغردون مصطلح "ستالينغراد فلسطين" على مخيم جباليا الصامد في وجه الإبادة.
وتعد "ستالينغراد" إحدى المعارك الكبرى في التاريخ ونقطة تحول مفصلية في الحرب العالمية الثانية، دارت رحاها بين ألمانيا (وحلفائها من دول المحور) والاتحاد السوفياتي للسيطرة على مدينة ستالينغراد (تسمى اليوم فولغوغراد) السوفياتية بين صيف 1942 وفبراير/شباط 1943، وانتهت المعركة باستسلام الجيش السادس الألماني، وشكَّلت بداية النهاية لتقدم ألمانيا في هذه الحرب.
إعلانالباحث السياسي سعيد زياد، كان مثالا ممن أشاد ببطولة مخيم جباليا ومقاومته التي خرجت لكسر شوكة الاحتلال، وكتب عبر صفحته على منصة إكس "ستالينغراد يا جباليا".
وتحت وسم "جباليا ستالينغراد فلسطين"، كتب الناشط براء ريان "كان صمود ستالينغراد بداية انكسار الغزو النازي لروسيا، ثم هزيمة النازية. لعل صمود جباليا وقتالها 15 شهرا، وآخر 3 أشهر منها تحت حصار مطبق، يكون بداية انكسار العدو ودحر العدوان عن غزة الحبيبة".
﴿ قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون ﴾
تتجلى آيات الله في شباب جباليا وأبطالها اليوم، الذين يتوارثون راية القتال جيلا بعد جيل، ولا يعرفون في قاموسهم كلمة "استسلام"، ولا يعرف أبناؤها سوى كلمتي… pic.twitter.com/jn5gbbnBC2
— محمد النجار ???????? (@MohmedNajjar88) December 9, 2024
وفي معرض إشادة الناشط أنور قاسم، بعملية المقاومة الفلسطينية في جباليا، قال إنه "بعد 429 يوما من الحرب و66 يوما من الحصار المطبق ضمن المعركة الثالثة (هجوم جيش الاحتلال على شمال القطاع) تستحق جباليا لقب ستالينغراد فلسطين".
وعلى نفس الوسم، أشاد الناشط محمد النجار بمخيم جباليا "الذي يتوارث شبابه راية القتال جيلا بعد جيل ولا يعرفون في قاموسهم كلمة استسلام".
وأضاف في تغريدة عبر حسابه: "جباليا بعد 37 عاما على انطلاق الانتفاضة الأولى من أزقتها، وبعد 429 يوما مع معركة طوفان الأقصى، وبعد 65 يوما على حصارها المطبق في معركتها الثالثة، تنفذ عملية نوعية".
رأي آخر رفض مقارنة جباليا بأي بقعة أخرى في العالم، واعتبروا أن ما يجري في المخيم وقطاع غزة لا يشبه أي بقعة أخرى في العالم.
وفي هذا الصدد، كتب الناشط غازي المجدلاوي: "أرفض تسمية جباليا بستالينغراد فلسطين أو أي مسمى آخر، جباليا هي جباليا. لا ستالينغراد ولا أي بقعة في العالم حدث فيها ما يحدث في جباليا ولا في أحد بالعالم أكثر بطولة من أبناء جباليا لنتشبه فيهم".
كان صمود ستالينغراد بداية انكسار الغزو النازيّ لروسيا ثم هزيمة النازية عموما
لعلّ صمود جباليا وقتالها خمسة عشر شهرا، آخر ثلاثة شهور منها تحت حصار مطبق، يكون بداية انكسار العدو ودحر العدوان عن غزة الحبيبة.
اليوم وفق الله المجاهدين لضربة نوعية بمعسكر جباليا استهدفت شاحنة متفجرات…
— براء نزار ريان (@BaraaNezarRayan) December 9, 2024
إعلانواعتبر ناشطون أن "جباليا لا تشبه أحدا"، وأن "لا قوة في الأرض مهما بلغت من الغطرسة والجبروت، تستطيع كسر عقيدة وإرادة وإيمان أهل الأرض"، مؤكدين على أن "جباليا وغزة حالتان فريدتان من الصمود والإيمان".
#جباليا_ستالينغراد_فلسطين
جباليا وعزه لا تقارن هم حاله فريدة من الصمود والايمان والبذل في سبيل الله
— نواره (@WafaaMa21772496) December 9, 2024
وفي السادس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية جديدة وثالثة في شمال قطاع غزة بذريعة "منع حركة المقاومة الإسلامية حماس من استعادة قوتها في المنطقة".
وأواخر الشهر الماضي، وصفت القناة الـ13 الإسرائيلية القتال في مخيم جباليا وبيت لاهيا، شمالي القطاع، بـ"الضار والصعب"، وقدّرت وجود نحو 200 مقاوم من حركة حماس في جباليا "يقاتلون حتى الموت".
ووفق بيانات الجيش الإسرائيلي، فإن 816 ضابطا وجنديا قُتلوا منذ بداية الحرب، من بينهم 384 منذ العملية البرية الواسعة في قطاع غزة يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في حين تقول فصائل المقاومة إن خسائر الاحتلال تفوق ذلك بكثير على صعيد العسكريين والآليات.
وحسب البيانات ذاتها، قُتل 33 ضابطا وجنديا إسرائيليا منذ بداية العملية العسكرية الحالية في شمال القطاع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات جیش الاحتلال بدایة انکسار مخیم جبالیا فی جبالیا
إقرأ أيضاً:
عباس يدعو لدعم مساعي فلسطين لوقف الإبادة الإسرائيلية بغزة
روما – دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، امس الأربعاء، إلى دعم جهود فلسطين لتحقيق وقف إطلاق النار بقطاع غزة الذي يشهد إبادة إسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والحصول على المزيد من الاعترافات بالدولة الفلسطينية.
جاء ذلك خلال استقباله السفراء العرب المعتمدين لدى إيطاليا والفاتيكان، بمقر إقامته في روما، التي وصلها امس الأربعاء، وفق وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا”.
وأكد عباس، على “أهمية دعم مساعي فلسطين لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735، الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار الفوري في غزة، وإدخال المساعدات، وتمكين فلسطين من تحمل مسؤولياتها، والانسحاب الإسرائيلي الكامل، و تنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن فتوى محكمة العدل الدولية لإنهاء الاحتلال والاستيطان”.
وفي 10 يونيو/ حزيران الماضي، تبنى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أمريكي برقم 2735، ينص على وقف إطلاق نار دائم والانسحاب التام للجيش الإسرائيلي من غزة، وتبادل الأسرى، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين، ورفض أي تغيير ديمغرافي في القطاع.
وفي 19 يوليو/ تموز الماضي، قالت محكمة العدل الدولية، خلال جلسة علنية في لاهاي “استمرار وجود دولة إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني”، مشددة على أن للفلسطينيين “الحق في تقرير المصير”، وأنه “يجب إخلاء المستوطنات الإسرائيلية القائمة على الأراضي المحتلة”.
وشدد عباس، على أهمية حشد الدعم لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، و الحصول على المزيد من الاعترافات الدولية بدولة فلسطين.
وأكد على “أهمية التحالف الدولي الذي عقد اجتماعه الأول في المملكة العربية السعودية لحشد الدعم بهذا الخصوص”.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلنت السعودية باسم الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوروبيين إطلاق “التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين”، وذلك خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام، على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتعترف بفلسطين 149 من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة، فيما أعلنت السعودية في سبتمبر الماضي، باسم الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوروبيين إطلاق “التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين”.
وأطلع الرئيس الفلسطيني السفراء العرب على مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك العدوان الإسرائيلي على غزة وتصاعد الاستيطان واعتداءات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس.
والأربعاء، وصل عباس، إلى العاصمة الإيطالية، حيث من المقرر أن يلتقي البابا فرنسيس، ورئيس وزراء الفاتيكان بيترو بارولين، والرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، ورئيسة الوزراء جورجيا ميلوني.
كما سيجتمع مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من151 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
الأناضول