وصية نجيب محفوظ بعد فوزه بجائزة نوبل.. كيف تنبأ بمستقبل فلسطين والشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
يزين اسمه قائمة أبرز الكُتاب في العالم، هو أول عربي يحصل على جائزة نوبل في الأدب، إذ كان مشروعه الأدبي محاكاة للواقع، وانعكاسًا لمحطات حياته، أنه الأديب والكاتب الكبير نجيب محفوظ، الذي كتب الرواية الاجتماعية والسياسية والفلسفية، وعبر بقلمه عن هموم وأحلام الطبقة المتوسطة، وجسد الحياة من الحارة المصرية الشعبية، وترجمت أعماله إلى لغات عدة، لتصل إلى قراء العالم، حتى في يوم تسلمه جائزة نوبل اختار أن يتخذ المنبر العالمي، وأنظار العالم كله متجهة إليه، منبرا يطالب من خلاله بوطن للشعب الفلسطيني، فكان شمس لا تغيب في سماء الأدب العربي والعالمي وفي الإنسانية.
وُلد نجيب محفوظ في القاهرة يوم 11 ديسمبر عام 1911، المدينة التي شهدت مراحلة المختلفة، إذ تلقى تعليمه الأكاديمي في جامعة القاهرة، وحصل على منها ليسانس الفلسفة، وكتب في بداية حياته 6 روايات اجتماعية، هي: «زقاق المدق»، «السراب»، «الثلاثية»، «القاهرة الجديدة»، «خان الخليلي»، و«بداية ونهاية»، ثم تقلد كثير من المناصب الحكومية، حتى التحق بوزارة الثقافة، وأصبح مديرًا للرقابة على المصنفات الفنية، ومدير عام مؤسسة دعم السينما، ومستشار للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتليفزيون، ثم أصبح رئيسًا لمجلس إدارتها قبل أن يتقاعد ويتفرغ للكتابة في مؤسسة الأهرام، وكان حصول محفوظ على جائزة نوبل نقطة تحول في تاريخ الأدب المصري.
يوم 13 أكتوبر عام 1988، جاء قرار من الأكاديمية السويدية للعلوم، بمُنح نجيب محفوظ جائزة نوبل في الأدب، وكانت أول يفوز فيها كاتب مصري بالجائزة من بين كتَّاب اللغة العربية، إذ أعطى إنتاجه دفعة كبرى للقصة كمذهب يتخذ من الحياة اليومية مادة له، كما أنه أسهم في تطوير اللغة العربية، وكانت أعماله تخاطب البشرية جميها، وفقًا لكتاب «نجيب محفوظ من الجمالية إلى نوبل»، تأليف الكاتب غالي شكري، وقالت اللجنة القائمة على الجائزة، إنه أثرى المكتبة العربية بإنتاجه الغزير.
ووفقًا للكاتب كامل زهيري نقيب الصحفيين السابق في عام 2006، فإنه خلال عام 1942 تزاحمت قمم عالمية في الأدب والرواية على جائزة نوبل، وبعد أن توقفت بسبب الحرب العالمية الثانية، تحددت ترشيحات للقمم في عالم الرواية منها همنوای، وشتابنك من أمريكا، وباسم ذاك من روستا بإيران، لتأتي سنة 1988، وكان الوحيد المصري بين قمم الروائيين نجيب محفوظ، وفي حفل تسلمه لجائزة نوبل في الأدب عام 1988، ألقى بوصيته لأرض فلسطين وشعبها بواجب الحفاظ عليهم، فكانت رؤيته صائبة منذ قديم الزمن.
وجاء نص الوصية: «أرجو أن تتقبلوا بسعة صدر حديثى إليكم بلغة غير معروفة لدى الكثيرين منكم، لكن في الضفة وغزة أقوام ضائعون، رغم أنهم يعيشون فوق أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم وأجداد أجدادهم، هبوا يطالبون بأول مطلب حققه الإنسان البدائي، وهو أن يكون لهم موضع مناسب يعترف لهم به، فكان جزاء هبتهم الباسلة النبيلة رجالًا ونساءً وشبابًا وأطفالًا، تكسيرًا للعظام وقتلًا بالرصاص وهدمًا للمنازل وتعذيبًا في السجون والمعتقلات، ومن حولهم مائة وخمسون مليونًا من العرب يتابعون ما يحدث بغضب وأسى، ما يهدد المنطقة بكارثة إن لم تتداركها حكمة الراغبين في السلام الشامل العادل».
واستكمل «بأنه كما ينشط العلماء لتطهير البيئة من التلوث الصناعى، فعلى المثقفين أن ينشطوا لتطهير البشرية من التلوث الأخلاقي»، فصدق الأديب الروائي نجيب محفوظ في مطالبه وكتاباته، وجسد معنى خلود الحكايات بقلمه، حتى رحل في مدينة القاهرة عام 2006، عن عمر يناهز 94 عامًا، بعد مسيرة حافلة من الإبداع الأدبي، تاركًا إرثًا وزخمًا من الكتابات لا يقدر بثمن في العالم العربي والعالمي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جائزة نوبل الكاتب نجيب محفوظ ذكرى ميلاد نجيب محفوظ نجیب محفوظ جائزة نوبل فی الأدب
إقرأ أيضاً:
نجيب ساويرس يرد على خالد مشعل ومواقع التواصل تتفاعل
رفض رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس المقارنة التي أجراها رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في الخارج، خالد مشعل، بين حرب السادس من تشرين الأول/ أكتوبر 1973، التي خاضتها مصر ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومعركة طوفان الأقصى التي قامت بها حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وكان مشعل قد صرّح خلال مقطع فيديو خلال كلمته في حفل استقبال الأسرى الفلسطينيين المبعدين إلى مصر في يوم ذكرى حرب العاشر من رمضان، الموافق للسادس من تشرين الأول/ أكتوبر 1973، قائلاً: "نوجه كلامنا لقادة الأمة، وخاصة لمصر العزيزة التي تعلم جيدًا أنه لولا السادس من أكتوبر لما استعادت سيناء، وبدون السابع من أكتوبر لن نستعيد فلسطين. العالم لا يحترم إلا الأقوياء".
وأكد مشعل: "غزة ستظل لأهلها فقط، ولن يغادر أحد من غزة أو الضفة مستبدلاً وطنه". وأضاف: "سيظل ابن غزة في غزة، وابن الضفة في الضفة، ولا بديل عن فلسطين سوى فلسطين، مع تقديرنا واحترامنا لكل الدول العربية والإسلامية".
وشدد مشعل أن الشعب الفلسطيني هو الوحيد الذي سيحكم فلسطين، ولن يُفرض عليه أي نظام سياسي، ولن يُنزع سلاح شعب يعيش تحت الاحتلال.
وأكد على أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية. كما دعا مشعل الأمة العربية إلى "التضامن والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني".
وردّ ساويرس على تلك التصريحات عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، قائلاً: "لا مجال للمقارنة على الإطلاق. فحرب السادس من أكتوبر كانت حرب تحرير خاضها الجيش المصري العظيم ضد جيش العدو الإسرائيلي، وجهاً لوجه، دون اعتداء على المدنيين أو اختطاف النساء والأطفال والعجائز."
لا مقارنة اطلاقا ..فحرب ٦ اكتوبر كانت حرب تحرير بين جيش مصر العظيم و جيش العدو الإسرائيلى ... رجل امام رجل و لم تعتدي او تخطف النساء و الاطفال و العجائز من المدنيين و العالم يحترم الأقوياء بالفعل لكن يحتقر الارهاب ضد المدنيين العزل ! و نتيجة ٧ أكتوبر لا تبشر بخير على الاطلاق… https://t.co/gLabeBPjka — Naguib Sawiris (@NaguibSawiris) March 11, 2025
وأضاف ساويرس: "صحيح أن العالم يحترم الأقوياء، ولكنه في الوقت نفسه يحتقر الإرهاب الذي يستهدف المدنيين العزل. وما حدث في السابع من أكتوبر لا يُبشر بخير على الإطلاق."
منصات التواصل تتفاعل
ولاقى منشور ساويرس تفاعلا على مواقع التواصل الاجتماعي٬ وكانت أغلب المشاركات تنتقد تصريحاته التي وصفت بأنها دفاع عن الاحتلال الإسرائيلي ولا تفرق بين دفاع صاحب الأرض عن حقه وبين ما يقوم به الاحتلال من اغتصاب الأرض.
بينما طالب البعض رجل الاعمال المصري بعدم الحديث في السياسة والتفرغ للحفلات التي يقوم بها في منتجع الجونة الذي تمتلكه عائلته والحفلات الراقصة التي يقوم بها.
كما اتهم بعض الناشطين ساويرس أنه في عام 2009، قام من خلال شركته "أوراسكوم تيليكوم" للاتصالات التي يمتلكها بالاستثمار في شركة "فرونتير كوميونيكيشن" للاتصالات الإسرائيلية. وكان ذلك في سياق مساعي رجل الأعمال توسيع نشاطات شركاته في الأسواق العالمية.
حافظ على صيامك
بعض التغريدات هي اختبار لمدى تحملك و تحكمك في غضبك
المدعو نجيب ساويراس
يعقب على كلام المجاهد #خالد_مشعل
أنه لولا ٦ أكتوبر ما تحررت سيناء
و ٧ أكتوبر هي طريق تحرير فلسطين
فيقول المدعو السو إيراس
( ا مقارنة اطلاقا ..فحرب ٦ اكتوبر كانت حرب تحرير بين جيش مصر… — Ayman Azzam (@AymanazzamAja) March 12, 2025
مش لاقي تستشهد إلا بكلام طائفي مثل ساويرس فعلا شر البلية ما يضحك ومن قال ان مصر انتصرت في حرب ٧٣ او ان سيناء تحت سيادة مصر وهي عاجزة عن ادخال زجاجة مياه من دون اذن الاحتلال — sam1978 (@samerko1978) March 12, 2025
تصريح نجيب ساويرس الذي يصدر نفسه للمجتمع على أنه (رجل أعمال ) وكلامه عن ( الإرهاب) جرأة وتطور يلفت الانتباه! — د. ولاء رفاعي سرور (@walaarefaee1) March 11, 2025