دلال خير: العيباد يرحو يحوسو و بعض الأطفال يروحو للمستشفيات..ترقبوها
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
دلال خير: العيباد يرحو يحوسو و بعض الأطفال يروحو للمستشفيات..ترقبوها
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
.المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
خبراء اجتماع: الأب سر تفوّق الأبناء
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
أخبار ذات صلة إطلاق «برنامج الشيخة هند بنت مكتوم للأسرة» «التنمية الأسرية» تنفذ برامج لتعزيز الوالدية الفاعلةوجود الأب في حياة الأبناء، يعني الأمان والسند والقدوة والتوازن النفسي والانضباط، دوره يتخطى مجرد توفير الاحتياجات المادية، ليشمل جوانبَ نفسية واجتماعية عميقة التأثير، من الطفولة المبكرة وصولاً إلى مراحل الشباب والنضج، بل وحتى بعد الزواج. وغيابه ينعكس على الأطفال ويحدث لديهم جروحاً قد لا تندمل أبداً، بل تستمر معهم وتنعكس على حياتهم المستقبلية، فهو يُمثل حجر الزاوية في الأسرة، وحضوره الفعال في حياة الأبناء، يُسهم في بناء أجيال قادرة على مواجهة التحدّيات وتنشئة أفراد أسوياء قادرين على الإبداع والعطاء.
درع حصين
أوضحت كاميليا كامل، اختصاصية نفسية ومستشار أسري تربوي، أن الأب هو مصدر الأمان الأول في حياة أبنائه، والدرع الحصين والقدوة والمثل الأعلى، موضحة أنه ليس مجرد مصدر المادة في حياة أسرته، بل أعمق بكثير من ذلك، فدوره جوهري يحمل أبعاداً نفسية وعاطفية عميقة، تساعد على تشكيل شخصيات أبنائه ومستقبلهم ونظرتهم إلى أنفسهم، فهو المرآة التي يرى بها الطفل نفسه وقيمته وقدراته، موضحة أن غياب الدور الفعال للأب، ينتج عنه طفولة مشوهة، مع فقدان المهارات النفسية والعاطفية الأساسية وتراجع سبل التعامل مع العلاقات والمسؤوليات، كما يؤدي إلى الحرمان العاطفي وعدم القدرة على اتخاذ القرارات، مما يعوق تطور الأبناء اجتماعياً، فضلاً عن غياب القدوة التي يستند عليها الأبناء.
الثقة في النفس
لتفعيل دور الأب، أكدت كاميليا أن التواجد العاطفي هو أهم ركيزة في تكوين شخصية الأبناء وتنمية شعورهم بالأمان والانتماء، وعلى الأب أن يغرس القيم، مع الابتعاد عن النقد والتوبيخ والعنف والتلفظ بالكلام الجارح، وأن يهتم بجودة الوقت الذي يقضيه مع أبنائه، بحيث يكون مهتماً ومحباً وراعياً لهم. وأضافت: علينا إعادة صياغة دور الأب، ليكون شريكاً فعالاً في رحلة الحياة، وذلك عبر تقديم ورش ودورات تدريبية تركز على الجانب المعنوي والعاطفي والنفسي لوجوده في حياة الأبناء.
تنمية القدرات
بدورها، ترى ميثاء العامري، رئيس قسم تثقيف الأسرة في مؤسسة التنمية الأسرية، أن الأب مصدر للأمان والحماية في مختلف مراحل حياة الأبناء، مؤكدة أن وجوده الفعال في مرحلة الطفولة المبكرة يُسهم في بناء شخصية الطفل وتنمية مهاراته الاجتماعية والعاطفية، كما يلعب دوراً مهماً في غرس القيم والمبادئ، وتعليم الطفل الانضباط واحترام الآخرين، كما يُساعد في تنمية القدرات اللغوية والمعرفية للأبناء من خلال اللعب والاهتمام والحنان. أما في مرحلة الشباب، فإن دوره يتحوّل إلى مرشد وداعم، يساعد أبناءه على فهم أنفسهم وتحديد أهدافهم، ويقدم لهم النصح والإرشاد في مواجهة تحديات المراهقة وبناء علاقاتهم الاجتماعية، ويشجعهم على تحقيق طموحاتهم، ويساندهم في اتخاذ قراراتهم المصيرية، كاختيار التخصص الدراسي أو المهني.
أمان وثقة بالنفس
أشارت ميثاء العامري، إلى أن الحضور الفعلي للأب في حياة الأبناء، يمنحهم الشعور بالأمان والثقة بالنفس، بحيث ينشأ الأبناء بشكل يتيح لهم التفوق الأكاديمي والمهني، ويكونون قادرين على بناء علاقات اجتماعية صحية ومستقرة، فالدور الأبوي الإيجابي يقلل من احتمالية إصابتهم بمشاكل نفسية كالاكتئاب والقلق.
مواجهة التحديات
من جهتها، أشارت نورة مجاهد، اختصاصي تثقيف صحي في مؤسسة التنمية الأسرية، إلى أن للأب دوراً محورياً في تشكيل حياة أبنائه، وهو حجر الأساس الذي تُبنى عليه شخصياتهم وتُصقل مهاراتهم. وهو يمثل رمزاً للأمان والحماية، وتنمية القدرات العاطفية والاجتماعية، بمشاركته في غرس القيم الأخلاقية في نفوسهم، وتحفيز فضول الطفل المعرفي من خلال اللعب وقراءة القصص ومشاركته اكتشاف العالم من حوله. وفي مرحلة المراهقة والشباب يتحوّل دور الأب إلى مرشد وداعم، يساعد أبناءه على فهم التغيرات التي يمرون بها، ويقدم لهم النصح والإرشاد في مواجهة تحديات هذه المرحلة الحرجة، مع استكشاف مواهبهم وتحقيق طموحاتهم واتخاذ قراراتهم المستقبلية، على الصعيد الدراسي أو المهني أو الشخصي.
منظور نفسي واجتماعي
أكدت د. نادية الخالدي، اختصاصية إرشاد أسري وصحة نفسية، أن للأب أدواراً متشابكة وحساسة في حياة الأبناء ليشبعهم عاطفياً، ويعزز شعورهم بالحب والانتماء، موضحة أن لعب الأب مع طفله الصغير، يسهم في بناء شخصيته ويشعره بالدعم والثقة، وعلى الأب في مرحلة المراهقة تحقيق التوازن بين الدعم والتوجيه، كأن يعانق ابنه بعد مباراة رياضية خسرها مثلاً، مما يعزز ثقته بنفسه، كما أن الأب يعلم أبناءه احترام الآخرين، كأن يرد التحية للجيران أو يساعد مسنّاً، أو يتطوع في أعمال الخير.
وأضافت الخالدي، أن الأب لا بد أن يشجع ابنه على اختيار تخصصه الجامعي، فإن ذلك يمنح الشاب حرية اتخاذ القرار والشعور بالاستقلالية، وعندما يواجه الابن إخفاقاً في حياته المهنية أو الشخصية، على الأب أن يقول له: واصل الطريق ولا تتوقّف، فإن هذا التشجيع يعيد بناء معنوياته، فالأب هو مصدر للدعم والتوجيه.
أثر الغياب
أشارت ليلى طارق المعينا، مدربة وخبيرة في التنمية الذاتية، إلى إن غياب الأب له تأثيرات سلبية كبيرة على نمو الطفل في مختلف المجالات، فقد يعاني الأطفال الذين لا يحظون برعاية الآباء من انخفاض احترام الذات، وزيادة القلق، والشعور بانعدام الأمان، مما يؤثر على صحتهم العقلية بشكل عام، كما يعوق غياب الأب من تطوير المهارات الاجتماعية الأساسية، حيث يواجه الأطفال تحديات في تكوين علاقات صحية، وإظهار التعاطف والتواصل الفعال مع الأقران، وقد يؤدي هذا إلى مشاكل، مثل الشعور بالوحدة والانسحاب الاجتماعي. وتشير الأبحاث إلى أن مثل هؤلاء الأطفال غالباً ما يكون أداؤهم الأكاديمي منخفضاً، نتيجة فقدانهم إلى الدافع والدعم التعليمي، مما يؤدي إلى تراجع مهاراتهم الفكرية والنقدية، كما يؤدي غياب الأب إلى زيادة احتمالية حدوث مشاكل سلوكية، بما في ذلك الانحراف والعنف.
جودة الحياة
شدّدت المعينا على أهمية دور الأب في جودة حياة الطفل ونموه ورفاهيته النفسية، موضحة أن هناك أبحاثاً تشير إلى أن المشاركة الفعّالة في تربية الأبناء تسهم بشكل كبير في نمو الطفل العاطفي والاجتماعي والإدراكي والسلوكي، قائلة إن الأطفال الذين لديهم آباء داعمون يميلون إلى التعامل مع التحديات بشكل أكثر فعالية، كما يؤثر الآباء بشكل كبير على مهارات وسلوكيات أطفالهم، إذ يشكلون نموذجاً للعلاقات الصحية والتشجيع على الاستكشاف والمخاطر الآمنة.
أسر متماسكة
د. شافع النيادي خبير التنمية البشرية والعلاقات الأسرية، أكد أن الصراع الزوجي يؤثر على تطور عقل الطفل، حيث تبدأ الآثار السلبية من الأشهر الأولى، ويستمر صداها لعمر طويل، في حين أن الأسرة المتماسكة المتعاطفة المتحابة تؤثر بشكل واضح في الصحة الجسدية والعقلية للأطفال، مشيراً إلى أن الرضيع ترتفع نسبة هرمون السعادة لديه عندما يلاعبه والده، في حين أن ضرب الأطفال والتعنيف اللفظي تمتد آثاره على مدار مراحل الحياة، وتهدم شخصية الطفل، وقد تكون سبباً في جعل الطفل انطوائياً وضعيف الشخصية.