هل اصبح انتخاب الرئيس خارج السياق؟
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
لم يعد لبنان حتماً في اللحظة السياسية ذاتها التي كان عليها فجر وقف اطلاق النار بين "حزب الله" واسرائيل، علما ان هذه اللحظة مرت قبل نحو ١٠ ايام فقط، لكن التغييرات الاقليمية الحاصلة والمتسارعة جعلت البلد والقوى السياسية امام مشهد جديد ومختلف لا يمكن مقارنته بالفترة القليلة السابقة.
سقط نظام الرئيس بشار الاسد واستلمت جبهة تحرير الشام الحكم في سوريا في اطار تفاهمات معلومة وغير معلومة شملت قوى ودولا واحزابا اقليمية ودولية، وهذا ينقل المشهد الى مستوى جديد من التعقيد ويهدد التوازنات السياسي في المنطقة ككل وليس فقط في سوريا والدول المحيطة فيها وعلى رأسهم لبنان الذي بات ينتظر التحولات ليبني عليها.
بالتوازي حصل حدث اخر لا يقل أهمية هو الحراك العسكري الاسرائيلي الذي لم يقتصر على تدمير القدرات العسكرية للجيش السوري بل تقدمت الدبابات الى منطقة القنيطرة وضمتها الى الاراضي المحتلة، ما يؤثر بشكل مباشر على الواقع اللبناني خصوصا ان هذه المناطق هي مناطق حدودية مع لبنان.
المناطق التي سيطرت عليها اسرائيل في سوريا ملاصقة لمنطقة راشيا وحاصبيا وبالتالي، خلال اي حرب جديدة ستتمكن اسرائيل من الوصول الى جزين وصيدا من دون المرور عمليا بأي قرية او منطقة تابعة لـ "حزب الله" وعمليا يمكن حصار جنوب لبنان بسهولة نسبية وهذا ينقل الصراع بين اسرائيل والحزب الى مستوى مختلف.
كل هذه التطورات تجعل من فكرة انتخاب رئيس جديد للجمهورية خارج السياق العام، علما ان بعض الاوساط السياسية لا تزال مقتنعة بأن الجلسة المقبلة ستشهد انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
عمليا لا تبدو المعارضة اللبنانية قادرة على التنازل بل على العكس من ذلك، فهي تريد الذهاب نحو تسمية مرشح تصعيدي وليس للمناورة فقط بل من اجل ايصاله الى قصر بعبدا بعد "انتصار" مشروعها في المنطقة.
يعمل الاميركيون على ترتيب المنطقة بسرعة قياسية، خصوصا ان يدهم خلال هذه المرحلة هي العليا، لذلك سيكون الشرق الاوسط في المرحلة المقبلة وعلى المدى المتوسط في اطار اكتمال المشهد السياسي العام قبل فرض التسويات والتوازنات والحصص على مختلف الاطراف. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
برّي يلتقي بسفراء الخماسية وينتظر بادرة من معراب
دفعَ المشهد السوري القوى السياسية إلى تكثيف حراكها لخلق أرضية تتيح انتخاب رئيس في الجلسة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في 9 كانون الثاني، وتكثّفت الاتصالات واللقاءات التي تحمل نقاشاتها طروحات تختلف عمّا هو معلن.
وكشفت المصادر لـ «اللواء» عن اجتماع مرتقب بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري وسفراء اللجنة الخماسية هذا الاسبوع لكن لم يتم تحديد موعده نهائيا وربما يتم خلال هذين اليومين، لجوجلة حصيلة تحرك بعض سفراء الخماسية لا سيما المصري والفرنسي تجاه القوى السياسية والكتل النيابية والبحث في الخطوات اللاحقة قبيل حلول موعد جلسة الانتخاب التي حددها الرئيس بري في 9 كانون الثاني المقبل..
وذكرت المصادر انه برغم حجب الثقة عن الحكومة الفرنسية إلّا ان وزير الخارجية جان نويل بارو مازال يزاول عمله كتصريف اعمال، وهو اجرى مؤخراً اتصالات بشخصيات لبنانية رسمية وسياسية وقام ايضا باتصالات عربية ودولية حول الوضع اللبناني بعد ماجرى في سوريا خلال الايام العشرة الماضية والتي يترقب الجميع كيفية انعكاسها على لبنان.
وقال سفير مصر في لبنان علاء موسى: تناولنا الشأن الداخلي في ما خص انتخاب رئيس في جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل، وكان هناك توافق وتأكيد على أن الهدف هو الوصول الى موعد الجلسة المقبلة وانتخاب الرئيس، لأنه، كما قلنا، هذا هو اول استحقاق وستليه امور اخرى كثيرة، وهناك جو عام جيد وإن شاء لله نبني عليه في الفترة المقبلة وصولا الى انتخاب الرئيس في التاسع من كانون الثاني المقبل وما يتبعه من استحقاقات اخرى.
وكتبت" الاخبار": تتقاطع المعلومات حول وجود «خشية حقيقية من مستقبل التطورات في سوريا وانعكاساتها على لبنان، بمعزل عن احتفالات بعض القوى التي تعتبر سقوط نظام الرئيس بشار الأسد «تحريراً للبنان». وتؤكد المصادر أنه حتى هؤلاء، وعلى رأسهم رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع، لم يخف في جلساته وجود هواجس مما يُمكن أن تؤول إليه الأمور في سوريا وفي أي اتجاه ستذهب الأحداث.
ومن الواضح أن التفكير الجدي بالتعامل مع هذا الحدث، بدأ أولاً بطلب توضيحات من الموفد الأميركي عاموس هوكشتين حول ما يصدر عن المستشار الأميركي الجديد مسعد بولس، ودعوته اللبنانيين إلى التمهّل في انتخاب رئيس للجمهورية إلى ما بعد تنصيب الرئيس دونالد ترامب في 20 الشهر المقبل. وتزامن ذلك مع تقارير أرسلتها السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون إلى وزارة الخارجية، طالبت فيها بتوقف بولس عن إطلاق مواقف لا تعكس السياسة الرسمية للولايات المتحدة. ونُقل عن جونسون أن بولس لا يعبّر عن الموقف الرسمي الأميركي، وأن السياسيين اللبنانيين يحاولون التواصل معه لإقامة علاقة على حساب المؤسسات الأميركية، وأكّدت لزوارها أن الإدارة الأميركية تدعم انتخاب رئيس في جلسة التاسع من الشهر المقبل.
في غضون ذلك، عاود الفرنسيون تقديم لوائح مختصرة بأسماء مرشحين من خارج الطبقة السياسية الحالية في لبنان. ويجري الحديث عن اجتماع غير معلن بين بولس ومسؤولين في الرئاسة الفرنسية، وأن الأخير تلقّى لائحة تضم أسماء ثلاثة مرشحين تعتبر باريس أنهم لا يشكلون استفزازاً للأطراف الرئيسية في لبنان، وهم المصرفي سمير عساف، ووزير الخارجية السابق المتخصص بالأمور الاقتصادية ناصيف حتي، ووزير الداخلية السابق زياد بارود، علماً أن بعض اللبنانيين الذين التقوا بولس في باريس أخيراً قالوا إنه ينفي علاقته بأي نقاش حول الملف الرئاسي، وإن الرئيس دونالد ترامب لا يملك «أجندة خاصة» حول لبنان، لكنه أكّد أن ما يقوم به يحصل بالتنسيق مع الإدارة الحالية.
ولا تزال الاجتماعات مستمرة للنقاش في إمكانية التوصل إلى اسم توافقي، وفي هذا الإطار، أتى اللقاء بين جعجع والنواب آلان عون والياس بو صعب وإبراهيم كنعان وسيمون أبي رميا. وقالت مصادر مطّلعة على الاجتماع إن «جعجع لم يتحدث عن رئيس تحدّ بل أبدى استعداداً للتوصل إلى رئيس توافقي مع الفريق الآخر»، لكنه شدّد على أن «أي اتفاق لا يُمكن أن يتجاهل فريق المعارضة، ولن يكون مسموحاً أن يجري الاتفاق بين الأطراف الأخرى على اسم من دون الاتفاق مع قوى المعارضة في البلد، أي أن يتفق الثنائي الشيعي مع التيار الوطني الحر والنواب السنّة ووليد جنبلاط على اسم معين وإخراج المعارضة من الطبخة». وعلمت «الأخبار» أن النواب نصحوا جعجع بالتواصل مع برّي لتحسين فرص نجاح جلسة الانتخاب، وهو أكّد أن قنوات الاتصال كانت مفتوحة معه في الفترة الماضية ثم توقفت بسبب بعض التطورات لكن من المفترض أن تُستأنف الاتصالات معه في الأيام المقبلة.