أفادت مصادر مطلعة على الأنشطة العسكرية الأوكرانية في الخارج، أن الفصائل المسلحة التي اجتاحت سوريا، واستولت على السلطة، نهاية الأسبوع الماضي، حصلت على طائرات بدون طيار، إضافة إلى دعم آخر من عملاء الاستخبارات الأوكرانيين، الذين سعوا إلى تقويض روسيا وحلفائها السوريين.



وأرسلت الاستخبارات الأوكرانية حوالي 20 مشغل طائرات بدون طيار من ذوي الخبرة، وحوالي 150 طائرة بدون طيار من منظور الشخص الأول إلى مقر الفصائل المسلحة في إدلب، سوريا، قبل أربعة إلى خمسة أسابيع لمساعدة هيئة تحرير الشام، وفقًا للمصادر المطلعة.


وقال الكاتب ديفيد إغناثيوس في صحيفة "واشنطن بوست" إن مصادر استخباراتية غربية تعتقد أن المساعدة من كييف لعبت دورًا متواضعًا فقط في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لكنها كانت ملحوظة كجزء من جهد أوكراني أوسع نطاقًا لضرب العمليات الروسية سراً في الشرق الأوسط وأفريقيا، وداخل روسيا نفسها.

 

Syrian rebels had help from Ukraine in humiliating Russia https://t.co/BnmGgqwGsQ

— Andrea Mitchell (@mitchellreports) December 11, 2024


وكان برنامج المساعدة السري لأوكرانيا في سوريا سرًا مكشوفًا، على الرغم من أن كبار المسؤولين في إدارة بايدن قالوا مرارًا إنهم لم يكونوا على علم به. وأضاف أن الدافع وراء أوكرانيا واضح، إذ في مواجهة هجوم روسي داخل بلادهم، بحثت المخابرات الأوكرانية عن جبهات أخرى، حيث يمكنها أن تدمي روسيا/ وتقوض عملاءها.


وأعلن الأوكرانيون عن نواياهم/ ونقلت صحيفة "كييف بوست" في مقال بتاريخ 3 يونيو (حزيران) عن مصدر في جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكراني، الذي أخبر الصحيفة أنه "منذ بداية العام، وجه المتمردون (السوريون)، بدعم من عملاء أوكرانيين، ضربات عديدة على منشآت عسكرية روسية في المنطقة".
وتضمنت تلك القصة، المنشورة على الإنترنت، رابطًا إلى لقطات فيديو تُظهر هجمات على مخبأ  وشاحنة بيضاء وأهداف أخرى قيل إنها تعرضت لقصف من متمردين مدعومين من أوكرانيا داخل سوريا. وذكرت الصحيفة أن العملية في سوريا نفذتها وحدة خاصة تعرف باسم "خيميك" داخل حرس الثورة، "بالتعاون مع الفصائل السورية".

 

Ukraine knows that countering russia's threat everywhere is fundamental to world peace. The impact of russia's defeat in Syria cannot be overstated. putin has been humiliated and exposed to the world. pic.twitter.com/OX8ofw55Wt

— Akash Maniam (@ManiamAkash) December 11, 2024


ويشتكي المسؤولون الروس منذ أشهر من الجهود شبه العسكرية الأوكرانية في سوريا. وقال ألكسندر لافرينتييف، الممثل الخاص لروسيا في سوريا، في مقابلة مع وكالة تاس في نوفمبر(تشرين الثاني): "لدينا بالفعل معلومات تفيد بأن خبراء أوكرانيين من مديرية الاستخبارات الرئيسية في أوكرانيا موجودون على أراضي إدلب".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أدلى بادعاء مماثل في سبتمبر(أيلول) حول "مبعوثي الاستخبارات الأوكرانية" في إدلب. وزعم أنهم كانوا يقومون بـ"عمليات قذرة"، وفقًا لصحيفة الوطن السورية، التي أكدت أن الفريق أول كيريلو بودانوف كان على اتصال شخصي مع هيئة تحرير الشام.
وقبل أن يطيح هجوم هيئة تحرير الشام بالأسد، أكد المسؤولون الروس أن ارتباط أوكرانيا بالجماعة المتمردة كان محاولة لتجنيد مقاتلين سوريين لحربها ضد الكرملين. وفي سبتمبر(أيلول)، زعم تقرير نشره موقع على الإنترنت يُدعى "كرادل" أن أوكرانيا عرضت على هيئة تحرير الشام 75 طائرة بدون طيار في صفقة "طائرات بدون طيار مقابل مقاتلات". ولكن لا يوجد أي دليل مستقل يدعم هذا الادعاء الروسي.
من الواضح أن روسيا فوجئت بالتقدم السريع الذي أحرزته هيئة تحرير الشام نحو دمشق ــ ولكن من المثير للاهتمام أن المصادر الروسية حاولت التقليل من أهمية الدور الأوكراني. 
ولفت الكاتب إلى أن  سوريا ليست الحالة الوحيدة التي تعمل فيها الاستخبارات العسكرية الأوكرانية في الخارج لمضايقة العملاء الروس. فقد ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية في أغسطس (آب) أن أوكرانيا ساعدت المتمردين في شمال مالي في نصب كمين لمرتزقة روس من مجموعة فاغنر. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إن هجوم 27 يوليو(تموز) أسفر عن مقتل 84 من عملاء فاغنر، و47 مقاتلاً من مالي.
وبعد عدة أيام، أشاد أندريه يوسوف، المتحدث باسم جيش التحرير الشعبي الأوكراني، بعملية مالي، قائلاً إن المتمردين  "تلقوا معلومات ضرورية، وليس مجرد معلومات، مما مكن من عملية عسكرية ناجحة ضد مجرمي الحرب الروس"، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية. وبعد الهجوم، قطعت مالي علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا.
وتعهد بودانوف في أبريل 2023 بأن أوكرانيا ستلاحق الروس المذنبين بارتكاب جرائم حرب "في أي جزء من العالم"، وفقًا لتقرير إخباري. ونقل الكاتب عن مسؤولين أمريكيين أن عمليات الاستخبارات العدوانية التي يشنها بودانوف كانت في بعض الأحيان تقلق إدارة بايدن.
وسأل الكاتب بودانوف في مقابلة أجريت معه في مقره في كييف في أبريل الماضي عن العمليات التي أعلن عنها جيش التحرير الشعبي الأوكراني ضد ميليشيا فاغنر في أفريقيا. فأجاب: "نحن نجري مثل هذه العمليات بهدف الحد من الإمكانات العسكرية الروسية، في أي مكان حيث يكون ذلك ممكنًا. لماذا تكون أفريقيا استثناءً؟".
وكما هي الحال مع غزوات أوكرانيا في أفريقيا وهجومها على منطقة كورسك داخل روسيا، فإن العملية السرية في سوريا تعكس محاولة لتوسيع ساحة المعركة وإيذاء الروس في المناطق التي لم يكونوا مستعدين لها. ولم تكن مساعدة أوكرانيا "الطائرة بدون طيار التي قصمت ظهر البعير"، إذا جاز التعبير. لكنها ساعدت، على الأقل بطريقة صغيرة، في إسقاط أهم عميل لروسيا في الشرق الأوسط.
وعلى غرار إسرائيل، التي فشلت في توقع هجوم حماس عبر سياج غزة في 7 أكتوبر 2023، رأت روسيا المتمردين المدعومين من أوكرانيا قادمين، لكنها لم تتمكن من التعبئة لوقف الهجوم ومنع العواقب المدمرة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد العسکریة الأوکرانی هیئة تحریر الشام بدون طیار فی سوریا

إقرأ أيضاً:

توحيد السلاح في سوريا: رغبة السلطة وتناقضات الواقع

تتكشف معضلات الحكم الجديد في سوريا بشكل أوضح. فبينما تبدو الرغبة جلية بفرض تسليم الفصائل سلاحها، تكثر التساؤلات حول استثناءات غير مبررة. وبينما تُرفع القيادة الجديدة شعار ضبط الأمن، تبقى مناطق واسعة عرضة للانقسامات المسلحة.

اعلان

منذ تسلمه السلطة في دمشق، لم يتوقف رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، عن تأكيد ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، وإخضاع كافة الفصائل المسلحة لسلطة وزارة الدفاع. في مقابلة تلفزيونية منتصف يناير 2025، شدد على أن جميع الجماعات العسكرية خارج إطار الدولة ستُحلّ، وأنه لن يُسمح بأي تشكيلات مسلحة تعمل خارج سيادة الدولة، وذلك بهدف ضمان الاستقرار ووضع حد للفوضى التي عصفت بالبلاد.

غير أن المشهد الفعلي يعكس واقعًا مغايرًا يثير تساؤلات متزايدة حول قدرة السلطة الجديدة على تنفيذ تعهداتها. فالتوترات مستمرة على أكثر من جبهة: في الشمال، حيث تستمر الخلافات مع قوات سوريا الديمقراطية، وفي الغرب حيث تخوض "هيئة تحرير الشام" معارك ضارية ضد العشائر اللبنانية، وفي الجنوب حيث تظل مسألة "اللواء الثامن" بقيادة أحمد العودة دون حل واضح. إضافة إلى ذلك، لا تزال الهجمات الإسرائيلية مستمرة، مصحوبة باحتلالها لمناطق جديدة في الجنوب السوري، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي.

إحدى أكثر المفارقات وضوحًا تتجلى في استمرار وجود "هيئة تحرير الشام"، الفصيل الذي سبق أن قاده الشرع (أبو محمد الجولاني حينها) تحت مسمى "جبهة النصرة". فعلى الرغم من إعلان تفكيك معظم الفصائل المسلحة أو ضمها إلى وزارة الدفاع، لا تزال الهيئة تحتفظ بوجود عسكري نشط، وتخوض مواجهات شرسة على الحدود مع لبنان. وتطرح هذه الاستثناءات غير المعلنة تساؤلات حول مدى التزام القيادة الانتقالية بمبدأ توحيد السلاح تحت سلطة الدولة.

في سياق موازٍ، يثير موقف الشرع من إسرائيل مزيدًا من الغموض. فبينما يؤكد رجل دمشق القوي تجنّب التصعيد في بداية حكمه، تبقى توغلات الجيش الإسرائيلي داخل سوريا والغارات الجوية المتكررة عنواناً يطرح التساؤلات حل الاستجابة المستقبلية لهذا التحدي. كما تطرح الاشتباكات مع العشائر تناقضاً جديداً مع تصريحات الشرع بعدم الرغبة بأي مواجهة مع دول الجوار، ما يثير شكوكا حول المستقبل، ويفتح الباب أمام التكهنات بشأن طبيعة استراتيجيته في المرحلة القادمة.

أما على مستوى الترتيبات العسكرية الداخلية، فالصورة لا تقل ضبابية. إذ لا يزال "اللواء الثامن" بقيادة أحمد العودة مترددًا في الانضمام إلى وزارة الدفاع، رغم إعلان الوزارة أن معظم الفصائل قد وافقت على الاندماج. في المقابل، أكد العودة أن أبناء الجنوب كانوا من أوائل الداعين إلى تأسيس وزارة دفاع وطنية، لكن بشروط تضمن تمثيلًا عادلًا لجميع المكونات، وهو ما يسلط الضوء على انعدام الثقة بين القيادات المحلية والسلطة المركزية الجديدة.

على الضفة الأخرى، لا تبدو "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) أكثر استعدادًا لتسليم سلاحها، رغم إعلان الشرع أنها وافقت على ذلك "مع بعض الاختلافات" في التفاصيل. لكن على أرض الواقع، لم يحدث أي تقدم ملموس، ما يعكس صعوبة فرض سلطة الحكومة الانتقالية على كافة الفصائل، ويفتح المجال أمام استمرار الانقسامات العسكرية.

وفي ظل استمرار الاشتباكات العنيفة بين "هيئة تحرير الشام" والعشائر اللبنانية منذ 6 فبراير 2025، والتي امتدت آثارها إلى الداخل اللبناني، تتجلى صورة مفارقة أخرى: فبينما يعلن الشرع عن نيته ضبط السلاح، لا تزال بعض الفصائل تحتفظ بقدراتها العسكرية وتتحرك بحرية على الأرض، دون تدخل واضح من الدولة.

صورة ضبابية حول أفق الاستقرار

يواجه الوضع السياسي في سوريا تحديات أخرى على المستوى الإقليمي والدولي. فالتقارب مع الدول العربية ما زال بطيئًا، ولا تزال قوى إقليمية تنظر بعين الريبة إلى مدى استقرار النظام الجديد. كما أن استمرار العمليات العسكرية والانتهاكات على الحدود يزيد من تعقيد المساعي الدبلوماسية، مما يعزز من احتمالية استمرار العزلة السياسية.

في المحصلة، تتكشف معضلات الحكم الجديد في سوريا بشكل أوضح. فبينما يُفرض على بعض الفصائل تسليم سلاحها، تحظى أخرى باستثناء غير مبرر. وبينما تُرفع شعارات ضبط الأمن، تبقى مناطق واسعة عرضة للانقسامات المسلحة. هذه التناقضات المتشابكة لا تطرح تساؤلات حول مستقبل الاستقرار في سوريا فحسب، بل تضع شرعية النظام الجديد ذاته على المحك، خصوصاً أنه تولى الرئاسة بعد تطورات عسكرية استثنائية لايزال قسمٌ من أحداثها ملتبساً، بما يشمل مواقف القوى الإقليمية والدولية الفاعلة.

وفي ظل هذه الظروف، يبقى التساؤل الأكبر قائمًا: هل يستطيع أحمد الشرع تحقيق وعوده وتثبيت سلطته في ظل هذه الانقسامات والتناقضات؟ أم أن سوريا ستظل ساحة مفتوحة لصراعات داخلية وإقليمية تضعف فرص بناء دولة مستقرة؟

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أمريكا ولعنة سقوط الطائرات: مقتل شخص وإصابة آخرين إثر اصطدام طائرتين في مطار أريزونا قتلى وجرحى في تفجير انتحاري قرب أحد البنوك في ولاية قندوز شمال أفغانستان سوريا: تنصيب أحمد الشرع "الجولاني" رئيساً للمرحلة الانتقالية وحل الجيش وحزب البعث وإلغاء الدستور سورياأبو محمد الجولاني قسد - قوات سوريا الديمقراطيةهيئة تحرير الشام اعلاناخترنا لكيعرض الآنNext ترامب: أوكرانيا يمكن أن تصبح روسية في يوم من الأيام يعرض الآنNextعاجل. قتلى وجرحى في تفجير انتحاري قرب أحد البنوك في ولاية قندوز شمال أفغانستان يعرض الآنNext بروكسل تواجه رسوم ترامب بخطة غير متوقعة: هل يصبح الاقتصاد الرقمي ساحة المعركة الجديدة؟ يعرض الآنNext بروكسل في مأزق: كيف تواجه المفوضية رفض بولندا لميثاق الهجرة؟ يعرض الآنNext زلزال بقوة 5.2 درجات يضرب شمالي المغرب ويثير هلع السكان اعلانالاكثر قراءة جوائز غرامي 2025: إطلالة بيانكا سينسوري تثير الاستهجان وانتقادات لقبعة جادن سميث مقتل طفلة طعنًا في مدرسة بكوريا الجنوبية والشرطة تحقق في الحادث بسبب تهديدات واشنطن وحلفائها.. كيم جونغ أون يتوعد بتوسيع البرنامج النووي لكوريا الشمالية أردوغان يرى أنه لا داعي لبحث خطة ترامب عن غزة أو أخذها على محمل الجد أوروبا تشهد ارتفاعًا بنسبة 31% في الأمراض المنقولة جنسيًا: بعض الحالات يصعب علاجها اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبضحاياإسرائيلحركة حماسروسياأوروباالصراع الإسرائيلي الفلسطيني علم النفسقطاع غزةمحادثات - مفاوضاتوقاية من الأمراضفلاديمير بوتينالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • توحيد السلاح في سوريا: رغبة السلطة وتناقضات الواقع
  • روسيا تعلن استعدادها لتقديم المساعدة للبنان
  • السلطات الأوكرانية: انفجارات في بولتافا عقب رصد إطلاق صواريخ من روسيا
  • عاجل.. هجوما بطائرة أوكرانية بدون طيار بالقرب من مصفاة نفط روسية
  • روسيا: القضاء على معظم القوات الأوكرانية التي دخلت كورسك في أغسطس
  • الوضع في سوريا.. رئيس الاستخبارات التركية في طهران
  • ضغوط أمريكية للدمج أو إعادة الهيكلة.. مستقبل الحشد الشعبي: إلى أين؟ - عاجل
  • خطر ترامب المبالغ فيه: هل يحاول الإعلام إشاعة القلق في العراق؟
  • روسيا تؤكد إسقاط 35 طائرة أوكرانية دون طيار
  • قصة مواطن لم يقبل في الوظائف التي تقدم إليها فأصبح طيار .. فيديو