الين يصعد مع تضخم أسعار الجملة باليابان وترقب بيانات أميركية
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
ابتعد الين عن أدنى مستوى في أسبوعين مقابل الدولار، الأربعاء، بعد أن أظهرت بيانات تسارع التضخم في أسعار الجملة باليابان، مما يدعم توقعات رفع البنك المركزي أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.
في غضون ذلك ظل الدولار قويا مقابل العملات الرئيسية قبيل قراءة مرتقبة للتضخم في الولايات المتحدة، والتي قد تقدم مؤشرات على وتيرة خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
وانخفض الدولار الأسترالي إلى أدنى مستوياته في أربعة أشهر بعد أن أظهر البنك المركزي ميلا إلى التيسير النقدي أمس. كما أثر ذلك على الدولار النيوزيلندي، الذي انخفض إلى أدنى مستوى في أكثر من عام.
ويترقب المستثمرون أيضا أنباء عن مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي الصيني المغلق الذي يعقد هذا الأسبوع. وحصل الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي على دفعة في بداية الأسبوع بعد تعهد بكين بتقديم المزيد من الدعم المالي والنقدي للاقتصاد العام المقبل.
وانخفض الدولار 0.19 بالمئة إلى 151.685 ين بحلول الساعة 0608 بتوقيت غرينتش، بعد ارتفاعه إلى 152.18 ين خلال الليل، وهو أقوى مستوى منذ 27 نوفمبر.
وارتفع مؤشر أسعار سلع الشركات في اليابان، الذي يقيس السعر الذي تفرضه الشركات على بعضها مقابل السلع والخدمات، بنسبة 3.7 بالمئة الشهر الماضي على أساس سنوي، متجاوزا توقعات السوق لزيادة 3.4 بالمئة ويمثل أسرع وتيرة سنوية للزيادة منذ يوليو 2023.
وتتوقع السوق احتمالا بنسبة 27 بالمئة لأن يرفع بنك اليابان المركزي أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية في 19 ديسمبر.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية أخرى، قليلا إلى 106.38، بعد أن بلغ أعلى مستوى في أسبوع عند 106.63 في الجلسة السابقة.
ويتوقع المتداولون حاليا بنسبة 85 بالمئة أن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية في 18 ديسمبر.
ويتوقع خبراء الاقتصاد ارتفاع أسعار المستهلكين الأميركيين 0.3 بالمئة في نوفمبر.
وانخفض الدولار الأسترالي 0.089 بالمئة إلى 0.6373 دولار بعد تراجعه إلى 0.63655 دولار خلال الليل للمرة الأولى منذ الخامس من أغسطس. وهبط الدولار النيوزيلندي 0.12 بالمئة إلى 0.5794 دولار بعد أن هبط في وقت سابق إلى 0.57875 دولار للمرة الأولى منذ أكتوبر من العام الماضي.
ويتخذ البنك المركزي الأوروبي قراره بشأن السياسة النقدية غدا الخميس، وهناك يقين بالأسواق من أنه سيخفض الفائدة ربع نقطة مئوية على الأقل.
واستقر اليورو عند 1.0527 دولار. وتراجع الجنيه الإسترليني قليلا إلى 1.2764 دولار.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار
إقرأ أيضاً:
ما هو الاتجاه المتوقع للدولار الأمريكي في عهد ترامب؟
هناك عدد قليل من المؤشرات التي تنقل معلومات عن اتجاهات الاقتصاد الكلي العالمي مثلما تفعل تقلبات أسعار العملات.
وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على الأسواق العميقة والسائلة للعملات الأجنبية الرئيسية في الاقتصادات المتقدمة، مثل الدولار الأمريكي، والين الياباني، واليورو، والفرنك السويسري، والجنيه الإسترليني.
وتعتمد أسعار صرف العملات الأجنبية على تدفقات رؤوس الأموال، والتي تتأثر بردود الفعل الفورية والتوقعات المتعلقة بالرغبة في المخاطرة والأداء الاقتصادي النسبي وفروق أسعار الفائدة.
في الأشهر الأخيرة، شهدت أسواق العملات الأجنبية الرئيسية تقلبات كبيرة.
شهد مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، وهو مؤشر تقليدي يقيس قيمة الدولار الأمريكي مقابل سلة مرجحة من ست عملات رئيسية، ارتفاعاً ملحوظاً على خلفية فوز دونالد ترامب في الانتخابات العامة الأمريكية في نوفمبر 2024، فقد ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 6% تقريباً منذ سبتمبر 2024، وهذا تحرك سريع وغير عادي في فئة الأصول هذه، ويتبع عن كثب العوائد الدورية للأسهم الأمريكية التي تتسم بقدر أكبر من المخاطر والتقلبات.
ومع تجاوز مؤشر الدولار الأمريكي المستويات الحرجة التي شهدناها في سبتمبر 2023، وسط "ذروة" تدابير التشديد المتخذة من قِبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، بدأ المحللون والمستثمرون يناقشون الاتجاه المتوقع للدولار الأمريكي.
ويرى الكثيرون أن الدولار الأمريكي ينبغي أن يحظى بدعم جيد من زيادة التعريفات الأمريكية على الشركاء التجاريين الرئيسيين من قِبل ترامب، وقوة أداء الاقتصاد الأمريكي، واحتمال اضطرار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى التصرف بقدر أكبر من "الحذر" تجاه السياسة النقدية أكثر من نظرائه، على خلفية ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة.
ولكن التحليلات تشير إلى أن هناك مبالغة في تقييمات الدولار الأمريكي والتي قد تحتاج إلى تعديل. تتمثل إحدى الطرق الشائعة للنظر إلى "تقييمات" العملات في تحليل أسعار الصرف المرجحة بالتجارة والمعدلة حسب التضخم، أي أسعار الصرف الفعلية الحقيقية، ومقارنتها بمتوسطاتها طويلة الأجل أو معاييرها التاريخية. ويعد مقياس سعر الصرف الفعلي الحقيقي هذا أكثر قوة من أسعار صرف العملات الأجنبية التقليدية لأنه يلتقط التغيرات في أنماط التجارة بين البلدان بالإضافة إلى الاختلالات الاقتصادية في نوعية التضخم وفروقاته.
وتشير بيانات سعر الصرف الفعلي الحقيقي لشهر ديسمبر 2024 إلى أن الدولار الأمريكي هو بالفعل العملة التي تتسم بأكبر قدر من المبالغة في التقييم في العالم المتقدم، حيث تزيد تقييماته بنسبة 21.8% من "قيمته العادلة" النظرية.
وفي تقرير سابق لبنك قطر الوطني في منتصف عام 2024، قبل انتخاب ترامب، عندما كان مؤشر الدولار الأمريكي يحوم بين 105 و106، أي أدنى بقليل من المستويات الحالية، فإنه "لا يوجد مجال كبير لحدوث مزيد من الارتفاع في قيمة الدولار الأمريكي بما يتجاوز المستويات الحالية."
ويري بنك قطر الوطني QNBأن هناك مجال لسيناريو مختلف يتجاوز فكرة "الدولار القوي" في الأمد البعيد. وهناك عاملان بشأن الرياح المعاكسة المحتملة للدولار في الأمد المتوسط. وهما الأول: قد تؤدي التحولات في الموقف المالي للاقتصادات المتقدمة الكبرى إلى تضييق فروق النمو وأسعار الفائدة بينها وبين الولايات المتحدة. في السنوات الأخيرة، كانت الولايات المتحدة أكثر جرأة من نظيراتها في تطبيق السياسات المالية التوسعية، مما عزز أداءها الاقتصادي، لكن بالمقابل، دفع العجز لديها إلى حوالي 7% من الناتج المحلي الإجمالي. حالياً، مع استعداد الفريق الاقتصادي الأمريكي الجديد لإجراء عملية ضبط مالي كبيرة لتقريب العجز إلى 3%، في الوقت الذي تميل فيه الاقتصادات المتقدمة الأخرى نحو تدابير أكثر توسعية، فإن أسبقية النمو في الولايات المتحدة قد تتضاءل. وفي نهاية المطاف، سيؤدي تقليص فارق النمو إلى تفضيل العملات الأخرى على الدولار الأمريكي.
والعامل الثاني وفقا لتقرير بنك قطر الوطني أنه وعلى الرغم من حالة عدم اليقين القائمة بشأن مسار أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وشعبية الرأي القائل بأن التيسير النقدي "انتهى" في الولايات المتحدة، فإننا نعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف ينفذ على الأقل تخفيضين آخرين لأسعار الفائدة في عام 2025. وفي حين يؤثر النمو القوي و"التخوف من التضخم" الناتج عن التدابير التي ينفذها ترامب على التوقعات بشأن التحركات التالية لبنك الاحتياطي الفيدرالي إزاء السياسة النقدية، فإن النظرة الأكثر شمولاً لمؤشرات التضخم الرائدة تشير إلى أنه لا يوجد ما يدعو للذعر أو الإنهاء المفاجئ للتيسير النقدي. إن الاتجاه الهبوطي الكبير في التضخم غير الدوري، إلى جانب التباطؤ الكبير في النشاط الاقتصادي وسوق العمل الأكثر مرونة، من شأنها أن تؤيد إجراء المزيد من التخفيضات على أسعار الفائدة إلى أن تبلغ مستويات محايدة، أي حوالي 4%. ومن شأن هذا أن يؤثر على الفارق في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة والاقتصادات الأخرى، مما يؤدي إلى تخفيف الأوضاع المالية العالمية ودفع المزيد من رؤوس الأموال إلى الأصول غير المقومة بالدولار الأمريكي.
وينتهي التقرير، إلي أنه يرى مجالاً محدوداً لحدوث مزيد من الارتفاع في قيمة الدولار الأمريكي بما يتجاوز المستويات الحالية. ومن المرجح أن يتحرك الدولار نحو مستويات أكثر "اعتدالاً"، بدعم من عملية ضبط الأوضاع المالية، والتيسير النقدي الإضافي، والإدارة الأمريكية الجديدة التي ستركز على معالجة الاختلالات.